عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:36 AM   #13
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


واحتج معها بحديث محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن زيد بن أبي أنيسة عن طارق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنه يأمر مناديا ينادي كل ليلة " . وهذا حديث موضوع موافق لمذهبه . زعم أن يحيى بن سعيد القطان وابن مهدي والبخاري ومسلما ; أخرجوا في كتبهم مثل هؤلاء الضعفاء المتروكين ترددا منه وجهلا وأعاد حديث أبي هشام الرفاعي عن حفص . رواه محاضر وغير واحد قال { إن الله ينزل كل ليلة } . وكذلك حديث طارق رواه عن عبيد الله بن عمر . عن زيد بن أبي أنيسة عن طارق . عن سعيد بن جبير . عن ابن عباس قوله { إن الله ينزل كل ليلة } . وأما حديث الحسن ; عن عثمان بن أبي العاص فقد تقدم الكلام عليه فيما ذكرنا ; وليس في هذه الأحاديث ولا رواتها ما يصح ; قال ولو سكت عن معرفة الحديث كان أجمل به وأحسن ; إذ قد سلب الله معرفته وأرسخ في قلبه تبطيل الأخبار الصحاح واعتماد معقوله الفاسد .
قلت : فهذا نقل عبد الرحمن لكلام أبيه وأبوه أعلم منه وأفقه وأسد قولا . ثم قال أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده هذا . قال : حدثنا محمد بن محمد بن الحسن ثنا عبد الله بن محمد الوراق ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثم قال عبد الرحمن : حدثني أحمد بن نصر قال : كنت عند سليمان بن حرب فجاء إليه رجل كلامي من أصحاب الكلام فقال له : تقولون إن الله على عرشه لا يزول ; ثم تروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ؟ فقال : عن حماد بن زيد : إن الله على عرشه ولكن يقرب من خلقه كيف شاء . قال عبد الرحمن : ومن زعم أن حماد بن زيد وسليمان بن حرب أرادا بقولهما يقرب من خلقه كيف شاء ; أرادا أن لا يزول عن مكانه ; فقد نسبهما إلى خلاف ما ورد في الكتاب والسنة . قال : وحدثنا عبد الصمد بن محمد المعاصمي ببلخ أنبأنا إبراهيم بن أحمد المستملي قال أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حراش قال حدثنا أحمد بن الحسن بن زياد حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : إذا قال لك الجهمي : أنا لا أؤمن برب يزول عن مكانه فقال له أنا أومن برب يفعل ما يشاء . قال : رواه جماعة عن فضيل بن عياض . قال : ولم يرد به أحد أن الله يفعل ما ذهب إليه الزنادقة فلا يبقى خلاف بين من يقول : أنا أكفر برب ينزل ويصعد وبين من يقول : أنا أومن برب لا يخلو منه العرش في إبطال ما نطق به الكتاب والسنة . ثم روي بإسناده عن الفضيل بن عياض إذا قال الجهمي أنا أكفر برب ينزل ويصعد فقل آمنت : برب يفعل ما يشاء . قلت : زكريا بن يحيى الساجي أخذ عنه أبو الحسن الأشعري ما أخذه من أصول أهل السنة والحديث وكثير مما نقل في كتاب " مقالات الإسلاميين " من مذهب أهل السنة والحديث وذكر عنهم ما ذكره حماد بن زيد من أنه فوق العرش وأنه يقرب من خلقه كيف شاء . ومعنى ذلك عنده وعند من ينفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته : أنه يخلق أعراضا في بعض المخلوقات يسميها نزولا كما قال : إنه يخلق في العرش معنى يسميه استواء . وهو عند الأشعري تقريب العرش إلى ذاته من غير أن يقوم به فعل بل يجعل أفعاله اللازمة كالنزول والاستواء كأفعاله المتعدية كالخلق والإحسان وكل ذلك عنده هو المفعول المنفصل عنه .
والأشعري وأئمة أصحابه كالقاضي أبي بكر وغيره يقولون : إن الله فوق العرش بذاته ولكن يقولون في النزول ونحوه من الأفعال هذا القول بناء على أصلهم في نفي قيام الحوادث به والسلف الذين قالوا يفعل ما يشاء وينزل كيف شاء وكما شاء والفضيل بن عياض الذي قال : إذا قال لك الجهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء مرادهم نقيض هذا القول . ورد أبي عبد الله بن منده متناول لهؤلاء وعلى هذا فلا يبقى خلاف بين من يقول ينزل ويصعد وبين من ينفي ذلك وذلك لأن الأفعال المنفصلة لم ينازع فيها أحد من المسلمين فعلم أن مراد هؤلاء إثبات الفعل الاختياري القائم به ; ولكنهم مع هذا ليس في كلامهم أنهم كانوا يعتقدون خلو العرش منه وأنه لا يبقى فوق العرش ; كما ذكره عبد الرحمن وزعم أنه معنى الحديث . وروى بإسناده من " كتاب السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن ; حدثني أبي ثنا أحمد بن محمد بن عمر اللبناني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا موسى بن داود أبو معمر ثنا عباد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألته عن الحديث { إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان } . قلنا : إن قوما ينكرون هذه الأحاديث قال فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها فقال : إن الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن وبالصلاة وبالحج وبالصوم فما يعرف الله إلا بهذه الأحاديث . قال : وأما حديث إسحاق بن راهويه فرواه إسماعيل الترمذي وذكر عن ابن أبي حاتم أنهم تكلموا فيه . قال : والحديث حدث به أحمد بن موسى بن بريدة عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن بشير عن الترمذي : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : اجتمعت الجهمية إلى عبد الله بن طاهر يوما فقالوا له : أيها الأمير ; إنك تقدم إسحاق وتكرمه وتعظمه وهو كافر يزعم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ويخلو منه العرش . قال : فغضب عبد الله وبعث إلي فدخلت عليه وسلمت ; فلم يرد علي السلام غضبا ولم يستجلسني ثم رفع رأسه وقال لي : ويلك يا إسحاق ما يقول هؤلاء ؟ قال : قلت لا أدري قال : تزعم أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ويخلو منه العرش ؟ فقلت أيها الأمير لست أنا قلته قاله النبي صلى الله عليه وسلم : ثنا أبو بكر بن عياش عن إسحاق عن الأغر بن مسلم أنه قال : أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ينزل الله إلى سماء الدنيا في كل ليلة فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ . من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له } ولكن مرهم يناظروني . قال فلما ذكرت له النبي صلى الله عليه وسلم ; سكن غضبه وقال لي اجلس فجلست . فقلت : مرهم أيها الأمير يناظروني . قال ناظروه قال فقلت لهم : يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش أم لا يستطيع ؟ قال : فسكتوا وأطرقوا رءوسهم . فقلت : أيها الأمير مرهم يجيبوا فسكتوا . فقال ويحك يا إسحاق ماذا سألتهم قال : قلت : أيها الأمير قل لهم يستطيع أن ينزل ; ولا يخلو منه العرش أم لا ؟ قال فأيش هذا ؟ قلت : إن زعموا أنه لا يستطيع أن ينزل إلا أن يخلو منه العرش ؟ فقد زعموا أن الله عاجز مثلي ومثلهم وقد كفروا . وإن زعموا أنه يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش فهو ينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء ولا يخلو منه المكان . قال عبد الرحمن : والصحيح مما جرى بين إسحاق وعبد الله بن طاهر ما أخبرنا أبي ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن حاتم سمعت



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس