الفائدة الثانية :
وهي زوال الهم والقلق , وبقاء الصفاء , والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة , وحصول الراحة بين الطرفين , ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بل عكس القضية فلحظ المساوئ , وعمي عن المحاسن , فلابد ان يقلق , ولابد ان يتكدر مابينه وبين من يتصل به من المحبة , ويتقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما المحافظة عليها .
* ** * ** * ** * ** *
وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون انفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة , لكن عند الامور التافهة البسيطة يقلقون , ويتكدر الصفاء , والسبب في هذا انهم وطنوا نفوسهم عند الامور الكبار , وتركوها عند الامور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم , فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة ويسآل الله الاعاتة عليها , وان لا يكله الى نفسه طرفة عين فعند ذلك يسهل عليه الصغير , كما سهل عليه الكبير , ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحا .