عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:42 AM   #22
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أن قدم أحمد بن علي من عكبرا ومعه نسخة وكتاب من أهل عكبرا فأدخلت أحمد بن علي على أبي عبد الله ; فقال : يا أبا عبد الله هذا الكتاب ادفعه إلى أبي بكر حتى يقطعه وأنا أقوم على منبر عكبرا وأستغفر الله ; فقال أبو عبد الله لي : ينبغي أن تقبلوا منه وارجعوا إليه . قال المروزي : سمعت بعض المشيخة يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أنكر سفيان الثوري جبر وقال : الله تعالى جبل العباد . قال المروذي : أظنه أراد قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس . قلت هذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع وإنما المقصود التنبيه على أن السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه وينفونه عن الله من صفاته وأفعاله فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع في النفي والإثبات بل كل معنى صحيح فإنه داخل فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم . والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط بل كل قوم يريدون بها معنى غير المعنى الذي أراده أولئك كلفظ الجسم والجهة والحيز والجبر ونحو ذلك ; بخلاف ألفاظ الرسول فإن مراده بها يعلم كما يعلم مراده بسائر ألفاظه ولو يعلم الرجل مراده لوجب عليه الإيمان بما قاله مجملا . ولو قدر معنى صحيح - والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر به - لم يحل لأحد أن يدخله في دين المسلمين بخلاف ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن التصديق به واجب . والأقوال المبتدعة تضمنت تكذيب كثير مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك يعرفه من عرف مراد الرسول صلى الله عليه وسلم ومراد أصحاب تلك الأقوال المبتدعة . ولما انتشر الكلام المحدث ودخل فيه ما يناقض الكتاب والسنة وصاروا يعارضون به الكتاب والسنة ; صار بيان مرادهم بتلك الألفاظ وما احتجوا به لذلك من لغة وعقل يبين للمؤمن ما يمنعه أن يقع في البدعة والضلال أو يخلص منها - إن كان قد وقع - ويدفع عن نفسه في الباطن والظاهر ما يعارض إيمانه بالرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك وهذا مبسوط في موضعه . والمقصود هنا : أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدفع بالألفاظ المجملة كلفظ التجسيم وغيره مما قد يتضمن معنى باطلا والنافي له ينفي الحق والباطل . فإذا ذكرت المعاني الباطلة نفرت القلوب . وإذا ألزموه ما يلزمونه من التجسيم - الذي يدعونه نفر إذا قالوا له : هذا يستلزم التجسيم ; لأن هذا لا يعقل إلا في جسم - لم يحسن نقض ما قالوه ولم يحسن حله وكلهم متناقضون . وحقيقة كلامهم أن ما وصف به الرب نفسه لا يعقل منه إلا ما يعقل في قليل من المخلوقات التي نشهدها كأبدان بني آدم . وهذا في غاية الجهل ; فإن من المخلوقات مخلوقات لم نشهدها كالملائكة والجن حتى أرواحنا . ولا يلزم أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مماثلا لها فكيف يكون مماثلا لما شاهدوه . وهذا الكلام في لفظ الجسم من حيث " اللغة " . وأما " الشرع " فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء : ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم ; بل النفي والإثبات بدعة في الشرع . وأما من جهة العقل فبينهم نزاع فيما اتفقوا على تسميته جسما : كالسماء والأرض والريح والماء ونحو ذلك مما يشار إليه ويختص بجهة وهو متحيز . قد تنازعوا هل هو مركب من جواهر لا تقبل القسمة أو من مادة وصورة أو لا من هذا ولا من هذا ؟ وأكثر العقلاء على القول الثالث . وكل من القولين الأولين قاله طائفة من النظار . والأول كثير في أهل الكلام والثاني كثير في الفلاسفة ; لكن قول الطائفتين باطل معلوم بالعقل بطلانه عند أهل القول الثالث .
وإذا كان كذلك . فإذا قال القائل : أنا أقول إنه فوق العرش وإنه ترفع الأيدي إليه ونحو ذلك ; وليس كل ما كان كذلك كان مركبا من أجزاء مفردة ولا من المادة والصورة العقليين ; كان الكلام مع هذا في التلازم . فإذا قال الثاني : بل كل ما كان فوق غيره وكل ما كان يشار إليه بالأيدي ; فلا يكون إلا مركبا إما من هذا ; وإما من هذا : كان هذا بمنزلة قول الآخر : كل ما كان حيا قادرا عالما ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان له حياة وعلم وقدرة ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان سميعا بصيرا متكلما فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب بناء على أن كل موجود قائم بنفسه هو جسم وكل جسم فهو مركب هذا التركيب . ومعلوم أن هذا باطل عند جماهير العلماء والعقلاء باتفاقهم ; فإني لا أعلم طائفة من العقلاء المعتبرين أنهم قالوا : هو جسم ; وهو مركب هذا التركيب بل الذي أعرف أنهم قالوا : هو جسم كالهشامية والكرامية لا يفسرون كلهم الجسم بما هو مركب هذا التركيب بل إنما نقل هذا عن بعضهم وقد ينقل عن بعضهم مقالات ينكرها بعضهم : كما نقل عن مقاتل بن سليمان وهشام بن الحكم مقالات ردية . ومن الناس من رد هذا النقل عن مقاتل بن سليمان فرده كثير من الناس . وأما النقل عن هشام فرده كثير من أتباعه . ومن قدر أنه قال ذلك من الناس ; فقوله باطل كسائر من قال على الله الباطل ; كما حكي عن بعض اليهود والرافضة والمجسمة وإنهم يصفونه بالنقائص التي تعالى الله عنها ; كوصفه أنه أجوف وأنه بكى حتى رمد وعادته الملائكة وعض أصابعه حتى خرج منها الدم وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق . وأمثال هذه الأقوال التي فيها الافتراء على الله تعالى ووصفه بالنقائص ما يعلم بطلانه بصريح المعقول وصحيح المنقول .
وإذا كان كذلك . فإذا قال القائل : أنا أقول إنه فوق العرش وإنه ترفع الأيدي إليه ونحو ذلك ; وليس كل ما كان كذلك كان مركبا من أجزاء مفردة ولا من المادة والصورة العقليين ; كان الكلام مع هذا في التلازم . فإذا قال الثاني : بل كل ما كان فوق غيره وكل ما كان يشار إليه بالأيدي ; فلا يكون إلا مركبا إما من هذا ; وإما من هذا : كان هذا بمنزلة قول الآخر : كل ما كان حيا قادرا عالما ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان له حياة وعلم وقدرة ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان سميعا بصيرا متكلما فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب بناء على أن كل موجود قائم بنفسه هو جسم وكل جسم فهو مركب هذا التركيب . ومعلوم أن هذا باطل عند جماهير العلماء والعقلاء باتفاقهم ; فإني لا أعلم طائفة من العقلاء المعتبرين أنهم قالوا : هو جسم ; وهو مركب هذا التركيب بل الذي أعرف أنهم قالوا : هو جسم كالهشامية والكرامية لا يفسرون كلهم الجسم بما هو مركب هذا التركيب بل إنما نقل هذا عن بعضهم وقد ينقل عن بعضهم مقالات ينكرها بعضهم : كما نقل عن مقاتل بن سليمان وهشام بن الحكم مقالات ردية . ومن الناس من رد هذا النقل عن مقاتل بن سليمان فرده كثير من الناس . وأما النقل عن هشام فرده كثير من أتباعه . ومن قدر أنه قال ذلك من الناس ; فقوله باطل كسائر من قال على الله الباطل ; كما حكي عن بعض اليهود والرافضة والمجسمة وإنهم يصفونه بالنقائص التي تعالى



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس