عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12 Mar 2021, 04:01 PM
عائد لله
باحث ذهبي
عائد لله غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 14202
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 فترة الأقامة : 4026 يوم
 أخر زيارة : 15 Mar 2024 (02:51 PM)
 المشاركات : 328 [ + ]
 التقييم : 15
 معدل التقييم : عائد لله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
صادقون في زمن القبض على الجمر



صادقون في زمن القبض على الجمر
مازال في الدنيا خير حتى وإن قل ، فالصدق والأمانة باقيان مادام الإسلام باقيًا ، لأن الله سبحانه وتعالى أمر بهما في كل الديانات السماوية ، ورسوله أوصى الأمة بعدم هجرهما ، ورغم أن هناك البعض ممن لا يتحلون بتلك الصفات إلا أن البعض الأخر مازال قابضًا عليها ، ومن هؤلاء الناس بطل قصتنا الأمين أبو محمود .

فهو أب لثلاثة أبناء يعمل في مجال التجارة ، كان أبو محمود رجلًا صالحًا يقيم الصلاة ويدفع الزكاة ، وكان لا يبخل على محتاج أو فقير رغم أنه من أسرة متوسطة الحال ، وليس ثريًا كبعض التجار ، وذات يوم خرج أبو محمود مع عائلته إلى مركز التسوق ليشتري بعض مستلزمات المنزل ، من طعام وشراب .

وبعد أن انتهت زوجته وأطفاله من جمع ما يبغونه ووضعه في عربة التسوق ، توجه أبو محمود بحاجيات الأسرة إلى المحاسب ، ودفع له ما طلب واستلم إيصالًا بالمشتريات ، ثم توكل على الرزاق وخرج عائدًا بصحبة عائلته إلى المنزل ، وقضى يومه ما بين العبادة والجلوس مع العائلة ، حتى جاء موعد النوم .

وفي الصباح استيقظ أبو محمود وبعد أن توضأ وصلى وتناول طعامه توجه للعمل ، وأثناء جلوسه على مكتبه أخرج بعض الفواتير والإيصالات الخاصة بعمله ، وبدأ يتصفحها فكان بينها إيصال مركز التسوق ، وأثناء قراءته لذلك الإيصال اكتشف أن الإيصال به بعض الأشياء المنقوصة ، فقد اشترى بالأمس ثلاث دجاجات وأشياء أخرى لم يجدها مدونة .

وعلى ما يبدو أن محاسب المشتريات قد أخطأ في رؤيتها ، أو نسى تدوينها فشعر أبو محمود بغصة في قلبه ، وقال في نفسه : كيف سيأكل أولادي طعامًا لم أدفع ثمنه ! ، وتذكر قول المولى عز وجل : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ( سورة النساء ، الآية 58) ، فقام على الفور وتوجه إلى مركز التسوق كي يصحح الخطأ ويرد الأمانة إلى أصحابها .

لم يقل أبو محمود سأنتظر ريثما أنتهي من عملي ، ولم يفكر في الخسائر التي قد يخسرها حينما يغلق متجره في هذا الوقت الحيوي ، كل ما فكر فيه أن في بيته سلعًا لم يدفع ثمنها ، وإن أكل منها أولاده فهي حرام لذا لم يهنأ باله إلا عندما قام وتوجه إلى محاسب المشتريات بالمركز ، وهناك راجع المحاسب وأخبره أن هناك خطأ في الحساب وأن للمركز في ذمته مبلغًا من المال .

فشكره المحاسب على أمانته وأبلغ إدارة المركز بما حدث ، فحمد الله على بقاء الأمانة واتجه إلى أبو محمود وشكره بنفسه ، وكافأه على ذلك بأن أهداه مجموعة قيمة من الألعاب لأبنائه الصغار ، ففرح أبو محمود بموقف مدير المركز وعاد إلى عمله واثقًا أن فعل الصواب ، فلم يكترث لما يمكن أن يخسره من المال بسبب إغلاق متجره والتوجه إلى المركز التجاري ، لأنه تجارته مع الله أربح وأعظم .




 توقيع : عائد لله

:
ولمّا قسا قلبي وضاقت مذاهِبي ... جعلتُ رجائي نحو عفوكَ سُلّماً


تعاظَمَنِي ذنبِي فلمّا قرنتهُ ... بعفوكَ ربّي كان عفوكَ أعظَمَاً

فمازلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لم تَزَل ... تجودُ وتعفو مِنّةً وتكرُّماً


رد مع اقتباس