مرة مرضت وقعدت فترة طويلة ما شوفش أصحابى ..
في الفترة دى محدش طبعا سأل عنى منهم إلا قليل ..
وبعدين لما شوفتهم بعد الغيبة الطويلة لقيت ناس منهم بيتكلموا أمامى ( يبدو ما خادوش بالهم أننى قاعد ) عن أن زيارة المريض بترقق القلب وفيها أجركبير أوى وكلام ما فيش أحسن من كده لدرجة أننى شعرت أنهم دعاه مفوهون. وقلت فى نفسى الناس دى يبدو أنهم اتصلوا بى أو زارونى و سألوا عنى بس أنا اللى مش واخد بالى .

بصراحه ابتلعت كلامهم بصعوبة شديدة وأعرضت بوجهى عنهم وكنت عاوز أضحك بصراحه أو أعاتبهم بأى كلمة .. بس كظمت غيظى .

لكل من يقرأ إوعوا تضحكوا أو تستغربوا من كلامى ...
لأن الناس النهاردة كثير منهم أوى صاروا يقولون ما لا يفعلون ...
فعلا دى بقت ظاهرة ومنتشرة ولها دلالات تربوية وأخلاقية...

الظاهرة ليست عاديه بل تؤكد على وجود واقع مؤلم مختل فى كل حاجة يعيشه الناس اليوم..
أدركت فعلا أن الذوق خلق الصالحين و أن مش أى حد هتلاقى عنده ذوق وانه كان عندى حق لما كتبت سلسلة أخلاقية تحت هذا العنوان ( الذوق خلق الصالحين ) .. صحيح أننى كتبتها من حوالى خمس سنوات أو يزيد لكنها بتعيد نفسها وبتتكرر كل يوم بين الناس إلا من رحم الله.

اللهم لا تجعلنا منهم ...
اوعوا حد من اللى بيقرأ كلامى يكون ضحك على تصرف الناس دى ياجماعه أو استغرب من وعظهم و حديثهم ..
النهاردة كل حاجة ممكن تحصل و بدون غرابة أو استغراب .
يبدو أن الذوق صار فى مهب الرياح فى وقت أنه من صميم الأخلاق اللى مفترض الإسلام بيميزنا بيها عن غيرنا من الديانات ( وصدق الله العظيم حين قال: وإنك لعلى خلق عظيم ) وصدق رسوله الكريم حين قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

نبيل جلهوم - مستشار تربوى

https://www.facebook.com/%D8%A7%D9%8...497181/?ref=nf