وقفة عند قوله : " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " تبين لك فضل الله العظيم ..
قال العلماء .. التبديل هنا نوعان :
الأول : تبديل الصفات السيئة بصفات حسنة , كإبدالهم بالشرك ايمانا وبالزنا عفة واحصانا وبالكذب صدقا وبالخيانة أمانة وهكذا .
* ** * ** * ** * ** *
الثاني :تبديل السيئات التي عملوها بحسنات يوم القيامة . وتأمل قوله : " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " ولم يقل مكان كل سيئة حسنة فقد يكون اقل او مساويا او اكثر في العدد او الكيفية , وذلك بحسب صدق التائب وكمال توبته .
* ** * ** * ** * ** *
فهل ترى فضلا اعظم من هذا الفضل ؟؟
وانظر الى شرح هذا الكرم الإلهي في الحديث الجميل التالى :
* ** * ** * ** * ** *
عن عبد الرحمن بن جبير عن ابي طويل شطب الممدود انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم - وفي طرق اخرى - جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه وهو يدعم على عصا حتى قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
* ** * ** * ** * ** *
فقال ارأيت رجلا عمل الذنوب كلها فلم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة .اي لا صغيرة ولا كبيرة الا اتاها , وفي رواية , الا اقتطعها بيمينه لو قسمت خطيئته بين اهل الارض لأوبقتهم - اهلكتهم - فهل لذلك من توبة ؟
* ** * ** * ** * ** *
قال : فهل اسلمت ؟ قال : اما انا فأشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله , قال : تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن "
* ** * ** * ** * ** *
قال وغدراتي وفجراتي ؟ قال : نعم ! قال الله اكبر فما زال يكبر حتى توارى .*
* ** * ** * ** * ** *
وهنا قد يسأل تائب , فيقول : اني لما كنت ضالا لا اصلي خارجا عن ملة الاسلام قمت ببعض الاعمال الصالحه فهل تحسب لي بعد التوبة او تكون ذهبت ادراج الرياح ؟
* ** * ** * ** * ** *
واليك الجواب : عن عروة بن الزبير ان حكيم بن حزام اخبره انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اي رسول الله أرأيت أمورا كنت اتحنث بها في الجاهلية من صدقةاو عتاقة او صلة رحم أفيها أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اسلمت على ما اسلفت من خير " رواه البخاري .
* ** * ** * ** * ** *
فهذه الذنوب تغفر , وهذه السيئات تبدل حسنات , وهذه الحسنات ايام الجاهلية تثبت لصاحبها بعد التوبة , فماذا بقي !!
__________________________________________________
* قال الهيثمي رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن هارون ابي نشيطة وهو ثقه . المجمع 1 / 36 وقال المنذري في الترغيب اسناده جيد قوي 4 / 113 وقال ابن حجر في الاصابة هو على شرط الصحيح 4 / 194 ترجمة شطب