عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 03:56 AM   #7
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وفعله لها أمور وجودية # ولهذا إنما يثاب الإنسان على فعل الحسنات إذا فعلها محبا لها بنية وقصد فعلها ابتغاء وجه ربه وطاعة لله ولرسوله ويثاب على ترك السيئات إذا تركها بالكراهة لها والامتناع منها قال تعالى ^ ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ^ وقال تعالى ^ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ^ وقال تعالى ^ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ^ # وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد أذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار

# وفي السنن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله # وفيها عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان # وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان # وفي الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما ذكر الخلوف قال من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل # وقد قال تعالى ^ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ^ # وقال على لسان الخليل ^ إنني براء مما تعبدون إلاالذي فطرني فإنه سيهدين ^ وقال ^ أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ^ وقال ^ فلما افلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ^ # فهذا البغض والعداوة والبراءة مما يعبد من دون الله ومن عابديه هي أمور موجودة في القلب وعلى اللسان والجوارح كما أن أحب الله وموالاته

وموالاة أوليائه أمور موجودة في القلب وعلى اللسان والجوارح وهي تحقيق قول لا إله إلا الله وهو إثبات تأليه القلب لله حبا خالصا وذلا صادقا ومنع تأليهه لغير الله وبغض ذلك وكراهته فلا يعبد إلا الله ويجب أن يعبده ويبغض عبادة غيره ويجب التوكل عليه وخشيته ودعاءه ويبغض المتوكل على غيره وخشيته ودعاءه # فهذه كلها أمور موجودة في القلب وهي الحسنات التي يثيب الله عليها وأما مجرد عدم السيئات من غير أن يعرف أنها سيئة ولا يكرهها بل لا يفعلها لكونها لم تخطر بباله أو تخطر كما تخطر الجمادات التي لا يحبها ولا يبغضها فهذا لا يثاب على عدم ما يفعله من السيئات ولكن لا يعاقب أيضا على فعلها فكأنه لم يفعلها فهذا تكون السيئات في حقه بمنزلتها في حق الطفل والمجنون والبهيمة لا ثواب ولا عقاب # ولكن إذا قامت عليه الحجة بعلمه تحريمها فإن لم يعتقد تحريمها ويكرهها وإلا عوقب على ترك الإيمان بتحريمها & فصل هل الترك أمر وجودي أو عدمي & #34 وقد تنازع الناس في الترك هل هو أمر وجودي أو عدمي والأكثرون على أنه وجودي # وقالت طائفة كأبي هاشم الجبائي إنه عدمي وأن المأمور يعاقب على مجرد عدم الفعل لا على ترك يقوم بنفسه ويسمون اذمية لأنهم رتبوا الذم على العدم المحض # والأكثرون يقولون الترك أمر وجودي فلا يثاب من ترك محظور إلا على ترك يقوم بنفسه وتارك الأمور إنما يعاقب على ترك يقوم بنفسه وهو أن يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالفعل فيمتنع فهذا الامتناع أمر وجودي

ولذلك فهو يشتغل عما أمر به بفعل ضده كما يشتغل عن عباة الله وحده بعبادة غيره فيعاقب على ذلك & الإنسان إما عابد لله أو عابد للشيطان & #35 ولهذا كان كل من لم يعبد الله وحده فلا بد أنه يكون عابدا لغيره يعبد غيره فيكون مشركا وليس في بني آدم قسم ثالث بل إما موحد أو مشرك أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أهل الملل النصارى ومن أشبههم من الضلال المنتسبين إلى الإسلام قال الله تعالى ^ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ^ وقد قال تعالى ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ^ لما قال إبليس ^ لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ^ قال تعالى ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ^ # فإبليس لا يغوي المخلصين ولا سلطان له عليهم إنما سلطانه على الغاوين وهم الذين يتولونه وهم الذين به مشركون # وقوله ^ الذين يتولونه والذين هم به مشركون ^ صفتان لوصوف واحد فكل من تولاه فهو به مشرك وكل من أشرك به فقد تولاه # قال تعالى ^ ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ^ # وكل من عبد غير الله فإنما يعبد الشيطان وإن كان يظن أنه يعبد الملائكة والأنبياء وقال تعالى ^ ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء

إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ^ # ولهذا يتمثل الشياطين لمن يعبد الملائكة والأنبياء والصالحين ويخاطبونهم فيظنون أن الذي خاطبهم ملك أو نبي أو ولي وإنما هو الشيطان جعل نفسه ملكا من الملائكة كما يصيب عباد الكواكب وأصحاب العزائم والطلسمات يسمون أسماء يقولون هي أسماء الملائكة مثل ميططرون وغيره وإنما هي أسماء الجن # وكذلك الذين يدعون المخلوقين من الانبياء والملائكة قد يتمثل لأحدهم من يخاطبه فيظنه النبي أو الصالح الذي دعاه وإنما هو شيطان تصور في صورته أو قال أنا هو لمن لم يعرف صورة ذلك المدعو # وهذا الشر يجري لمن يدعو المخلوقين من النصارى ومن المنتسبين إلى الإسلام يدعونهم عند قبورهم أو مغيبهم ويستغيثون بهم فيأتيهم من يقول إنه ذلك المستغاث به في صورة آدمي راكبا وإما غير راكب فيعتقد المغيث أنه ذلك النبي والصالح أو أنه أسره أو روحانيته أو رقيقته تشكل أو يقول أنه ملك جاء على صورته وإنما هو شيطان يغويه لكونه أشرك بالله ودعا غيره الميت من دونه فصار للشيطان عليه سلطان بذلك الشرك فظن أنه يدعو النبي أو الصالح أو الملك وأنه هو الذي شفع له أو هو الذي أجاب دعوته وإنما هو الشيطان ليزيده غلوا في كفره وضلاله # فكل من لم يعبد الله مخلصا له الدين فلا بد أن يكون مشركا عابدا لغير الله وهو الحقيقة عابد للشيطان

# فكل واحد من بني آدم إما عابد للرحمن وإما عابد للشيطان قال تعالى ^ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ^ وقال تعالى ^ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد ^ # فبنو آدم منحصرون في الأصناف الستة وبسط هذا له موضع آخر & فصل & # والمقصود هنا أن الثواب والعقاب إنما يكون على عمل وجودي بفعل الحسنات كعبادة الله وحده وترك السيئات كترك الشرك أمر وجودي وفعل السيئات مثل ^ من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون ^ وقال تعالى ^ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ^ وقال تعالى ^ من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ^ يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبو السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة إلى قوله أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ^ وقال تعالى ^ ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا به يستهزئون ^

# فأما عدم الحسنات والسيئات فجزاؤه عدم الثواب والعقاب # وإذا فرض رجل آمن بالرسول مجملا وبقي مدة لا يفعل كثيرا من المحرمات ولا سمع أنها محرمة فلم يعتقد تحريمها مثل من آمن ولم يعلم أن الله حرم الميتة والدم ولحم الخنزير ولا علم أنه حرم نكاح الأقارب سوى أربعة أصناف ولا حرم بالمصاهرة أربعة أصناف حرم على كل من الزوجين أصول الآخر وفروعه فإذا آمن ولم يفعل هذه المحرمات ولا اعتقد تحريمها لأنه لم يسمع ذلك فهذا لا يثاب ولا يعاقب # ولكن إذا علم



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس