عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:37 AM   #15
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ; كما لو قيل : إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش ; ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها هو بنفسه وهو نفسه فعلها . فالمعنى صحيح ; وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن ومرفوعا . فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قوله : { ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا إذا مضى ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك إلى الفجر } وفي لفظ : { إذا بقي من الليل ثلثاه يهبط الرب إلى سماء الدنيا وفي لفظ حتى ينشق الفجر ثم يرتفع وفي رواية يقول : لا أسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ } وفي رواية عمرو بن عبسة : { أن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا وفي لفظ : حتى ينشق الفجر ثم يرتفع } وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق وكذلك ليلة النصف من شعبان وذكر نزوله يوم القيامة في ظلل من الغمام وحديث يوم المزيد في يوم الجمعة من أيام الآخرة وما فيه من ذكر نزوله وارتفاعه وأمثال ذلك من الأحاديث وهو ينكر على من يقول إنه لا يخلو منه العرش ويجعل هذا مثل قول من يقول : إنه في كل مكان ومن يقول : إنه ليس في مكان . وكلامه من جنس كلام طائفة تظن أنه لا يمكن إلا أحد القولين : قول من يقول : إنه ينزل نزولا يخلو منه العرش . وقول من يقول : ما ثم نزول أصلا كقول من يقول : ليس له فعل يقوم بذاته باختياره . وهاتان " الطائفتان " ليس عندهما نزول إلا النزول الذي يوصف به أجساد العباد الذي يقتضي تفريغ مكان وشغل آخر . ثم منهم من ينفي النزول عنه ينزهه عن مثل ذلك . ومنهم من أثبت له نزولا من هذا الجنس يقتضي تفريغ مكان وشغل آخر ; فأولئك يقولون : هذا القول باطل ; فتعين الأول ; كما يقول من يقابلهم ذلك القول باطل فتعين الثاني . وهو يحمل كلام السلف " يفعل ما يشاء " على أنه نزول يخلو منه العرش ومن يقابله يحمله أن المراد مفعول منفصل عن الله . " وفي الجملة " : فالقائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث . وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه وما ذكره عبد الرحمن من تضعيف تلك الرواية عن إسحاق فقد ذكرنا الرواية الأخرى الثابتة التي رواها ابن بطة وغيره وذكرنا أيضا اللفظ الثابت عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد ; رواه الخلال وغيره . وأما " رسالة أحمد بن حنبل " إلى مسدد بن مسرهد فهي مشهورة عند أهل الحديث والسنة من أصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبد الله بن بطة في كتاب " الإبانة " واعتمد عليها غير واحد كالقاضي أبي يعلى وكتبها بخطه .
فصل
وقد تأول قوم - من المنتسبين إلى " السنة والحديث " - حديث النزول وما كان نحوه من النصوص التي فيها فعل الرب اللازم : كالإتيان والمجيء والهبوط ونحو ذلك ونقلوا في ذلك قولا لمالك ولأحمد بن حنبل حتى ذكر المتأخرون من أصحاب أحمد - كأبي الحسن بن الزاغوني وغيره - عن أحمد في تأويل هذا الباب روايتين ; بخلاف غير هذا الباب فإنه لم ينقل عنه في تأويله نزاعا . وطرد ابن عقيل الروايتين في " التأويل " في غير هذه الصفة ; وهو تارة يوجب التأويل وتارة يحرمه وتارة يسوغه . والتأويل عنده تارة " للصفات الخبرية مطلقا " ويسميها الإضافات - لا الصفات - موافقة لمن أخذ ذلك عنه من المعتزلة كأبي علي بن الوليد وأبي القاسم بن التبان - وكانا من أصحاب أبي الحسين البصري - وأبو الفرج بن الجوزي مع ابن عقيل على ذلك في بعض كتبه مثل " كف التشبيه بكف التنزيه " ويخالفه في بعض كتبه . والأكثرون من أصحاب أحمد لم يثبتوا عنه نزاعا في التأويل لا في هذه الصفات ولا في غيرها . وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية : أن أحمد لم يتأول إلا " ثلاثة أشياء " : { الحجر الأسود يمين الله في الأرض } { وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن } { وإني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن } : فهذه الحكاية كذب على أحمد لم ينقلها أحد عنه بإسناد ; ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه . وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف لا علمه بما قال ولا صدقه فيما قال . وأيضا : وقع النزاع بين أصحابه . هل اختلف اجتهاده في تأويل المجيء والإتيان والنزول ونحو ذلك ؟ لأن حنبلا نقل عنه في " المحنة " أنهم لما احتجوا عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم { تجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف } ونحو ذلك من الحديث الذي فيه إتيان القرآن ومجيئه . وقالوا له : لا يوصف بالإتيان والمجيء إلا مخلوق ; فعارضهم أحمد بقوله : - وأحمد وغيره من أئمة السنة - فسروا هذا الحديث بأن المراد به مجيء ثواب البقرة وآل عمران كما ذكر مثل ذلك من مجيء الأعمال في القبر وفي القيامة والمراد منه ثواب الأعمال . والنبي صلى الله عليه وسلم قال : { اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما يجيئان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما } وهذا الحديث في الصحيح : فلما أمر بقراءتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ : علم أنه أراد بذلك قراءة القارئ لهما وهو عمله وأخبر بمجيء عمله الذي هو التلاوة لهما في الصورة التي ذكرها كما أخبر بمجيء غير ذلك من الأعمال . وهذا فيه كلام مبسوط في غير هذا الموضع : هل يقلب الله العمل جوهرا قائما بنفسه أم الأعراض لا تنقلب جواهر ؟ وكذلك قوله : { يؤتى بالموت في صورة كبش أملح } . والمقصود هنا : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر بمجيء القرآن في هذه الصورة أراد به الإخبار عن قراءة القارئ ; التي هي عمله وذلك هو ثواب قارئ القرآن ; ليس المراد به أن نفس كلامه الذي تكلم به وهو قائم بنفسه يتصور صورة غمامتين . فلم يكن في هذا حجة للجهمية على ما ادعوه . ثم إن الإمام أحمد في المحنة عارضهم بقوله تعالى : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } قال قيل : إنما يأتي أمره هكذا نقل حنبل ; ولم ينقل هذا غيره ممن نقل مناظرته في " المحنة " كعبد الله بن أحمد وصالح بن أحمد والمروذي وغيره ; فاختلف أصحاب أحمد في ذلك . فمنهم من قال : غلط حنبل لم يقل أحمد هذا . وقالوا حنبل له غلطات معروفة وهذا منها وهذه طريقة أبي إسحاق بن شاقلا . ومنهم من قال : بل أحمد قال ذلك على سبيل الإلزام لهم . يقول : إذا كان أخبر عن نفسه بالمجيء والإتيان ولم يكن ذلك دليلا على أنه مخلوق ; بل تأولتم ذلك على أنه



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس