مراتي متجوزة عفريت!

هذا المقال نشر في جريدة الرايه القطرية بتاريخ السبت19/11/2005 م


وكان عنوانه
مراتي متجوزة عفريت !

في الأرياف، والبوادي، والمجتمعات قليلة التعلم والتدين، تتعمق الخرافة، وتضرب بجذورها في نفوس الناس، وتملؤهم بالمخاوف والهواجس، وتفرض عليهم كثيراً من السلوكيات الوقائية الغريبة، التي تحير العاقل، وتخلو من المنطق، ومن الفهم الإسلامي الذي جاء ليحرر العقول من الخرافة، والوهم، والأفكار المتخلفة التي فرضتها مستويات تعليمية واعتقادية واقتصادية متدنية .

وقد ذكرت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن نحو 274 خرافة تحكم المصريين، وتسيطر علي كل شيء في مصر !! نعم 274 خرافة يستيقظ عليها النائمون، وينام عليها المستيقظون، سواء منهم الجهلاء والمثقفون، والحكام والمحكومون.

وثقافة الجن والعفاريت تسيطر علي المصريين - كما كتب سامي عبد الخالق - حتي إن 31 % من المصريين - وبينهم من يحتل المناصب العليا، كبعض الوزراء - يؤمنون بتقمص الأرواح، ويعتقدون بسيطرة الجن علي تصرفاتهم.

وتشير الدراسة إلي أن هناك أكثر من مليون و200 ألف مواطن في مصر يعتقدون بتصنيف الجن إلي أزرق وأحمر! كما يعتقدون أن الحذاء القديم الملقي بالشارع هو الدواء الوحيد الناجح للوقاية من الجن والعفاريت الذين يسكنون المقابر والمنازل المهجورة، وأن الجان قادر علي الزواج من النساء والعكس، بل والإنجاب منهن . كما تذهب الدراسة إلي أن 60 % من النساء يؤمن بضرورة وضع كف في شعر الطفل حتي لا يصاب بالحول، وأن 47 % من المصريين يؤمنون تماماً بأن الميت لن يحاسب إذا توفي في شهر رمضان أو يوم الجمعة! وأن رش المياه وراء جنازة الشخص المتوفي يمنع موت أحد وراءه، وأن المقص المفتوح يجلب النكد أو الفأل السيئ، وأن وضع المقص تحت رأس النائم يمنع الكابوس، بل يعتقد 60 % ممن أجريت عليهم الدراسة أن حرق خنفسة في شقة غير مسكونة يجلب لها السكان! وأن تعليق حذاء طفل (لكلوك) علي جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه !

وينقل سامي عبد الخالق عن الباحثة إكرام زايد أيضاً خرافات أخري منها أن 60 % من النساء ترين أن علي المرأة التي يتأخر حملها أن تذهب إلي الدحريجة لتتدحرج سبع مرات لعلها تحقق أملها في الإنجاب، كما أن المرأة التي لا تنجب في محافظة الشرقية مثلاً تقوم بزيارة تمثالين لرجل وامرأة، وتحتضنهما تحت ملاءة، ثم تستحم، وتكسر زيراً من أجل الإنجاب!

وفي واحة سيوة هناك ضرورة لأن تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها، اعتقاداً من الأهالي بوجود قوة تكسبها الخير والجمال، وتبعد عنها الشر . كما يؤمن 93 % من نساء الريف المصري بما يسمي بالمشاهرة، وهي عدم دخول أي حائض، أو رجل حليق الذقن علي المرأة بعد ولادتها ب 40 يوماً، وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهو، وإلا منع عنها اللبن، أو تأخر حملها التالي !

كما يؤمن 62 % من البنات في مصر بضرورة عدم التحديق في المرآة ليلا حتي لا يفوتهن قطار الزواج، وأكثر من 50 % منهن ما يزلن يعتقدن في صحة قرص ركبة العروس في ليلة دخلتها، حتي تصيبهن العدوي، ويتزوجن في وقت قريب بعدها، وأن من تلحس بطن الضفدعة تستطيع الزغردة! وأن أي بنت تأكل سمكاً أو لبناً يوم الأربعاء تجن فوراً .

ويستعمل نحو 80 % من المصريين - من الشريحة المبحوثة - الأحجبة في أغراض كثيرة منها : الحماية من المرض، وإبطال تأثير العفاريت، واستمالة قلب المحب، والنجاح في العمل .. إلخ . ولا يخشي المصريون من شيء قدر خشيتهم من القطة السوداء حسبما أقر 50 % من الشريحة المدروسة، والذين ينظرون إلي القطة السوداء باعتبارها رمزًا للشؤم وسوء الطالع .

بداية الحكاية :

ومما يتعلق بذلك، ما يسود بين قطاع لا بأس به من الناس - في العالم العربي - من أن بعض العفاريت يتزوجون من إنسيات، أو العكس، وأنهم يمكن أن ينجبوا من هذا الزواج أولاداً، وأن العشق قد يصل بالإنسي أو الجني - للطرف الآخر - إلي حد الافتتان، وأن الجني قد يأتي في هيئة بشرية، ليفعل ما يفعله الزوج بزوجته سواء بسواء، أو قد يدخل جسدها بطريقته الخاصة، ويعيش معها سلوك الزوج، لتجد ذلك إحساساً، ولذة، وانفعالاً، وشوقاً، ورغبة .

وقد ينجبان الصبيان والبنات، ويعيشان (في تبات ونبات) كما تقول الحكايات المصرية الشعبية!

وأذكر أنني في طفولتي المبكرة كنت أهاب كثيراً الاقتراب من أحد البيوت القريبة من بيتنا في درب المصري (أو شارع العباسية كما هي التسمية الرسمية) لأن الهمس كان يدور خافتاً وسريعاً عن أن الرجل الذي كان يسكن ذلك البيت وحيداً، كان متزوجاً من جنية، أو عفريتة، وأن له منها أولاداً، لم نسعد برؤية أحدهم علي الإطلاق، لكنا كنا دائماً نهاب السكون في هذا البيت، والقِدم، والظلمة التي تكتنف مدخله!

وكبرت والفكرة تكبر معي، حتي كتبت عنها قبل نحو خمس عشرة سنة في دراستي عن الألوهية، إلي أن ذكر أحد الفضلاء لي - بكثير من الإشفاق والأسي - أنه يعرف رجلاً ذاق المر من زوجته، التي كان يعشقها جني (فاجر وبتاع نسوان) فكان يحلو لهذا الجني الخباص أن يفجر بها، وكانت تحس به وهو يستبيح جسدها، بل إنه أحياناً كان يتعمد أن يأتيها - إذلالاً وتحدياً - في حضور زوجها، الذي جرب كل الحلول، فلما يئس المسكين طلقها، ليستريح من همها .

وتدور الأيام لتنشر الراية قبل شهور قليلة خبراً عن فتاة مقيمة في الكويت تجاوز عمرها ال25 عاماً، وتحولت حياتها وحياة أهلها إلي جحيم، فهي ترفض مجرد فكرة الخروج من المنزل، وترفض بل وتصرخ حينما يبلغه أحد بأن عريساً يريد أن يراها، بل إنها تعلن صراحة بأنها سعيدة في حياتها الزوجية، مع زوجها من العالم الآخر، الذي يلبي احتياجاتها كافة، ويسمعها من كلمات الغزل ما تتمني أن تسمعه أية امرأة من زوجها . ليس هذا فقط بل ذكرت الراية أن أهلها يسمعون صوت رجل يحادثها بصوت عال، كلما أغلقت باب غرفتها، وأظلم المكان !

تقول أم الفتاة : حضرت إلي الكويت منذ 12 عاماً، وكانت ابنتي تبلغ من العمر حينذاك 13 عاماً . كانت حياتها طبيعية جداً، وعلاقاتها مع أشقائها الأربعة - ولدين وبنتين - جيدة وقد درست في إحدي المدارس الخاصة، وللعلم فهي جميلة جدا . وبعد تجاوزها المرحلة الثانوية بأربعة أشهر لاحظت أثناء دخولي وابنتي منزلنا أن هناك مياها ملقاة، مقابل شقتنا التي تقع في محافظة الفروانية، ولم أعتقد مطلقا أن قطرات المياه تلك ستغير حياة ابنتي رأسا علي عقب، فبمجرد دخولها إلي الشقة - بعد مرورها علي قطرات المياه - أغلقت علي نفسها باب غرفتها، وحاولت أن أدعوها لتناول العشاء فلم تستجب لندائي، ثم إذا بها - في اليوم التالي مباشرة - تبلغني بأنها عثرت علي ابن الحلال وتزوجته!

وتضيف الأم : اعتقدت أن ما تتحدث عنه ابنتي مجرد مزحة، أو من باب الغشمرة، ولكنني فوجئت بها تكرر نفس الكلام، وتبلغني بأوصاف عريسها، وأنه شاب جميل لبق يغازلها، وأنها سعيدة في حياتها معه، ولن تتزوج غيره تحت أي ضغط من الضغوط .

أبلغت والدها الذي انهال عليها ضربا مبرحا حتي كاد أن يقتلها، وقلت إنها (بعد هذه العلقة) ستعود إلي رشدها، ولكني فوجئت بها في اليوم التالي تعيد نفس أقوالها السابقة، وتقول : لن تستطيعوا أن تبعدوني عن زوجي .

وأضافت أم الفتاة : منذ نحو 5 سنوات وأنا في رحلة علاج، حيث ذهبت بها إلي أطباء نفسيين أبلغوني بأن ابنتي وضعها النفسي جيد، وأعطوها بعض العلاج، ولكن حالتها ازدادت سوءا، الأمر الذي دعاني إلي الدخول في نفق التعامل مع بعض المشعوذين . وفي إحدي المرات قام أحد هؤلاء المشعوذين بضربها حتي فقدت الوعي تماما، وقمت بنقلها إلي المستشفي . وأبلغت الأطباء بأنني ضربتها، وأن حالتها لم تتغير .

شاب آخر يحكي حكايته مع جنية عشقته فيقول : أبلغ من العمر تسعة وعشرين عاما، وبدأت حكايتي عندما كنت في سن الخامسة عشرة حيث كان يأتيني قبل النوم شيء غريب، وكأني أجامع امرأة ما - مع العذر - بالرغم أنه لا يوجد أحد في الغرفة إلا أنا .. ولم أعر هذا الشيء أدني انتباه، بل - وبالعكس - كنت لا أفهمه، وأجده شيئا محببا، وخصوصا لشاب مراهق في ذلك العمر .

واستمر الوضع وخلال السنوات التالية كان هذا الشيء كأنه يكبر معي، حيث إنني أينما ذهبت أجد هذا الشيء يتتبعني .

وتقدم العمر حتي أتتني فكرة الزواج في سن الخامسة والعشرين، ويا ليتها ما أتت، حيث بدأت المعاناة .

كان هناك إحدي بنات الأقارب التي سبق كلام بين أبي وأبيها علي أن نتزوج إذا كبرنا . وما إن بدأ الكلام بموضوع الزواج مع أبي البنت حتي بدأت المشاكل تدب من كل اتجاه : شروط من أهل البنت / تعنت من البنت / تعنت من أهلي تجاه بعض الشروط البسيطة / مشاحنات غير مفهومة .. إلخ . وانتهي كل شيء : الاتفاقات، العلاقة، القرابة، إلخ.

وفي أحد الأيام، وبعد مضي فترة علي هذا الموضوع، وفي يوم من أيام رمضان كنت نائما، صحوت علي رنين جهاز الهاتف الجوال، وخلال استيقاظي أحسست أن شيئا قد دخل في ظهري من أعلي رقبتي، ولم أستطع أن أرفع رأسي من الفراش .

وبدأت المعاناة الجسدية حيث حلت بي جميع الآلام الجسدية، وفي مختلف أماكن جسمي، بطني كان يؤلمني، الظهر، أسفل الظهر، الرأس، القولون، العينان، الأرجل . والكتفان ... إلخ .

والشيء الغريب أنني بمجرد أن أحس بألم في جسدي كنت أذهب للطبيب ليجري الفحوصات اللازمة، وتظهر علامات مرض معين .. لكن الأغرب أنها تختفي بعد يوم أو يومين حتي إن بعض الأطباء استغرب حالتي، وقال لي : أنت إنسان غريب ! إيه اللي بيحصل في جسمك انت مو طبيعي!

ومما ورد في ذلك ما كتبه أحدهم لإسلام أون لاين مستنجدا يقول : المشكلة تتمثل في أن لي أحد الأصدقاء به حالة لبس من الجان . تأتيه جنّية، تعتبر نفسها زوجة له، وهو يؤكد لي أنه يعاشرها معاشرة الأزواج، إلا أنه يشعر بقلق من هذه العلاقة، وهل تعتبر زنا من الناحية الشرعية أم لا !

مع العلم أنه قد ذهب إلي أحد المشايخ لإخراج هذه الجنية منه، وبالفعل عقب قراءة آيات من القرآن الكريم تحوّل صوته إلي صوت أنثي، وكأنه ليس الشخص الذي نعرفه، ولم تخرج منه هذه الجنية، حيث أخبرت أنها تحبه، ولا تستطيع أن تتركه .

أرجو الإجابة علي هذه المشكلة، حيث إن صاحبها يتعذّب، وكلما ذهب لخطبة إحدي الفتيات انفسخت هذه الخطبة بسب تلك الجنية، وجزاكم الله خيراً .

وقال في لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان : إذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات العارية والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام، فقد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين، ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسة، حتي يتعلق الإنسي في هذه الصورة الجميلة المزيفة، يذكر لي أحد الشباب وقد ابتلي بشيطانة خبيثة، فيقول: إنه بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم، فأقول لها : أريدك أن تأتيني في المنام علي صورة فلانة، يقول : فأنام وتأتيني تلك الشيطانة الخبيثة بصورة من طلبت، شاب آخر يقول : كانت تشترط علي الشيطانة بألا أذهب إلي المسجد، مقابل أن تتجسد لي في اليقظة !

أساطير العرب الأولين :

وللعرب في ذلك أساطير، يعرفها من يتتبع خرافات العرب الأولين، فقد ذكروا أن الجنية قد تتبع الرجل وتحبه، ويقال لها عندئذٍ : تابعة، ومن ذلك قولهم : معه تابعة، أي من الجن، كما يكون للمرأة تابع من الجن، يتبع المرأة يحبها .

وذكروا كذلك أنه قد يعشق الجني امرأة ويتصادق معها، ويفيدها بحبه إياها . فهذا (منظور) الجني، الذي عشق امرأة اسمها (حُبة) وتصادق معها، فكانت (حبة) تتطبب بما يعلمها (منظور).

قبائل إنسية آباؤها جن !

ومما شاع أيضاً من الخرافات العربية وجود قبائل إنسية من أصول جنية، فقد نُسبت بعض الأسر والقبائل إلي الجن، مثل : بني مالك، وبني شيصبان، و بني يربوع بن حنظلة، وعرفوا ببني السعلاة .

ونسب بعض الأخباريين بلقيس وذي القرنين إلي الجن! وذُكر أيضاً أن زوج (عمرو بن يربوع التميمي) كانت سعلاة (غولة) أقامت مع زوجها في بني تميم، فلما رأت برقاً يلمع من شق بلاد السعالي، حنت وطارت إليهم، فقالوا في ذلك أشعاراً .

ويشيرون في هذا البيت إلي ما جاء في حكايات العرب أنه عمرو بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم تزوج سعلاة - والسعلاة : الغول، أو ساحرة الجن - فقيل له : ستجدها خير امرأة مالم تر برقا، كأنهم حذروه أن تهرب لوطنها إذا رأت البرق! فكان عمرو - إذا لاح البرق - سترها عنه .

وقد ولدت له أولاداً - كما تقول الأسطورة - ثم ليلة غفل عمرو، ولاح البرق، فقعدت زوجته الغولة علي جمل له وقالت :

أمسك بنيك عمرو إني آبقُ

برقٌ علي أرض السعالي آلقُ

وسارت عنه فلم يرها بعد ذلك، فقال عمرو في ذلك شعره الذي يقول فيه :

رأي برقاً فأوضعَ فوق بكرٍ

فلا بكَ ما أسال وما أغاما

وقد تعرض (الجاحظ) لموضوع زواج الإنس بالجن، وزواج الجن بالإنس . وتعرض لقول من قال إن (بلقيس) كانت من امرأة جنية . وذكر آراء الناس في هذا الزواج المختلط، وشكك في إمكان إنجاب نسل منه . وقال: ( وقد يكون هذا الذي نسمعه من اليمانية والقحطانية، ونقرؤه في كتب السيرة، قص به القصاص، وسمروا به عند الملوك) أي إنه من خرافات القُصاص الذين كانوا يتكسبون باختراع القصص واختلاق الأساطير !

وأشار الجاحظ إلي قول الشاعر علباء بن أرقم :

يا قاتل الله بني السعلاة

عمراً وقابوساً شرار النات

كما ورد في المأثورات العربية أن حب الجن قد يقتل.

فيروون أن الجن إذا عشقت إنساناً صرعته، ويكون ذلك علي طريق العشق والهوي، وشهوة النكاح . وأن الشيطان يعشق المرأة، وأن نظرته إليها، من طريق العجب بها، أشدّ عليها من حُمي أيام، وأن عين الجان أشدّ من عين الإنسان .

كما ذكروا أن الجنية قد تستمتع بالإنسي بالعشق، والتلذذ بالاتصال به، أو بالعكس، وهذا أمر معلوم مشهود، حتي ربما كان الجني الذي في الإنسان ينطق بذلك، كما يعلم من الذين يقرؤون علي المصابين بالجن (الخيمة)!

وقد بدأت بعض الصحف تلعب علي هذا الوتر، وتستفيد من إثارته، وكتب محمد أبو زيد في الشرق الأوسط في ذلك (قراءة مرعوبة) جال فيها جولة سريعة في أعداد جريدة التعويذة التي تخرج في إصدارات أغلفتها سوداء، أو ذات لون احمر غامق مثير للرعب . وتدور موضوعات الجريدة في أغلبها حول قصص عن السحرة والعفاريت، ففي العدد الأول : تحذير للنساء من ساحر قليل الأدب! وطفل يختفي تحت الأرض كل ليلة بالصور، وفي العدد الثاني نقرأ : بأمر الجان بنات ممنوعة من الزواج، وزفاف في المقابر! رجل أعمال تزوج من عفريتة في مقابر العريس! وحوار مع يسرا قالت فيه : عفريت شيكوريل جعلني أجري حافية القدمين، وحكاية الرئيس ميتران وأشهر عرافة بأوروبا، وموضوع بعنوان : نوع من الجنون اسمه عشق الموتي ، أما في العدد الثالث فالمقال الرئيسي فيه بعنوان كفيف يتزوج من العالم الآخر ، سمير : تزوجتني جنية رغما عني، وجعلتني أطلق زوجاتي الثلاث! كما تقدم ملفا عن الخرافة في أوروبا.

فماذا تقول الشريعة

في هذا الباب :

هل حقا يمكن أن تتزوج جنية من إنسي هل نصدق من يزعم ذلك (وهم كثيرون منتشرون في كل مكان ) وهل يتناسلان وإذا عشقته وعشقها وأنجبا : فهل هذا زنا وهل تجري عليه أحكام الزنا وهل للشيطان ذرية فعلاً أم إنه عقيم مقطوع النسل أقول وبالله التوفيق:

هل يتناسل إبليس وهل له ذرية

- قال العلامة الشيخ الشنقيطي عليه رحمات الله ورضوانه، في تفسير قوله تعالي: أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني î الكهف 50 : وقوله في هذه الآية الكريمة : (وذريته) دليل علي أن للشيطان ذرية، فادعاء أنه لا ذرية له، مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما تري، وكل ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك، ولكن طريقة وجود نسله : هل هي عن تزاوج أو غيره، لا دليل عليها من نص صريح، والعلماء مختلفون فيها، وقال الشعبي سألني رجل : هل لإبليس زوجة فقلت إن ذلك عرس لم أشهده، ثم ذكرت قوله تعالي: أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني الكهف 50 ، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة، فقلت : نعم .

وما فهمه الشعبي من هذه الآية من أن الذرية تستلزم الزوجة روي مثله عن قتادة، أما كيفية ولادة هذه الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح، ومثله لا يعرف بالرأي . والله أعلم .

ف هل يمكن أن يعشق الجني إنسية أو الجنية إنسيًّا

- قال في لقط المرجان في علاج العين والسحر والجان : والجن يروننا ولا نراهم، ولقد من الله سبحانه وتعالي علي بني آدم بحسن الخِلقة، يقول الله تعالي في سورة التين : لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، فسبحان من أبدعه وجمله، فالجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا، وقد يعجبون بأشخاص - لا لجمالهم - ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو غير ذلك، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي، كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب، فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب علي عالمه دمامة الخلقة . عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ : ( سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ - إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ - أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ) . رواه الترمذي وفي رواية يقول صلي الله عليه وسلم : )ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله إلا هو).

يقول ابن تيمية : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوي وعشق - كما يتفق للإنس مع الإنس - وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف ا.ه.

قد يري في المنام شخصا علي أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره، وتجد بعض الإنس يتلذذون بتلك المداعبة، ويهيمون بذلك الخيال، وتجدهم يأنسون بالعزلة، ويسارعون إلي النوم، لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل !

وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران، وهي حالات مستعصية للغاية، يصعب معها إقناع الجني بالخروج وترك المصروع، وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله .

وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط، فهي تأكل وتشرب وتستمتع به، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيداً أو حزيناً، بل قد تتسلط عليه بالأذي والسهر والتعب، لخدمة السحر أو العين، أو لمجرد أن يخالف المصروع هوي الجان، فعليهم من الله ما يستحقون من العذاب واللعنات المتتالية إلي يوم يلقونه.

وهذا النوع من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض :

فمن أعراضه أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه، وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع الحركة أو الصراخ، ويشعر بمن يعاشره اغتصاب وهو مستيقظ غير نائم، وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتي يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه . أما في الحلم فتتم المعاشرة كاملة وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة . وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم .

وقد يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام، كأن يري المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم، وأنها معه في زواج ومعاشرة، وتتكرر هذه المنامات حتي يصبح الشكل مألوفا للإنسي (أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي).

وإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي، جعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة، شارد الذهن، وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة فإنها ترفض الزواج، وأعرف امرأة كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديّا ونفسيّا، وربما تصرفت كالمجانين، حتي يتراجع الخاطب عن خطبتها، ويتحدث الخبيث علي لسانها، ويقول لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي !

وإذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة، وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه، وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع، ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين، لأن الشيطان يري أن الإنسان المعشوق ملك له وحده، وكثيراً ما يُصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد، وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له، ولا يعلم مدي هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها .

ب هل يجوز أن يتزوج الجن من الانسية، وتنجب منه أطفالاً

- كثير من العلماء يرون إمكانية زواج الإنس من الجن والعكس، ومن هؤلاء العلماء، شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي يقول : وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف. لكن بعض العلماء كره ذلك، علي الرغم من إيمانهم بإمكانية وقوعه، فقال الإمام مالك : لكني أكره إذا وجدت امرأة حامل، فقيل من زوجك قالت: من الجن! فيكثر الفساد .

وثم فريق ثالث - وهو الذي أرجح رأيه كما سيأتي - يري امتناع ذلك، وعدم إمكانه . ومنهم الشيخ حامد العلي الداعية الكويتي الذي يقول :

لا يجوز أن يتزوج الجني من الإنسية، إذ كيف يعقد عليها بحضور وليها والشهود

وكيف يبعث الحكمان من أهله وأهلها لو حصل شقاق

كيف يحصل السكن الذي هو هدف الزواج - والطبيعتان متنافرتان

وماذا لو تبين أنه ليس بمسلم

كيف يحكم عليه أو له في حال الخلاف في الصداق وقدره والخلوة وسائر الاحكام

كيف لو مات أتعتد له عدة المتوفي عنها زوجها

كيف نعلم بموته

علي أي أساس تصدق أنها تزوجت جنيًّا فحملت منه، ولم تحمل من الزنا ثم اتخذت دعوي الزواج من جني ذريعة لتغطي الفاحشة

ومن حضر وليمة ذلك النكاح ليشهد علي الزواج

كل ذلك وغيره يدل علي أن زواج الجني من الإنسية لا يجوز في الشرع، ولهذا اتفق العلماء أن من حملت وغير متزوجة، أقيم عليها الحد، حتي لو ادعت أنها متزوجة من جني لم تسمع دعواها، بل هو كذب يفتح باب الزنا علي مصراعيه، وأما الجماع فيمكن أن يقع من الجني بالإنسية والعكس كذلك، ولكن لا يحصل الحمل لاختلاف الطبيعتين، وقيل يمكن أن تحمل الإنسية جنين الجني، وينتفخ بطنها ثم تلد ولايرون جنينًا، وأن هذا هو الذي يسمي الآن الحمل الكاذب، ولا دليل علي وقوع الحمل والله أعلم .

ومن جهته الشيخ فهد بن جديد أحد طلبة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ومعالج بالرقية الشرعية - كما ورد في عكاظ - يري عدم إمكانية تزاوج الجن والإنس ويقول ناقلاً عن العلامة العثيمين : أنا من جانبي أري كما رأي وأفتي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن الجني لا يتزوج إنسية أو العكس كذلك . وإن كان قد أخبرني بعض المرضي بأن الجن يجامع . ما يدل - إن صح قولهم - علي وجود النكاح بين الجن والإنس، أو أنه تخييل فقط . كما أخبرني بعض النسوة اللائي يأتين للعلاج بأنهن يشعرن بجماع الجني لهن، تماماً كجماع الزوج لزوجته، ولا شك أن المرء يمكنه تجنب ذلك بتحصين نفسه بكتاب الله . وأما عن حكم الزواج بين الجن والإنس وإن كان يحدث فإنه لا يعد من الزنا، لأن مثل هذه الأمور عندما تحدث فإنها تحدث بصورة لا إرادية .

هل يتمازج الطين والنار !

إذا كانت سنة الله تعالي تسمح بأن يتزوج الإنسي من إنسية، وأن يتزوج الجني من جنية بسبب من اتحاد الطبيعة، واتفاق الخصائص، فهل يتصور أن يتزوج الإنسي من جنية أو جنية من إنسي

هل يمكن أن يتمازج الطين والنار، ويصيرا عنصرا متآلفا منسجما، أم أن هذا من خيال العامة وعقائدهم الفاسدة

لا أشك لحظة أن العقل العامي يستجيز هذا الأمر، ويراه ممكنا، ولقد كان في شارعنا أيام طفولتي - كما ذكرت أول الملف - عجوز وحيد يعيش عزبا، كنا موقنين كل اليقين أنه متزوج من جنية تزوره ليلاً، وكنا نرتعب إذا فُتح باب داره أو وورب، وثمة حكايات سائرة تدور حول فتاة تتزوج من شخص غريب، لا يظهر لها في إهابه الحقيقي، ويحذرها دائما من أن تكشف هويته .

والنصوص الشرعية تثبت إمكان أن يتلبس الجني إنسيا ويؤذيه ويعنته، ويستدل علي ذلك بمثل قوله تعالي: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس البقرة 275 قال ابن كثير رحمه الله : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .

ومن السنة قوله صلي الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم من العروق) وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : إن أهل السنة يقولون إن الجني يدخل بدن المصروع، واستدل بالآية السابقة .

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد : قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في الإنسي، فقال : يا بني يكذبون، هو ذا يتكلم علي لسانه .

وقد أخرج الإمام أحمد والبيهقي أنه صلي الله عليه وسلم أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلي الله عليه وسلم يقول : اخرج يا عدو الله، اخرج عدو الله وفي بعض روايات الحديث : اخرج عدو الله، أنا رسول الله فبرئ الصبي (مجموع الفتاوي والرسائل، 3/147) .

ومع هذا فلا يستطيع أحد أن يزعم ثبوت زواج جني من إنسية أو العكس بسبب استحالة ذلك عقلاً، وعدم صحته شرعا .

وهذه من المفتريات والأكاذيب التي يحتال بها بعض الدجاجلة علي الناس ليسلبوا أموالهم، أو يستروا فضيحة اجترحها أحدهم.

وكيف يتسني التزاوج بين الإنس والجن، وبين الطين والنار، وبين المادة وما وراءها، وبين عالم الغيب وعالم الشهادة. (صيحة الحق : 314)

وقد علل الذين يذهبون لهذا الرأي رأيهم، بأن الله امتن علي عباده من الإنس، بأن جعل لهم أزواجًا من جنسهم، كما في قوله تعالي : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا، لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً. فقالوا : لو وقع ذلك، فلا يمكن أن يحدث التآلف والانسجام بين الزوجين، لاختلاف الجنس . والله أعلم .

وقد فصلت فتوي لإسلام أونلاين هذا الموضوع بكثير من التدقيق، فقالت، واعتذر عن اختصاري لها :

مسألة زواج الإنس من الجن لم تثبت، ولا يوجد دليل صحيح عليها، ولذلك اختلف فيها الفقهاء، فالجمهور يرون عدم جوازه وأنه حرام، ولكن روي عن البعض جوازه، ورأي الجمهور هو الأصح والراجح، ويؤيده قول الله تعالي: خلق لكم من أنفسكم أزواجا وقوله تعالي: خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء أي خلق من النفس الإنسانية زوجها، كما أن الذرية لا تتأتي بين الجن والإنس .

جاء في مغني المحتاج، للخطيب الشربيني الشافعي :

موانع النكاح كما عبر بها في الروضة، وهي قسمان : مؤبد، وغير مؤبد، ومن الأول اختلاف الجنس، فلا يجوز للآدمي نكاح جنية كما قاله العماد بن يونس، وأفتي به ابن عبد السلام، قال تعالي : هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها وقال تعالي : يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها .

وفي رد المحتار علي الدر المختار، لابن عابدين الحنفي :

النكاح عند الفقهاء : عقد يفيد ملك المتعة، أي حل استمتاع الرجل من امرأة لم يمنع من نكاحها مانع شرعي . فخرج الذكر، والخنثي المشكل لجواز ذكورته، والوثنية، والمحارم، والجنية لاختلاف الجنس، لأن قوله تعالي والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً بين المراد من قوله فانكحوا ما طاب لكم من النساء وهو الأنثي من بنات آدم، فلا يثبت حل غيرها بلا دليل، ولأن الجن يتشكلون بصور شتي، فقد يكون ذكرًا تشكل بشكل أنثي .

وفي الاشباه لابن نجيم: لا تجوز المناكحة بين بني آدم والجن، لاختلاف الجنس . ا ه . ومفاد المفاعلة - كلمة : مناكحة - أنه لا يجوز للجني أن يتزوج إنسية أيضًا لنفس التعليل أيضا .

وقال الجمال السجستاني من الحنفية في كتاب منية المفتي عن الفتاوي السراجية : لا يجوز المناكحة بين الإنس والجن، لاختلاف الجنس، ومنها : أن النكاح شرع للألفة، والسكون، والاستئناس، والمودة، وذلك مفقود في الجن، بل الموجود فيهم ضد ذلك، وهو العداوة التي لا تزول . ومنها : أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك، فإن الله تعالي قال فانكحوا ما طاب لكم من النساء والنساء : اسم لإناث بني آدم خاصة، فبقي ما عداهن علي التحريم، لأن الأصل في الابضاع الحرمة حتي يرد دليل علي الحل . ومنها : أنه قد منع من نكاح الحر للأمة، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق، ولا شك أن الضرر بكونه من جنية وفيه شائبة من الجن خلقا وخلقا، وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق الذي هو مرجو الزوال بكثير، فإذا منع من نكاح الأمة مع الاتحاد في الجنس للاختلاف في النوع، فلأن يمنع من نكاح ما ليس من الجنس من باب أولي . وهذا تخريج قوي، لم أر من تنبه له .

ويقويه أيضا أنه نهي عن إنزاء الحمر علي الخيل، وعلة ذلك : اختلاف الجنس وكون المتولد منها يخرج عن جنس الخيل، فيلزم منه قلتها، وفي حديث النهي إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون فالمنع من ذلك فيما نحن فيه أولي . وإذا تقرر المنع، فالمنع من نكاح الجني الإنسية أولي وأحري .

كما ذكر المحدث الشبلي الحنفي في كتابه آكام المرجان أن للعلماء في ذلك رأيين: الأول: المنع، ونص عليه جماعة من أئمة الحنابلة، وينقل عن الفتاوي السراجية النهي عنه.

فهل يقنع أصحاب العقليات الخرافية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء لإختياركم موقعنا المتواضع البسيط .
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما
وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
ونرجوا إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم .
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى
لاتحرمونا وتحرموا أنفسكم من المشاركة والتفعيل في هذا الموقع البسيط المتواضع فهو في خدمتكم وخدمة العالم كله .
الموقع رسالة دعوية وهداية للمسلمين وغير المسلمين فبمشاركة واحدة تكسبوا أجر وثواب وحسنات من أهل العالم كله فكيف بكم لو كثرت مشاركاتكم وتفعيلكم . الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر .
دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
ملاحظة مهمة :
عفوا ومعذرة
هذا رد تلقائي أوتوماتيكي
وسيعاد الرد للتفسير والإجابة على الاسئلة والإستفسارات .
وستلغى وتحذف المشاركات المخلة بالعقيدة والسلوك والآداب .

بارك الله فيكي اختي الفاضله عذوب

وجزاكي الله خير