حكم النشرة وحل السحر بمثله.
الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل عوجاً، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
لقد شغلت مجالس الحديث عن داء السحر والخوض في علاجه بالطرق المباحه والغير مباحه..
📌 وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال؛ :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إجتنبوا السبع الموبقات، قالوا :يا رسول الله وما هِنّ؟ قال :الشِركُ بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق...... الحديث) وهذا الحديث يدل على هذه الآثام السبعه وخطورتها على العبد، ومن ذلك ما نحن بصدد الحديث عن السحر، وقد سماها رسول الله بالموبقات، و أمرنا بالإجتناب و البعد عنها.. وايضا من حديث، ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) وهذا أيضا نهي من رسول الله. عن إتيان السحره والكهان، ولم يستثني منه شئ لا طلب فك السحر ولا لغيره...
وروى البزار بإسناد جيد عن عمران بن حصين مروفعاً(ليس منا من تطير أو تُطيُر له، أو تكهن أو تُكهنَ له، أو سحر أو سُحر له.. وكذلك رواه الطبراني بإسناده من حديث ابن عباس رضي الله عنه.. قال المنذري، إسناد الطبراني حسن..
📌 والمعروف بأن السحر مرض له حقيقته وأثره، لذا البحث في علاجه والوقاية من شره، فطلب العلاج مأذون به شرعا، بل يلزم المرء احيانا ان يتكلف في طلبه وتحصيله للعلاج.. وروى الإمام أحمد في مسنده (أن الله عز وجل خلق الداء وخلق الدواء فتداووا) وصححه الألباني..
وهذا أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي من آلامراض ومن جملتها السحر.. وأكد لا تداووا بحرام..
📌 وأكثر الطرق نفعا واعظمها أثراً بإذن الله تعالي.. الرقية الشرعية بالقرآن وما ورد من السنة بالادعية، والقرآن الكريم كله نافع باختيار الآيات التي تمس الحالة... ويمكن إذا عرف مكان السحر يتم استخراجه وإتلافه. ويمكن استعمال بعض النباتات وأوراق الأسحار كشراب أو من زيوتها المباحة. أو بالحجامة...
📌 وفي النشرة وحل السحر..
وهنا نهي صريح في تحريمها، فقد سُئلٓ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاخبر إنها من عمل الشيطان..
فالنُشرة يضم النون.. رقية يعالج بهامن كان يظن أنه به مس الجن والسحر. وهو حل السحر عن المسحور.. وكانت في زمن الجاهلية. كان الرجل إذا عمل له السحر قصد ساحرا فطلب فك السحر عنه، ولم يكن لهم طريقة لفك السحر آنذاك إلا تلك الطريقة..
📌 وقال الإمام ابن القيم رحمه الله. (النشرة على، نوعين..
_ حل السحر بسحر مثله، وهو الذي، من عمل الشيطان... وذلك أن يطلب الساحر من المسحور عند سؤاله لفك السحر. تقديم شئ للجن، إما بالذبح لهم أو الاستجابة لهم فيما يأمرونه..
أو في حالة ان لا يطلب الساحر من المسحور فعل أي شئ من الشرك ظاهرا له.. فهو يستتر باسم الروحانيات والتي يقول أبطال السحر ورد المطلقه وجلب كذا وكذا..
_ والثاني. النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة..
📌 وهنالك شبهة تفشت بجواز فك السحر بحجج واهية لا تقبل من النصوص الصريحة واصبح تأويلها استنباطا من قول الله تعالى (وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم إليه) الأنعام 119. وهل ياترى أكملت الايه بقوله تعالى (وإن كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم) وهي من الايه 119. واصل الآية من سورة الأنعام وهي تتحدث عن ما اباحه الله تعالى لعباده المؤمنين أن ياكلوا من الذبائح ما ذكر عليه اسم الله ومفهومه انه لا يباح ما لم يذكر اسم الله عليه..
وحجتهم (إلا ما اضطررتم إليه) فلا اعتبار له. لان علماء الأصول وضعوا لهذه القاعده شروطا تضبطها وتحكمها منها. (أن يكون. إرتكاب المحظور أخف من وجود الضرر). ولا شك أن السحر أشد ضررا لأنه كفر وشرك..
📌 وايضا لا يصح بالقول بجواز حل السحر بقاعده(الضرورات تبيح المحظورات) وهي، كما ذكرت سابقا شرط، هذه القاعده آن يكون المحظور من الضرورة لأن السحر كفر وشرك... وحينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى قال (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك) أخرجه مسلم..
📌 واخيرا.. أقوال العلماء ليست معصومة لأن العبرة بما قام عليه الدليل، وهنالك فرق بين الاستدلال بها والاستدلال لها. فلابد من تعظيم النصوص الشرعية من الكتاب والسنه.
وأسأل الله تعالى باسمائه الحسنى أن يريني، واخواني المسلمين الحق حق لاتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا إجتنابه..
✍️ أبو موهبة.