عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09 Mar 2013, 01:27 AM
صلاح المعناوي
مدير عام إدارة الطب الإلهي والنبوي ــ جزاه الله خيرا
صلاح المعناوي غير متصل
Egypt    
لوني المفضل Black
 رقم باحث : 8065
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 فترة الأقامة : 5257 يوم
 أخر زيارة : 27 Aug 2016 (07:59 AM)
 المشاركات : 1,212 [ + ]
 التقييم : 17
 معدل التقييم : صلاح المعناوي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
صحيح الأحراز الدافعة لإبليس وجنوده، من صحيح السنة




إنَّ الحَمْدَ للَّهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِيْنُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونعوذُ بهِ من شرورِ أَنْفُسِنَا، من يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضَلِّلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ الله وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ.
وبعد:
الأحراز هي حبل الله الذي يعتصم به المسلم من كل شر خفي عنه، فقد جعلها الله تعالى سببا نستدفع به أذى الجن عامة والشياطين منهم خاصة فهي سلاح قوي لأصحاب الهمم العالية والعقائد القوية الثابتة فيما جائت به النصوص، ويضع تأثيرها عند أصحاب العقائد الضعيفة إذ لا يستوي ثابت العقيدة مع ضعيف العقيدة ولا يستوي تأثيرها مع صاحب المعاصي بالمطيع المجتهد فمن قواعد أصول أهل السنة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقوة دفع الشيطان لا تتأتي إلا بقوة الإيمان والعقيدة، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يعتقد بقلبه لفظ لسانه دون شك أو مرية ويجاهد نفسه وقلبه ليبلغ مبلغ المؤمن القوي صاحب العزيمة القوية والعقيدة الصحيحة
الحِرْزُ بالكسر : العُوذَةُ والمَوْضِعُ الحَصينُ. القاموس المحيط [1- 653 ]
الحِرْز الموضع الحصين يقال هذا حِرْزٌ حَرِيزٌ والحِرْزُ ما أَحْرَزَك من موضع وغيره تقول هو في حِرْزٍ لا يُوصَل إِليه. لسان العرب مادة (حرز) [5- 333 ]
فالحرز في اللغة هو مكان لا يصل إليك فيه عدوا، وفي الإصطلاح سببا يجعله الله لك فلا ينفذ إليك فيه شيطانا ولكن جدرانه هي العقيدة والنفس المطمئنة
أوقات الأحراز: منها ماله وقت معين ومنها ما هو مطلق دون قيد بوقت
فالمقيد بوقت كالصباح (وهو وقت ما بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس)؛ والمساء (هو وقت الغروب إلى قبل صلاة المغرب)؛ والليل (هو بعد إقبال الليل ويبدأ من بعد أذان المغرب).
أخرج الإمام مسلم في صحيحه حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
وعلى المسلم والمسلمة أن يعلم أنه لا عمل بدون نية (ومحل النية القلب) وعليه أن ينوي قبل البدء في الأحراز أنه سيذكر الله لغرض دفع الشيطان والإعتصام بالله من شره لما
أخرجه الشيخان حديث عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»
فعليك أخي الكريم أن تعلم أن المدار الأول لقبول عبادتك أو ذكرك هي إخلاص النية لله تعالى والمدار الثاني هو تجريد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم – أي تأتي بها بالكيف والكم والصفة والوقت التي وردت به على لسان نبينا –
فما ورد أنه في الصباح يكون إتيانه في الصباح وما ورد أنه في المساء يكون في المساء إلا لعجز أو سهو أو نسيان غير متعمد واعلم أن هذه الأحراز انتقيتها من بطون صحيح الكتب فهي صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا البحث لم أستوعب فيه كل صحيح بل هناك من الصحيح الكثير أيضا كما هناك من الضعيف والموضوع مالا يحصى، فعليك أخي ألا تهمل هذا البحث النافع
وليكن دائما بحثك وديدنك ترك المتشابه والوصول لأقوال أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة في دقيق أمور الشرع، وتخص منهم العلماء العاملين كالإمام ابن باز والإمام الألباني والإمام مقبل الوادعي والإمام ابن عثيمين والشيخ الجامي والشيخ الفوزان وصالح آل الشيخ وغيرهم كثير جدا فهؤلاء هم أئمة شهد لهم بالعلم والعمل حتى من أهل البدع والفرق الضالة، وعليك أخي الهمام وأختي الفاضلة أن تتجنب ما حذر منه رسول الله في قوله "افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة".
وقوله " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة".
و صح عن ابن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة إذا ترك منها شيء قيل: تركت السنة؟) قالوا : ومتى ذاك؟ قال : (إذا ذهبت علماؤكم وكثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين). رواه الدارمي في سننه والحاكم في المستدرك
ففر بدينك من أمثال هذه الفرق الضالة ولا تغتر بهم وبأقوالهم وإن كان أحدهم مفوه لا تقل هو أعلم مني فلعل الله قد اعد له مقعده من النار ولعلك أفضل عند الله منه، فالفرق التي نبهنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجهم عن الفرقة الناجية إلا فكرة خالفوا بها الطائفة المنصورة كالخوارج بقعديتهم وإباضيتهم الذين يرون السيف في المسلمين والخروج على الحكام، وكالصوفية والأشعرية والقدرية والشيعة والمرجئة وأصحاب الرأي وأمثالهم، واعلم أن الدنيا دار بلاء وليست جنة، الدنيا دار اختبار يبتلي الله فيها عبده وأمته لينظر هل يتبع الكتاب والسنة وما شرعه الله أم يتبع هواه وخبيث رأيه أو رأي من أعجب برأيه؛ فإن كنت راق أو مريض أو قاريء فالزم الطريق المستقيم ومنهج السلف واتق الله وإن خالف من خالف يجعل الله لك مخرجا ويرزقك من حيث لا تحتسب.

ولا تظن أنا بهذه المقدمة نبتعد بك بل نقربك من مبتغاك فما عند الله لا يدرك إلا بطاعته، والمعصية تبعدك من ربك، وبعدك عن ربك بعد عن غايتك، فلا يغرنك بالله الغرور وأقبل على ربك ذكرا وشكرا
....




 توقيع : صلاح المعناوي



جوال:00201007787500
بريدي: [email protected]
مواضيع : صلاح المعناوي


رد مع اقتباس