عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:04 AM   #21
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لك من الله من شيء يا عباس عم رسول الله لا أملك لك من الله من شيء وفي الصحيح أيضا لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها يعار أو رقاع تخفق فيقول أغثني أغثني فأقول قد أبلغتك لا أملك لك من الله من شيء # فيعلم من هذا أن قوله ولا يملكون من دونه الشفاعة ولا يملكون منه خطابا على مقتضاه وأن قوله في الآية ^ لا يملكون منه ^ كقوله صلى الله عليه وسلم لا أملك لكم من الله من شيء وهو كقول إبراهيم لابيه ^ وما أملك لك من الله من شيء ^ # وهذه الآية تشبه قوله تعالى ^ رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ^ فإن هذا مثل قوله ^ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي قولا ^ ففي الموضعين اشترط إذنه فهناك ذكر القول الصواب وهنا ذكر أن يرضى قوله ومن قال الصواب رضي الله قوله فإن الله إنما يرضى بالصواب & الشفاعة لله & #102 وقد ذكروا في تلك الآية قولين # أحدهما أنه الشفاعة أيضا كما قال ابن السائب لا يملكون شفاعة إلا بإذنه والثاني لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه قال مقاتل كذلك قال مجاهد لا يملكون منه خطابا قال كلاما هذا من تفسيره الثابت عنه وهو من أعلم أو أعلم التابعين بالتفسير

# قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وقال عرضت المصحف على ابن عباس أقفه عند كل آية وأسأله عنها وعليه اعتمد الشافعي وأحمد والبخاري في صحيحه # وهذا يتناول الشفاعة أيضا # وفي قوله لا يملكون منه خطابا لم يذكر استثناء فإن أحدا لا يملك من الله خطابا مطلقا إذ المخلوق لا يملك شيئا يشارك فيه الخالق كما قد ذكرناه في قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة أن هذا عام مطلق فإن أحدا ممن يدعى من دونه لا يملك الشفاعة بحال ولكن الله إذا أذن لهم شفعوا من غير أن يكون ذلك مملوكا لهم وكذلك قوله ^ لا يملكون منه خطابا ^ هذا قول السلف وجمهور المفسرين # وقال بعضهم هؤلاء هم الكفار لا يملكون مخاطبة الله في ذلك اليوم قال ابن عطية قوله ^ لا يملكون ^ الضمير للكفار أي لا يملكون من إفضاله وإكماله أن يخاطبوه بمعذرة ولا غيرها وهذا مبتدع وهو خطأ محض # والصحيح قول الجمهور والسلف أن هذا عام كما قال في آية اخرى ^ وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ^ وفي حديث التجلي الذي في الصحيح لما ذكر مرورهم على الصراط قال صلى الله عليه وسلم ولا يتكلم أحد إلا الرسل ودعوى الرسل اللهم سلم سلم فهذا في وقت المرور على الصراط وهو بعد الحساب والميزان فكيف بما قبل ذلك # وقد طلبت الشفاعة من أكابر الرسل وأولي العزم وكل يقول إن

ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني فعلت كذا وكذا نفسي نفسي نغمى فإذا كان هؤلاء لا يتقدمون إلى مخاطبة الله تعالى بالشفاعة فكيف بغيرهم # وأيضا فإن هذه الآية مذكورة بعد ذكر المتقين وأهل الجنة وبعد أن ذكر الكافرين فقال ^ إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ^ ثم قال ^ يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ^ فقد أخبر أن الروح والملائكة يقومون صفا لا يتكلمون وهذا هو تحقيق قوله ^ لا يملكون منه خطابا ^ والعرب تقول ما أملك من أمر فلان أو من فلان شيئا أي لا أقدر من أمره على شيء وغاية ما يقدر عليه الإنسان من أمر غيره ولو بالسؤال # فهم في ذلك الموطن لا يملكون من الله شيئا ولا الخطاب فإنه لا يتكلم أحد إلا بإذنه ولا يتكلم إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا قال تعالى ^ إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ^ فقد أخبر الخليل أنه لا يملك لأبيه من الله من شيء فكيف غيره # وقال مجاهد أيضا إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا قال حقا في الدنيا وعملا به رواه والذي قبله عبد بن حميد وروى عن عكرمة وقال صوابا قال الصواب قول لا إله إلا الله

# فعلى قول مجاهد يكون المستثنى من أبى بالكلم الطيب والعمل الصالح # وقوله في سورة طه ^ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ^ فإذا جعلت هذه مثل تلك فتكون الشفاعة هي الشفاعة المطلقة وهي الشفاعة في الحسنات وفي دخول الجنة كما في الصحيحين أن الناس يهتمون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يرحمنا من مقامنا هذا فهذا طلب الشفاعة للفصل بينهم # وفي حديث الشفاعة أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن فهذه شفاعة أهل الجنة ولهذا قيل إن هاتين الشفاعتين مختصتان بمحمد صلى الله عليه وسلم ويشفع غيره في العصاة # فقوله ^ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ^ يدخل فيها الشفاعة في أهل الموقف عموما وفي أهل الجنة وفي المستحقين للعذاب وهو سبحانه في هذه وتلك لم يذكر العمل إنما قال وقال صوابا وقال ورضي له قولا لكن قد دل الدليل على أن القول الصواب المرضي لا يكون صاحبه محمودا إلا مع العمل الصالح لكن نفس القول مرضي فقد قال الله ^ إليه يصعد الكلم الطيب ^ # وذكر البغوي وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما في قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ قولين أحدهما أن المستثنى هو شافع ومحل من الرفع والثاني هو المشفوع له # قال أبو الفرج في معنى الآية قولان أحدهما أنه أراد ب ^ الذين يدعون

من دونه ^ آلهتهم ثم استثنى عيسى وعزيرا والملائكة فقال ^ إلا من شهد بالحق ^ وهو شهادة أن لا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم قال وهذا مذهب الأكثرين منهم قتادة # والثاني أن المراد ب ^ الذين يدعون ^ عيسى وعزيرا والملائكة الذين عبدهم المشركون لا يملك هؤلاء الشفاعة لأحد ^ إلا من شهد بالحق ^ وهي كلمة الإخلاص ^ وهم يعلمون ^ أن الله خلق عيسى وعزيرا والملائكة وهذا مذهب قوم منهم مجاهد # وقال البغوي ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق ^ هم عيسى وعزير والملائكة فإنهم عبدوا من دون الله ولهم الشفاعة وعلى هذا تكون من محل رفع وقيل من في محل خفض وأراد بالذين يدعون عيسى وعزيرا والملائكة يعني أنهم لا يملكون الشفاعة إلا لمن شهد بالحق قال والأول أصح # قلت قد ذكر جماعة قول مجاهد وقتادة منهم ابن أبي حاتم روى بإسناده المعروف عن مجاهد على شرط الصحيح عن مجاهد قوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ عيسى وعزيرا والملائكة يقول لا يشفع عيسى وعزير والملائكة ^ إلا من شهد بالحق يعلم ^ الحق هذا لفظه جعل شفع متعديا بنفسه وكذلك لفظ # وعلى هذا فيكون منصوبا لا يكون مخفوضا كما قاله البغوي فإن الحرف الخافض إذا حذف انتصب الاسم ويكون على هذا يقال شفعته وشفعت له كما يقال نصحته ونصحت له وشفع أي صار شفيعا للطالب أي لا يشفعون طالبا ولا يعينون طالبا ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ أن الله ربهم

# وروى بإسناده عن قتادة ^ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ^ الملائكة وعيسى وعزير أي أنهم قد عبدوا من دون الله ولهم شفاعة عند الله ومنزلة # قلت كلا القولين معناه صحيح لكن التحقيق في تفسير الآية أن الاستثناء منقطع ولا يملك أحد من دون الله الشفاعة مطلقا لا يستثنى من ذلك أحد عند الله فإنه لم يقل ولا يشفع أحد ولا قال لا يشفع لأحد بل قال ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ وكل من دعي من دون الله لا يملك الشفاعة ألبتة # والشفاعة بإذن ليست مختصة بمن عبد من دون الله # وسيد الشفعاء صلى الله عليه وسلم لم يعبد كما عبد المسيح وهو مع هذا له شفاعة ليست لغيره فلا يحسن أن تثبت الشفاعة لمن دعي من دون الله دون من لم يدع # فمن جعل الاستثناء متصلا فإن معنى كلامه أن من دعى من دون الله لا يملك الشفاعة إلا أن يشهد بالحق وهو يعلم أو لا يشفع إلا لمن شهد بالحق وهو يعلم ويبقى الذين لم يدعوا من دون الله لم تذكر شفاعتهم لأحد وهذا المعنى لا يليق بالقرآن ولا يناسبه وسبب نزول الآية يبطله أيضا & معنى ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ & #103 وأيضا فقوله ^ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ^ يتناول كل معبود من دونه ويدخل في ذلك الأصنام فإنهم كانوا يقولون هم يشفعون لنا قال تعالى ^ ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس