عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:49 AM   #28
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وقال تعالى : { واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا } { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا } فأخبر أنه ناداه من جانب الطور وأنه قربه نجيا وقال تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون } { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين } { ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين } { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون } وقال تعالى : { هل أتاك حديث موسى } { إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى } { اذهب إلى فرعون إنه طغى } { فقل هل لك إلى أن تزكى } { وأهديك إلى ربك فتخشى } { فأراه الآية الكبرى } . وقال ابن أبي حاتم في " تفسيره " : حدثنا علي بن الحسين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا شريك عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها } قال . كان ذلك النار قال الله من في النور ونودي أن بورك من في النور . حدثنا علي بن الحسين ; ثنا محمد بن حمزة ; ثنا علي بن الحسين بن واقد ; عن أبيه عن يزيد النحوي أن عكرمة حدثني عن ابن عباس { أن بورك من في النار } قال : كان ذلك النار نوره { ومن حولها } أي بورك من في النور ومن حول النور . وكذلك روي بإسناده من تفسير عطية عن ابن عباس : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار } يعني نفسه قال : كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها . حدثنا أبي ; ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ; ثنا أبو معاوية ; عن شيبان ; عن عكرمة : { أن بورك من في النار } قال : كان الله في نوره . حدثنا أبو زرعة ثنا ابن أبي شيبة ثنا علي بن جعفر المدائني عن ورقاء عن عطاء بن السائب ; عن سعيد بن جبير : { أن بورك من في النار } قال : ناداه وهو في النور . حدثنا علي بن الحسين المنجاني ; ثنا سعيد بن أبي مريم ; ثنا مفضل بن أبي فضالة حدثني ابن ضمرة : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها } قال : إن موسى كان على شاطئ الوادي - إلى أن قال - فلما قام أبصر النار فسار إليها فلما أتاها { نودي أن بورك من في النار } قال : إنها لم تكن نارا ولكن كان نور الله وهو الذي كان في ذلك النور وإنما كان ذلك النور منه ; وموسى حوله . حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا مكي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة ; عن محمد بن كعب في قوله عز وجل { أن بورك من في النار ومن حولها } قال : النار نور الرحمة ; قال : ضوء من الله تعالى { ومن حولها } موسى والملائكة . وروي بإسناده عن ابن عباس { ومن حولها } قال : الملائكة . قال : وروي عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبير وقتادة مثل ذلك . وروي عن السدي وحده { أن بورك من في النار } قال : كان في النار ملائكة . وفي " صحيح مسلم " عن أبي عبيدة { عن أبي موسى قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات فقال : إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور - أو النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه } . ثم قرأ أبو عبيدة : { أن بورك من في النار ومن حولها } . وذكر من تفسير الوالبي عن ابن عباس { أن بورك من في النار } يقول : قدس وعن مجاهد : { أن بورك من في النار } بوركت النار . كذلك كان يقول ابن عباس وفي السورة الأخرى : ذكر أنه ناداه من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة وقوله { من الشجرة } هو بدل من قوله { من شاطئ الوادي الأيمن } فالشجرة كانت فيه وقال أيضا : { وناديناه من جانب الطور الأيمن } والطور هو الجبل فالنداء كان من الجانب الأيمن من الطور ومن الوادي فإن شاطئ الوادي جانبه وقال { وما كنت بجانب الغربي } أي بالجانب الغربي وجانب المكان الغربي ; فدل على أن هذا الجانب الأيمن هو الغربي لا الشرقي فذكر أن النداء كان من موضع معين وهو الوادي المقدس طوى من شاطئ الوادي الأيمن من جانب الطور الأيمن من الشجرة . وذكر أنه قربه نجيا فناداه وناجاه وذلك المنادي له والمناجي له هو الله رب العالمين لا غيره ونداؤه ومناجاته قائمة به ليس ذلك مخلوقا منفصلا عنه كما يقوله من يقول : إن الله لا يقوم به كلام ; بل كلامه منفصل عنه مخلوق ; وهو سبحانه وتعالى ناداه وناجاه ذلك الوقت كما دل عليه القرآن لا كما يقوله من يقول : لم يزل مناديا مناجيا له ولكن ذلك الوقت خلق فيه إدراك النداء القديم الذي لم يزل ولا يزال . فهذان قولان مبتدعان لم يقل واحدا منها أحد من السلف . وإذا كان المنادي هو الله رب العالمين وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه ; دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام مع أن هذا قرب مما دون السماء . وقد جاء أيضا من حديث وهب بن منبه وغيره من الإسرائيليات قربه من أيوب عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام ولفظه - الذي ساقه البغوي - أنه أظله غمام ثم نودي : يا أيوب ؟ أنا الله يقول : أنا قد دنوت منك أنزل منك قريبا لكن الإسرائيليات إنما تذكر على وجه المتابعة لا على وجه الاعتماد عليها وحدها وهو سبحانه وتعالى قد وصف نفسه في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بقربه من الداعي وقربه من المتقرب إليه فقال تبارك وتعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } . وثبت في " الصحيحين { عن أبي موسى أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير ; فقال : أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته } . " وفي الصحيحين " { عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة } . وقربه من العباد بتقربهم إليه مما يقر به جميع من يقول : إنه فوق العرش سواء قالوا مع ذلك : إنه تقوم به الأفعال الاختيارية أو لم يقولوا . وأما من ينكر ذلك : - فمنهم من يفسر قرب العباد بكونهم يقاربونه ويشابهونه من بعض الوجوه فيكونون قريبين منه وهذا تفسير أبي حامد والمتفلسفة ; فإنهم يقولون : الفلسفة هي التشبه بالإله على قدر الطاقة . ومنهم من يفسر قربهم بطاعتهم ويفسر قربه بإثابته . وهذا تفسير جمهور الجهمية ; فإنهم ليس عندهم قرب ولا تقريب أصلا . ومما يدخل في معاني القرب - وليس في الطوائف من ينكره - قرب المعروف والمعبود إلى قلوب العارفين العابدين ; فإن كل من أحب شيئا فإنه لا بد أن يعرفه



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس