عرض مشاركة واحدة
قديم 03 May 2010, 06:14 AM   #7
أيمن كمال
باحث ماسي


الصورة الرمزية أيمن كمال
أيمن كمال غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 3382
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : 17 Oct 2013 (07:47 PM)
 المشاركات : 704 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أخذ الأطباء المسلمون عن الفلاسفة اليونانيين فكرة العناصر الأربعة المكونة لأجزاء الجسم وسوائله وهي النار و الماء و الهواء و التراب، ومصدرها الغذاء الذي يتناوله الإنسان ويتحول في داخل الجسم من خلال عملياته الحيوية إلى تلك السوائل أو الأخلاط. وأولى هذه العمليات الحيوية هو هضم الطعام في المعدة والأمعاء، ثم صعود المواد الخفيفة أو الأبخرة إلى أعلى وهبوط المكونات الثقيلة من الطعام المهضوم إلى أسفل، ويمتص الجسم ما يراه مناسبا له من الطعام المهضوم. والكيموس الذي ينتقل من خلال العروق إلى أعضاء الجسم فيتحول في الكبد إلى دم و و المرارة الى صفراء، وفي الطحال إلى السوداء، وفي الرئة إلى البلغم.
أما الكيفيات الأربعة التي يتحول بها الطعام إلى أي عنصر من هذه العناصر وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، فقد أطلقوا عليها اسم المزاج، والمزاج أو الكيفية أمر لا يتعلق بأعضاء الجسم والغذاء والدواء فحسب بل وبالصفات النفسية أيضا. وهذا مزاج الغذاء يدل عليه طعمه أو ما يحدثه في الجسم من حرارة أو برودة بعد تناوله.
وقد ربط الأطباء بين مزاج أعضاء الجسم ومزاج الأخلاط المرتبطة بها، فالكبد مزاجه حار رطب لأنه مرتبط بالدم(متولد من عنصر الهواء)، والطحال مزاجه بارد يابس لأنه مرتبط بالمرة السوداء(متولد من عنصر الارض)، والرئة مزاجها بارد رطب لأنها مرتبطة بالبلغم(متولد من عنصر الماء)، والمرارة مزاجها حار يابس لارتباطها بالمرة الصفراء.(متولد من عنصر النار).
ولقد اعتقد الأطباء المسلمون أن الصفات النفسية عند الإنسان مرتبطة أيضا بمزاج أو صفة الخِلْط الغالب في جسمه. فالإنسان الذي يزيد في جسمه خِلط الدم يكون دموي المزاج ومن صفاته امتلاء العروق ويكون ميالا لإظهار عواطفه أكثر من غيره، وأصحاب المزاج الصفراوي هم الذين يغلب على أجسامهم خلط المرة الصفراء، ويكونون سريعي الغضب والانفعال، وأصحاب المزاج السوداوي هم الذين يغلب على أجسامهم خلط المرة السوداء، ويكونون أكثر من غيرهم ميلا للحزن والكآبة والعزلة، وأصحاب المزاج البلغمي هم ذوي خلط البلغم الغالب على بقية أخلاط الجسم، ويكونون أقرب إلى هدوء الأعصاب وعدم الانفعال .
كما اعتقدوا أن مزاج أي عضو في جسم الإنسان يعني قدرته على أداء وظيفته، فسوء مزاج العضو يعني أنه لا يقوم بوظائفه على الوجه الأكمل، وصحة مزاج العضو تعني أن العضو يؤدي وظائفه بطريقة سليمة، فسوء مزاج الكبد مثلا ناتج عن فساد المرة الصفراء وهي الخلط المرتبط بالكبد، ويؤدي ذلك إلى إصابة الجسم بالمرض وأعراضه اليرقان و الاستسقاء ، أي أنهم عزوا اليرقان والاستسقاء إلى فساد المرة الصفراء الذي يؤدي إلى عجز الكبد عن أداء وظائفه على الوجه الأكمل أي يصبح سيئ المزاج. وعلى العكس من ذلك، فإن الإنسان يكون صحيحا معافى إذا اعتدلت في جسمه الأخلاط. وهم يرون أنه يمكن إرجاع الجسم المريض إلى حالة التوازن والاعتدال بواسطة الدواء أو الغذاء. فالدواء أو الغذاء المناسب هو الذي يزيد ما نقص أو ينقص ما زاد في الجسم من صفات أو كيفيات.



 
 توقيع : أيمن كمال

كل خير فى اتباع السلف وكل شر فى ابتداع ما خلف


رد مع اقتباس