عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Jan 2013, 02:45 PM   #7
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فراشة الربيع
فراشة الربيع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم :  19
 الدولهـ
Egypt
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل : Cadetblue
رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...



* إياك نعبد وإياك نستعين *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لما ذكر الله تعالى أنه ( مالك يوم الدين )

ناسب ذلك أنه لا معبود سواه ولا يستعان إلا به .

فمن الحقيق بالعبادة إلا المالك ؟

ومن الجدير بطلب العون إلا هو ؟ .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فبين الآيتين تمام ارتباط واتصال ،

وفيهما التفات من الغيبة إلى الخطاب ،

فإن العبادة وطلب العون ثناء على الله بما

هو أهله فناسب ذلك اسلوب الخطاب

في ( إياك ) ( وإياك ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وفي تقديم الضمير على الفعل ما يفيد توحيد الإلوهية ،

وهو اختصاص الله تعالى بالعبادة وطلب العون منه .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد كان أهل الجاهلية يقرّون لله بالربوبية :

( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) .. ( ولئن سألتهم من

خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ) ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


( قل من يرزقكم من اسماء والأرض أمّن يملك السمع

والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من

الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) ..


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


( ولئن سألتهم من نزَّل من السماء ماء فأحيا

به الأرض بعد موتها ليقولن الله ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فهذه الآيات كلها تدل دلالة قاطعة على أنهم

آمنوا بالله رباً ولكنهم أشركوا به إلها وقالوا

( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )

فأشركوا في عبادته غيره .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ومن ثم جاءت العبادة الصحيحة بما لها من أهمية لتنقذ

الإنسانية من أرجاس الشرك . قال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان

واجتنبوا قول الزور * حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله

فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوى

به الريح في مكان سحيق )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقال تعالى ( فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين *

الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما

أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



إذن فلابد من توحيد الإلوهية أن يكون مقترناً بتوحيد الربوبية

، ويكون توحيد الإلوهية خالصاً لله ، بإخلاص العبادة له :

( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً وما كان من المشركين )

( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً

ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فالعمل لا يقبل إلا إذا كان صواباً خالصاً ،

ومعنى كونه صواباً أي على وفق ما شرع الله ،

وإخلاصه : بعده عن شوائب الشرك .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وقد شمل الوعيد قوماً اعترفوا لله بالربوبية ،

ولكنهم أشركوا في ألوهيته . وفيهم يقول جل ذكره :

( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


فهؤلاء آمنوا بالله رباً وأشركوا به إلها . قال الله تعالى :

( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم

إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه

يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقد أوعد الله هؤلاء وعيداً شديداً ،

وبعد الوعيد أرشد العباد إلى طريق الرشاد .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


قال في الوعيد : ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من

عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ) .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ثم قال في الإرشاد : ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على

بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولما للعبادة أهمية قصوى جعلها الله غاية للخلق

في قوله جل شأنه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *

ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون *

إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ،


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


ولهذه الأهمية قدمت العبادة على الإستعانة في

قوله جل شأنه : ( إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين )

فالعبادة هي الغاية ، والإستعانة بالله

مظهر من مظاهرها ،


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وإنما عبّر بنون الجمع ( نعبد ) ( نستعين ) هكذا ،

لأن الإسلام هو دين الجماعة التي لا تجحد حق الأفراد ،

ومصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد ،

وفي نفس الوقت فإن حق الفرد مقدس

لا يجوز المساس به .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وكان أمير المؤمنين عمر الفاروق يقول :

لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها :

لِم لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟ .

الصواب (قال عمر بن الخطاب لو ماتت سخلة –ولد الشاة- على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها) أنظر تاريخ دمشق (35/215)

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فما هي حقيقة العبادة والإستعانة حتى نكون

على معرفة بأخص خصائص إسلامنا ؟ .


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



هذا ما سنعرفه بعد قليل ..


يتبع ...



 
 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع


التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 15 Feb 2013 الساعة 07:01 PM

رد مع اقتباس