القضــــــاء والقــــــدر ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث Fate and destiny of studies an خيره وشره |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض
الجواب: الحمد لله سؤالك عن الحكمة من تغيير حال الإنسان من غنى إلى فقر ، أو من فقر إلى غنى ، وقد كان الله قادرا على أن يجعله على صفة واحدة منذ كان جنينا ، جوابه من وجهين : الأول : أن الله سبحانه هو الخالق العليم الحكيم الخبير ، فلا يُسأل عما يفعل . لا يقال : لماذا فعل الله كذا ، ولماذا لم يفعل كذا ؟ لأنه سؤال من عبد ضعيف قاصر عاجز ، لرب عظيم قادر حكيم فعال لما يريد ، ولهذا قال الله سبحانه : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء/23 ، وقال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/46 ، فهذا هو الأدب مع الله ، أن يؤمن العبد بحكمته ، وأن يسلّم لأمره ، وألا يعترض على خلقه واختياره وتدبيره . الثاني : أننا مع قصور علمنا ، ندرك وجود حِكَمٍ عظيمةٍ بالغة من هذا التغير الذي يعتري الإنسان ، وينقله من حال إلى حال ، كحال الغنى إلى الفقر ، أو الصحة إلى المرض ، أو عكس ذلك ، ومن هذه الحِكم : 1- ابتلاء العبد واختباره حين يتغير حاله ، هل يصبر عند البأساء ، ويشكر عند السراء ، وهذا الامتحان لا ينجح فيه إلا أهل الإيمان ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) . وأما ضعاف الإيمان فإنهم يطغون عند حصول النعمة ، فينسون الشكر ، ويجزعون عند النقمة ، فيفوتهم الصبر . 2- أن يظل العبد معلقا قلبه بالله تعالى ، مدركا أن ما هو فيه من النعمة والغنى إنما هو رزق من عند الله ، وأن الله قد يغير حاله ، ويبدل أمره ، فيظل مستمسكا بأمر الله ، حذِرا من الوقوع في معصية الله . 3- أن لا ييأس صاحب البلاء والفقر والمرض ، بل يعلم أن ربه عظيم قدير ، يغير الإنسان من حال إلى حال ، فكم من مريض أضحى صحيحاً ، وكم من فقير أمسى غنيا ، ولو كان الإنسان يثبت على حال واحد ، لما كان لهذا المبتلى من رجاء ولا رجاء . 4- أن هذا التغيير جزء من الابتلاء الذي أقيمت عليه الحياة الدنيا ، يُبتلى فيها الإنسان بالخير والشر ، والسراء والضراء ، والنعمة والبأساء ، حتى ينتقل إلى دار الجزاء ، فهناك سعادة أبدية ، أو شقاوة سرمدية ، كما قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء/35 ، وقال تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) الإنسان/2 ، وقال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) هود/105 . 5- أن هذا التغيير فيه تذكير لأهل الغفلة ، وتنبيه لأهل المعصية ، حتى يرجعوا إلى ربهم ، ويتوبوا إلى بارئهم ، ويعلموا أن لهم ربا عظيما يأخذ بالذنب ويعاقب عليه ، كما قال الله سبحانه : ( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الأعراف/168 ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأعراف/130 ، وقال تعالى : ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام/43 ، وقال تعالى : ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) التوبة/126 ، فبين أن هذه الفتنة إنما هي لدعوتهم للتوبة والذكرى . إلى غير ذلك من الحكم التي يعلمها الخالق العليم الحكيم الخبير . ومن كلام ابن القيم رحمه الله : " : أنه سبحان يجب أن يشكر ، ويحب أن يشكر ، عقلا وشرعا وفطرة . فوجوب شكره أظهر من وجوب كل واجب . وكيف لا يجب على العباد حمده وتوحيده ومحبته وذكر آلائه وإحسانه وتعظيمه وتكبيره والخضوع له والتحدث بنعمته والإقرار بها بجميع طرق الوجوب ؟ فالشكر أحب شيء إليه وأعظم ثوابا ، وإنه خلق الخلق وأنزل الكتب وشرع الشرائع وذلك يستلزم خلق الأسباب التي يكون الشكر بها أكمل . ومن جملتها : أن فاوت بين عباده في صفاتهم الظاهرة والباطنة ، في خلقهم وأخلاقهم وأديانهم وأرزاقهم ومعايشهم وآجالهم فإذا رأى المعافى المبتلى ، والغنيُّ الفقيرَ ، والمؤمنُ الكافرَ ، عظم شكره لله ، وعرف قدر نعمته عليه ، وما خصه به وفضّله على غيره ، فازداد شكرا وخضوعا واعترافا بالنعمة ... ولولا خلق القبيح لما عرفت فضيلة الجمال والحسن ، ولولا خلق الظلام لما عرفت فضيلة النور ، ولولا خلق أنواع البلاء لما عرف قدر العافية ، ولولا الجحيم لما عرف قدر الجنة . ولو جعل الله سبحانه النهار سرمدا لما عُرف قدره ، ولو جعل الليل سرمدا لما عرف قدره ، وأعرف الناس بقدر النعمة من ذاق البلاء ، وأعرفهم بقدر الغنى من قاسى مرائر الفقر والحاجة . ولو كان الناس كلهم على صورة واحدة من الجمال لما عرف قدر الجمال . وكذلك لو كانوا كلهم مؤمنين لما عرف قدر الإيمان والنعمة به ، فتبارك من له في خلقه وأمره الحكم البوالغ ، والنعم السوابغ " انتهى من "شفاء العليل" ص 443. والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب http://islamqa.com/ar/ref/170579
|
14 Aug 2011, 12:00 AM | #2 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض
جزاك الله خير شيخنا الفاضل
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
29 Sep 2011, 08:37 AM | #3 |
جزاها الله خيرا
|
رد: الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض
ايضا عندما يبتلي الله عبده فانه رغم ذلك رحيم به .. الشخص المبتلى عندما يبتليه الله لمصلحه له وليس لمضره اي تكون اختبار ودفع عن مضره له
اقرب بمثال : اذا كان شخص يحب فعل الحرام او في قلبه يتمنى او ينوي فعله.. فعندما يبتليه الله بمرض او عجز قبل ان يقع بالحرام او بعد ان يقع بالحرام .. فانه بذلك يبعده عن فعل ما يوجب دخوله النار ومجال للتوبه فيتوب عليه الله .. فالله عليم بما سيكون من هذا العبد لو انه بصحه.. فرحمه منه ابتلاه بهذا ، منها اجر على هذا المرض ومنها يبتعد عن فعل المحرمات ومنها توبه والرجوع لله فهذا دليل ان الله يحبه ويريد له الجنه والعبد غافل لا يعلم حكمه الله فالله ارحم من الام على ولدها .. |
|
02 May 2012, 04:51 AM | #4 |
باحث برونزي
|
رد: الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض
· سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة وعرشه ورضى نفسه ومداد كلماته.
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحكمة من خلق الشيطان | مكاوية | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 6 | 26 Jun 2013 04:03 AM |
الحكمة في جعل آدم آخر المخلوقات _ | أبو موهبة | دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum | 5 | 20 Nov 2012 01:06 PM |
الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض | أبو سفيان | القضــــــاء والقــــــدر ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث Fate and destiny of studies an | 2 | 08 Jul 2011 02:25 AM |
الحكمة من خلق إبليس | أبو سفيان | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 1 | 10 Mar 2009 09:15 PM |
خاتم الحكمة ........!!!! | أبو سفيان | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 1 | 14 Sep 2008 12:07 AM |