#1
|
|||||||||
|
|||||||||
خطبة جمعة : آداب الصلاة - الشيخ فيصل الحسني .
حي البلد - فيصل عبدالله عوض . الجمعة 24 شوال 1445 هـ موضوع الخطبة : آداب الصلاة .................................................. .................................... بِسْم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: الحمدلله القائل ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿3 البقرة﴾ والقائل سبحانه إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿18 التوبة﴾ والصلاة والسلام القائل الى النبي القائل أحَبُّ العمل إلى اللَّهِ؟ الصَّلاةُ علَى وقْتِها، والقائل ( صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً) والقائل ( مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ ) وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ عباد الله وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون .................................................. .................................... للصلاة شأن كبير عند الله تعالى، وهي الشعيرة التي كلم الله تعالى بها محمدا عليه الصلاة والسلام بلا واسطة، وهي عمود الإسلام، وركنه الأول بعد الشهادتين، وكثرت نصوص الكتاب والسنة في شروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها كثرة لا تقاربها فيها عبادة أخرى، وهي العبادة الوحيدة التي يؤذن في الناس بها كل يوم وليلة خمس مرات. وصلاة الجماعة واجبة على الرجال، وفيها لهم من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية ما يعز على الحصر، ولها في دين الله عز وجل فضائل عظيمة، ورتب عليها أجور كثيرة، ومرتاد المساجد في ضيافة الرحمن جل جلاله فمن أعظم شرفا منه، ومن غدا إلى المسجد أو راح أعد الله تعالى له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح. إن كل إنسان إذا دعي إلى ضيافة استعد لها بالغسل والطيب، واختار لها من اللباس بحسب نوعها ومنزلة صاحبها، وموقعه هو من الضيافة، ومن ضيفه ملوك الدنيا ليس كمن ضيفه سائر الناس، فما ظنكم بمن ضيفه ملك الملوك، ورب العالمين، وخالق الناس أجمعين؟! ولما كان مرتاد المساجد لحضور الجماعة ضيفا على الله تعالى شرع له من الأعمال والآداب ما يلتزم به؛ لحق هذه الضيافة العظيمة، التي لا تقاربها ضيافة دنيوية مهما كانت، وللضيف فيها من الثواب الجزيل على قدر التزامه بما شرع الله تعالى له في هذه الشعيرة العظيمة. ومن تلكم الأعمال والآداب: أن يخلص النية لله تعالى قبل خروجه إلى الصلاة، وأن يستحضر عظمتها ومكانتها من الدين، ومنزلتها عند الله عز وجل؛ حتى تعظم في قلبه، فلا ينازعه فيها مخلوق مهما كان عظيما، ولا يصده عنها شغل دنيوي وإن كان كبيرا، ويعطيها ما تستحق من التهيئة والاستعداد وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:."من أتى المسجد لشيء فهو حظه".رواه أبو داود, وما من شك في أن من أتاه للصلاة فحظه عظيم؛ لمنزلتها عند الله تعالى، ولمكانتها من دين الإسلام. ومما يدل على عظمة الصلاة في الدين ما شرع لها من التطهر والوضوء رغم أنها تتكرر خمس مرات كل يوم، ورتب على هذا الوضوء أجور عظيمة من تكفير الخطايا مع كل عضو يغسله، وفتح أبواب الجنة للمتوضئ إذا أنهى وضوءه، وأتى بالذكر الوارد عقبه. وهذا التطهر لها مما يليق بحق هذه الضيافة العظيمة؛ ولذا شرع لها التزين باللباس، والطيب له تبع، والسواك لتطهير الفم. فقال سبحانه في سورة الأعراف (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف:31] وقال النبي عليه الصلاة والسلام:."لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة".رواه الشيخان. ومن الاستهانة بالمسجد وبالصلاة أن يحضرها المصلي بما لا يليق من لباس النوم أو الرياضة أو المهنة مع ما تعج به من روائح صنعته وحرفته أو نحوها من الألبسة التي لا يرضى أن يلبسها له ضيفه، ولا يلبسها هو إذا دعي إلى ضيافة؛ فكيف يرفضها في مجلس بيته، ويرضاها في مسجد ربه؟! وكيف لا يقبلها على نفسه في دعوة البشر، ويقبلها في دعوة رب البشر سبحانه وتعالى؟! وجاء النهي الشديد عن حضور الجماعة بالروائح الكريهة؛ لأن ذلك ينافي عظمة الضيافة، ويتأذى به الملائكة والمؤمنون، روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:."من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليقعد في بيته".رواه الشيخان، وفي رواية لمسلم:."من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم". .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين .................................................. ..................................... .................................................. ..................................... اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا. .................................................. ..................................... بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور . .................................................. ..................................... الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :. الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون ويا عباد الله : .................................................. .................................... عباد الله : للمساجد حرمتها عند الله تعالى، وواجب على مرتاديها أن يراعوا تلك الحرمة، وأن يلتزموا فيها بآداب الشريعة، ومن تعظيم المساجد تحريم البيع والشراء فيها وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:."إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك..".رواه الترمذي وصححه ابن خزيمة. تلك آداب عظيمة شرعت لمن أراد الخروج إلى الصلاة، وكان من رواد المساجد؛ ليكتمل أجره، ويعظم جزاؤه، فحري بنا وبكل مسلم أن يتعلمها ويعمل بها؛ التزاما بالسنة، وطلبا للأجر من الله تعالى. فقال سبحانه في سورة البقرة (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).[البقرة:110] . .................................................. ................................... .................................................. .................................... عباد الله ومازال في الوقت بقية فنحن اليوم في الثالث والعشرون من شوال وَمِنْ مُوَاصَلَةِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ رَمَضَانَ صِيَامُ سِتِّ شَوَّالٍ؛ روى الإمام مسلم عن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" . . عباد الله : الْزَمُوا التَّقْوَى بَعْدَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- حَقِيقٌ أَنْ يُتَّقَى فِي كُلِّ زَمَانٍ ومكان وَقَبُولُ الْأَعْمَالِ مُعَلَّقٌ بِالتَّقْوَى فقال سبحانه في سورة المائدة (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[الْمَائِدَةِ: 27]. .................................................. ................................... قيل لبشر الحافي: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال بئس القوم قومٌ لا يعرفون لله حقاً إلا في رمضان إن العبد الصالح الذي يتعبد الله ويجتهد السنة كُلَّها، وسئل الشبليُ رحمه الله: أيُما أفضل رجب أو شعبان أو رمضان ؟ فقال كن ربانياً ولا تكن رجبانيا ولا شعبانيا ولا رمضانيا . .................................................. ..................................... اللهم ربنا علمنا حبك وحب من يحبك وحب كل قول وعمل يقربنا لحبك اللهم ربنا إهدنا طريقك القويم وثبتنا على صراطك المستقيم اللهم ربنا تقبل منا صيامنا وصلاتنا وقرآننا ودعائنا وسائر صالح أعمالنا اللهم ربنا بلغنا رمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة برحمتك يا أرحم الرحمين .................................................. .................................... اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ، وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم، اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين . ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار وأدخلنا الجنة مع الأبرار ياعزيز ياغفار ) (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182] ——————————————————————
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|