عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:43 AM   #23
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الله عنها ; كوصفه أنه أجوف وأنه بكى حتى رمد وعادته الملائكة وعض أصابعه حتى خرج منها الدم وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق . وأمثال هذه الأقوال التي فيها الافتراء على الله تعالى ووصفه بالنقائص ما يعلم بطلانه بصريح المعقول وصحيح المنقول .
وهكذا إذا قال القائل : إنه لو نزل إلى سماء الدنيا ; للزم الحركة والانتقال والحركة والانتقال من خصائص الأجسام أو قال : للزم أن يخلو منه العرش وذلك محال ; فإن للناس في هذا ثلاثة أقوال:
( أحدها) قول من يقول : ينزل وليس بجسم . وقول من يقول : ينزل وهو جسم . وقول من لا ينفي الجسم ولا يثبته ; إما إمساكا عنهما لكون ذلك بدعة وتلبيسا كما تقدم وإما مع تفصيل المراد وإقرار الحق وبطلان الباطل وبيان الصواب من المعاني العقلية التي اشتبهت في هذا ; مثل أن يقال : النزول والصعود والمجيء والإتيان ونحو ذلك مما هو أنواع جنس الحركة لا نسلم أنه مخصوص بالجسم الصناعي الذي يتكلم المتكلمون في إثباته ونفيه بل يوصف به ما هو أعم من ذلك . ثم هنا طريقان : ( أحدهما) أن هذه الأمور توصف بها الأجسام والأعراض فيقال : جاء البرد وجاء الحر وجاءت الحمى ونحو ذلك من الأعراض . وإذا كانت الأعراض توصف بالمجيء والإتيان ; علم أن ذلك ليس من خصائص الأجسام فلا يجوز أن يوصف بهذه الأفعال حقيقة مع أنه ليس بجسم وهذه طريقة الأشعري ومن تبعه من نظار أهل الحديث وأتباع الأئمة الأربعة وغيرهم كالقاضي أبي يعلى وغيره وهذا معنى ما حكاه في " المقالات " عن أهل السنة والحديث . ولهذا كان قول ابن كلاب والأشعري والقلانسي ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من أصحاب أحمد وغيرهم ; إن الاستواء فعل يفعله الرب في العرش . وكذلك يقولون في النزول : ومعنى ذلك أنه يحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به - نفسه - فعل اختياري سواء قالوا : إن الفعل هو المفعول أو لم يقولوا بذلك وكذلك النزول عندهم ; فهم يجعلون الأفعال اللازمة بمنزلة الأفعال المتعدية وذلك لأنهم اعتقدوا أنه لا يقوم به فعل اختياري لأن ذلك حادث ; فقيامه به يستلزم أن تقوم به الحوادث فنفوا ذلك لهذا الأصل الذي اعتقدوه . ( الطريق الثاني : أن يقال : المجيء والإتيان والصعود والنزول توصف به روح الإنسان التي تفارقه بالموت وتسمى النفس وتوصف به الملائكة وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول البدن وصعوده ; فإن روح المؤمن تصعد إلى فوق السموات ثم تهبط إلى الأرض فيما بين قبضها ووضع الميت في قبره . وهذا زمن يسير لا يصعد البدن إلى ما فوق السموات ثم ينزل إلى الأرض في مثل هذا الزمان . وكذلك صعودها ثم عودها إلى البدن في النوم واليقظة ولهذا يشبه بعض الناس نزولها إلى القبر بالشعاع لكن ليس هذا مثالا مطابقا . فإن نفس الشمس لا تنزل والشعاع الذي يظهر على الأرض هو عرض من الأعراض يحدث بسبب الشمس ليس هو الشمس ولا صفة قائمة بها والروح نفسها تصعد وتنزل ; ففي الحديث المشهور حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في قبض الروح وفتنة القبر - وقد رواه الإمام أحمد وغيره ورواه أبو داود أيضا واختصره وكذلك النسائي وابن ماجه ورواه أبو عوانة في " صحيحه " بطوله وفي روايته عن زاذان : سمعت البراء وذلك يبطل قول من قال : إنه لم يسمعه منه . ورواه الحاكم في " صحيحه " من حديث أبي معاوية قال : حدثنا الأعمش ثنا المنهال بن عمرو عن أبي عمرو زاذان { عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فانتهينا إلى القبر ولما يلحد } وذكر الحديث بطوله ورواه الحاكم أيضا من حديث محمد بن الفضل قال : حدثنا الأعمش فذكره . وقال في آخره : حدثنا فضيل حدثني أبي عن أبي حازم عن أبي هريرة بهذا الحديث إلا أنه قال : { أرقد رقدة كرقدة من لا يوقظه إلا أحب الناس إليه } . قال : وقد رواه شعبة وزائدة وغيرهما عن الأعمش ورواه مؤمل عن الثوري عنه قال : وهو على شرطهما قد احتجا بالمنهال بن عمرو قال : وقد روى ابن جرير عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال : " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر " ثم ذكر طرفا من حديث القبر وقد رواه الإمام أحمد في " مسنده " عن عبد الرزاق حدثنا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو الحديث بطوله . قال : وكذلك أبو خالد الدالاني وعمرو بن قيس الملائي والحسن بن عبيد الله النخعي عن المنهال ورواه شعيب بن صفوان عن يونس بن خباب فقال ; عن المنهال عن زاذان عن أبي البختري قال : سمعت البراء قال : وهذا وهم من شعيب فقد رواه معمر ومهدي بن ميمون وعباد بن عباد عن يونس التامر . وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : وأما حديث البراء رواه المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء فحديث مشهور رواه عن المنهال الجم الغفير ورواه عن البراء : عدي بن ثابت ومحمد بن عقبة وغيرهما ورواه عن زاذان عطاء بن السائب . قال : وهو حديث أجمع رواة الأثر على شهرته واستفاضته وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده : هذا الحديث إسناده متصل مشهور رواه جماعة عن البراء . وقال الإمام أحمد في " المسند " حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن المنهال ابن عمرو عن زاذان { عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل عليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد بصره ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها . فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها ريح كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها ; فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة بين السماء والأرض ; إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ; فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس