#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الورع وترك الشبهات ..
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الورع وترك الشبهات ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** عن النُعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قالَ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ:. ((.إن الحلالَ بينٌ ، وإن الحرام بينٌ، وبينهما مُشتبِهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناسِ، فمن اتقى الشبُهاتِ؛ استبرا لدينه وعرضهِ، ومن وقع في الشبهاتِ؛ وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكلّ ملكٍ حمى، ألاَ وإنَّ حمى الله محارمهُ، الاَ وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت؛ صلح الجسدُ كلهُ، وإذا فسدت: فسد الجسد كلهُ: ألا وهيَ القلبُ)). متفق عليه. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** الشرح.: قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام: حلال بيّن، ومشتبه.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** الحلال البيّن؛ كحلَّ بهيمة الأنعام، والحرام البين؛ كتحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة.((.أحلَّ))فهو حلال، ومن كلمة.((حرّم)).فهو حرام، فقوله تعالى:.(.وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ.)(البقرة: 275).هذا حلال بيّن، وقوله تعالى:.(.وَحَرَّمَ الرِّبا.)(البقرة: 275)هذا حرامٌ بيّن.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس، وأسباب الخفاء كثيرة، منها ألا يكون النصُّ ثابتاً عند الإنسان، يعني يتردد: هل يصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو لا يصح، ثم إذا صح قد تشتبه دلالته: هل يدل على كذا أو لا يدل؟ ثم إذا دلّ على شيء معين فقد يشتبه: هل له مخصص إن كان عاماًّ؟ هل له مقيد إن كان مطلقاً؟ ثم إذا تبين قد يشتبه: هل هو باقٍ أو منسوخ.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** المهم أن أسباب الاشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حل هذا الاشتباه؟ والجواب: أن الطريق بينه النبي صلى عليه الصلاة والسلام فقال:.((.فمن اتقى الشبهات؛ استبرأ لدينه وعرضه)).من أتقاها يعني تجنبها إلى الشيء الواضح البيّن؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** استبرأ لدينه: حيث سلم من الوقوع في المحرم. ولعرضه: حيث سلم من كلام الناس فيه؛ لأنه إذا أخذ الأمور المشتبهة؛ صار عرضة للكلام فيه، كما إذا أتى الأمور البينة الواضح تحريمها.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك بالراعي راعي غنم أو إبل أو بقر.((.يرعى حول الحمى)).يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي؛ ازدهر وكثُر عشبه أو كثر زرعه؛ لأن الناس لا ينتهكونه بالرعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه؛ لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب، فإنها تنطلق إليه وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ومع ذلك لو لاحظ الإنسان وراقب، فإنه قد يغفل ، وقد تغلبه هذه البهائم، فترتع في هذا الحمى.((.كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه)).. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ثم قال صلى الله عليه وسلم :.((.ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت ؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))... ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ((.مضغة)).يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان، صغيرة لكن شأنها عظيم، هي التي تدبر الجسد.((.إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله)).ليست العين، ولا الأنف، ولا اللسان، ولا اليد، ولا الرجل، ولا الكبد، ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:.((.اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرَّف قلوبنا إلى طاعتك)).. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** فالإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب. ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، فلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين:(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ.) (المنافقون: 4).(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ.).من الهيئة الحسنة، وحسن عمل الجوارح، وإذا قالوا ، قالوا قولاً تسمع له من حسنه وزخرفته، لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله.(.كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ.)(المنافقون: 4) ليس فيها خير.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** فأنت اعتنِ بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفارة؟ هل فيه شيئاً من الحسد، هل فيه شيء من الغل؟ هل فيه شيء من الحقد؟ وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، فطهر قلبك من هذا وأصلحه، فإن المدار عليه.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ).(وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ).(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).(العاديات:9-11)، هذا يوم القيامة، العلم على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر، مالنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن، أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** قال تعالى:.(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ).(الطارق:9). (تُبْلَى).يعني تختبر السرائر فمن كان من المؤمنين؛ ظهر إيمانه، ومن كان من أهل النفاق؛ ظهر نفاقه والعياذ بالله.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** لذلك أصلح قلبك يا أخي، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصالحين، لا تكره أي شيء مما نزَّل الله، فإن كراهتك لشيء مما نزَّل الله كفر بالله تعالى، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصلاح.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** تقبلوا تحياتي ولا تنسوني من صالح دعائكم فراشة الربيع
•
أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
• هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات ! • شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور . |
03 Nov 2014, 11:20 AM | #2 |
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
|
الورع وترك الشبهات " جزء ثاني "
.الورع وترك الشبهات. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** عنِ النواسِ بن سمعانَ رضي الله عنهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:. ((.البرُّ حُسنُ الخلقِ، والإثمُ ما حاكَ في نفسكَ، وكرهتَ أن يطلع عليه الناسُ)). رواه مسلم ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** وعن وابصة بن معبدٍ رضي الله عنهُ قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: "جئت تسألُ عن البر؟" قُلتُ نعم، قال:. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ( استفت قلبك، البرُّ: ما اطمأنت إليه النفسُ، واطمأن إليه القلبُ، والإثم ما حاك في النفسِ وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناسُ وأفتوكَ). حديث حسن، رواهُ أحمدُ، والدارميُّ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** الشرح.: .((.البر حسن الخلق)).يعني أن حسن الخلق من البر الداخل في قوله تعالى: .(.وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)(المائدة: 2). وحسن الخلق يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة عباد الله.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** فحسن الخلق في عبادة الله: أن يتلقى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح، ونفس مطمئنة، ويفعل ذلك بانقياد تام، بدون تردد، وبدون شك، وبدون تسخط، يؤدي الصلاة مع الجماعة منقاداً لذلك، يتوضأ في أيام البرد منقاداً لذلك، يتصدق بالزكاة من ماله منقاداً لذلك، يصوم رمضان منقاداً لذلك، يحج منقاداً لذلك.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** وأما في معاملة الناس فأن يقوم ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والنصح بالمعاملة وغير هذا، وهو منشرح الصدر، واسع البال، لا يضيق بذلك ذرعاً، ولا يتضجر منه، فإذا علمت من نفسك أنك في هذه الحال ، فإنك من أهل البر.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** أما الإثم فهو أن الإنسان يتردد في الشيء، ويشك فيه، ولا ترتاح له نفسه، وهذا فيمن نفسه مطمئنة راضية بشرع الله.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** وأما أهل الفسوق والفجور فإنهم لا يترددون في الآثام، تجد الإنسان منهم يفعل المعصية منشرحاً بها صدره والعياذ بالله، لا يبالي بذلك، لكن صاحبَ الخير الذي وُفق للبر هو الذي يتردد الشيء في نفسه، ولا تطمئن إليه، ويحيك في صدره، فهذا هو الإثم.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** وموقف الإنسان من هذا أن يدعه، وأن يتركه إلى شيء تطمئن إليه نفسه، ولا يكون في صدره حرج منه، وهذا هو الورع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام:.((.وإن أفتاك الناس وأفتوك))حتى لو أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز، ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه، فإن هذا من الخير والبر.. ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** ~ ** أما إذا علمت أن في نفسك مرضاً من الوسواس والشك والتردد فيما أحل الله، فلا تلتفت لهذا، والنبي عليه الصلاة والسلام إنما يخاطب الناس، أو يتكلم على الوجه الذي ليس فيه أمراض، أي ليس في قلب صاحبه مرض، فإن البر هو ما أطمأنت إليه نفسه، والإثم ما حاك في صدره وكره أن يطلع عليه الناس. والله الموفق. |
•
أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
• هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات ! • شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور . |
04 Nov 2014, 09:09 PM | #3 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: الورع وترك الشبهات ..
جزاكي الله خير اختي الفاضلة
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
05 Nov 2014, 03:00 AM | #5 |
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
رد: الورع وترك الشبهات ..
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
05 Nov 2014, 08:33 PM | #6 |
موقوف
اللهم لك الحمد ولك الشكر
|
رد: الورع وترك الشبهات ..
جزاك الله خير
وبارك الله فيك |
•
اريد ان اخبركم سراٌ
• عالم رياضيات أمريكي: الإسلام هو دين الله حقاً • ماعلاقة الشيطان بالمرض والادويه ؟؟ |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|