عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Feb 2013, 10:33 AM   #2
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فراشة الربيع
فراشة الربيع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم :  19
 الدولهـ
Egypt
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل : Cadetblue
رد: ما جاء في المصورين !! احذروا اخواني وأخواتي في الله ..





المصورون جمع تصحيح للمصور ،

والمصور : هو الذي يقوم بالتصوير ،

والتصوير معناه : التشكيل ، تشكيل الشيء حتى

يكون على هيئة صورة لآدمي أو لغير آدمي من حيوان ،

أو نبات ، أو جماد ، أو سماء ، أو أرض ،



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



فكل هذا يقال له : مصور ، إذا كان يشكل بيده شيئا على هيئة

صورة معروفة ، هذا من حيث المعنى ، أما من حيث

الحكم فسيأتي بيانه إن شاء الله .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم : « قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب

يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبة ، أوليخلقوا شعيرة »



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



هذا الحديث فيه معنى وفيه تمثيل ، أما المعنى هو قوله :

« ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي » ، فسبب الظلم أن

العبد اعتدى ، فأراد أن يخلق كخلق الله - جل وعلا - والمقصود

بذلك أن يصور كتصوير الله - جل وعلا - لخلقه .




~~~~~~~~~~~~~~~~~~



ثم قال معجزا : « فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة »

معلوم أن الذرة - وهي واحدة الذر ، صغار النمل - من أصغر المخلوقات .

وحبة الحنطة ، أو حبة البر ، أو حبة الرز ، يمكن أن تصنع ، ولكن لا

يمكن أن تكون كخلق الله - جل وعلا - وكذلك الشعيرة يمكن أن تصنع

شكلا وأن تصور شكلا ، لكن يعجز أن يجعل فيها الحياة ، فمثلا حب البر ،

أو الشعير ، أو الرز ، أو نحو ذلك مما صنعه الله ينبت إذا وضع في الأرض ،

أما ما صنعه المخلوق فإنه لا تكون فيه حياة ، فالرز الصناعي الذي يأكل ،

لو رمي في الأرض لما خرج منه ساق ، ولما خرج له جذر، ولما كانت

منه حياة ، وأما الذي يكون من خلق الله - جل وعلا - فهو الذي

أودع فيه سر حياة ذلك الجنس من المخلوقات ؛



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



ولهذا قال بعض أهل العلم : إن هذا على وجه التعجيز ،

فالذي يخلق كخلق الله - جل وعلا - هذا من جهة ظنه ،

أما من جهة الحقيقة فإنه لا أحد يخلق كخلق الله ؛

ولهذا صار ذلك مشبها نفسه بالله - جل وعلا -

فصار أظلم الخلق .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



استدل مجاهد وغيره من السلف بقوله : « أو ليخلقوا حبة ، أو ليخلقوا شعيرة »

على أن تصوير ما لا حياة فيه أو ما لا روح فيه محرم ؛ لأنه ذكر الحبة والشعيرة ،

قالوا : فتصوير الأشجار وتصوير الحب ونحو ذلك لا يجوز .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



وجمهور العلماء على خلاف ذلك ، وأن الأمر في ذلك للتعجيز ،

وليس لجهة التعليل ؛ ولهذا قال في الحديث الذي بعده : « من صور

صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ » ، فلما قال :

« كلف أن ينفخ فيها الروح » علمنا أن النهي في التصوير كان منصبا

على ما فيه روح ، يعني : على ما حياته بحلول الروح فيه ،

أما ما حياته بالنماء كالمزروعات والأشجار ونحوها ،

فليس داخلا في ذلك .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



" ولهما عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - قال : « أشد الناس عذابا يوم القيامة

الذين يضاهئون بخلق الله » : هذا فيه تنبيه على العلة ، وهذه العلة

هي المضاهاة بخلق الله - جل وعلا - وهي إحدى العلتين اللتين من أجلهما

حرم التصوير ، فالتصوير حرم ، وصار صاحبه من أشد الناس عذابا

لأجل أنه يضاهي بخلق الله - جل وعلا - ولأن الصورة وسيلة للشرك .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



والمضاهاة بخلق الله - جل وعلا - التي ترتب عليها أن يكون فاعلها

أشد الناس عذابا يوم القيامة ، عند كثير من العلماء : محمولة على

المضاهاة التي تكون كفرا ؛ لأن المضاهاة في التصوير يكون كفرا

في حالتين : الحالة الأولى : أن يصور صنما ليعبد ، أو يصور إلها ليعبد ،

كأن يصور لأهل البوذية صورة بوذا ، أو يصور للنصارى المسيح ، أو يصور

أم المسيح ونحو ذلك ، فتصوير ما يعبد من دون الله - جل وعلا - مع العلم

بأنه يعبد هذا كفر بالله - جل وعلا - ؛ لأنه صور وثنا ليعبد ، وهو

يعلم أنه يعبد ، فيكون شركا أكبر ، وكفرا بالله - جل وعلا - .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



والحالة الثانية : أن يصور الصورة ويزعم أنها أحسن من خلق الله

- جل وعلا - فيقول : هذه أحسن من خلق الله ، أو أنا فقت في

خلقي وتصويري ما فعل الله - جل وعلا - فهذا كفر أكبر ، وشرك أكبر

بالله - جل جلاله - وهذا هو الذي حمل عليه هذا الحديث ، وهو قوله :

« أشد الناس عذابا يوم القيامة الذي يضاهئون بخلق الله » ، وأما

المضاهاة بالتصوير عامة بما لا يخرجه من الملة ، كالذي يرسم بيده ،

أو ينحت التمثال ، أو ينحت الصورة مما لا يدخل في الحالتين السابقتين

فهو كبيرة من الكبائر ، وصاحبها ملعون ومتوعد بالنار .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



" ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

يقول : « كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب

بها في جهنم » : قوله : " نفس " أفاد أن ذلك التصوير وقع لشيء

تحله النفس ، وهو الحيوانات أو الآدمي ؛ ولهذا كان

الوعيد منصبا على ذلك .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



« كل مصور في النار » : هذا يفيد أن التصوير كبيرة من الكبائر .

" ولهما عنه مرفوعا : « من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها

الروح ، وليس بنافخ » ؛ لأن الروح إنما هي من أمر الله - جل وعلا .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~




" ولمسلم عن أبي الهياج قال : قال لي علي : ألا أبعثك على ما بعثني

عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم : « أن لا تدع صورة إلا طمستها ،

ولا قبرا مشرفا إلا سويته » . في هذا الحديث التنبيه على العلة الثانية

من علتي تحريم التصوير ، وهي أنه وسيلة من وسائل الشرك ، ووجه

الاستدلال من هذا الحديث : أنه قرن بين الصورة والقبر المشرف في

وجوب إزالتهما ، وبقاء القبر المشرف وسيلة من وسائل الشرك ،

وكذلك لاقتران بقاء الصورة أيضا وسيلة من وسائل الشرك ،



~~~~~~~~~~~~~~~~~~



« فالنبي - عليه الصلاة والسلام - بعث عليا أن لا يدع صورة إلا طمسها » ؛

لأن الصور من وسائل الشرك ، وأن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه ؛

لأن بقاء القبور مشرفة يدعو إلى تعظيمها

وذلك من وسائل الشرك .




~~~~~~~~~~~~~~~~~~



وهناك خلاف في بعض مسائل التصوير محله كتب الفقه والفتوى

من جهة التصوير الحديث الذي يكون بالآلات كالتصوير بالكاميرات

المختلفة أو بالفيديو أو التليفزيون أو نحو ذلك .

سأبينه لكم إن يسر الله لي .



~~~~~~~~~~~~~~~~~~


نقلاً من كتاب // التمهيد لشرح كتاب التوحيد

صالح بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



~~~~~~~~~~~~~~~~~~


تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع



 
 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع



رد مع اقتباس