عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12 Jun 2013, 02:49 PM
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
طالب علم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 5830 يوم
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : طالب علم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
تحذير الإخوان من الاستعانة بالجان .



بسم الله الرحمن الرحيم
وَالحمدُ للهِ ربِّ العالمَينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى أَشْرفِ المُرسَلينَ- صلَّى الله عليه وسلَّم.

مِن أَبشعِ المُحدَثاتِ المُنتشِرة بيْن بعض المُعالجِين مسألةُ الاستِعانةِ بالجَانِّ، وهي مُخالَفةٌ صَريحةٌ لا لَبْسَ فيها؛ للحَديثِ الصَّحيحِ عن أَبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ عِفريتًا مِن الجنِّ تَفَلَّتْ عليَّ البارِحةَ - أَو كَلِمة نَحوَها - ليَقطعَ عليَّ الصَّلاة، فأمْكَنني اللهُ مِنْه، فأردتُ أنْ أَربطَه إلى ساريةٍ من سَواري المسجدِ حتَّى تُصبِحوا، وتَنظروا إليهِ كُلُّكمْ، فذَكَرتُ قوْل أَخي سُليمانَ: ربِّ هبْ لي مُلكًا لا يَنبغِي لِأحدٍ مِن بَعْدي، فردَّهُ خاسِئًا))؛ رواه أحمد والبخاري ومسلم.

فَلَو كانت الاستِعانةُ بالجانِّ جائِزَةً، لَكانَ أَوَّلَ مَن فَعَلَ ذلك نبيُّنا مُحمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولأمْسكَ الجانَّ لِيستَعينَ بِهِ فِي مُعالجَةِ المَصروعِين، وفيما أهم مِن ذلك كَحُرُوبِهِ مَع الكُفَّارِ، والحاجَةِ إلى التَّجسسِ عَليهِم، والتَّعرفِ عَلى أَحْوالِهم، واستِخدامِهمْ في سائِرِ الأعْمالِ الأُخْرى.

ولَكنَّهُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا تَذكَّرَ دَعوةَ نبيِّ الله سُليمانَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عَلِمَ عَدمَ مَشروعيَّةِ ذَلِكَ، ورَأَى أنَّ مُجرَّدَ حَبسِهِ لِيراهُ النَّاسُ مُتناقِضٌ مَع هذه الدَّعوةِ النَّبويَّةِ، فتَرَاجعَ عَن ذلك، فإذَا كان المَنعُ مِن مُجرَّدِ حَبسِهِ لِلرؤيةِ، فاسْتخِدامُهُ أشدُّ حُرمةً مِن ذلك.

فاتَّقِ الله أَخي الحَبيب، وتَذكَّر امتناعَ نبيِّكَ وحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن إمْساكِ الجانِّ، فأَمْسِكْ أيُّها السُّنِّيُّ عمَّا أَمْسكَ عَنهُ النَّبيُّ محمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإيَّاكَ مِن مُخالَفةِ أَمْرِهِ؛ فَتَقَعَ في الوعيدِ الواردِ بِقوْلِهِ تَعالى: ﴿ لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَلاَ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 63 - 64].

جَعَلَني اللهُ وإيَّاكَ مِمَّن يَلزمُونَ سُنَّتَهُ، ويَتَّبِعونَ أَمْرَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - آمينَ يا أرْحمَ الرَّاحمين.

وآخِر دَعْوانا أنِ الحَمدُ للهِ ربِّ العالَمين
سُبْحانَك اللَّهُمَّ وبحمْدِك، أَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنتَ، أَستغفِرُك، وَأتوبُ إليك.




 توقيع : طالب علم


رد مع اقتباس