عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23 Oct 2021, 10:51 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4983 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
تأملات قرآنية (يمكرون والله خير الماكرين)



📚 تأملات قرآنية.. (ويمكرون والله خير الماكرين..)
📌 وردت هذه العبارة في قوله -تعالى-: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)،.. الايه 30من سورة الأنفال.
[١] ومعنى هذه الآية الكريمة أنَّ المُشركين حاولوا سجن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أو توثيقه، أو ضربه وجرحه، أي أنهم يمكرون بتدبير المكايد له بالخفاء، وفي ذات الوقت يكيد الله -تعالى- لهم؛ وذلك بما أعده لهم من العذاب، ومكر الله -تعالى- نافذ وأبلغ تأثراً من مكرهم؛ لذلك هو خير الماكرين...
[٢] وفي الآية تذكير بنعم الله -تعالى- على نبيه برد مكر الكافرين عنه فالله خير الماكرين؛ لأن مكره نصرٌ للمؤمنين،..
[٣]ويُوصف الله -تعالى- بصفة المكر والكيد على سبيل المُقابلة والتقييد، ولا يصح أن يوصف الله -تعالى- بصفة المكر على الإطلاق؛ لأنها قد تكون مدحاً وذماً، فتُطلق على الله مُقيدة، فهو يمكر بالكافرين؛ فتكون صفة مدح وكمال وتكون بمعنى القوة، وأمّا المكر ابتداءً فهو خِداع ونقص، ولهذا لا يجوز إطلاق اسم الماكر أو الكائد على الله -تعالى-،..
[٤] فالمكر لله -تعالى- يُطلق في معرض الرد على الكافرين، وهي ليست من صفات الله -تعالى-، بل هو من أفعال الله التي يفعلها متى شاء
.. .[٥] وفي الآية بيانٌ لحال المُشركين الدائمة مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته؛ فقد حاولوا قتلهم، وإخراجهم، وتعذيبهم في مكة، ولكن الله -تعالى- نصر الحق، وخذل الباطل وأهله؛ وهذا هو مكره سبحانه..
[٦] وذكر ابن القيم أن المكر يكون محموداً؛ إن كان في مُقابلة مكر العدو، ويكون مذموماً؛ إن كان ابتداءً؛وفمكر الله -تعالى- كان في مُقابلة رد مكر المُشركين؛ فقال -تعالى- عن نفسه بأنه خير الماكرين، ولم يقل: "أمكر الماكرين"؛ لأن ذلك أبلغ في الكمال، والخفاء، والقوة،
[٧] وذكر الراغب: "أنَّ المكر يكون برد الغير عما يقصده بحيلة، وهو محمودٌ في جانب الله؛ لأنه يكون فعله جميلاً، وأمّا في غيره فهو مذموم؛ لأنهم يُريدون فعلاً قبيحاً".




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس