عرض مشاركة واحدة
قديم 27 Dec 2013, 12:58 PM   #9
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: فلسفة البرمجة اللغوية العصبية في الميزان



ضوء القمر .. جزاك الله كل خير .. ونأمل أن ضوءك نبراسا وليس ليلا في القمر فقط .. وانماعلى المدار ..
و أن قولك ..
فقد وجدت ما يكفي لك الرد من احداهن .. وأن الكثير من بعضهم لم يستفيدوا من هذا العلم غير ضياع وقت ونقود .. وكما ذكرنا من قبل دخل على بلاد الاسلام وتحلى بصور اهل العلماء ادرى بهم منا ولذك كان تحذيرهم . وكما ارجو ان تكوني قد عثرت على الكتاب الذى ذكرناه للزهراني ...
ولكن لك أن تقرأي الاتي من ( محبة القرآن ) ..

بفضل الله تعالى قضيتُ الإجازة الصَّيفيّة الماضيّة فى البحث فى ذلك الأمر ، والحمدُ لله رب العالمين ظللت عدّة شهور أقرأ آراء أهل العلم والمتخصصين النفسيين من المسلمين العرب وغير المُسلميـن - أيضًا - ، ونتيجة قراءة طويلة وبحث توصّلت للآتى :

الكل مُتّفق على أن هذه العلوم بها أخطار ومخالفات عقديّة لكنّ الاختلافَ قائمٌ على الموقف منها بعد إقصاء تلك المخالفات وتعلُّمها بما يوافق عقيدتنا على رأييْن :

1- من يرى رفض هذه العلوم رفضًا تامًا .. وأن ما صَحّ منها من حقائق هو موجود فى الكتاب والسنة وأقوال أئمّة الإسلام ..ولا حاجة لنا فى أخذ مضامين مخالفة لنا وأسلمتها ..فعندنا ما يكفى ..
ولو بُذِلَ فى الكتابِ والسُّنّة وكُتُب أئمة الاسلام الرائعة فى أعمال القلوب وعُلُوّ الهِمّة والإرادة وغيرها ربع ما بُذِلَ فى علوم البرمجة ونشرها بين الناس وعقد الدورات فيها لكان الأمر أفضل وأحسن ولرجع الناس لمنهج ربهم وأقوال نبيِّهم وتراثهم وحضارتهم ..
وهذا رأى السواد الأعظم من أهل العلم الثِّقات .. وخصوصًا أساتذة العقيدة مثل د: عبد الرحمن بن صالح المحمود والدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى ود : فوز الكُردى ..وغيرهم ..
ورأى الكثير من متخصصّى وأطباء علم النفس المُسلمين والذين يروْن أن تلك العلوم لم تأتِ بجديد - في الجزء النافع منها - ولم يتجه لها سوى العوام من الناس ..
وأيضًا رأى د : عبد الغنى ميلبارى أستاذ الهندسة النووية ومهتم بأمور علوم البرمجة اللغوية العصبية - وهو زوج الدكتورة فوز الكُردى - ، ويرى أن تلك العلوم بداية لغزوٍ فكرىّ جديد وما يُسمّى ب" ال نيو إيج " ونشر مذهب وحدة الوجود ..واللادين ..(وسيأتى توضيح ذلك بإذن الله )

2- من يرى - ويُدافع بشدّة - أنّهُ لا ضير فى أن تُدَرس تلك العلوم بما يوافقنا كمسلمين .. وأن يُستفادُ بها ..وأن أكثر أهل العلم لم يدرسوها بالتفصيل ولم يحيطوا بما فيها من نفع وفائدة ..بل يحكمون عليها من خلال ما فيها من أخطاء فحسب ..
وهذا رأى كثير من العوام ،وطلبة العلم المُدرِّبين والذين يعطون دورات فى تلك العلوم .. وبعض أهل العلم من أمثال الشيخ عوض القرنى - حفظه الله وجزاه خير الجزاء - ، والذى كتب الكثير من العُلمـاء والدُّعاة ردودًا استنكروا فيها تأييده لتلك العلوم ..
وهناك رأى وسط لكنه قليل جدًا بين الطرفين السّابقين ..وهو إعادة صياغة تلك العلوم بحيث تؤصّل تأصيلاً شرعيًا إسلاميًا ..ونبذُ كل ما يخالف العقيدة الاسلامية منها ..وإعطائها مُسمّىً يُخالف الاسم الذى يدل على المضمون المخالف للعقيدة الإسلامية فى جوانب عديدة ، كما اقترح د : محمد معتز العرجاوي أن تُدَرّس تحت اسم : تحسين الأداء ..


هذا مُلخَّص لمعظم الآراء المطروحة حول تلك العُلوم ..

وحقيقةً كنتُ فى حيرةٍ شديدة إلى أن منّ الله علىّ وأصبحت على يقينٍ تام بمدى خطورتِها ، بعد قراءة طويلة فى تاريخ تلك العلوم وطبيعتها وواقعها الآن ..
فما فيها من نفع قد تقرّر فى علومٍ أُخرى نافعة أثبتت بالتجربة ..كما أنه من قبل مُقرّر فى عقيدتنا وديننا العظيم ..فلِمَ نُصِرّ على البرمجة بعد ما أثبته أهل العلم من أخطار عقديّة عديدة فيها ؟!
وليتها أخطاء يُمكنُ تجنبها ؛ فإننا يمكننا تجنبها إن لم تكن أساسيّة وتقوم عليها البرمجة ، إنّما هذه الفلسفات هى الأصل والأساس الذى تقوم عليه علوم البرمجة .. العقل الباطن والقوة الكامِنة وتغيير مفاهيم الإنسـان واعتقاداته ..وتأتى فى هذا السِّياق مجموعة المقتطفات من العلوم النافعة الأُخرى ..

بل إن الأدهى من ذلك أن من قرأ تاريخ تلك العلوم وقرأ عن مؤسسّيها ، يعلمُ أن أحد مؤسسيها " ريتشاردباندلر "كان من دُعاة " الشامانيّة " وهى مجموعة من الطقوس الروحانيّة والسِّحريّة ، وقد خلط كثيرًا منها مع الأسس العلميّة الصحيحة الموجودة فى البرمجة ..
ولم يتفرّد وحده بذلك بل إن كل مؤسسى هذه العلوم من المشبوهين !

وإن بحثتم - أيُّها الإخوةُ الفُضلاء - فى أى محرك بحث فى " البحث المتقدِّم " عن كلمتىْ "nlp" مع "shamanism " ستجدون العجبَ العُجاب ! وستجدون مدى علاقة البرمجة بهذا النوع من الطقوس !!


كما أن معهد " أيسلاند " الذى أُجرِيَت فيه أبحاث ودراسات تطوير تلك العلوم هو من المعاهد المشبوهة والذى يُعتبر أحد أكبر المؤسسات البحثية التي تعارض الفكر الديني ، وتتبنى البحث في قوى الإنسان الكامنة وتتتبع العقائد والفلسفات التي تحرر هذه القوى من إسار المعتقدات الدينية . وتكونت في المعهد طائفة تسمت بحركة "النيواييج" (New Age Movement) ، من أهم ما يميزها أنها ترى أن العصر الجديد يستطيع الإنسان فيه مع الطبيعة والعقل والقدرات غير المحدودة له أن يكفل صناعة حياته السعيدة ، بشكل يضمن اشتراك الإنسانية جمعاء معه دون تمايز ديني ، ذلك التمايز الذي لم يسبب على مدى العصور السابقة – بزعمهم – إلا الحروب والكراهية .


وبالنسبة للدورات العديدة التى تُعقد فى البرمجة الآن ، فأخطر قضية نبّه عليها د : محمود عبد الرّازِق الرُّضوانى هى قضية الإتيان بكلام الغرب المُلحد ثم الاستدلال عليه من القرآن والأحاديث .. يأتى بأصول غربية قد يُوفَّق فيها صاحبها أو لا يُوفّق ليضعها بين يديْ كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. حتى أننا لا نستطيع أن نميز المُحاضر هل هو داعية أم مُصلِح أم طبيب نفسى أم ماذا تحديدًا ؟

والمشكلة أنه كما تقول د : فوز الكُردى تلك العلوم لا يلبث المُتدرِّب فيها أن ينتهى من مستوىً حتى يأخذَ المُستوى التّالى له .. وهى ترتفع لمستويات خطيرة جدًا !! مثل تمرينات المشى على الجمر وحالات الخروج من العقل الواعى وغير ذلك من نهايات خطيرة جدًا تنتهى إليها تلك العلوم !!


وما أجمل ما قالته د : فوز :

"تأمل – أخي الكريم – هذه الكلمات النبوية "استعن بالله ولا تعجزن ".....
إنها كلمات الحبيب صلى الله عليه وسلم يربي أمته على منهج الإيجابية والفاعلية ليس على طريقة أهل البرمجة اللغوية العصبية ..
لم يقل : تخيل قدرات نفسك ...
لم يقل : أيقظ العملاق الذي في داخلك وأطلقه...
لم يقل : خاطب اللاواعي لديك برسائل ايجابية ، وبرمجه برمجةً وهمية ...
وإنما دعاك – عليه الصلاة والسلام - إلى الطريقة الربانية وخاطبك مخاطبة عقلية بعبارات إيمانية فقال : "استعن بالله ولا تعجزن "...
فاستعن به وتوكل عليه وخذ بما شرع لك من الأسباب الشرعية فكن دائم التفقد لقلبك مراعياً حق ربك في إخلاص نية العبودية ، وخذ بعد ذلك بما أباح لك من الأسباب الكونية التي أثبتتها العلوم التجريبية استعن بقدرته ولا تعجزن بنظرك إلى قدراتك وإمكاناتك ، فأنت بنفسك ضعيف ظلوم جهول ....وأنت بالله عزيز ...أنت بالله قوي ...أنت بالله قادر ...أنت بالله غني

وأخيرًا أقول :

إخواننا وأخواتنا ..لا يغُرنكم وجود منفعة فى تلك العلوم .. فهى لم تنفرد بتلك المنافع !!

ولو كشفت تلك العلوم عن فساد أصولها ومؤسسيها الغربيين وفساد غاياتها المرجوّة - بالنسبةِ لهُم - ما كان ليتبعها أحد ..

لكنّها سياسة : دس السُمّ فى العسل !!

وما أجمل قول الشيخ د / الميدانىّ فى كتابه الرائع
" كواشف زيوف المذاهب الفكرية المُعاصرة " :


"إن أي مضلل بفكرة ، أو مذهب ، أو طريقة باطلة ، لا يستطيع التأثير في مجموعة من الناس ، ولا يستطيع أن يكون لآرائه الفاسدة مفسدة مسير في الأفكار ، ما لم يدس ما يريد التضليل به ضمن مجموعة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، أو التي لها حظٌّ من النظر ، ولو لم تثبت بعدُ صحتها .
إنه بعمله هذا يغطي ويستر الباطل البين الواضح الفساد ، إن عرض جملة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، تجعل أذهان الناس تستسلم وتطمئن لسلامة قصد عارضها أو مقدمها ، لا سيما حينما يزينها بزخرف من القول ، وينضدها تنضيداً ذكياً ، ويرتبها ترتيباً منطقياً"

وقوله - جزاه الله خيرًا -:

"وواجب المسلم الحصيف أن يستجمع كل وعيه ، ويفحص كل كبيرة وصغيرة من أفكار الناس وآرائهم ومقولاتهم ومذاهبهم ، فإذا لم يكن أهلاً لذلك فعليه أن يسأل أهل العلم والمعرفة والخبرة والتخصص ، من أئمة المسلمين الذين يخشون الله واليوم الآخر ، وعرفوا بتقواهم وصفاء أفكارهم ، وقدرتهم على النقد والفحص وتمييز الحق من الباطل ، وكشف زيوف الأفكار والمذاهب "


" ويجدر التنبيه أيضاً على أن مقاومة الباطل لا تكون بادعاء بطلان كل أجزاء المذهب الذي يضعه المبطلون ، أو بطلان كل الأفكار التي يعرضها المبطلون أو يروجونها ، ليستغلوها في تحقيق أغراضهم .
إنما تكون مقاومة الباطل بكشف عناصر الباطل الموجودة في المذهب ، أو في الآراء المعروضة ، وببيان بطلانها ."
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالميـــن


المرجع المجلس العلمي -



 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس