عرض مشاركة واحدة
قديم 08 Oct 2013, 03:38 AM   #5
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: كتاب : ضوابط تعبير الرؤيا لفضيلة الشيخ أ. د. عبدالله الطيار



من نظر إلى هذه الأحاديث وجد أنها جاءت بعدة أمور:

الأمر الأول:
ثبوت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فإذا جاء إليك أحد فقال لك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم لا تكذبه.

الأمر الثاني:
أن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ليست مقصورة على أهل الصلاح بل العصاة كذلك يرونه وذلك لأن الأحاديث لم تخصص بل جاءت عامة ولذا قال الإمام النووي ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم تكون للصالحين وغيرهم.

الأمر الثالث:
أن الشيطان لا يمكنه أن يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا من تمام حفظ الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.

الأمر الرابع:
أنه ينبغي معرفة صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخَلْقية لكي تعرف هل هو أم لا لأن الشيطان يستطيع أن يكذب ولكنه لا يستطيع أن يتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا جاء الرجل وقال إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فنقول له نعم لكن صف لنا ما رأيت فإن قال رأيت رجلاً طويلاً يلبس عمامة كبيرة وثوباً يجرجر على الأرض ليس له لحية وبيده مسبحة طويلة فنقول له هذه ليست رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا شيطان لأن الشيطان يستطيع أن يأتي بهيئته التي جاءت بها نصوص السُنة المعروفة من كونه صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ولحيته كانت كذا وثوبه كان كذا فإن جاءت بخلاف ذلك فأعلم أنها ليست برؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
قال في فتح المنعم(58):
(لكن لابد من معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم لأن الشيطان يلبس على ابن آدم بكل طريقة وفي كل مجال، فقد يخيل للشخص أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يره بل من تلبيس الشيطان، ولا يفيد قول المثال المرئي : أنا رسول الله، ولا قول من حضر معه: هذا رسول الله لأن الشيطان يكذب لنفسه ويكذب لغيره وقد ضل في هذا الشأن خلق كثير من الصوفية ونحوهم والعياذ بالله.

وسنذكر هنا بعض صفاته صلى الله عليه وسلم الخلقية لكي يتعرف من رآه في منامه هل رآه حقاً أم هو من تلبيس الشيطان له:

1- كان صلى الله عليه وسلم ربعة من الرجال (يعني مربوعاً وهو ما بين الطويل والقصير).
2- بعيد ما بين المنكبين.
3- ليس بالطويل البائن ولا بالقصير.
4- ولا بالأبيض الأمهق ولا الآدم (والمعنى أنه ليس كريه البياض كلون الجص ولا شديد السمرة ولكن هو بين ذلك).
5- أزهر اللون، مشرباً بحمرة في بياض ساطع كأن وجهه القمر حسناً.
6- ضخم الكراديس: أي ضخم رؤوس العظام أو ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين.
7- أوطف الأشغار والمعنى طويل أهداب العينين.
8- أدعج العينين: أي شديد سواد العينين.
9- واسع الفم مفلج الأسنان براق الثنايا.
10- حسن الأنف.
11- ضخم اليدين.
12- كث اللحية واسعها.
13- أسود الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط له شعر يبلغ شحمه أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرون شيبة.

هل ينبني على الرؤيا حكم شرعي؟
سؤال قد لا يرد على عقول أهل البصيرة والالتزام إذ كيف يسوغ لأحد من البشر أن يجعل أحكام الشريعة مصدرها الرؤى والأحلام، ولكن حين تقرأ كتب الأولين تجد أن هناك من ضل في هذا الجانب وبخاصة غلاة الصوفية الذين يرتكبون المحرمات ويتركون الواجبات بحجة رؤياهم التي هي بلا شك وحي من الشيطان وليست بوحي من الرحمن فلا تستغرب من قوم يقولون (حدثني قلبي عن ربي أن أفعل كذا) أو يقول (أخذتم علمكم عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت) يعنون أن علمهم جاء عن طريق الإلهام الرباني الذي قذفه الله في قلوبهم ولذا تراهم لا يبالون بفعل محرَّم أو ترك واجب هذا فضلاً عن شركهم وكفرهم القولي والعقدي.

قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام في رده عليهم:
فلربما قال بعضهم: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي كذا وأمرني بكذا فيعمل بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على أي حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها... إلى أن قال رحمه الله فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المُنَّة أي ضعيف القوة (59).

وخلاصة القول في ذلك أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يثبت بالرؤيا حكم شرعي حتى ولو رأى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد يقول قائل: أنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمرني بكذا وهو حكم يخالف الشريعة فهذا مردود وبلا شك لأن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد كمله الله تعالى قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). (60).
لكن هناك أمر مهم وهو أن الرؤيا قد يستأنس بها في بعض الأحكام الشرعية فقد يُفتي بعض الناس بحكم شرعي في مسألة ما ثم يرى في رؤياه صحة قول المفتي الذي أفتاه فهنا نقول بأنه يستأنس بهذه الرؤيا في صحة قول من أفتى وهذا قد حصل.

السؤال عن الرؤيا
مما لا شك فيه أنه يستحب السؤال عن الرؤيا وعن تعبيرها لكي يستفاد بها أما الغفلة عنها وتركها فهذا ليس من هدي سلف الأمة.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أصحابه عن الرؤيا فمن كان منهم قد رأى رؤيا قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فيعبرها له وكذا نبينا صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى رؤيا قصها وعبرها لأصحابه وهكذاا كان هديه صلوات الله وسلامه عليه وكذا هدي أصحابه فعلم من هديهم أنه يستحب السؤال عن الرؤيا وقصها للاستفادة منها.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحدُ منكم رؤيا؟ قال فيقص عليه ما شاء أن يقص) وذكر الحديث بطوله في البخاري (61).

لكن ما ذكرناه ليس على إطلاقه بمعنى أنه ليس كل ما يرى في المنام يطلب الإنسان تعبيره فقد ذكرنا فيما سبق أن الأضغاث لا يقصها الإنسان على أحد لكي يعبرها له ولا يلتفت لها وهذا مما نعاني منه كثيراً وبخاصة من النساء هداهن الله.
وخلاصة الأمر: أن من رأى رؤيا صالحة شرع له أن يسأل عنها لكي يستفيد منها ولا يسأل عنها إلا من توفرت فيه الشروط المعتبرة في المعبر التي مر ذكرها أما الرؤيا غير الصالحة التي هي من الشيطان فلا يلتفت إليها ولا يقصها على أحد.

أوقات تعبير الرؤيا
ذهب ابن سيرين إلى القول بأن الرؤيا لا تعبر في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها وهي بعد صلاة الصبح والعصر وقبل الزوال وهذا مما ليس له دليل بل جاء في صحيح البخاري ما يبطل هذه الدعوى يعني دعوى النهي عن تعبير الرؤيا في أوقات النهي.
قال الإمام البخاري رحمه الله : باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح وذكر حديث سمرة بن جندب السابق: قال ابن حجر رحمه الله: فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم قال: لا تقصص رؤياك على امرأة ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس وفيه إشارة إلى الرد على من قال من أهل التعبير أن المستحب أن يكون تعبيرها من بعد طلوع الشمس إلى الرابعة ومن العصر إلى قبل الغروب فإن الحديث دال على استحباب التعبير قبل طلوع الشمس ولا يخالف قولهم بكراهة تعبيرها في أوقات كراهة الصلاة (62).

أما عن الحكمة من تعبيرها بعد صلاة الصبح:
قال ابن حجر رحمه الله: قال المهلب: تعبير الرؤيا عند صلاة الصبح أولى من غيره من الأوقات لحفظ صاحبها لها ولقرب عهده بها وقبل ما يعرض له نسيانها ولحضور ذهن العابر وقلة شغله بالفكرة فيما يتعلق بمعاشه وليعرف الرائي ما يعرف له بسبب رؤياه فيستبشر بالخير ويحذر من الشر ويتأهب لذلك فربما كان في الرؤيا تحذير عن معصية فيكف عنها وربما كانت إنذاراً لأمر فيكون له مترقباً قال فهذه عدة فوائد لتعبير الرؤيا أول النهار انتهى ملخص (63).

التواطؤ على الرؤيا
إذا توافق جماعة على رؤيا ما فهذا يسمى تواطؤاً حتى وإن اختلفت عبارتهم، والتواطؤ على الرؤيا يدل على صدقها وصحتها.
قال ابن حجر رحمه الله عند شرحه لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن أناساً أروا ليلة القدر في السبع الأواخر...) الحديث.
قال رحمه الله:
ويستفاد من الحديث أن توافق جماعة على رؤيا واحدة دال على صدقها وصحتها كما تستفاد قوة الخبر من التوارد على الأخبار من جماعة (64).

هل يلزم وقوع الرؤيا بعد تعبيرها مباشرة ؟
بعض الناس ينتظر حصول ما رآه بعد تعبير المعبر له رؤياه وهذا مما لا شك فيه أمر غير صحيح لأن حصول مقصود الرؤيا قد يتأخر سنة أو ثلاثاً أو أكثر ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤياه لفتح مكة قبل أن يفتحها بعام بل ألا ترى أن يوسف عليه السلام لم تحصل له رؤياه إلا بعد أكثر من ثلاثين عاماً فحصول أمر كوني قدري يحصل بتقدير الله سبحانه وتعالى له في وقته الذي هو مكتوب عنده في لوحه المحفوظ.
والاستعجال بوقوعها أمر غير مطلوب ولكن ينبغي للإنسان أن يهيىء نفسه لحصول رؤياه إن كان فيها بشرى ينتظرها وإن كان فيها إنذار فليستعد له.

تم النقل

المصدر



 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس