الموضوع
:
التوسم والفراسة .
عرض مشاركة واحدة
17 Jul 2012, 06:07 AM
#
4
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
بيانات اضافيه [
+
]
رقم باحث :
2964
تاريخ التسجيل :
Jul 2008
أخر زيارة :
12 May 2020 (08:02 PM)
المشاركات :
1,180 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: التوسم والفراسة .
فراسة عثمان بن عفان
وأما
عثمان
رضي الله عنه، فله من ذلك أيضاً نصيبٌ جيد، فإنه حصل أن رجلاً مر بالسوق فنظر إلى امرأةٍ لا تحل له، فلما دخل على
عثمان
نظر إليه
عثمان
رضي الله عنه، قال: [يدخل رجل علينا، وفي عينه أثر الزنا -وزنا العينين النظر- فقال له الرجل: أوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. ولكن برهانٌ وفراسة] ومثل هذا كثيرٌ عن
علي
رضي الله عنه.
عمر صاحب فراسة
أما
عمر
رضي الله تعالى عنه: فإنه رجلٌ أجرى الله الحق على لسانه وقلبه، وهو رجل ملهم محدث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (في أمتي ناسٌ محدثون، منهم
عمر
) محدث ينطق بالحق، وما يظنه
عمر
يكون حقاً في الغالب وصحيحاً، هذه فراسة إيمانية يلقيها الله في قلب من يشاء من عباده، ودخل عليه قومٌ من مذحج فيهم
الأشتر
فصعّد
عمر
فيه النظر وصوبه، وقال: أيهم هذا؟ قالوا:
مالك بن الحارث
، قال: ماله قاتله الله؟ إني لأرى للمسلمين منه يوماً عصيبة، وبعد
عمر
حصل من
الأشتر
فتنة عظيمة على المسلمين فعلاً، عرف
عمر
ذلك من وجه
الأشتر
. ودخل
المدينة
وفدٌ من
اليمن
وكان
عمر
مع الصحابة في المسجد، فأشاروا إلى رجلٍ من الوفد، وقالوا لـ
عمر
: هل تعرف هذا؟ قال: لعله
سواد بن قارب
، فكان كذلك، يسمع به ولم يره، لكن لما رأى وجهه بالفراسة عرف أن هذا هو فعلاً فكان كذلك. وكان
عمر
رضي الله عنه يطوف في البيت، فسمع امرأةً تنشد في الطواف قائلة:
فمنهن من تُسقى بعذبٍ مبـردٍ نقاخٍ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهن من تسقى بأخضرَ آجن أجاجٍ ولولا خشية الله رنت
من النساء من تشرب عذباً زلالاً، ومن النساء من تشرب أخضر أجاجاً معفناً، ريحه سيئة، فتفرس
عمر
رضي الله عنه ما تشكوه، ما هو مدلول كلامها؟ فبعث إلى زوجها فاستنكهه -أي: شم رائحة فيه- فإذا هو أبخر الفم، وبخر الفم مرض: عبارة عن رائحة في الفم كريهة مستمرة تكون في أفواه بعض الناس، لا يكاد يوجد لها علاج؛ لأنها شيء ذاتي جعلها العلماء من العيوب في الرجل التي تبيح للمرأة طلب الطلاق إذا لم تتحملها، كما يباح للمرأة مثلاً طلب الطلاق إذا كان الرجل عقيماً لا ينجب، هناك عيوب يجوز للمرأة بها طلب الطلاق، هذه جاءت تشكو إلى
عمر
، وتقول:
فمنهن من تسقى بعذبٍ مبـردٍ نقاخ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهنّ من تسقى بأخضر آجنٍ أجاجٍ ولولا خشية الله رنت
فلما أتى به
عمر
واستنكهه عرف القضية أنه أبخر الفم، فأعطاه خمسمائة درهم وجارية على أن يطلقها ففعل.
فراسة أبي بكر الصديق
وقد كان سلفنا رحمهم الله فيهم من هذه الخصلة شيءٌ كثير، فمن فراسة
الصديق
حديث
عائشة
رضي الله عنها قالت: [نحلني
أبو بكر
رضي الله عنه الجذاذ عشرين وسقاً من ماله بـ
العالية
] له نخل شجر منحها جذاذ عشرين وسقاً، الجذاذ: الحصاد أو القطف الذي يحصل للثمر، ولم تقبضه
عائشة
وحضرت
أبا بكر
المنية وهبها إذا خرج الثمر يعطيها جذاذ عشرين وسقاً، فلما حضرته المنية حمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: [با بنية! إن أحب الناس إلي غنىً أنتِ وأعزهم عليّ فقراً أنتِ وإني كنتُ نحلتك جذاذاً عشرين وسقاً من مالي بـ
العالية
-منطقة معروفة في
المدينة
وفيها نخلٌ جيد- وإنك لم تكوني قبضتيه ولا حوزتيه -ومتى تلزم الهبة؟ بالقبض: بما أنها ما قبضته فلا زال في ملك أبيها، وإنما هو مال الورثة- إذا مت الآن لن يكون من نصيبك ما قبضته بعد، فسيكون من مال الورثة، وإنما هما أخواك وأختاكِ؛ -الورثة- قالت: فقلت: فإنما هي
أم عبد الله
-تعني:
أسماء
؛ يعني: أخواي عرفتهما، وأختاي مالي إلا أخت واحدة
أسماء
فمن الأخت الأخرى؟- قال: إنه ألقي في نفسي أن في بطن
بنت خارجة
جاريةً] و
بنت خارجة
: هي زوجة
أبي بكر الصديق
، وهكذا حصل وصار لـ
عائشة
أختٌ أخرى وورثت معها.
فترة الأقامة :
5788 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
55
إحصائية مشاركات »
الابن البار
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.20 يوميا
الابن البار
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الابن البار
البحث عن المشاركات التي كتبها الابن البار