الموضوع: محبة الله
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15 Nov 2016, 11:19 PM
فتاة الإسلام
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
فتاة الإسلام غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 11102
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 فترة الأقامة : 4805 يوم
 أخر زيارة : 23 Jun 2019 (03:25 AM)
 المشاركات : 642 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : فتاة الإسلام is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
محبة الله



-محبة الله

إن من لوازم الإيمان محبة الله عز وجل ومحبة رسوله وعباده المؤمنين، وبالمقابل يجب على العبد المسلم بغض أعداء الله سبحانه من الكفرة والمشركين والطغاة والملحدين، فأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة، آية (24): (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).

يتوعد الله سبحانه في هذه الآية الكريمة أن من يُقدم حب أهله وماله وعشيرته وأعماله على حب الله ورسوله بأمر لا يُحمد عقباه، ومن المعلوم أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله عز وجل ومقرونة بها، لذلك يجب أن نقدم محبة الله سبحانه وتعالى على كل شيء، حتى أنفسنا التي بين جنبينا، فلا حب يعلو على حب الله سبحانه وتعالى، ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أهمية حب الله وحبه، حيث جعل صلوت الله وسلامه عليه محبة الله ورسوله من علامات الشعور بحلاوة الإيمان في قلوب المؤمنين، ففي الصحيحين، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..)، فمعنى حلاوة الإيمان هنا: التلذذ بطاعة الله سبحانه وتعالى، وتحمل المشقات في سبيل ذلك، وإيثار الطاعة على مُتع الدنيا، لأن محبة العبد المسلم لله تكون بفعل الطاعة وترك المعصية.
-كيفية محبة الله
فرض لازم على المؤمن أن يحب الله سبحانه وتعالى ومحبة طاعته، وكره معصيته، وكذلك محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بتباع أمره، واجتناب ما نهي عنه، وعندما يتلقى العبد المؤمن دين الله سبحانه بالرضى، ومحبة الأنبياء، وبغض الكفار والفجار، يكون إيمانه قد تم. لهذا كان البغض في الله والحب في الله من أصول الإيمان، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود، (من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله فقد استكمل إيمانه)، فلا بد للعبد المسلم من إيثار محبة الله، وأن تصعد محبة الله في قلبه فوق كل حب، وكذلك على العبد المسلم أن يحب ما يحب الله، ويبغض ما يبغضه، وأن يوالي في الله ويعادي في الله، ويتبع الرسول عليه السلام، وبذلك يتحصل معنى الحب الحقيقي والذي يعني كمال الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم.
-الطرق التي تؤدي بنا إلى محبة الله ورضاه
# على العبد المسلم معرفة نعم الله سبحانه على الإنسان المسلم التي لا يمكن عدها وإحصائها، النفس البشرية مجبولة على محبة من يعطيها ومن يحسن إليها ويكرمها، هذا الحب من قبيل شكر النعم.
#أن يتعرف العبد المسلم على اسماء الله سبحانه الحسنى وصفاته العليا، ويتعرف على أفعاله العظيمة، لأن الذي يعرف الله وعظيم أفعاله يحبه، وأن من يطع الله سبحانه يكرمه الله، وإذا أكرم الله عبد يدخله جنته، ويسكنه في جواره.
#وأن التفكير في ملكوت الله سبحانه وتعالى وما خلق من سماوات وأرض والتفكر ونجوم والفضاء الهائل الذي يسبح فيه الكواكب والأجرام السماوية الأخرى، وكذلك التفكر في آيات القرآن العظيم الذي يدل على عظمة الخالق وقدرته ورحمته وغفرانه وسلطانه وسعة ملكه.
#وكلما تعرف العبد المسلم على عظمة خالقه وزادت معرفته له، زاد مقدار حبه في قلبه وظهر ذلك على جوارحه من أعمال صالحة. ومن الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بمحبة الله سبحانه وتعالى، أن نتعامل مع الله بإخلاص وصدق السريرة، وأن نخالف هوانا، لأن ذلك يؤدي إلى تفضل الله علينا بكرمه ورحمته ، بل محبة الله لنا.
#وكذلك فإن كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى تستجلب محبته، فإنّ الذي يحب أحد يكثر من ذكره في السر والعلانية، فكيف بذكر الله والتي بها تطمئن القلوب، وتخشع الأنفس، وتجلب الطمأنينة للنفس، وبها يرضى الله عنا.
#أن نكثر من قراءة القرآن الكريم، وأن نتفكر بآيات الله، وبالأخص الآيات التي تحتوي على اسمائه وصفاته وأفعاله العظيمة الباهرة، فكل ذلك يؤدي إلى التقرب من الله وحبه في السر والعلن، ويحصل بذلك على محبة رب العالمين جل شأنه.





رد مع اقتباس