عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04 Jul 2021, 09:50 AM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4954 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
من لطائف السيره النبويه.. أم معبد واسلامها رضي الله عنها



من لطائف السيرة النبويه..
أم معبد واسلامها رضي الله عنها..
مضى صلى الله عليه وسلم في هجرته ، حتى إذا وصل " القديد" ، كان هناك خيمة لامرأة خزاعية كنيتها {{ أم معبد، و اسمها عاتكة }}، كانت أم معبد امرأة برزة جلدة :[[ برزة : تبرز للناس في الطريق، وتستقبل الرجال؛ لأنها امرأة عفيفة شريفة مسنة، جلدة : أي قوية لا يستطيع أحد أن يدوس طرفها ]]، تختبئ بفناء خيمتها [[ أي تجلس في ساحة خيمتها، والاختباء هو أن تضع قطعة قماش على ظهرها وكتفها، وتجمع عليه رجليها، يعني تلف حالها في بطانية ]]وكانت تطعم وتسقي، وتستضيف المسافرين وهي لا تعرفهم .. امرأة معروفة، وكان أبوبكر صاحب القوافل والتجارة يعرفها.
فاتجهوا إلى خيمتها، وسلم عليها - النبي صلى الله عليه وسلم - وقال : يا أم معبد، هل عندك من طعام أو تمر نشتريه ؟ فقالت : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم [[ أي للشراء ]]. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أم معبد، هل عندك من لبن ؟ قالت : لا والله ، فنظر إلى طرف الخيمة، فوجد شاة، قال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة حائل، خلفها الجهد عن الغنم [[ يعني لم يقترب منها فحل، وضعيفة لاتستطيع أن تمشي، ولاتستطيع أن تلحق بالأغنام لترعى معهن ]] قال :هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك ، قال : أتأذنين لي في حلبها ؟ قالت : فشأنك إن رأيت منها حلباً فاحلبها !!
يقول أبو بكر : فمسح - صلى الله عليه وسلم - بيده الكريمة ظهرها وساقيها، وسمى الله ، وقال : اللهم بارك لنا في شاتنا، فاجترت [[ أي أصبحت تحرك فمها كأنها تأكل العشب ]]، وتفاجت [[ تفاجت الضرع امتلأ حليباً ]]، فمسحه - صلى الله عليه وسلم - وغسله بشيء من ماء، ثم قال : إليّ يا أم معبد بوعاء. قال : فأحضرت له وعاءً يربض الرهط، [[ أي وعاء كبيرا يتسع حليباً لمجموعة من الناس]] . فرفع ساقها - صلى الله عليه وسلم - كي يحلبها، فحلب فيها {{ ثجاً حتى علتهُ الثّمالة }} [[ الثج : أي ينزل الحليب بقوة، ويضرب الوعاء بصوت، فكان الحليب ينزل بقوة، علته الثمالة : أي تعلوه الرغوة البيضاء التي تدل على دسم الحليب ]]، وشربنا جميعاً، وشبعنا، ثم عاد إلى الشاة وحلبها مرة ثانية عللاً بعد نهل [[ أي زيادة لا أحد يحتاج إلى شرب ]]، و ترك الوعاء عندها ثم ارتحل . . .
فجلست أم معبد تقلب يديها، وتكلم نفسها، وتقول : أتحلب الحائل ؟! والله إنه لأمر عجيب، أتحلب الحائل ؟!! تقول أم معبد : فجاء أبو معبد زوجها يسوق أعنُزاً عِجافاً يتساوكنّ هِزالاً، مُخهنّ قليل [[ يعني هزيلات ضعاف تتأرجح من الجوع..... ]]

✍️ وصف أم معبد للرسول صل الله عليه وسلم فلما رأى أبو معبد اللبن في البيت، قال مستغرباً : من أين هذا اللبن يا أم معبد، وليس لكم في البيت حالب ولا حلوب ؟!! قالت : أما والله لقد مر بنا رجل مبارك قد حلب الحائل، انظر إلى الشاة ، فنظر إلى الشاة!! فإذا ضرعها ما زال ممتلئ بعد كل هذا الحلب !! وقف أبو معبد مصدوماً وقال : يا أم معبد، صِفيه لي يا أم معبد.[[ أعطني أوصافه ]] ...الآن ستصف أم معبد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفاً يعجز عنه أصحاب العلم واللغة، تقول أم معبد :

📌❤️ قالت : رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة: [[ حسن الثياب والنظافة ]]، أبلج الوجه : [[ وجهه مشرق، له بهجة عندما تنظر إليه ]]، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة [[ يعني ليس نحيلاً ، ولا ضخم البطن،معتدل الجسم صلى الله عليه وسلم ]]، ولم تزربه صلعة : [[ رأسه ليس فيه أي عيب، ليس بالصغير ولا الضخم ]] وسيماً قسيماً : [[ حسن الوجه، جميل مضيء .. قسيم يعني رجل مقسم الوجه، يعني جميل كله، فكل موضع من جسمه أخذ قسماً من الجمال ]]، في عينيه دعج : [[ عيناه - صلى الله عليه وسلم - فيهما شدة سواد سواد العين، وشدة بياض بياضها ]]،
وفي أشفاره وطف : [[ الرموش طويلة، ولها وطف يعني من طولها لها انعطاف في أطرافها ]]، في صوته صحل : [[ البحة يعني صوته ليس حاداً ، صوته فيه قوة وصلابة، فيه البحة الرجولية ]]، وفي عنقه سطع كأن عنقه إبريق فضة [[ رقبته فيها ارتفاع وطول، ساطعة بيضاء منيرة ما عليها شوائب، كأن عنقه الفضة من شدة نقائها وصفائها ]]،
وفي لحيته كثاثة : [[ لحيته ليست طويلة ولا قصيرة، ولكنها كثيفة ]]،
أزج : [[ أزج حواجبه لها تقوس وطول بطرفها رقيق ]]،
إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء : [[ إذا سكت سكوته له وقار .. وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ]]،
أجمل الناس وأبهاها من بعيد، وأحلاها وأحسنها من قريب .
[[ عندما تراه من بعيد تراه جميلاً وحسناً ، وكلما اقترب منك يزداد جمالاً ]]
حلو المنطق، فصلاً ، لا هذر ولا نزر :[[ يعني لا يسرع في الكلام، حتى لا تدخل كلماته ببعضها، بل كلامه مفصل بين الكلمة والكلمة، وهو ليس بكثير الكلام من غير فائدة ]]،
كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن : [[ فصيح اللسان متزن بكلامه ]]،
ربعة : [[ يعني ليس بطويل زيادة ولا قصير ]]،
لا تشنوه من طول ولا تقتحمه عين من قصر : [[ يعني من يراه لا يستصغره بعينه لطول زائد أو قصر زائد ]]،
كأنه غصن شجرة بين غصنين . [[ تشبه صلى الله عليه وسلم بغصن جميل بين غصنين، قصدها أبو بكر وعامر بن فهيرة أجمل واحد بالثلاثة، وأكثرهم قدراً ]]،
له رفقاء يحفون به .. إن قال سمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره : [[ يعني تسابقوا لطاعته ]]، محشود : [[ عندما يتكلم يقفوا أمامه، ويتأهبوا لأمره ]]، محفود : [[ أصحابه يخدمونه بكل حب وإخلاص ]]،
لا عابس : [[ بشوش ]]،
ولا مفند :[[ لا يقابل أحداً بما يكره، وقيل أيضاً : كلام فيه فائدة ]] .
صلى الله عليه وسلم * * * صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي في الدلائل وغيره من أهل السند : كثرت غنم أم معبد، حتى أحضرت بعضاً منها إلى المدينة، فمر أبو بكر رضي الله عنه فرأها، فعرفه ابن أم معبد قال : يا أمي، هذا الرجل الذي كان مع حالب الحائل [[ هكذا أصبح اسمه عندهم حالب الحائل ]]، فقامت إليه ، قالت : يا عبدالله مَن الرجل الذي كان معك ؟ قال لها : ألا تعلمين ؟ قالت : لا ، إلا أنه حالب الحائل . فقال لها : هذا رسول الله محمد بن عبدالله . قالت : أدخلني عليه، فداه أبي وأمي. قال : فأدخلتها . فاستقبلها - صلى الله عليه وسلم - أحسن استقبال، وأطعمها - صلى الله عليه وسلم - ، وأكرمها ، وأعلنت إسلامها رضي الله عنها وأرضاها .




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس