عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12 Jul 2017, 08:50 AM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5212 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
ما هو علاج الوسواس في الطهارة والصلاة؟




أختي تعاني من مرض الوسواس في الطهارة والصلاة منذ مدة ما يقارب السنة فماذا تفعل؟ وهل يجب عليها الاجتهاد في مسألة النجاسة؟



الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:


أسأله تعالى أن يمن على أختك بالشفاء، ونصيحتي لأختك –أيها الأخ السائل- تتلخص في أمرين:
الأمر الأول: عليها بصدق اللجوء إلى الله جلَّ وعلا، والإخلاص في الدعاء بأن يُذهب عنها رب الناس هذا البأس، وأن تكثر من ذكر الله عز وجل، وقراءة القراءن، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [فصلت: 36]، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا العلاج بقوله في شأن من تأتيه الوسوسة:"فليستعذ بالله ولْيَنْتَه"([1])، وفي صحيح مسلم من حديث عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله:"إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك شيطان يقال له خنزب، فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا"، قال: ففعلت فأذهبه الله عني"([2])، وتذكري أنه ليس هناك شيء أشدّ على الشيطان من ذكر الله، وهو أفضل ما يعينك على ما أنت فيه.
الأمر الثاني: وهو عدم الالتفات إلى الوسوسة، ومعنى عدم الالتفات: أن تتوضأ مرة واحدة دون مبالغة، وتشرع في صلاتها، ولا تنتبه إلى هذه الوساوس، بل تطرحها جانبًا، كما ذكرنا آنفًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم:"فليستعذ بالله ولْيَنْتَه"، ولا تخرج من الصلاة حتى تتيقن من خروج شيء ينقض الوضوء، أو يبطل الصلاة، كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم:"الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، أيقطع الصلاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحًا"([3])، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21]، وقال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168].
أما الاسترسال مع الوسوسة، واتباع ما توحي به للمكلف، فهذا يوقع الإنسان في الحرج الشديد والمشقة والهم والكرب، وقد يؤدي به إلى الجنون والعياذ بالله.
وأرى أن تقفوا معها في البداية، بحيث يكون عندها أحدٌ يراقبها، فإذا توضأت مرةً أوقفها، لتصلي خلفه، وهكذا حتى تعتاد التخلص من هذا البلاء.
وقد لخص شيخ الإسلام ابن تيمية هذه الأمور، فقال رحمه الله: "وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد، وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك بلى قد غسلت وجهي، واذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر، يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت، فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبًا إلى الوساوس والخطرات، أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه، وصار قلبه موردًا لما توحيه شياطين الأنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة"([4])، هذا والله تعالى أعلم.

[1]- أخرجه البخاري ح (3276)، ومسلم ح (362).

[2]- أخرجه مسلم ح (5868).

[3]- أخرجه البخاري ح (137)، ومسلم (830).

[4]- درء تعارض العقل والنقل (3/ 318).








 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس