عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14 Aug 2009, 11:56 PM
ابنةالإسلام2
قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
ابنةالإسلام2 غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 5782
 تاريخ التسجيل : May 2009
 فترة الأقامة : 5459 يوم
 أخر زيارة : 14 Mar 2013 (02:29 PM)
 المشاركات : 188 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابنةالإسلام2 is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Lightbulb ملف كامل عن رمضان(ياباغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر)



وعدتَ يا رمضان ...


قال عليه و آله الصلاة والسلام : " هذا رمضان قد جاءكم ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين " [ صحيح لغيره ، الألباني ـ صحيح النسائي : 2102 ] .

رمضان ، شهر الخيرات والبركات ، والأنوار والنفحات الربانية ، ترى .. كيف ينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشهر الفضيل ؟ .

سُئِل ابن مسعود : (( كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان ؟ قال : ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم )) .

لقد فقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أن المقصود من الصيام هو التقوى ، كما قال تعالى : ﴿ يـٰأيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكمـ الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكمـ ﴾..{ البقرة : 183 } ، والتقوى محلها القلب ، إذن فلابد من العناية بهذا القلب ، والحرص على تطهيره من آفاته وأمراضه من حقد وحسد وغل ورياء وكبر ... ، في مستهل هذا الشهر الفضيل ، حتى يتسنى لهذا القلب استقبال الأنوار الربانية والنفحات الرحمانية بكفاءة عالية ، ولابد من تزكية الأنفس ، وشهر رمضان فرصة عظيمة لتحقيق هذه الطهارة والتزكية القلبية والروحية .

ولكن العجيب والمحزن في الأمر ، أن كثيراً من المسلمين اليوم في غفلة عن هذا الهدف السامي ، وعن هذه الغاية المرجوة من الصيام ، فتراهم منشغلون بتكديس الطعام والشراب في بيوتهم وكأنهم قادمون على سنة مجاعة أو قحط ، أو أنهم ربما يظنون أن الصيام يعني الكسل و" التنبلة " ، وعدم القدرة على الحركة وشراء الحاجيات !!! ، وهذا الإقبال الشديد على شراء المواد الغذائية أدى إلى التهاب الأسعار ، فبعض التجار ـ هداهم الله ـ يحسبون أن هذا موسم لتحقيق المكاسب والأرباح ، وهو كذلك ، ولكن في الأجر والثواب ، وليس في امتصاص أموال الناس !!! .

مساكين هؤلاء ، همهم شهواتهم ومصالحهم وحظوظهم الدنيوية ، مسكين من يلتصق بالأرض ، همه الأكل والشرب والحظوظ الدنيوية ، ويغفل عن الآخرة وعن اغتنام النفحات الربانية .

ومساكين أيضاً من يضيعون هذا الشهر الفضيل في " العزايم " !! ، ينتهي الشهر وهم مشغولون بالطبيخ و تنظيف الأواني ...، وكأنه شهر الأكل والشرب ، بل والتفنن في صنع الحلويات ..!! .

يقول الإمام الغزالي : (( ومن آدابه ـ أي الصوم ـ أن لا يمتلئ من الطعام في الليل ، ومتى شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه ، وكذلك إذا شبع وقت السحر لم ينتفع بنفسه إلى قريب من الظهــر ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور ، ثم يفوت المقصود من الصيام بكثرة الأكل ، لأن المراد منه أن يذوق طعم الجوع ، ويكون تاركاً للمشتهى )) .

وحتى من يقول بأن الاجتماع على الطعام بين الأرحام فيه الأجر والثواب والصلة ، نقول لهم وهل صلة الأرحام لا تكون إلا بالاجتماع على الطعام ؟ ثم إن هناك متسع في باقي أشهر السنة ، أما رمضان فهو فرصة ونفحة ربانية لا ينبغي أن نضيعها في الطعام والشراب ، ثم إننا نعيش في زمن قد تعقدت فيه أساليب الحياة ، فما عاد تحضير الطعام بتلك السهولة التي كان عليها زمن الصحابة الكرام ، ثم إنهم لم يكونوا يضيعون أوقاتهم في هذا الشهر الفضيل بالانشغال بتحضير الطعام وما يتعلق به ، فقد كانوا يعيشون حياة البساطة ، ولا يتكلفون في أكلهم وشربهم ، وحتى لو اجتمعوا على الطعام ، فليس ثمة صعوبة في الأمر ، فطعامهم سهل التحضير ، ثم إنهم لم تكن لديهم هذه الأواني التي لدينا الآن فتحتاج الصحابيات إلى قضاء الساعات الطوال في تنظيفها !! ، ولكنهم كانوا يغتنمون شهر رمضان بالقيام والاعتكاف وتلاوة القرآن والصدقات .. .

أنا أرى بأن الإطعام في هذا الشهر الفضيل يجب أن يكون بالدرجة الأولى للفقراء والمساكين والمحتاجين واليتامى وابن السبيل .. ، وإطعام هؤلاء ينبغي أن يكون في رمضان وفي غير رمضان ، ولكن ينبغي الحرص عليه أكثر في رمضان لمضاعفة الثواب : ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ﴾..{ الإنسان : 8 } .

أما إن كان ولابد من الاجتماع على الطعام عند بعض العائلات ، فلو أن كل أسرة قامت بصنع صنف واحد من الطعام ، ولو استعملوا الأطباق الورقية والتي لا تحتاج إلى تنظيف ، لكان أوفر للوقت وللجهد ، والله الموفق إلى كل خير ، ويجزي كلاً على نيته ، ولكن المهم أن تكون صلة الرحم صلة حقيقية وليست شكلية ، وفي كل وقت وليس في رمضان فقط ، وليس فقط بوجود الطعام !! .

والمهم أيضاً أن تتحقق لدينا ثمرة الصيام ، وهي التقوى ، لأنها لو تحققت فعلاً ، لتغير حالنا ما بعد رمضان ، ولأصبح دهرنا كله رمضان .

مررت على قوم يبكون قلـت --- ما يبكيكم ؟ قالوا : مضى شهر الغنائم
قلت : دعوا البكاء ، لو اتقيتم --- في رمضان ، بقي الشهر قائـــــم

أدعو الله أن يلهمنا الصواب ، ويرزقنا الحكمة ، ويفقهنا في الدين ، وأن يؤتي نفوسنا تقواها ، ويزكيها فهو خير من زكاها ، وأن يختم لنا شهر رمضان برضوانه ، ويجعل مآلنا إلى جنانه ، ويعيذنا من عقوبته ومن نيرانه ....... اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .










استعدادات رمضانية


ارتبط شهر رمضان لدى الكثير منا بأطباق ووجبات وعصائر معينة، ولذلك فإن جولة قصيرة في أسواقنا التموينية ستظهر حجم الاستعداد "الغذائي " لهذا الشهر، أضف لهذا كله أن دخول شهر رمضان هذا العام تزامن مع بداية الفصل الدراسي الأول، وفي ظل ارتفاع الأسعار فإن الالتزامات المالية على الناس تزداد بشكل عام، هذه الالتزامات ومهما كان حجمها فإنها لا يمكن مقارنتها أبداً بما يعانيه إخوة لنا في أماكن كثيرة سواءً تلك الأماكن المحتلة كفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال أو غيرها من الأماكن التي تعاني من الفقر والجوع والحرمان.

ولكننا نعلم جميعا أن هنالك معاني عظيمة في الصوم ينبغي أن نستشعرها ونحييها في نفوسنا ونفوس أهلنا وأبنائنا، ففي أي ظرف سيئ قد يمر به أحدنا فإنه لن ينسى بعد زوال تلك الغمة كل من وقف معه وسانده ولو بكلمة تواسيه وتخفف الألم عنه، وكذلك حال إخواننا المستضعفين والذين يمر عليهم شهر رمضان وبداية العام الدراسي وهم غير قادرين على شراء ما يحتاجون إليه من طعام أو شراب أو كساء، بل إن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم لا تكتمل إذ لا يزال ابنهم أو والدهم سجيناً في سجون الاحتلال إن لم يكن قد سقط شهيداً بقصف الطائرات أو قذائف الدبابات، وآخرون قد هدم العدو بيوتهم فهم بلا مأوى، وآخرون .. وآخرون .. قصة تطول صفحاتها المملوءة بالحزن والأسى.

هنا لا بد أن أذكر نفسي وإخواني بأننا لا ينبغي لنا أن نخذل إخواننا وعلينا نتذكر قول قائدنا ونبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ"(1)، والخذلان هو تَرْك الْإِعَانَة وَالنُّصْرَة، " وَالْمَعْنَى لَيْسَ أَحَد يَتْرُك نُصْرَة مُسْلِم مَعَ وُجُود الْقُدْرَة عَلَيْهِ بِالْقَوْلِ أَوْ الْفِعْل عِنْد حُضُور غِيبَته أَوْ إِهَانَته أَوْ ضَرْبه أَوْ قَتْله أَوْ نَحْوهَا"(2).

إن أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وطبائعنا تملي علينا ضرورة وقوفنا مع إخواننا وشعورنا بأحوالهم ومواساتهم وتخفيف معاناتهم، وقبل هذا كله علينا الامتثال لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا بنصرة إخواننا المستضعفين، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2].

ولقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم المثال الإيجابي وشبه حال المسلمين بحال الجسد الواحد، فقال عليه الصلاة والسلام: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى منهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَد بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه البخاري ومسلم، إن هذا المثال بحاجة للتأمل قال ابن حجر رحمه الله: " قوله : (كمثَلِ الجسد) أَي: بِالنِّسْبَةِ إلى جميع أَعْضَائهِ, ووَجْه التَّشْبِيه فيه التَّوَافُق في التَّعَب والرَّاحَة. قوله: (تدَاعَى) أَي: دَعَا بَعْضه بَعْضًا إِلى الْمُشَارَكَة في الأَلم ... قوله: (بالسَّهَر وَالْحُمَّى) أَمَّا السَّهَر فَلأَنَّ الأَلَم يَمْنَع النَّوْم, وَأَمَّا الحُمَّى فلأَنَّ فَقْدَ النَّوم يُثِيرهَا... فَتشْبِيهه المؤمنينَ بِالجسَدِ الوَاحد تمثِيل صحيح, وفيه تَقرِيب للفهم وإظْهَار لِلمعَانِي في الصُّوَر الْمَرْئِيَّة, وفيه تعْظِيم حُقُوق المسلمين والحضّ على تعاونهم ومُلاطَفة بعضهم بعْضًا"(3)، وهذا الحديث توجيه لنا بأن يكون حالنا كحال الجسد الواحد الذي يتفاعل كله مع أي ألم يحل بجزء منه، إنها صورة حسية علينا أن نجعل منها صورة معنوية على أرض الواقع، إذاً فليكن من استعداداتنا الرمضانية أن نحيي عملياً صورة الجسد الواحد .

فعندما نشعر بالجوع في أثناء الصوم فإنه سرعان ما يحين وقت الإفطار ونأكل ونشرب ما كنا نشتهيه من طعام أو شراب، وكذلك الحال عندما يعجبنا لباس ما لأبنائنا فإننا سرعان ما نقتنيه، أليس من أذكار النوم التي علمنا إياها حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نقول: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي"(4)، اللهم اغفر لنا تقصيرنا في حق إخواننا وأعنا على أن يكون من استعداداتنا في رمضان أن نؤدي بعض حقهم علينا بأن نمد يد العون لهم بما نستطيع.

----------------------------
1- أخرجه رواه أبو داود، والإمام أحمد في مسنده.
2- عون المعبود، 10/408.
3 - فتح الباري، 10/439.
4- مسلم 4/ 2085





رد مع اقتباس