عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29 Mar 2020, 03:44 PM
ابن الإسلام
مشرف
ابن الإسلام غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 5781
 تاريخ التسجيل : May 2009
 فترة الأقامة : 5449 يوم
 أخر زيارة : 29 Aug 2020 (06:33 AM)
 المشاركات : 796 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابن الإسلام تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
*( أخيرٌ ما أصابك أم شرّ )*







أخيرٌ ما أصابك أم شرّ :

إنّ الخير والشرّ ليختلطان على العبدِ حتى يظنّ أنه ما رأى خيراً قَط لِما يظنّ من شرّ حاله ، وربّما يظنُّ أنّه لم يرَ شرّاً قطُّ لما يظنّ من خيرِ أحواله .

قال عمر بن الخطاب : لو عُرضت الأقدارُ على الناس لاختار العبد ما اختاره الله له ، وهذا ما لن يحصل إلا باليقين والثقة التامّة أنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، وأنه تعالى يُولِجُ الخيرَ من ظُلمة الشر .

والجديرُ بالذكر أنّ العبدَ هلوعً جزوعٌ عجولٌ، وأنّ نعمةَ النسيانِ التي منحنا الله إيَاها تحتاجُ لليقينِ دائماً أن الله لا ينسى ، فكم قائلٍ منّا بين يدي ربّه " اللهم دبّر لي " وهيئ لي من أمري رشداً " !

ما ظننتَ أنّ خسارتك لهُ شرٌ هو ربّما كان إجابةً لدعوتك تلكْ ، وما ظننتَ أنّ تعسّر ما أقدمتَ عليه ' حتى الآن - شرٌ هو ربّما تهيئةُ اللهِ التي رجوتَه بها ، فلا تجزع ، وكن راضياً حامداً لأنعمِ الله عليك .

عندما خرجَ سيّدنا موسى برفقة الخضر عليهما السلام ، حدثت الحوادثُ الثلاثة التي نعلمها جميعاً.

أمّا الأولى مما نعلم ، فلقد ظنّ أصحاب السفينةِ أنّهم قد أهُلِكوا وأُريدَ بهم شرٌ ، وودّ أحدهم لو يُعمّر لينتقمَ ممن خرَق سفينتهم ، كيف لا وقد أصابَ بعضُ ذلك رسول الله حينما استنكر على صاحبه فِعلته ، لكنّ الخير قد تمّ والعِلمُ به كان قريبْ ، فحمَدوا الله على نجاتهم بما ظنّوه شرّا من الشرِّ الأكبر .

وأمّا الثانية ، فقد عاشت أمّ الغلام وجميع أهله يحسبونَ أنّ موته شرٌ ، وقد قُتِل ظُلماً ، وهذا ما قد يحدثُ معنا جميعاً فنموتَ قهراً إن لم نصبِر ونوقِن بقدرِ الله ورحمته .

والثالثةُ خيرٌ ظاهرُها وباطنها ، ولذا كان من أدبِ نبي الله أن قال : " فأرادَ ربُك " ولم يقل" أردتُ " عندما كان الظاهرُ شرّا وسيدوم ، و " أردنا " عندما كان الظاهر بعكس الخير المختبئِ لوقتٍ قصير.

فارضَ بالأولى إن أصابتك واصبِر ، واصبر على الثانيةِ إن أتتكَ تَرضَ ، وأبشِر بالثالثةِ إن كنتَ فيما سبقَ راضياً وفيما مضى صالحاً .☘️





رد مع اقتباس