عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:35 AM   #12
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


في استوائه على العرش إذا قالوا : إنه فوق العرش وهذا قول ابن عقيل وغيره وهو أول قولي القاضي أبي يعلى . ويسمي ابن عقيل هذه " النسبة " الأحوال ; ولعله يشبهها " بالأحوال " التي يثبتها من يثبتها من النظار ويقولون هي لا موجودة ولا معدومة كما يقول ذلك أبو هاشم والقاضيان : أبو بكر وأبو يعلى وأبو المعالي الجويني في أول قوليه . وأكثر الناس خالفوهم في هذا الأصل وأثبتوا له تعالى فعلا قائما بذاته وخلقا غير المخلوق - ويسمى التكوين - وهو الذي يقول به قدماء الكلابية كما ذكره الثقفي والضبعي وغيرهما من أصحاب أبي بكر محمد بن خزيمة في العقيدة التي كتبوها وقرءوها على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة لما وقع بينهم النزاع في " مسألة القرآن " . وهو آخر قولي القاضي أبي يعلى وجمهور الحنفية والحنبلية وأئمة المالكية والشافعية وهو الذي ذكره البغوي في " شرح السنة " عن أهل السنة وذكره البخاري إجماع العلماء كما بسط ذلك في مواضع أخر . و " الأصل الثاني " : نفيهم أن تقوم به أمور تتعلق بقدرته ومشيئته ويسمون ذلك " حلول الحوادث " . فلما كانوا نفاة لهذا امتنع عندهم أن يقوم به فعل اختياري يحصل بقدرته ومشيئته ; لا لازم ولا متعد ; لا نزول ولا مجيء ولا استواء ولا إتيان ولا خلق ولا إحياء ولا إماتة ولا غير ذلك . فلهذا فسروا قول السلف بالنزول بأنه يفعل ما يشاء على أن مرادهم حصول مخلوق منفصل ; لكن كلام السلف صريح في أنهم لم يريدوا ذلك وإنما أرادوا الفعل الاختياري الذي يقوم به . والفضيل بن عياض رحمه الله لم يرد أنه يخلو منه العرش ; بل أراد مخالفة الجهمية ; فإن قوله : " يفعل ما يشاء " لا يتضمن أنه لا بد أن يكون تحت العرش بل كلامه من جنس كلام أمثاله من السلف : كالأوزاعي وحماد بن زيد وغيرهما .
ومنهم من أنكر ما روي عن أحمد في رسالته إلى مسدد وقال : راويها عن أحمد مجهول لا يعرف في أصحاب أحمد من اسمه أحمد بن محمد البردعي . وأهل الحديث في هذا على " ثلاثة أقوال " : منهم من ينكر أن يقال : يخلو أو لا يخلو كما يقول ذلك الحافظ عبد الغني المقدسي وغيره . ومنهم من يقول : بل يخلو منه العرش وقد صنف أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن محمد بن منده مصنفا في الإنكار على من قال : لا يخلو منه العرش وسماه : " الرد على من زعم أن الله في كل مكان وعلى من زعم أن الله ليس له مكان وعلى من تأول النزول على غير النزول " . وذكر أنه سئل عن حديث أخرجه أبو سعيد النقاش في " أقوال أهل السنة " عن أبي الحسن محمد بن علي المروزي عن محمد بن إبراهيم الدينوري عن علي بن أحمد بن محمد بن موسى عن أحمد بن محمد البردعي التميمي قال : لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر السنة وما وقع فيه الناس من " القدر " و " الرفض " و " الاعتزال " و " الإرجاء " و " القرآن " كتب إلى " أحمد بن حنبل " : أن اكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ثم ذكر فيها ; وينزل الله إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه العرش وعن حديث روي عن إسحاق بن راهويه في هذا المعنى . وزعم عبد الرحمن أن هذا اللفظ لفظ منكر في الحديث عنهما وعن غيرهما وحكمه عند أهل الأثر حكم حديث منكر وقال : أحمد بن محمد البردعي مجهول لا يعرف في أصحاب أحمد من اسمه " أحمد بن محمد " : فيمن روى عن أحمد بن محمد بن حنبل كأحمد بن محمد بن هانئ وأبي بكر الأثرم وأحمد بن محمد بن الحجاج وأبي بكر المروذي وأحمد بن محمد بن عيسى البراني القاضي وأحمد بن محمد الصائغ وأحمد بن محمد بن غالب القاص غلام خليل وأحمد بن محمد بن مزيد الوراق . وزاد ابن الجوزي : أحمد بن محمد بن خالد أبا بكر القاضي وأحمد بن خالد أبا العباس البراني وأحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة وأحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح الأسدي وأحمد بن محمد بن عبد الحميد الكوفي وأحمد بن محمد بن يحيى الكحال وأحمد بن محمد بن البخاري وأحمد بن محمد بن بطة وذكر أحمد بن الحسن أبا الحسن الترمذي ; وأحمد بن سعيد وقيل : أبو الأشعبة الترمذي . وذكر في المحمدين : محمد بن إسماعيل الترمذي قال : ولم يعد هذا فيمن روى عن مسدد أيضا . قال : وهذا الحديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة على لفظ واحد منهم : أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعثمان بن أبي العاص ومعاذ بن جبل وأبو أمامة وعقبة بن عامر وأبو ثعلبة المروذي ورفاعة بن عرابة الجهني وعبادة بن الصامت وعمر بن عبسة وأبو هريرة وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري وجابر بن عبد الله وجبير بن مطعم وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ولم يقل أحد منهم هذا اللفظ ; ولا من رواه من الصحابة والتابعين والأئمة بعدهم . ثم ساق الأحاديث بألفاظها ; وذكر أن أحدا منهم لم يقل هذا اللفظ . قال : وهو لفظ موافق لرأي من زعم أنه لا يخلو منه مكان ورأى من زعم أنه ليس له مكان . قال : وتأويل من تأول النزول على غير النزول مخالف لقول من قال : ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة ولقوله : فلا يزال كذلك إلى الفجر . قلت : القائلون بذلك لم يقولوا : إن هذا اللفظ في الحديث ; وليس في الحديث أيضا أنه لا يخلو منه العرش أو يخلو منه العرش ; كما يدعيه المدعون لذلك فليس في الحديث لا لفظ المثبتين لذلك ولا لفظ النفاة له . وهؤلاء يقولون : إنهم يتأولون النزول على غير النزول ; بل قد يكون من هؤلاء من ينفي نزولا يقوم به ويجعل النزول مخلوقا منفصلا عنه ; وعامة رد ابن منده المستقيم إنما يتناول هؤلاء ; لكنه زاد زيادات نسب لأجلها إلى البدعة ; ولهذا كانوا يفضلون أباه أبا عبد الله عليه وكان إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي وغيره يتكلمون فيه في ذلك كما هو معروف عنهم . قال عبد الرحمن : قال أبي في الرد على من تأول النزول على غير النزول واحتج في إبطال الأخبار الصحاح بأحاديث موضوعة وادعى المدبر أنه يقول بحديث النزول فحرفه على من حضر مجلسه وأنكر في خطبته ما أنزل الله في كتابه من حجته وما بين الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه ينزل بذاته وتأول النزول على معنى الأمر والنهي ; لا حقيقة النزول ، وزعم أن أئمتهم العارفين بالأصول ينزهون الله عن التنقلات فأبطل جميع ما أخرج في هذا الباب إذ كان مذهبه غير ظاهر الحديث واعتماده على التأويل الباطل والمعقول الفاسد . وقوله تعالى { ليس كمثله شيء } نفى التشبيه من جميع الجهات وكل المعاني ولكن البائس المسكين لم يجد الطريق إلى ثلب الأئمة إلا بهذا الطريق الذي هو به أولى ثم قصد تعليل حديث النزول بما لا يعد علة ولا خلافا من قول الراوي " ينزل " و " يقول إذا مضى نصف الليل " وقال بعضهم " ثلث الليل ونصف الليل " قال ابن منده وليس هذا اختلافا ولكنه جهل



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس