عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26 Jun 2021, 10:06 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4983 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
من السيرة النبويةالعطره. الهجره



من السيرة النبوية العطرة
(( مفاوضات مع القبائل و قرار الهجرة ))
____________
نظرة عامة لوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الآن في مكة
قلنا إنّ العام {{ العاشر }} من البعثة أطلق عليه عام الحزن [[ تخيلوا عشرة أعوام و في كل يوم منها استهزاء بدعوته وأذى في الطريق،في السوق ،عند الكعبة ، وتعب نفسي ، وحصار ....الخ ]] . في هذا العام فقد النبي - صلى الله عليه وسلم - عمه {{ أبا طالب }} الذي كان يوفر له الحماية من بطش قريش و زوجته {{ السيدة خديجة - رضي الله عنها - }} التي كان يأوي إليها .اشتد جداً إيذاء قريش للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين ، حتى قال : {{ ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب }} .لا أحد من أهل مكة يريد أن يدخل في الإسلام ، ومن يدخل في الإسلام يكتم إيمانه خوفاً من بطش قريش .استطاعت قريش ، تشويه صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة وخارج مكة ، فإذا جاء أحد من خارج مكة ،كانت قريش تحذره من الرسول وتقول : هناك رجل ساحر اسمه {{ محمد بن عبد الله }} إذا سمعت كلامه يسحرك ، ويفرق بينك وبين قومك ، وبين أبيك وأمك وزوجتك .
حتى وصل الأمر أنه كان إذا أراد الرجل أن يسافر إلى مكة من أي مكان في الجزيرة ، يحذره قومه من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون له : {{ احذر غلام قريش لا يفتننك }} .أصبح الوضع في مكة صعبا جداً ، وضاق الأمر !!

في هذا الوقت بدأ النبي - صلى الله عليه وسلم - يفكر في الهجرة من مكة يجب أن يترك مكة ، هو ومن معه من المسلمين ، ويذهبون إلى مدينة أخرى تكون مركزا للدعوة إلى الله ، فالرسول يريد أن يبلغ الإسلام ليس لأهل مكة فقط ، بل {{ للناس كافة }} مهمة ليست بالسهلة أبداً أبداً أبدا ، فقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض الإسلام ، على رؤساء القبائل خارج مكة في موسم الحج والمواسم التجارية ، بالرغم من كل ما سيتعرض له من إيذاء قريش ، وكانت كل قبائل العرب تأتي إلى مكة في موسم الحج ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتهز هذه الفرصة في عرض الإسلام على تلك القبائل .
وكانت هناك أسواق معروفة للعرب ثابتة ، يأتيها كل العرب من كل أنحاء الجزيرة العربية ، وفيها سلع مختلفة ، فكان - صلى الله عليه وسلم - يذهب أيضا إلى هذه الأسواق حتى يلتقي بالعرب من كل أنحاء الجزيرة . كان يقف في الأسواق يقول : هل من رجل يحملني إلى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي، فإنّ قريشاً قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي ؟ وكان طلبه من هذه القبائل واضحا وهو {{ الإيواء ، والنصرة ، حتى يبلغ كلام الله }} .
وفي يوم من الأيام وقف - صلى الله عليه وسلم - وقال :{{ يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا }} ،فمنهم من تفل في وجهه ، ومنهم من حثا عليه التراب ،ومنهم من سبه ، حتى انتصف النهار فأقبلت ابنته زينب - رضي الله عنها وأرضاها - ومعها الماء ، فغسل وجهه ويديه ، وهو ينظر إلى الدمعة في عينيها من حزنها على أبيها - صلى الله عليه وسلم - قال : يا بنية {{ لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة }} يصبرها ، فالأب لا يتحمل دمعة من ابنته ، صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله . [[ هذا حبيب الله يا أمة محمد ، يا من تتباكون عند أول بلاء ، انظروا كم تحمل - صلى الله عليه وسلم - !!! من يتحمل من الخلق كلهم ما تحمله حبيب القلوب وحبيب الله - صلى الله عليه وسلم - ؟؟؟ والبعض يقول : " يا رب أيش عاملك أنا حتى تعمل معي هيك " ؟؟ ]]حرب إعلامية في كل الجزيرة العربية ضد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ورفضت القبائل دعوته رفضا عنيفا يصل إلى السب والبصق ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم – أحيانا يسافر لمقابلة بعض القبائل في أماكنها خارج مكة سرا في الليل، كما فعل مع الطائف . ومن القبائل التي ذهب إليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبائل {{ كلب وبني حنيفة وبني عامر وغيرهم }} ،حتى إن المفاوضات مع قبيلة {{ بني عامر وهي من أكبر خمس قبائل في الجزيرة}} كانت ستنجح ، فقد عرض عليهم الإسلام ، فقال رجل منهم اسمه {{ بيحرة بن فراس }} وقد أُعجب بكلامه : والله لو أني أخذت هذا الفتى لأكلت به العرب [[ يعني لو تكفلته ، لانتصرت على جميع العرب]] ، ثم نظر للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟؟ [[ يعني إذا بايعناك وأصبحت ملكا من الملوك العظام ، توعدنا أن نكون خلفاءك في الملك ؟؟؟ ]] فقال له - صلى الله عليه وسلم - :{{ الأمر لله يضعه حيث يشاء }} .فقال له : أَفَنُهدفُ نحورنا للعرب دونك [[ يعني نتعرض للموت بالدفاع عنك ]] فإذا أظهرك الله كانت الإمارة لغيرنا ؟ لا حاجة لنا بأمرك . فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هو من رفض {{ بني عامر }}، بالرغم من أنها قبيلة قوية كثيرة العدد، لأن نية {{ بني عامر}} كانت السلطة والسيطرة على العرب ، وليست لوجه الله تعالى .
كثير من الناس يستعجلون في تحقيق الهدف ، ويكون الأساس غير سليم ، فيجدوا أنفسهم قد عادوا إلى نقطة الصفر .
( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس