ذهب شاب ليصلى المغرب في المسجد ، و بينما هو جالس ينتظر صلاة العشاء ، سمع رجل يحكى لإمام المسجد عن رؤيته لرسول الله في منامه ،وأخذ يصف نوره صلى الله عليه وسلم ، وبعد ذهاب هذا الرجل عن مجلسه ،
توجه الشاب إلى الإمام وقال له : أنا والحمد لله مجتهد في طاعتي لله ورسوله وأعمل ما أستطيع لنيل رضا رب العالمين .
ولكني لم أرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامي أبدا ، فهل هناك ما أفعله لكي أرى
رسول الله ولو لمرة واحدة .
فردالإمام : نعم عندي ماتريد .
فقال الشاب :سأفعل ما تريد مقابل ماأريد .
فرد الإمام : عندي فراش من ينام عليه يرى الرسول الصادق الأمين .
فتعجب الشاب وقال : كيف ؟
فرد الإمام :تعال إلى بيتي غدا ، بعد صلاة العشاء ، وستتناول وجبة العشاء عندي في البيت ، وهذا جزء مما أريد .
فقال الشاب :لك ما تريد ، سأفعل .
وفى اليوم التالي وبعد الصلاة ، ذهب الشاب إلى بيت الإمام وطرق الباب ، وفتح الإمام وأجلس الشاب ، ثم طلب العشاء .
وقال للشاب : تفضل للأكل ، وجلس الشاب ليأكل ويأكل ، وكان الطعام كثير وطلب الإمام من الشاب أنه يجب عليه الانتهاء من الطعام كاملا .
وبينما هو يأكل وجد الشاب الأكل فيه ملح كثير جدا ولكنه ، لم يريد إحراج الإمام وتناول الطعام كاملا بالرغم من زيادة درجة ملوحته .
فسأل الإمام :الشاب هل شبعت ؟
فقال نعم :ولكني أريد ماء لأرتوي .
فقال الإمام : آسف لا يوجد في بيتي ماء الآن ، ولكن ممكن أن تخرج لتشرب من بيتك وتنام هناك وتأتى لي في نفس الموعد غدا لكي تأكل عندي وتنام على الفراش .
فأجاب الشاب :لا سأنام اليوم على الفراش وسأستغني عن الماء ، رغم شدة احتياجي له .
فرد الإمام: إذا إذهب ونم على هذا الفراش ، وفى الصباح قل لي : ما رأيت في منامك عن الرسول .
فذهب الشاب لينام ، وفى الصباح وجد الإمام أمامه يقول له قص على ما رأيت .
وإذا بالشاب يقول للإمام :لم أرى الرسول في منامي كما وعدتني .
فرد الإمام :وماذا رأيت؟؟
فرد الشاب : رأيت أنهار وأنهار وظلت أشرب وارتوى .
فقال الإمام :لقد رأيت الأنهار لشدة احتياجك لها ولشدة عطشك ..
ولو كنت تنام بالليل وأنت مشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشتياقك للمياه لرأيت رسول الله .
ففهم الشاب ما وراء القصد ، وذهب لمعرفة الكثير عن سيرة الرسول ليراه في المنام .
منقول .