#1
|
|||||||||
|
|||||||||
خطبة الجمعة الوطن نعمته وأمانه - الشيخ فيصل الحسني .
حي البلد - فيصل عبدالله عوض . الجمعة 7ربيع الأول 1445هـ موضوع الخطبة : الوطن نعمته وأمانه .................................................. .................................... بِسْم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ عباد الله وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون .................................................. .................................... أوصيكم ونفسي بِتَقْوَى اللهِ وطاعتِهِ، فَاللهُ تَعَالى يَقُولُ:(مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ ) . عبادَ اللهِ: إنِّنا مُطالبونَ بالتَّمسُّكِ بِشَرِيعَتِنَا الغَرَّاءِ والعَضِّ عليها بالنَّواجذِ وَحِمَايَتِهَا مِنْ الرَّوافِضِ الخَائِبينَ، والغُلاةِ الخَارِجينَ، والْمُتَطَرِّفينَ الهَالِكينَ، والْفُسَّاقِ الْعَابِثِينَ فَاللهُ تَعَالى يَقُولُ في سورة الأنعام :(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 . عِبَادَ اللهِ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ فضل الله تعالى ونِعْمَةَ اللهِ عليهِ في هذه الأرض المباركة أرض الحرمين الشريفين ويعرف أمْنِنا في أَوطَانِنَا، وَرَخَاءِ أَرْزَاقِنَا، وَصِحَّةِ أبْدَانِنا، فَهُو إنْسَانٌ كَنُودٌ! وَمَنْ نَسَبَ النِّعَمَ لِغَيرِ اللهِ تَعَالى فَهُوَ ظَلُومٌ كَفُورٌ! فَاللهُ يَقُولُ في سورة النحل : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ) (53) فَكُلُّ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ! عباد الله : نَعِيشُ في بِلادِنَا بِحَمْدِ اللهِ تَعَالى في المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين نعيش فِي أمْنٍ وَأمَانٍ، وَرَاحَةٍ وَقَرَارٍ، بَينَمَا فِتَنٌ وَبَلايَا وَكَوارِثَ ودمار وهلاك مِنْ حَولِنا تَعْصِفُ بالبِلادِ والعِبَادِ نَسْألُ اللهَ العَفْوَ والعَافِيةَ لَنَا وَلَهُمْ. عِبَادَ اللهِ: سَلامَةُ البِلادِ، وَأَمْنُ الأَوطَانِ، مَسْؤُولِيَّةُ الجَمِيعِ، كَمَا أَنَّ نَفْعَهُ وَخَيرَهُ لِلْجَمِيعِ، فَالأمْنُ هُوَ قِوَامُ الحَياةِ والدِّينِ، وَالأَمْنُ والدِّينُ مُتَلازِمانِ، فلا يَسْتَقيمُ أحَدُهُما إلاَّ بِوُجُودِ الآخَرِ فقال سبحانه في سورة قريش :(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). وَلِوُجُودِ الأَمنِ أَسبَابٌ، متى تَحقَّقَتْ كانَ الأَمْنُ وَالأَمَانُ! وَبِاخْتِلالِهَا يَكُونُ الشَّرُّ والفَسَادُ! عباد الله حينَ يُولَدُ إنسانٌ في أرضٍ وَينْشَأُ فيها، فإنَّ فِطرَتَهُ تَربِطُهُ بِحُبِّها! فهذا رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعلِن عن حُبِّه لوطَنِه مكَّةَ، وهو يُغادِرها مُهاجرَاً فيقولُ: «واللهِ، إنَّكِ لأَحَبُّ البقاعِ إلى اللهِ وَأَحَبُّ البقاعِ إليَّ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خَرَجتُ». وَلَمَّا عَلِمَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنَّه سَيَبْقَى في الْمدينةِ دَعَا اللهَ أنْ يُحَبِّبَهَا إليه. قالَ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: "وفيه دِلالةٌ على فَضْلِ الْمدينةِ، وعلى مَشرُوعيةِ حُبِّ الوَطَنِ والْحَنِينِ إليه". عباد الله مَن يُحِبُّ بَلَدَهُ ووطنه بِصدْقٍ وَيُرِيدُ لَهُ الخَيرَ وَالنَّمَاءَ، والأَمْنَ والاسْتِقْرَارَ فَلا تَرَاهُ إِلاَّ مُطِيعًا لِرَبِّهِ، مُتَّبِعَاُ لِرَسُولِهِ، مُطِيعًا لِوُلاةِ أَمرِهِ، نَاصِحًا لِقَادَتِهِ، لا يُحدِثُ بَلبَلَةً، وَلا يَبعَثُ فَوضَى، وَلا يُفسِدُ صَالِحًا، وَلا يُخَرِّبُ عَامِرًا, وَلا يَنْشُرُ فَسَادًا. عِبَادَ اللهِ: اعْلَمُوا أنَّ الْمُحَافَظَةَ على أوطاننا و جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ مِن أُصُولِ الإسلام، وَهِيَ وصيةُ اللهِ بِقَولِهِ:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وَوَصِيَّةُ نَبِيِّا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: "يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ". وَاللَّهُ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا. .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين .................................................. ..................................... .................................................. ..................................... اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا. .................................................. ..................................... بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور . .................................................. ..................................... الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :. الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون ويا عباد الله : .................................................. .................................... مِن حقِّ بلداننا وأوطانِنِا علينا أنْ نكونَ لِتحقيقِ مَصالِحها سُعاةً، ولِدَرءِ الْمَفَاسِدِ عنها دُعاةً، ولأمنِها واستقرارِها حُماةً، فما عُمِرتِ الأَوطَانُ بِمِثْلِ تَحكِيمِ الشَّريعةِ، قالَ اللهُ تعالى في سورة النحل ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (41) عباد الله مَن يُحِبُّ وَطَنَهُ حَقِيقَةً، لا تَرَاهُ إِلاَّ حَرِيصًا عَلَى أَمنِهِ، مُطِيعًا لِوُلاةِ أَمرِهِ، نَاصِحًا لِقَادَتِهِ، حَرِيصًا عَلى أَنظِمَةِ بَلَدِهِ، فَنحنُ مُجتَمَعٌ كَسَّفِينَةٍ واحدَةٍ، فَلْنَلزَمْ شُكْرَ اللهِ فَإِنَّهُ قَيدٌ للنِّعمِ، وَسَبَبٌ لازدِيَادِهَا: فقال سبحانه في سورة الأنفال ( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (53) .................................................. ................................... .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين اللهم ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسن الأخلاق إلا انت اللهم ربنا أتى نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين اللهم ربنا آمن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومرض وفتنة ووباء وبلاء وجميع بلاد المسلمين اللهم ربنا وفِّق ولي أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، وأعنهم على البر والتقوى، وسددهم في أقوالهم وأعمالهم ، وارزقهم البطانة الصالحة يا حي يا قيُّوم، اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم ربنا واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين برحمتك ياأرحم الرحمين . (.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ. حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.) .(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*. وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ. رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182] ——————————————————————
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|