عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 03:54 AM   #4
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ^ وقال الله تعالى عن قوم صالح ^ قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ^ ولما قال أهل القرية ^ إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ^ # قال الضحاك في قوله ^ ألا إنما طائرهم عند الله ^ يقول الأمر من قبل الله ما أصابكم من أمر فمن الله بما كسبت أيديكم وقال ابن أبي طلحة عن ابن عباس معايبكم وقال قتادة عملكم عند الله # وفي رواية غير علي عملكم عند الله ^ ولكنكم قوم تفتنون ^ أي تبتلون بطاعة الله ومعصيته رواهما ابن أبي حاتم وغيره # وعن ابن اسحاق قال قالت الرسل ^ طائركم معكم ^ أي أعمالكم & معنى الطائر & #16 فقد فسروا الطائر بالأعمال وجزائها لأنهم كانوا يقولون إنما اصابنا ما أصابنا من المصائب بذنوب الرسل وأتباعهم # فبين الله سبحانه أن طائرهم وهو الأعمال وجزاؤها هو عند الله وهو معهم فهو معهم لأن أعمالهم وما قدر من جزائها معهم كما قال تعالى ^ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ^ وهو من الله لأن الله تعالى قدر تلك المصائب بأعمالهم فمن عنده تتنزل عليهم المصائب جزاء على أعمالهم لا بسبب الرسل وأتباعهم # وفي هذا يقال إنهم إنما يجزون بأعمالهم لا بأعمال غيرهم ولذلك قال

في هذه الآية لما كان المنافقون والكفار ومن في قلبه مرض يقول هذا الذي أصابنا هو بسبب ما جاء به محمد عقوبة دينية وصل الينا بين سبحانه أن ما أصابهم من المصائب إنما هو بذنوبهم # ففي هذا رد على من أعرض من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لئلا تصيبه تلك المصائب وعلى من انتسب إلى الإيمان بالرسول ونسبها إلى فعل ما جاء به الرسول وعلى من أصابته مع كفره بالرسول ونسبها إلى ما جاء به الرسول & فصل طاعة الرسول فتح وخير & #17 والمقصود أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليس سببا لشيء من المصائب ولا تكون طاعة الله ورسوله قط سببا لمصيبة بل طاعة الله والرسول لا تقتضي إلا جزاء أصحابها بخيري الدنيا والآخرة ولكن قد تصيب المؤمنين بالله ورسوله مصائب بسبب ذنوبهم لا بما أطاعوا فيه الله والرسول كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم لا بسبب طاعتهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم & الابتلاء & #18 وكذلك ما ابتلوا به في السراء والضراء والزلزال ليس هو بسبب نفس إيمانهم وطاعتهم لكن امتحنوا به ليتخلصوا مما فيهم من الشر وفتنوا به كما يفتن الذهب بالنار ليتميز طيبه من خبيثه والنفوس فيها شر والامتحان يمحص المؤمن من ذلك الشر الذي في نفسه قال تعالى ^ وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ^ قال

تعالى ^ وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ^ ولهذا قال صالح عليه السلام لقومه ^ طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ^ & المصاب أجر للمؤمنين & #19 ولهذا كانت المصائب تكفر سيئات المؤمنين وبالصبر عليها ترتفع درجاتهم وما أصابهم في الجهاد من مصائب بأيدي العدو فإنه يعظم اجرهم بالصبر عليها # وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من غازية يغزون في سبيل الله فيسلمون ويغنمون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم وإن أصيبوا وأخفقوا أتم لهم أجرهم # وأما ما يلحقهم من الجوع والعطش والتعب فذاك يكتب لهم به عمل صالح كما قال تعالى ^ ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيط الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ^ وشواهد هذا كثيرة & فصل محمد لا يأتي من عند نفسه لا بنعمة ولا بمصيبة & #20 والمقصود أن قوله إنهم تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فإنهم جعلوا ما يصيبهم من المصائب بسبب ما جاءهم به الرسول وكانوا يقولون النعمة التي تصيبنا هي من عند الله والمصيبة من عند محمد أي بسبب دينه وما أمر به

فقال تعالى قل هذا وهذا من عند الله لا من عند محمد محمد لا يأتي لا بنعمة ولا بمصيبة ولهذا قال بعد هذا ^ فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ^ # قال السدي وغيره هو القرآن فإن القرآن إذا هم فقهوا ما فيه تبين لهم أنه إنما أمرهم بالخير والعدل والصدق والتوحيد لم يأمرهم بما يكون سببا للمصائب فإنهم إذا فهموا ما في القرآن علموا أنه لا يكون سببا للشر مطلقا # وهذا مما يبين أن ما أمر الله به يعلم بالأمر به حسنه ونفعه وأنه مصلحة للعباد وليس كما يقول من يقول قد يأمر الله العباد بما لا مصلحة لهم فيه إذا فعلوه بل فيه مضرة لهم # فإنه لو كان كذلك لكان قد يصدقه المتطيرون بالرسل وأتباعهم # ومما يوضح ذلك أنه لما قال ^ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ^ قال بعدها ^ وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا ^ فإنه قد شهد له بالرسالة بما أظهره على يديه من الآيات والمعجزات وإذا شهد الله له كفى به شهيدا ولم يضره جحد هؤلاء لرسالته بما ذكروه من الشبه التي هي عليهم لا لهم بما أرادوا أن يجعلوا سيئاتهم وعقوباتهم حجة على إبطال رسالته والله تعالى قد شهد له أنه أرسله للناس رسولا فكان ختم الكلام بهذا إبطالا لقولهم إن المصائب من عند الرسول ولهذا قال بعد هذا ^ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ^

& فصل إبطال قول الجهيمة والجبرية & #21 وكان فيما ذكره إبطال لقول الجهمية المجبرة ونحوهم ممن يقول إن الله قد يعذب العباد بلا ذنب وأنه قد يأمر العباد بما لا ينفعهم بل بما يضرهم فإن فعلوا ما أمرهم به حصل لهم الضرر وإن لم يفعلوه عاقبهم # يقولون هذا ومثله ويزعمون أن هذا لأنه يفعل ما يشاء # والقرآن يرد على هؤلاء من وجوه كثيرة كما يرد على المكذبين بالقدر فالآية ترد على هؤلاء وهؤلاء كما تقدم مع احتجاج الفريقين بها وهي حجة على الفريقين # فإن قال نفاة القدر إنما قال في الحسنة هي من الله وفي السيئة هي من نفسك لأنه يأمر بهذا وينهى عن هذا باتفاق المسلمين # قالوا ونحن نقول المشيئة ملازمة للأمر فما أمر به فقد شاءه وما لم يأمر به لم يشأه فكانت مشيئته وأمره حاضة على الطاعة دون المعصية فلهذا كانت هذه منه دون هذه # قيل أما الآية فقد تبين أن الذين قالوا الحسنة من عند الله والسيئة من عندك أرادوا من عندك يا محمد أي بسبب دينك فجعلوا رسالة الرسول هي سبب المصائب وهذا غير مسألة القدر # وإذا كان قد أريد أن الطاعة والمعصية مما قد قيل كان قوله كل من عند الله حجة عليكم كما تقدم # وقوله بعد هذا ^ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة نفسك ^ لا ينافي ذلك بل الحسنة أنعم الله بها وبثوابها والسيئة هي

من نفس الإنسان ناشئة وإن كانت بقضائه وقدره كما قال تعالى ^ من شر ما خلق ^ فمن المخلوقات ماله شر وإن كان بقضائه وقدره # وأنتم تقولون الطاعة والمعصية هما من إحداث الإنسان بدون أن يجعل الله هذا فاعلا وهذا فاعلا وبدون أن يخص الله المؤمن بنعمة ورحمة أطاعه بها وهذا مخالف للقرآن & فصل الفرق بين الحسنات والسيئات & #22 فإن قيل إذا كانت الطاعات والمعاصي مقدرة والنعم والمصائب مقدرة فما الفرق بين الحسنات التي هي النعم والسيئات التي هي المصائب فجعل هذه من عند الله وهذه من نفس الإنسان # قيل لفروق بينهما # الفرق الأول أن نعم الله وإحسانه إلى عباده يقع ابتداء بلا سبب منهم أصلا فهو ينعم بالعافية والرزق والنصر وغير ذلك على من لم يعمل خيرا قط وينشئ للجنة خلقا يسكنهم فضول الجنة وقد خلقهم في الآخرة لم يعملوا خيرا ويدخل أطفال المؤمنين ومجانينهم الجنة برحمته بلا عمل وأما العقاب فلا يعاقب أحدا إلا بعمله # الفرق الثاني أن الذي يعمل الحسنات إذا عملها فنفس عمله الحسنات هو من إحسان الله وبفضله عليه بالهداية والإيمان كما قال أهل الجنة ^ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ^ # وفي الحديث الصحيح يا عبادي إنما هي اعمالكم أحصيها لكم

ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه # فنفس خلق الله لهم أحياء وجعله لهم السمع والأبصار والأفئدة هو من نعمته ونفس إرسال الرسول إليهم وتبليغه البلاغ المبين الذي اهتدوا به هو من نعمته وإلهامهم الإيمان وهدايتهم إليه وتخصيصهم بمزيد نعمة حصل لهم بها الإيمان دون الكافرين هو من نعمته كما قال تعالى ^ ولكن الله حبب إليكم الإيمان



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس