عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:01 AM   #15
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ويعذب خير الناس على سيئة صغيرة ولا يغفرها له

# وهم يقولون السيئة لا تمحى لا بتوبة ولا حسنات ماحية ولا غير ذلك وقد لا يفرقون بين الصغائر والكبائر # قالوا لأن هذا كله إنما يعلم بالسمع والخبر خبر الله ورسوله # قالوا وليس في الكتاب والسنة ما يبين ما يفعل الله بمن كسب السيئات إلا الكفر وتأولوا قوله تعالى ^ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ^ بأن المراد بالكبائر قد يكون هو الكفر وحده كما قال تعالى ^ إن الله لا يغفر أن يشرك به ^ # وقد ذكر هذه الأمور القاضي أبو بكر بن الباقلاني وغيره ممن يقول بمثل هذه الأقوال ممنسلك ممن سلك مسك جهم بن صفوان في القدر وفي الوعيد وهؤلاء قصدوا مناقضة المعتزلة في القدر والوعيد # فأولئك لما قالوا إن الله لم يخلق أفعال العباد وأنه يشاء مالا يكون ويكون مالا يشاء وسلكوا مسلك نفاة القدر في هذا وقالوا في الوعيد بنحو قول الخوارج قالوا إن من دخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا غيرها بل يكون عذابه مؤبدا فصاحب الكبيرة أو من رجحت سيئاته عندهم لا يرحمه الله أبدا بل يخلده في النار فخالفوا السنة المتواترة وإجماع الصحابة فيما قالوه في القدر وناقضهم جهم في هذا وهذا # وسلك هؤلاء مسلك جهم مع انتسابهم إلى أهل السنة والحديث واتباع السلف وكذلك سلكوا في الإيمان والوعيد مسلك المرجئة الغلاة كجهم وأتباعه & جهم وبدعته & #70 وجهم اشتهر عنه نوعان من البدعة نوع في الأسماء والصفات

فغلا في نفس الأسماء والصفات ووافقه على ذلك ملاحدة الباطنية والفلاسفة ونحوهم ووافقه المعتزلة في نفي الصفات دون الأسماء # والكلابية ومن وافقهم من السالمية ومن سلك مسلكهم من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وافقوه على نفي الصفات الاختيارية دون نفي أصل الصفات # والكرامية ونحوهم وافقوه على أصل ذلك وهو امتناع دوام ما لا يتناهى وأنه يمتنع أن يكون الله لم يزل متكلما إذا شاء وفعالا لما يشاء إذا شاء لامتناع حوادث لا أول لها وهو عن هذا الأصل الذي هو نفي وجود ما لا يتناهى في المستقبل قال بفناء الجنة والنار # وقد وافقه أبو الهذيل إمام المعتزلة على هذا لكن قال بتناهى الحركات فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية # وأما الكلابية فيثبتون الصفات في الجملة وكذلك الأشعريون ولكنهم كما قال الشيخ أبو إسماعيل الأنصاري الجهمية الإناث وهم مخانيث المعتزلة # ومن الناس من يقول المعتزلة مخانيث الفلاسفة # وقد ذكر الأشعري وغيره هذا لأن قائله لم يعلم أن جهما سبق هؤلاء إلى هذا الأصل أو لأنهم مخانيثهم من بعض الوجوه وإلا فإن مخالفتهم للفلاسفة كبيرة جدا # والشهرستاني يذكر عن شيوخهم أنهم أخذوا ما أخذوا عن الفلاسفة لأن الشهرستاني إنما يرى مناظرة أصحابه الأشعرية في الصفات ونحوها مع المعتزلة بخلاف أئمة السنة والحديث فإن مناظرتهم إنما كانت مع الجهمية وهم المشهورون عند السلف والأمة بنفي الصفات

# وأهل النفي للصفات والتعطيل لها هم عند السلف يقال لهم الجهمية وبهذا تميزوا عند السلف عن سائر الطوائف & نشأة المعتزلة والجهمية & #71 وأما المعتزلة فامتازوا بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين لما أحدث ذلك عمرو بن عبيد وكان هو واصحابه يجلسون معتزلين للجماعة فيقول قتادة وغيره أولئك المعتزلة وكان ذلك بعد موت الحسن البصري في أوائل المائة الثانية # وبعدهم حدثت الجهمية # وكان القدر قد حدث أهله قبل ذلك في خلافة عبد الله بن الزبير بعد موت معاوية ولهذا تكلم فيهم ابن عمرو بن عباس رضي الله عنهم وغيرهما # ابن وعن عباس مات قبل ابن الزبير وابن عمر مات عقب موته وعقب ذلك تولى الحجاج العراق سنة بضع وسبعين # فبقي الناس يخوضون في القدر بالحجاز والشام والعراق وأكثره كان بالشام والعراق بالبصرة وأقله كان بالحجاز # ثم لما حدثت المعتزلة بعد موت الحسن وتكلم في المنزلة بين المنزلتين وقالوا بإنفاذ الوعيد وخلود أهل التوحيد في النار وأن النار لا يخرج منها من دخلها وهذا تغليظ على أهل الذنوب ضموا إلى ذلك القدر فإن به يتم التغليظ على أهل الذنوب ولم يكن الناس إذ ذاك قد أحدثوا شيئا من نفي الصفات & ظهور الجعد بن درهم & #72 إلى أن ظهر الجعد بن درهم وهو أولهم فضحى به خالد

ابن عبد الله القسري وقال أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه وهذا كان بالعراق # ثم ظهر جهم بن صفوان من ناحية المشرق من ترمذ ومنها ظهر رأي جهم # ولهذا كان علماء السنة والحديث بالمشرق أكثر كلاما في رد مذهب جهم من أهل الحجاز والشام والعراق مثل إبراهيم بن طهمان وخارجة بن مصعب ومثل عبد الله بن المبارك وأمثالهم وقد تكلم في ذمهم وابن الماجشون وغيرهما وكذلك الأوزاعي وحماد بن زيد وغيرهم & محنة الإمام أحمد بن حنبل & #73 وإنما اشتهرت مقالتهم من حين محنة الإمام أحمد بن حنبل وغيره من علماء السنة فإنهم في إمارة المأمون قووا وكثروا فإنه كان قد أقام بخراسان مدة واجتمع بهم ثم كتب بالمحنة من طرسوس سنة ثمان عشرة ومائتين وفيها مات وردوا أحمد بن حنبل إلى الحبس ببغداد إلى سنة عشرين وفيها كانت محنته مع المعتصم ومناظرته لهم في الكلام فلما رد عليهم ما احتجوا به عليه وبين أن لا حجة لهم في شيء من ذلك وأن طلبهم من الناس أن يوافقوهم وامتحانهم إياهم جهل وظلم وأراد المعتصم إطلاقه فأشار عليه من أشار بأن المصلحة ضربه حتى لا تنكسر حرمة الخلافة مرة بعد مرة فلما ضربوه قامت الشناعة عليهم في العامة وخافوا الفتنة فأطلقوه & القائلون بخلق القرآن & #74 وكان أحمد بن أبي دؤاد قد جمع له نفاة الصفات القائلين بخلق

القرآن من جميع الطوائف فجمع له مثل أبي عيسى محمد بن عيسى بن غوث ومن أكابر النجارية أصحاب حسين النجار # وأئمة السنة كابن المبارك وأحمد بن إسحاق والبخاري وغيرهم يسمون جميع هؤلاء جهمية # وصار كثير من المتأخرين من أصحاب أحمد وغيرهم يظنون أن خصومه كانوا المعتزلة # ويظنون أن بشر بن غياث المريسي وإن كان قد مات قبل محنة أحمد وابن أبي داؤد ونحوهما كانوا معتزلة وليس كذلك # بل المعتزلة كانوا نوعا من جملة من يقول القرآن مخلوق وكانت الجهمية أتباع جهم والنجارية أتباع حسين النجار والضرارية أتباع ضرار بن عمرو والمعتزلة هؤلاء يقولون القرآن مخلوق وبسط هذا له موضع آخر # والمقصود هنا أن جهما اشتهر عنه نوعان من البدعة أحدهما نفي الصفات والثاني الغلو في القدر والإرجاء فجعل الإيمان مجرد معرفة القلب وجعل العباد لا فعل لهم ولا قدرة # وهذا مما غلت المعتزلة في خلافه فيهما & رأي الأشعري & #75 وأما الأشعري فوافقه على أصل قوله ولكن قد ينازعه منازعات لفظية # وجهم لم يثبت شيئا من الصفات لا الإرادة ولا غيرها فهو إذا قال إن الله يحب الطاعات ويبغض المعاصي فمعنى ذلك عنده الثواب والعقاب # وأما الأشعري فهو يثبت الصفات كالإرادة فاحتاج حينئذ أن يتكلم

في الإرادة هل هي المحبة أم لا وأن المعاصي هل يحبها الله أم لا فقال إن يحبها الله ويرضاها كما يريدها # وذكر أبو المعالي الجويني أنه أول من قال ذلك وأن أهل السنة قبله كانوا يقولون إن الله لا يحب المعاصي # وذكر الأشعري في الموجز أنه قد قال ذلك قبله طائفة سماهم أشك في بعضهم & رأي الهروي & #76 وشاع هذا القول في كثير من الصوفية ومشايخ المعرفة والحقيقة فصاروا يوافقون جهما في مسائل الأفعال والقدر وإن كانوا مكفرين له في مسائل الصفات كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب ذم الكلام فإنه من المبالغين في ذم الجهمية لنفيهم الصفات وله كتاب تكفير الجهمية ويبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة والحديث وربما كان يلعنهم # وقد قال له بعض الناس بحضرة نظام الملك أتلعن الأشعرية فقال ألعن من يقول ليس في السموات إله ولا في المصحف قرآن ولا في القبر نبي وقام من عنده مغضبا # ومع هذا فهو في مسألة إرادة الكائنات وخلق الأفعال أبلغ من الأشعرية لا يثبت سببا ولا حكمة بل يقول إن مشاهدة العارف الحكم لا تبقى له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة # والحكم عنده هي المشيئة لأن العارف المحقق عنده هو من يصل إلى مقام الفناء فينفي عن جميع مراداته بمراد الحق وجميع الكائنات مرادة له وهذا هو الحكم عنده والحسنة والسيئة يفترقان في حظ العبد

لكونه ينعم بهذه ويعذب بهذه والالتفات إلى هذا هو من حظوظ النفس ومقام الفناء ليس فيه إلا مشاهدة مراد الحق & رأي الجنيد & #77 وهذه المسألة وقعت في زمن الجنيد كما ذكر ذلك في



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس