#1
|
||||||||
|
||||||||
البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
بسم الله الرحمن الرحيم آكام المرجان في أحكام الجان فهرس الكتاب الموضوع في بيان إثبات الجن والخلاف فيه في بيان ابتداء خلق الجن في بيان أن أصل الجن النار كما أن أصل الإنس الطين في بيان أجسام الجن في بيان أصناف الجن في بيان تصور الجن وتشكلهم في صور شتى في بيان أن بعض الكلاب من الجن في بيان مساكن الجن في بيان القرين من الجن فيما يمنع الشياطين من المبيت بمنازل الإنس في بيان أن الجن يأكلون ويشربون في بيان أن الشيطان يأكل ويشرب بشماله فيما يمنع الجن من تناول طعام الإنس وشرابهم في أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر في أن الجن يتناكحون ويتوالدون ويتناسلون في أنه هل كان في الجن نبي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أن الجن داخلين في عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان انصراف الجن إلى النبي واستماعهم للقرآن في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على الجن واجتماعه بهم في بيان تعبد الجن مع الإنس جماعة وفرادى في بيان فرق الجن ونحلهم في بيان ثواب الجن على أعمالهم في بيان دخول كفار الجن النار في بيان دخول مؤمني الجن الجنة في بيان أن مؤمني الجن إذا دخلوا الجنة هل يرون الله تعالى في بيان انعقاد الجماعة بالجن في بيان هل تصح الصلاة خلف الجني ؟ في قطع الصلاة بمرور شيطان الجن في بيان وحكم إذا قتل الإنسي جنيا في بيان مناكحة الجن في بيان تعرض الجن لنساء الإنس في بيان منع بعض الجن بعضا من التعرض لنساء الإنس في بيان حكم وطء الجني الإنسية هل يوجب عليها الغسل ؟ في بيان حكم المرأة إذا اختطف الجن زوجها في بيان أن المخنثين أولاد الجن في بيان النهي عن أكل ما ذبح للجن وعلى اسمهم في بيان رواية الجن الحديث في بيان تحمل الجن التعلم عن الإنس وفتواهم للإنس في بيان تكلم الجن بالحكم وإلقائهم الشعر على ألسنة الشعراء في بيان وعظ الجن للإنس في بيان تعليم الجن الطب للإنس في بيان اختصام الجن والإنس إلى الإنس في بيان خوف الجن من الإنس في بيان تسخير الجن للإنس وطاعتهم لهم على ما يدفع كيدهم ويعصم منهم فيما يعتصم به من الجن ويستدفع به شرهم في تأثير القرآن والذكر في أبدان الجن وفرارهم من ذلك في بيان السبب الذي من أجله تنقاد الجن والشياطين للعزائم والطلاسم في بيان مكافأة الجن الإنس على الخير والشر في بيان صرع الجن للإنس في بيان دخول الجن في بدن المصروع في بيان أن حركات المصروع هل هي من فعله أو فعل الجن ؟ في إيراد سؤال يتعلق بمعالجة المصروع في بيان سخرية الجن من الإنس في أن الطاعون من وخز الجن في بيان أن الاستحاضة ركضة من ركضات الشيطان في بيان نظرة الجن وإصابتها بني آدم بالعين في بيان قتال عمار بن ياسر الجن في بيان أن الظباء ماشية الجن في بيان تصفيد مردة الجن في شهر رمضان في بيان جواز المذاكرة بحديث الجن في بيان عبادة الإنس الجن في بيان إخبار الجن بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وحراسة السماء منهم بالنجوم في إخبار الجن بنزول النبي صلى الله عليه وسلم خيمة أم معبد حين الهجرة في إخبار الجن بقصة بدر في إخبار الجن بإسلام السعدين في جواز سؤال الجن عن الأحوال الماضية والأشخاص النائية دون الأمور المستقبلة في إخبار الجن بقتلهم سعد بن عبادة في بيان شهادة الجن للمؤذنين يوم القيامة في بيان نعي الجن عبد الله بن جدعان .. وفيه قصة إصابته الكنز في بيان نوح الجن على أبي عبيدة وأصحابه في رثاء الجن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بيان نوح الجن على النخع لما أصيبوا يوم القادسية في بيان نوح الجن على عثمان بن عفان رضي الله عنه في إعلام الجن بوفاة علي بن أبي طالب في بيان نوح الجن على بعض من أصيب بصفين في نوح الجن على الحسين بن علي رضي الله عنهما في بيان نوح الجن على الشهداء بالحرة في بيان إخبار الجن بوفاة عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد في بكاء الجن على أبا حنيفة رحمه الله في نوح الجن على وكيع بن الجراح في بيان هل الجن كلهم منظرون ؟ في أن إبليس هل كان من الملائكة ؟ في أن إبليس هل كلمه الله تعالى ؟ في بيان خطأ إبليس في دعواه أنه خير من آدم عليه السلام وتعليله بأنه من نار وآدم خلق من طين في كيفية الوسوسة وما ورد في الوسواس في بيان إخبار الوسواس بما وقع في قلب ابن آدم وحدث به نفسه وإن لم يبح به لغيره فيما بيان يدعو الشيطان إليه ابن آدم وينحصر في ست مراتب في بيان أي أعمال الشر أحب إلى إبليس ؟ في بيان ما يستعين به الشيطان على فتنة ابن آدم في بيان الشيطان مع من يخالف الجماعة في بيان شدة العالم على الشيطان في بيان شدة بكاء الشيطان على المؤمن لفوات فتنته وتعرضه إليه عند الموت في بيان رنات إبليس لعنه الله في بيان أفعال لم يسبق إبليس إليها في بيان تعجب الملائكة عند خروج روح المؤمن ونجاته من الشيطان في بيان أن عرش إبليس على البحر في حضور الشيطان الإنس عند كل شيء من شأنهم في بيان جعل إبليس كل واحد من ولده على شيء من أمره في مكان ركز الشيطان رايته في بيان حضور الشيطان جماع الرجل أهله في بيان حضور الشيطان المولود حين يولد في بيان أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في بيان أن للشيطان لمة بابن آدم في نوم الشيطان على الفراش الذي لا ينام عليه أحد في ما يلهي الشيطان عن الصبيان في بيان انتشار الشيطان إذا كان جنح الليل وتعرضه للصبيان في بيان عقد الشيطان على رأس النائم في بيان أن الحلم المكروه من الشيطان في بيان عدم قيلولة الشياطين في أن الشيطان لا يتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم في بيان طلوع قرن الشيطان من نجد في بيان طلوع الشمس بين قرني الشيطان في بيان مقعد الشيطان في بيان إدبار الشيطان إذا نودي للصلاة في بيان لزوم الشيطان القاضي الجائر في أن التثاؤب والنعاس والعطاس في الصلاة من الشيطان في بيان اعتزال الشيطان ابن آدم إذا تلا السجدة في بيان مشية الشيطان في نعل واحدة في بيان أن العجلة من الشيطان في أن نهيق الحمار عند رؤية الشيطان في تعرض الشيطان لأهل المسجد في تكبر إبليس عن السجود لآدم ووسوسته له حتى أكل من الشجرة في بيان تعرض الشيطان لحواء في تعرض الشيطان لنوح عليه السلام في السفينة في تعرض الشيطان لإبراهيم عليه السلام لما أراد ذبح ولده في تعرض الشيطان لذي الكفل عليه السلام في تعرض الشيطان لموسى عليه السلام في تعرض الشيطان لأيوب عليه السلام في تبدي الشيطان ليحيى بن زكريا عليهما السلام في لقي الشيطان عيسى ابن مريم عليهما السلام تعرض الشيطان للنبي صلى الله عليه وسلم في بيان فرار الشيطان ابن غسيل الملائكة عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر في بيان حضور الشيطان مجمع قريش بدار الندوة للتشاور في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ .. في بيان إغواء الشيطان قارون في بيان صراخ الشيطان من رأس العقبة وقت البيعة إلخ .... في بيان حضور الشيطان وقعة بدر في بين صراخ الشيطان يوم أحد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ الحمد لله خالق الإنس والجنة وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن تدرع بها أوقى جنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى الجنة - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أولى البأس والنجدة صلاة يعظم بها عليهم المنة وسلم تسليما كثيرا يقوم بالفرض والسنة كما علم الصلاة والسلام عليه وأسنه وبعد فهذا كتاب جامع لذكر الجن وأخبارهم وما يتعلق بأحكامهم وآثارهم وكان السبب في تصنيفه ونسخه على هذا المنوال الغريب وترصيفه مذاكرة وقعت في مسألة نكاح الجن وإمكانه ووقوعه وضاق المجلس عن تقريرها وتحقيق المباحث فيها وتحريرها ثم رأيت أن هذه المسألة تقتضي مقدمات الأولى تقرير وجود الجن خلافا لكثير من الفلاسفة وجماهير القدرية وكافة الزنادقة وغيرهم وفساد قول من أنكر وجودهم الثانية تقرير أن لهم أجساما مشخصة رقيقة أو كثيفة تتطور وتتشكل في صور شتى ليمكن الوقاع ويتأتى لأنه إنما يتصور بين جسمين مماسين ويتفرع على هذا ذكر تحيزهم وأكلهم وشربهم وتناكحهم فيما بينهم لأن جسم الحي لا بد له من تحيز وتناول ما هو سبب لنموه وبقائه وبقاء جنسه بالتوالد الثالثة بيان تكليفهم خلافا للحشوية وذلك لأن من جوز النكاح بين الإنس والجن أما أن يشترط في نسائهم الإيمان أو أن يكن من أهل الكتاب لأن ما اشترط في حل النساء الآدميات أولى أن يشترط في الجنيات لأن القائل بجواز نكاحهم لا يفرق ويتفرع على ذلك ذكر بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم وقبل بعثته إليهم بماذا كانوا مكلفين هل بعث إليهم نبي منهم كما يقوله الضحاك وغيره وقطع به أبو محمد بن حزم أو كان فهم نذر منهم ليسوا رسلا عن الله تعالى ولكن بثهم الله تعالى في الأرض فسمعوا كلام رسل الله عز وجل الذين هم من بني آدم وعادوا إلى قومهم من الجن فأنذروهم وهذا قول جماهير العلماء من السلف والخلف وهذا كما سمع النفر من الجن القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وعادوا إلى قومهم فقالوا انا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى وكان هذا قبل دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم واجتماعهم به ويتفرع على تكليفهم ثوابهم على الطاعة وعقابهم على المعصية ودخول كافرهم النار ومؤمنهم الجنة عند بعض العلماء ويتفرع على كل مقدمة مسائل تتأتى وتتفتح لها أبواب شتى يتشبث بعضها بأذيال بعض وينخرط في عقد سلكها درر لا يكاد نظمها ينفض ويستطرد في غضون ذلك نكت وأخبار وعيون وأحاديث مروية عنهم لا تنتهي ولحديث الجن شجون فاستخرت الله في إبراز هذا التصنيف وإحراز كثير مما ورد عنهم في هذا التأليف وجعلته جامعا لمهم أحكامهم حاويا لأحوالهم في رحلتهم ومقامهم رافعا لستورهم دافعا لما يتطورون عليه من الكيد في صدورهم كاشفا لضمائرهم كاشفا لمناورهم ورتبت على كل مقطع بوابا وفتحت لكل مطلع بابا وضمنته مائة وأربعين بابا وقد يزيد على ذلك بما ينخرط في هذه المسالك من التوابع التي يتعين إيرادها والفصول التي لا يحسن إفرادها وسميته آكام المرجان في أحكام الجان وبالله استعيذ من الشياطين ونزعاتهم وبه استعين على مردة الجن وطغاتهم وبقدرته أدفع سطوة شرورهم وبعزته أدرأ في نحورهم وبذكره أتحصن من كيدهم وبقوته أوهن ما قوى من أيديهم هو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . (1/2) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي
آخر تعديل ابن الورد يوم
12 Feb 2014 في 07:35 PM.
|
11 Jul 2011, 12:56 AM | #2 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان .
الباب الأول
في بيان إثبات الجن والخلاف فيه : قال إمام الحرمين في كتابه الشامل اعلموا رحمكم الله أن كثيرا من الفلاسفة وجماهير القدرية وكافة الزنادقة أنكروا الشياطين والجن رأسا ولا يبعد لو أنكر ذلك من لا يتدبر ولا يتشبث بالشريعة وإنما العجب من إنكار القدرية مع نصوص القرآن وتواتر الأخبار واستفاضة الآثار ثم ساق حملة من نصوص الكتاب والسنة وقال أبو قاسم الأنصاري في شرح الإرشاد وقد أنكرهم معظم المعتزلة ودل إنكارهم اياهم على قلة مبالاتهم وركاكة دياناتهم فليس في إثباتهم مستحيل عقلى وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على اثباتهم وحق على اللبيب المعتصم بحبل الدين أن يثبت ما قضى العقل بجوازه ونص الشرع على ثبوته وقال القاضي أبو بكر الباقلاني وكثير من القدرية يثبتون وجود الجن قديما وينفون وجودهم ا لآن ومنهم من يقر بوجودهم ويزعم أنهم لا يرون لرقة أجسامهم ونفوذ الشعاع فيها ومنهم من قال إنما لا يرون لأنهم لا ألوان لهم ثم قال إمام الحرمين والتمسك بالظواهر والآحاد تكلف منا مع إجماع كافة العلماء في عصر الصحابة والتابعين على وجود الجن والشياطين والاستعاذة بالله تعالى من شرورهم ولا يراغم مثل هذا الاتفاق متدين متشبث بمسكه من الدين ثم ساق عدة أحاديث ثم قال فمن لم يرتدع بهذا وأمثاله فينبغي أن يتهم في الدين ويعترف بالانسلال منه على أنه ليس في إثبات الشياطين ومردة الجن ما يقدح في أصل من أصول العقل وقضية من قضاياه وأكبر ما يستروحون إليه خطور الجن بنا ونحن لا نراهم ولو شاءت أبدلت لنا أنفسها وإنما يستبعد ذلك من لم يحط علما بعجائب المقدورات وقولهم في الجن يجرهم الى انكار الحفظة من الملائكة عليهم السلام ومن انتهى بهم المذهب الى هذا وضح افتضاحه قلت وإنما طويت ذكر ما اورده إمام الحرمين من الآيات والأخبار لأن ذلك يأتى إن شاء الله تعالى مبسوطا في كل باب بحسبه وقال القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني أعلم ان الدليل على اثبات وجود الجن السمع دون العقل وذلك أنه لا طريق للعقل إلى إثبات أجسام غائبة لأن الشيء لا يدل على غيره من غير ان يكون بينهما تعلق كتعلق الفعل بالفاعل وتعلق الاعراض بالمحال ألا ترى أن الدلالة لما دلت على حاجة الفعل في حدوثه الى الفاعل وحاجته في كونه محكما الى كون فاعله قادرا عالما وكونه قادرا عالما يقتضى كونه حيا وكونه حيا لا آفة به يقتضى كونه سميعا بصيرا فدل الفعل على أن له فاعلا وأنه على أحوال مخصوصة على ما ذكرنا بينهما من التعلق قال ولا يعلم اثبات الجن باطرار ألا ترى أن العقلاء المكلفين قد اختلفوا فمنهم من يصدق بوجود الجن ومنهم من كذب ذلك من الفلاسفة والباطنية وإن كانوا عقلاء بالغين مأمورين منهيين ولو علم ذلك باضطرار لما جاز أن يختلفوا في ذلك بل لم يجز ان يشكوا فيه لو شككهم فيه مشكك ألا ترى أنه لا يجوز أن يختلف العقلاء في أن الارض تحتهم ولا أن السماء فوقهم ولا يجوز أن يشكوا في ذلك لو شككهم فيه مشكك وفي اختلافهم في اثبات الجن والأمر على ما هو عليه دلالة على أنه لا يجوز أن يعلم اثبات الجن ضرورة ثم قال والذي يدل على اثباتهم آي كثير في القرآن تغنى شهرتها عن ذكرها وأجمع أهل التأويل على ما يذهب اليه من اثباتهم بظاهرها ويدل أيضا على اثباتهم ما علمناه باضطرار من ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتدين بإثباتهم وما روى عنه في ذلك من الأخبار والسنن الدالة على اثباتهم أشهر من ان يشتغل بذكرها فصل قال الشيخ ابو العباس بن تيمية لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن أما اهل الكتاب من اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين وإن وجد فيهم من ينكر ذلك فكما يوجد في بعض طوائف المسلمين كالجهمية والمعتزلة من ينكر ذلك وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرون بذلك وهذا لأن وجود الجن تواترت به اخبار الانبياء عليهم السلام تواترا معلوما بالاضطرار ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة مأمورون منهيون ليسوا صفات وأعراضا قائمة بالانسان أو غيره كما يزعمه بعض الملاحدة فلما كان أمر الجن متواترا عن الانبياء عليهم السلام تواترا ظاهرا يعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة من طوائف المؤمنين بالرسل أن ينكرهم فالمقصود هنا ان جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب وكذلك عامة مشركى العرب وغيرهم من أولاد سام والهند وغيرهم من أولاد حام وكذلك جمهور الكنعانيين واليونانيين وغيرهم من أولاد يافث فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن بل يقرون بما يستجلبون به معاونة الجن من العزائم والطلاسيم سواء كان ذلك سائغا عند أهل الأيمان أو كان شركا فإن المشركين يقراون من العزائم والطلاسم والرقى ما فيه عبادة للجن وتعظيم لهم وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التى لا يفقه بالعربية معناها لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رخص في الرقى ما لم تكن شركا وقال من استطاع ان ينفع أخاه فليفعل وقد كان للعرب ولسائر الأمم من ذلك أمور يطول وصفها وأمور وأخبار العرب في ذلك متواترة عند من يعرف أخبارهم من علماء المسلمين وكذلك عند غيرهم ولكن المسلمين أخبر بجاهلية العرب منهم بجاهلية سائر الأمم . (1/5) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
11 Jul 2011, 01:02 AM | #3 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان .
فصل في إنكار الجن :
ولم ينكر الجن الا شرذمة قليلة من جهال الفلاسفة والأطباء ونحوهم أما أكابر القوم فالمأثور عنهم إما الإقرار بهم وإما أن يحكى عنهم قول في ذلك وأما المعروف عن أبقراط أنه قال في بعض المياه إنه ينفع من الصراع لست أعني الصرع الذي يعالجه أصحاب الهياكل وإنما أعني الصرع الذي تعالجه الأطباء وأنه قال طبنا مع طب أهل الهياكل كطب العجائز مع طبنا وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي وإنما معه عدم العلم إذا كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلك كالطبيب الذي ينظر في البدن من جهة صحته ومرضه الذي يتعلق بمزاجه وليس في هذا تعرض لما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن وإن كان قد علم من طبه ان للنفس تأثيرا عظيما في البدن أعظم من تأثير الأسباب الطبية وكذلك للجن تأثير في ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم أ ه وهو البخار الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني المنبعث من القلب الساري في البدن الذي به حياة البدن فصل قال ابن دريد الجن خلاف الإنس ويقال حنه الليل وأحنه وحن عليه وغطاه في معنى واحد إذا ستره وكل شيء استتر عنك فقد جن عنك وبه سميت الجن وكان أهل الجاهلية يسمون الملائكة جنا لاستتارهم عن العيون والجن والجنة واحد والجنة ما واراك من السلاح قال والحن بالحاء زعموا أنهم ضرب من الجن قال الراجز يلعبن أحوالي من حن وحن قال ابو عمر الزاهد الحن كلاب الجن وسفلتهم وقال الجوهري الجان ابو الجن والجمع جينان مثل حائط وحيطان والجان إيضاحية بيضاء قلت وقد وقع في كلام السهيلي في النتائج ان الجن تشتمل على الملائكة وغيرهم مما اجتن عن الأبصار فإنه قال ومما قدم للفصل والشرف تقديم الجن على الإنس في أكثر المواضع لأن الجن تشتمل على الملائكة وغيرهم مما اجتن عن الابصار قال الله تعالى ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ( وقال الاعشى وسخر من جن الملائك سبعة قياما لديه يعملون بلا أجر . فأما قوله تعالى ) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ( وقوله تعالى ) لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ( وقوله تعالى ) وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ( فإن لفظ الجن ههنا لايتناول الملائكة بحال لنزاهتهم عن العيوب وأنه لا يتوهم عليهم الكذب ولا سائر الذنوب فلما لم يتناولهم عموم اللفظ لهذه القرينة بدأ بلفظ الإنس لفضلهم وكمالهم وقال ابن عقيل إنما سمي الجن جنا لاستجنانهم واستتارهم عن العيون منه سمي الجنين جنينا والجنة للحرب جنة لسترها والمجن مجنا لستره للمقاتل في الحرب وليس يلزم بأن ينتقص هذا بالملائكة لأن الأسماء المشتقة لا تناقض ألا ترى أن الخابئة سميت بذلك لاشتقاقها من الخبئ وأنه يخبأ فيها ولا يقال يبطل بالصندوق فإنه يخبأ فيه ولا يسمى صندوقا والشياطين العصاة من الجن وهم ولد إبليس والمردة أعتاهم وأغواهم وهم أعوان إبليس ينفذون بين يديه في الأغواء كأعوان الشياطين قال الجوهري كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان قال جرير أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطانا والعرب تسمي الحية شيطانا قال يصف ناقته تلاعب مثنى حضرمي كأنه تعمج شيطان بذي خروع قفر وقوله تعالى ) طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( قال الفراء فيه ثلاثة أوجه احدها ان يشبه طلعها في قبحه برءوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح والثاني أن العرب تسمى به بعض الحيات والشيطان نونه أصلية قال امية أيما شاطن عصاه عكاه ثم يلقى في السجن والأغلال ويقال أيضا إنها زائدة فإن جعلته فيعالا من قولهم شيطن الرجل صرفته وإن جعلته من تشيطن لم تصرفه لأنه فعلان وقال ابو البقاء الشيطان فيعال من شطن يشطن إذا بعد ويقال فيه شاطن وتشيطن وسمي بذلك كل متمرد لبعد غوره في الشر وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا هلك فالمتمرد هالك بتمرده ويجوز ان يكون سمي بفعلان لمبالغته في إهلاك غيره . وقال القاضي ابو يعلى الشياطين مردة الجن وأشرارهم وكذلك يقال في الشرير مارد وشيطان من الشياطين وقد قال تعالى ) شيطان مارد ( وقال الجوهري شطن عنه بعد وأشطنه ابعده . وقال ابن السكيت شطنه يشطنه شطنا إذا خالف عن نية وجهه وبئر شطون بعيدة القعر ونوى شطون بعيد وقال ابن دريد زعم قوم من اهل اللغة أن اشتقاق ابليس من الابلاس كأنه إبلس أي يئس من رحمة الله وإبلس الرجل إبلاسا فهو مبلس إذا يئس قلت وهذا يدل على أن إبليس إنما سمي بهذا الاسم بعد لعن الله تعالى إياه وقد روى ابن ابي الدنيا وغيره عن ابن عباس قال كان اسم إبليس حيث كان مع الملائكة عزازيل وكان من الملائكة ذوي الأجنحة الأربعة ثم إبليس بعد وعن ابي المثنى قال كان اسم ابليس نائل فلما أسخط الله تعالى سمي شيطانا وعن ابن عباس رضي الله عنه لما عصى إبليس لعن وصار شيطانا وعن سفيان قال كنية إبليس ابو كدوس وقال ابو البقاء وإبليس اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف وقيل هو عربي واشتقاقه من الإبلاس ولم ينصرف للتعريف ولأنه لا نظير له في الاسماء وهذا بعيد على أن في الأسماء مثله نحو إخريط وإحفيل وإصليت قال ابو عمر بن عبد البر الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا جني فإن أرادوا أنه ممكن يسكن مع الناس قالوا عامر والجمع عمار فإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا أرواح فإن خبث وتعزم فهو شيطان فإن زاد على ذلك فهو مارد فإن زاد على ذلك وقوى امره قالوا عفريت والجمع عفاريت والله تعالى أعلم بالصواب (1/8) . من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
التعديل الأخير تم بواسطة ابن الورد ; 12 Jul 2011 الساعة 06:27 AM
|
11 Jul 2011, 01:07 AM | #4 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان .
الباب الثاني في ابتداء خلق الجن :
قال ابو حذيفة اسحاق بن بشر القرشي في المبتدأ حدثنا عثمان حدثنا الأعمش عن بكير بن الأخنس عن عبد الرحمن بن سابط القرشي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال خلق الله تعالى بني الجان قبل آدم بألفي سنة أ ه أخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وكان الجن سكان الأرض والملائكة سكان السماء وهم عمارها لكل سماء ملائكة ولكل اهل سماء صلاة وتسبيح ودعاء فكل سماء فوق سمائهم أشد عبادة وأكثر دعاء وصلاة وتسبيحا من الذين تحتهم فكانت الملائكة عمار السماء والجن عمار الأرض أ ه وقال بعضهم عمروا الارض الفي سنة وقال بعضهم اربعين سنة وقال اسحاق قال ابو روق عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله سوميا ابو الجن وهو الذي خلق من مارج من نار قال تبارك وتعالى تمن قال أتمنى أن نرى ولا نرى وأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابا فأعطي ذلك فهم يرون ولا يرون وإذا ماتوا غيبوا في الثرى ولا يموت كهلهم حتى يعود شابا يعني مثل الصبي يرد الى أرذل العمر قال وخلق الله تعالى آدم فقيل له تمن قال فتمنى الجبل فأعطي الجبل وقال إسحاق حدثني جويبر وعثمان بإسنادهما أن الله تعالى خلق الجن وأمرهم بعمارة الارض فكانوا يعبدون الله جل ثناؤه حتى طال بهم الأمد فعصوا الله عز وجل وسفكوا الدماء وكان فيهم ملك يقال له يوسف فقتلوه فأرسل الله تعالى عليهم جندا من الملائكة كانوا في السماء الدنيا كان يقال لذلك الجند الجن فيهم إبليس وهو على أربعة آلاف فهبطوا فأفنوا بني الجان من الأرض وأجلوهم عنها وألحقوهم بجزائر البحر وسكن إبليس والجند الذين كانوا معه الأرض فهان عليهم العمل وأحبوا المكث فيها حدثنا محمد بن اسحاق عن حبيب بن أبي ثابت أو غيره أن إبليس وجنوده أقاموا في الأرض قبل خلق آدم أربعين سنة حدثنا إدريس الأودي عن مجاهد قال إبليس كان على سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض وكان مكتوبا في الرفيع عند الله تعالى أنه قد سبق في علمه أنه سيجعل خليفة في الأرض فوجد ذلك إبليس فقرأه وأبصر دون الملائكة فلما ذكر الله عز وجل للملائكة أمر آدم عليه السلام اخبر إبليس الملائكة أن هذا الخليفة الذي يكون تسجد له الملائكة وأسر ابليس في نفسه أنه لن يسجد له أبدا وأخبر الملائكة أن الله تعالى يخلف خليفة يسفك دماء وأنه سيأمر الملائكة فيسجدون لذلك الخليفة قال فلما قال الله عز وجل ) إني جاعل في الأرض خليفة ( حفظوا ما كان قال لهم ابليس قبل ذلك فقالوا ) أتجعل فيها من يفسد فيها ( الآية وأخبرني مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أراد الله عز وجل أن يخلق آدم قال للملائكة ) إني جاعل في الأرض خليفة ( قالت الملائكة ) أتجعل فيها من يفسد فيها ( وذلك أنهم أحبوا المكث في الأرض واستخفوا للعبادة فيها قال ابن عباس لم يعلموا الغيب لكنهم اعتبروا أعمال ولد آدم بأعمال الجن فقالوا ) أتجعل فيها من يفسد فيها ( اه كما أفسدت الجن ويسفك الدماء كما سفكت الجن وذلك إنهم قتلوا نبيا لهم يقال له يوسف وأخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان الله تعالى بعث اليهم رسولا فأمرهم بطاعته وأن لا يشركوا به شيئا وأن لا يقتل بعضهم بعضا فلما تركوا طاعة الله تعالى وقتلوا قالت الملائكة ) أتجعل فيها ( الآية فرد عليهم قولهم وأخبرهم أنهم لم يبلغوا عنصر علم الله تعالى في آدم عليه السلام فخافت الملائكة أن يكونوا قد عصوا الله تعالى فيما ردوا عليه فلاذوا بالعرش يطوفون به ويستغفرون من ذلك وبقول الله عز وجل ) إني أعلم ما لا تعلمون ( واعلم أن آدم هو خليفة الأرض وولده عمارها وسكانها وأنتم عمار السماء وأخبرنا ابن جريج قال الله تعالى ) إني جاعل في الأرض خليفة ( فتكلموا يعني بما هو كائن من خلق آدم عليه السلام وقال الله تعالى لهم ) إني أعلم ما لا تعلمون ( ) وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( فأما الذين كتموا فلما قال الله تعالى ) إني جاعل في الأرض خليفة ( فرجعوا بما قد سمعت ليخلق الله تعالى ربنا ما شاء فوالله لا يخلق ربنا خلقا إلا كنا أكرم عليه وأعلم منه فلما أسجدهم لآدم قالوا هو أكرم على الله تعالى منا غير أنا أعلم منه فلما أنبأهم بأسمائهم علموا أن آدم عليه السلام أعلم منهم قال الزمخشري في ربيع الأبرار أبو هريرة يرفعه إن الله تعالى خلق الخلق أربعة أصناف الملائكة والشياطين والجن والإنس ثم جعل هؤلاء عشرة أجزاء فتسعة منهم الملائكة وجزء واحد الشياطين والإنس والجن ثم جعل هؤلاء الثلاثة عشرة أجزاء فتسعة منهم الشياطين وواحد الجن والإنس ثم جعل الجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة منهم الجن وواحد منهم الإنس قلت فعلى هذا يكون نسبة الإنس من الخلق كنسبة الواحد من الألف ونسبة الجن من الخلق كنسبة التسعة من الألف ونسبة الشياطين من الخلق كنسبة التسعين من الألف ونسبة الملائكة من الخلق كنسبة التسعمائة من الألف والله اعلم (1/11) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:06 AM | #5 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب الثالث في أن أصل الجن النار كما أن أصل الإنس الطين
قال الله تعالى ) والجان خلقناه من قبل من نار السموم ( وقال تعالى ) وخلق الجان من مارج من نار ( وقال تعالى حكاية عن إبليس ) ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) وقال القاضي عبد الجبار الدليل على هذ السمع دون العقل وذلك لأن الجواهر كلها قد دل الدليل على أنها متماثلة لأن كل واحد منها يسد مسد الآخر ويقوم مقامه في الصفة التي تخصه إذا كان على مثل صفته وهذا هو حد المثلين وإنما تختلف صفاتهما وهيئتهما لأغراض تخص بعضها دون بعض وإذا صح هذا فالله قادر على أن يفعل ما شاء من التأليف ويوجد من الألوان وسائر الأعراض ويركب ما شاء من ذلك تركيبا يحتمل الأعراض المحتاجة إلى تركيب مخصوص كالحياة التي يحتاج في وجودها إلى تركيب مخصوص والعلم إلى بنية القلب وكذلك الإرادة وما جرى هذا المجرى وإذا كان هذا هكذا دل على أن لا طريق لنا إلى أن نعلم ان الله عز وجل خلق اصل الجن من قبيل جوهر مخصوص دون قبيل آخر من جهة العقل ولا نعلم ذلك أيضا باضطرار لأن ذلك لو علم باضطرار لم يقع اختلاف في اثباتهم لأن العلم بما خلقوا منه فرع على العلم بأنهم مخلوقون ولا يجوز أن يعلم الفرع باضطرار ويعلم الأصل باكتساب لأن ما يعلم باكتساب يجوز أن يجهل وما يعلم باضطرار لا يجوز أن يجهل مع كمال العقل وبطلان هذا يدل على أنه لا يجوز أن يعلم أصل الجن ما هو باضطرار للاختلاف في إثباتهم فقد بان أن ذلك لا يعلم باضطرار كما لا يعلم باكتساب من جهة العقل فان قيل كيف تجعلون في قول إبليس ) خلقتني من نار ( دلالة مع أنه يجوز أن يكذب في ذلك أو يظنه ولا يكون له به علم قيل له موضع الدلالة من ذلك قول الله تعالى ولولم يكن الأمر على ما قال لما ترك الله تكذيبه لأن ترك تكذيب الكاذب ممن لا يجوز عليه الخوف والجهل قبيح ا ه . قال وبهذا بعينه احتج شيوخنا على المخبر بالاستطاعة بقول الجن لسليمان عليه السلام ) أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( فزعم أن قوى على الإتيان بعرشها قبل أن يفعل الإتيان فلم يجعل قول الجنى دليلا على ذلك وإنما جعلوا سكوت سليمان على تكذيبه والإنكار عليه حجة لأنه لو لم يكن قادرا على الإتيان به لم يدع الإنكار عليه وإذا كان هذا هكذا بطل الاعتراض المذكور بأن صحة ما تقدم ذكره على أنا لا نعلم خلافا بين المسلمين في ذلك ولا يشك أن هذا كان من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن قيل في النار من اليبس ما لا يصح وجود الحياة فيها والحياة في وجودها تحتاج إلى رطوبة كما تحتاج إلى بنية مخصوصة وإلى الروح التي هي النفس المتردد عند شيخكم أبي هاشم إن كان شيخكم أبو علي يجوز وجود الحياة مع عدم النفس ويقول إن أهل النار لا يتنفسون وإذا صح هذا فالرطوبة لا بد منها في وجود الحياة وكذلك البنية فكيف يصح لكم ما قلتم فهلا لديكم هذا على أن الله تعالى أراد بقوله ) خلقناه من قبل من نار السموم ( غير ما ذهبتم اليه وإن الآية ليست على ظاهرها قيل له إن الامر وإن كان على ما ذكرت فإن الله تعالى قادر على أن يفعل رطوبة في تلك النار بمقدار ما يصح وجود الحياة فيها لأن مجاورة الماء والنار لا تستحيل يدلك على هذا الماء المسخن فإنه إنما يسخن من أجزاء من النار تتخلل في خلل الماء فلهذا متى قام في الهواء رقت أجزاء النار وفارقت الماء وعاد إلى ما كان عليه من البرودة ألا ترى أن البخار الذي يرتفع منه صعد إنما يكون ذلك لارتفاع أجزاء النار لأن أجزاءها خفيفة والخفيف هو ما فيه اعتماد صعدا والماء ثقيل لأن فيه اعتمادا سفلا فالبخار وإن كان فيه أجزاء من الرطوبة فإن أكثر ما فيه أجزاء النار فلغلبتها عل الاجزاء الرطبة ترتفع معها وتصير حكم الاجزاء المائية في لطافتها حتى ترفعها أجزاء النار كالقطن وما يجري مجراه مما ترفعه النار بصعودها فدل على صحة ما ذهبنا اليه من مجاورة الماء والنار على هذا السبيل الذي بيناه وإذا صحت هذه الجملة لم يمتنع إحداث الله تعالى أجزاء من الرطوبة في خلل النار حتى يصح وجود الحياة وليس في البنية ولا في الروح لهم تعلق لأن النار تحتمل البنية وكذلك تحتمل مجاورتها الريح والروح هو الهواء للنار قال فإن قيل إذا لم يجوزوا لغة استثناء الشيء من غير جنسه ألا ترى أنك لا تقول عندي عشرة دراهم إلا ثوبا وما شاكله فكيف يجوز استثناء إبليس من جملة الملائكة إذا لم يكن من جنسهم ومن أصلهم مع أن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب فهلا دلكم هذا على أنه من جنس الملائكة وأن اصل الجن ليس هو النار قلنا انما جاز ذلك لما جمعهم وإياه الحكم المقصود وهو الأمر بالسجود وإذا كان هذا سائغا في اللغة وكان مشهورا عند أهلها سقط السؤال وصح ما ذكرناه في هذا الفصل وقال ابو الوفاء بن عقيل في الفنون سأل سائل عن الجن فقال الله تعالى اخبر عنهم أنهم من نار بقوله تعالى ) والجان خلقناه من قبل من نار السموم ( وأخبر أن الشهب تضرهم وتحرقهم فكيف تحرق النار النار فقال الجواب وبالله التوفيق : اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار والمراد به في حق الانسان أن أصله الطين وليس الآدمي طينا حقيقة لكنه كان طينا كذلك الجان كان نارا في الأصل والدليل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته أ ه ومن يكون نارا محرقة كيف يكون ريقه باردا ولا له ريق رأسا لكن كان يقول له لسان وذؤابة من نار محرقة فعلم صحة ما قلنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - شبههم بالنبط ولولا أنهم على أشكال ليست نارا لما ذكر الصور وترك الالتهاب والشرر انتهى قلت هكذا لفظه ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته وهذا اللفظ غير معروف بل المعروف في الصحيح والسنن لولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى تراه الناس وفي الصحيحين ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ومما يدل على أن الجن ليسوا باقين على عنصرهم الناري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عدو الله تعالى إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي أ ه وقوله - صلى الله عليه وسلم - رأيت ليلة أسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رأيته أ ه وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نار ولكانت يد الشياطين أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس ابن آدم احرقه كما يحرق الآدمي النار الحقيقية بمجرد المس فدل على أن تلك النار انغمرت في سائر العناصر حتى صار البرد ربما كان هو الغالب في بعض الأحيان إما للأعضاء نفسها أو لما تحلل من البدن كاللعاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى برد لسانه على يدي وفي رواية حتى برد لعابه ولا شك أن الله تعالى جعل الأقوات منمية للأجسام ويكون اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار والمراد به في حق الانسان أن أصله الطين وليس الآدمي طينا حقيقة لكنه كان طينا كذلك الجان كان نارا في الأصل والدليل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته أ ه ومن يكون نارا محرقة كيف يكون ريقه باردا ولا له ريق رأسا لكن كان يقول له لسان وذؤابة من نار محرقة فعلم صحة ما قلنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - شبههم بالنبط ولولا أنهم على أشكال ليست نارا لما ذكر الصور وترك الالتهاب والشرر انتهى قلت هكذا لفظه ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته وهذا اللفظ غير معروف بل المعروف في الصحيح والسنن لولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى تراه الناس وفي الصحيحين ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ومما يدل على أن الجن ليسوا باقين على عنصرهم الناري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عدو الله تعالى إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي أ ه وقوله - صلى الله عليه وسلم - رأيت ليلة أسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رأيته أ ه وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نار ولكانت يد الشياطين أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس ابن آدم احرقه كما يحرق الآدمي النار الحقيقية بمجرد المس فدل على أن تلك النار انغمرت في سائر العناصر حتى صار البرد ربما كان هو الغالب في بعض الأحيان إما للأعضاء نفسها أو لما تحلل من البدن كاللعاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى برد لسانه على يدي وفي رواية حتى برد لعابه ولا شك أن الله تعالى جعل الأقوات منمية للأجسام ويكون اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار والمراد به في حق الانسان أن أصله الطين وليس الآدمي طينا حقيقة لكنه كان طينا كذلك الجان كان نارا في الأصل والدليل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته أ ه ومن يكون نارا محرقة كيف يكون ريقه باردا ولا له ريق رأسا لكن كان يقول له لسان وذؤابة من نار محرقة فعلم صحة ما قلنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - شبههم بالنبط ولولا أنهم على أشكال ليست نارا لما ذكر الصور وترك الالتهاب والشرر انتهى قلت هكذا لفظه ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته وهذا اللفظ غير معروف بل المعروف في الصحيح والسنن لولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى تراه الناس وفي الصحيحين ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ومما يدل على أن الجن ليسوا باقين على عنصرهم الناري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عدو الله تعالى إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي أ ه وقوله - صلى الله عليه وسلم - رأيت ليلة أسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رأيته أ ه وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نار ولكانت يد الشياطين أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس ابن آدم احرقه كما يحرق الآدمي النار الحقيقية بمجرد المس فدل على أن تلك النار انغمرت في سائر العناصر حتى صار البرد ربما كان هو الغالب في بعض الأحيان إما للأعضاء نفسها أو لما تحلل من البدن كاللعاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى برد لسانه على يدي وفي رواية حتى برد لعابه ولا شك أن الله تعالى جعل الأقوات منمية للأجسام ويكون النمو استأصل عن الغذاء على حسبه في الحرارة والبرودة على اختلافهما في الرطوبة واليبوسة ولا شك أنهم يأكلون ويشربون مما نأكل منه ونشرب ويحصل لأجسامهم بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول في مأكولهم الحار والبارد الرطبان واليابسان فهذا مع التوالد قد نقلهم عن العنصر الناري وصار فيهم الطبائع الأربع قال القاضي أبو بكر ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الأصل الذي خلقه منه النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ أجسامهم ويخلق لهم أعراضا تزيد على ما في النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا وأشكالا مختلفة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب . (1/16) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:10 AM | #6 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب الرابع
في بيان أجسام الجن : قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي الجن أجسام مؤلفة وأشخاص ممثلة ويجوز أن تكون كثيفة خلافا للمعتزلة في قولهم إنهم أجسام رقيقة ولرقتهم لا نراهم والدلالة على ذلك علمنا بأن الاجسام يجوز أن تكون رقيقة ويجوز أن تكون كثيفة ولا يمكن معرفة أجسام الجن أنها رقيقة أو كثيفة إلا بالمشاهدة أو الخبر الوارد عن الله تعالى أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلا الأمرين مفقود فوجب أن لا يصح أنهم أجسام رقيقة أصلا فأما قولهم إن الجن إنما كانت أجساما رقيقة لأننا لا نراها وإنما نراها لرقتها فلا يصح لأننا قد دللنا على أن الرقة ليست بمانعة عن الرؤية في باب الرؤية ويجوز أن تكون الأجسام الكثيفة موجودة ولا نراها إذا لم يخلق الله تعالى فينا الإدراك وقال ابو القاسم الانصاري في شرح الارشاد حكاية عن القاضي ابي بكر ونحن نقول إنما برأهم من رآهم لأن الله تعالى خلق له رؤية وأن من لم يخلق له الرؤية لا يراهم لأنهم أجسام مؤلفة وجثث وقال كثير من المعتزلة إنهم أجسام رقيقة بسيطة قال القاضي وهذا عندنا جائز غير ممتنع إن ثبت به سمع ولا سمع نعلمه في ذلك فإن قال قائل كيف يمكن أن يكون الجن مخلوقين من نار مع ما علم أن أجزاء النار وتلهبها يقتضي افتراق اجزائها وعدم ثبوت بنية لها قيل قد ثبت أن الحياة لا تتعلق بحملة الجسم وأن الحي بها محلها وأنه لو استحال خلقها في الحي دون اتصاله ببنية لم يحتج محلها إلى كونه من بنية مخصوصة على أننا لو قلنا إن الحياة تحتاج إلى بنية لم يمتنع أن يبني الله تعالى من جسم النار وهي على ما هي عليه من التلهب والحركة أجزاء مؤتلفة غير متباينة فإن قيل كيف يجوز كونهم وكون الملائكة رقاق الأجسام مع عظم قدره وحملهم العرش وقلبهم لمدن وسد جبريل ما بين الخافقين بجناحه قيل لا يمتنع أن يخلق الله تعالى في أجسام الملائكة والجن وإن كانوا من نار وريح ما يصير بها إلى حد يحتمل زيادة القدر وقال القاضي عبد الجبار الهمداني فصل في كون اجسامهم رقيقة ولضعف ابصارنا لا نراهم لا لعلة أخرى لو قوي الله تعالى أبصارنا أو كثف أجسامهم لرأيناهم اعلم أن الذي يدل على رقة أجسامهم قوله تعالى ) إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ( فلو كانوا لنا مرئيين وإن كانوا بقربنا ولا حائل بيننا وبينهم بحيث يوسوسون إلينا وكانوا كثافا لرأيناهم كما يرونا كما يرى بعضهم بعضا وفي علمنا بخلاف ذلك من حالنا وحالهم دليل على صحة ما قلناه قال وقد ذكر شيوخنا أن الرقة أحد الموانع من رؤية المرئيات بشرط ضعف البصر كالبعد واللطافة ولهذا قالوا أنه يجوز أن نراهم إذا قوى الله تعالى شعاع ابصارنا كما يجوز أن نراهم لو كثف الله تعالى أجسامهم وعلى هذا الوجه يرى المعاين الملائكة دون من يحضره ويرونهم الأنبياء جميعا ويرون الجن أيضا دون غيرهم على أنهم لو كانوا كثافا لحجز الجني عن رؤية من بحضرتنا إذا تخلل فيما بيننا ويكون حكمه حكم الحائط وسائر الأجسام الكثيفة أنه متى كان ذلك بيننا وبين من يراه لو حجزها حجزت ومنعت عن رؤيته وفي وجداننا الأمر بخلاف ذلك في سائر الأوقات التي نجد الوسواس في قلوبنا على طريقة واحدة في أنه نرى ما بحضرتنا ما يحجز بيننا وبينه حائط وحاجز من بسائر الأجسام دلالة على صحة ما ذكرناه من رقة الأجسام قال وقد استدل غير شيوخنا على ان المانع من رؤية الجن هو أن الله تعالى لا يحدث فيهم من الألوان ما لو فعله لرأيناهم وليس المانع من الرؤية الرقة قال القاضي عبد الجبار وهذا لا يصح لوجوه منها أن الله تعالى يراهم ويرى بعضهم بعضا ولو كان الأمر كما قالوا لما جاز أن يروا لأنه جعل العلة في جواز كونهم مرئيين هو إحداث لون مخصوص فإذا لم يحدث لم يكونوا مرئيين وأن يكون الله تعالى أحدث هذا اللون فلهذا رآهم ورأى بعضهم بعضا فيجب أن نراهم نحن وفي عالمنا بأن الأمر بخلاف ذلك دليل على بطلان ما ذكر من الاستدلال ومنها أنه لا يجوز خلو الأجسام من اللون أو ضده عن شيخنا أبي علي فلا بد من أن يكون فيهم لون من الألوان وكل ما يتضاد على الجسم ويدرك بحاسة فلا بد من أن يدرك تلك الحاسة ما ينافيه وبضده وقد جعل الله تعالى في الجن اللون الذي ذكره هذا القائل ورأيناهم ثم نفى هذا اللون بلون آخر لوجب أيضا على ما قلنا إن نراهم فإذا كان حكم كل لون هذا الذي ادعاه في أنه يدرك بالحاسة التي يدرك بها هذا اللون ويدرك الجن لأجله ثم لم تخل الأجسام من الألوان كلها على مذهب شيخنا أبي علي ووجب أن نراهم وفي علمنا باضطرار أن الأمر بخلاف هذا دليل على سقوط هذا الاعتراض وأما على قول أبي هاشم فإنه يجيز خلو الأجسام من الأعراض كثيفة كانت أو رقيقة سوى الألوان ولو كانت كثيفة لم يكن بد من أن يراها الرائي مع عدم السواتر وكيف يصح له هذا الاستدلال مع هذا القول على أن الجسم يرى وإن كان يرى معه اللون ألا ترى أن الرائي يرى حدود الجسم وطوله وعرضه وهذه صفات الأجسام لا صفات الألوان فدل على ان وجود اللون في الجسم ليس من شرطه كونه مرئيا فقد بان بهذه الوجوه بطلان هذا الاستدلال وأن الدليل في كوننا غير رائين لهم إنما هو رقة أجسامهم على ما بينا قال وإنما يدرك بعضهم بعضا للطافة حواسهم وللطافة تأثير في هذا الإدراك ألا ترى أن الإنسان يدرك بحدقته من الحر والبرد مالا يدركه بأسفل قدميه وذلك للطاقة الحدقة ونحن أسفل القدم وصلابته فإن قيل في الحاجة في رؤية اللطيف إلى قوة شعاع البصر في رؤيته قيل له الذي يدل على الحاجة إلى قوة شعاع في رؤية اللطيف لا يحتاج إلى مثل ذلك في الكثيف ألا ترى أنا لا نرى الريح ما دامت رقيقة لطيفة فإذا كثفت باختلاط الغبار رأيناها وهذا ظاهر فلذلك قلنا لو كثف الله تعالى أجسام الجن وقوى شعاع أبصارنا على ما هو عليه من غير أن يقوى لرأيناهم والله تعالى أعلم بالصواب . (1/20) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:20 AM | #7 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب الخامس
في بيان أصناف الجن : قال أبو القاسم السهيلي الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنف على صور الحيات وصنف على صور كلاب سود وصنف ريح طيارة أو قال هفافة ذو أجنحة وزاد بعض الرواة صنف يحلون ويظعنون وهم السعالى قال ولعل هذا الصنف هو الذي لا يأكل ولا يشرب إن صح أن الجن لا تأكل ولا تشرب يعني الريح الطيارة قلت روى ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان فقال حدثنا الحسين ابن علي بن الأسود العجلي حدثنا أبو شامة حدثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي حدثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي الدرداء قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهوى وصنف عليهم الحساب والعقاب وخلق الله تعالى الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم أ ه . قال الله تعالى ) لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ( الآية وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل الله تعالى يوم لا ظل الا ظله وأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل العامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان وحدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جويبر ابن نفير عن ابي ثعلبة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجن على ثلاثة اصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون قال الزمخشري رأيت للأعاريب من الأعاجيب في باب الجن ما لا يوصف ويقولون من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شق وأنه يعرض للمسافر إذا كان وحده وربما أهلكه الباب السادس في بيان تطور الجن وتشكلهم ولا شك ان الجن يتطورون ويتشكلون في صور الإنس والبهائم فيتصورون في صور الحيات والعقارب وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وفي صور الطير وفي صور بني آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر قال الله تعالى ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ) وكما روى أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاور في أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوك كما قال الله تعالى ) وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ( وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث صيفي مولى أبي السائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه أن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئا فأذنوه ثلاثا فإن بدا لكم فاقتلوه فصل قال القاضي ابو يعلى ولا قدرة للشياطين على تغيير خلقهم والانتقال في الصور وإنما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعال إذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة إلى صورة فيقال إنه قادر على التصوير والتخييل على معنى أنه قادر على قول إذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته إلى صورة أخرى يجري العادة وأما أنه يصور نفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة إلى صورة إنما يكون بنقض البنية وتفريق الأجزاء وإذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها القول في تشكيل الملائكة مثل ذلك قال والذي روى أن إبليس تصور في صورة سراقة بن مالك وأن جبريل تمثل في صورة دحية وقوله تعالى ) فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ( محمول على ما ذكرنا وهو أنه أقدره الله تعالى على قول قاله فنقله الله تعالى من صورته إلى صورة أخرى قلت روى أبو بكر بن ابي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان فقال حدثنا ابو خيثمة حدثنا هشيم عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال ذكرنا الغيلان عند عمر فقال إن أحدا لا يستطيع أن يتغير عن صورته التي خلقه الله تعالى عليه ولكن لهم سحرة كسحرتكم فإذا رأيتم ذلك فأذنوا حدثنا محمد بن يزيد الآدمي حدثنا معن بن عيسى عن جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغيلان قال هم سحرة الجن ورواه ابراهيم بن هراثة عن جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد عن جابر ووصله حدثنا محمد بن إدريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمرنا إذا رأينا الغول أن ننادي بالصلاة وقال أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أحمد ابن بكار بن أبي ميمونة حدثنا غياث عن خصيف عن مجاهد قال كان الشيطان لا يزال يتزين لي إذا قمت إلى الصلاة في صورة ابن عباس قال فذكرت قول ابن عباس فجعلت عندي سكينا فتزين لي فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك وذكر العتبي أن ابن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رحله فقال ما أنت قال إزب قال وما إزب قال رجل من الجن فضربه على رأسه بعود السوط حتى ناص أي هرب ( إزب بكسر الهمزة وإسكان الزاي وقد قال كثير من الناس إن الملائكة والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثل والتصور على معنى أنها تقدر على تخييل وفعل ما يتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون ذلك تخييلا ويظنون أن المرائي ملك أو شيطان وإنما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عند فعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من صورته على الحقيقة إلى غيرها فذلك محال فصل قد قدمنا أن مذهب المعتزلة أن الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها وعندهم يجوز أن يكثف الله اجسام الجن في زمان الانبياء دون غيره من الازمنة وأن يقويهم بخلاف ما هم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبد الجبار ويدل على ذلك ما في القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم وقواهم حتى كانوا يعملون له الاعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدور الراسيات والمقرن في الاصفاد لا يكون إلا جسما كثيفا ثم قال بعد ذلك وأما أقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الانبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة قال أبو القاسم بن عساكر في كتاب سبب الزهادة في الشهادة وممن ترد شهادته ولا تسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم إخوانا كتب إلى أبو علي الحسن بن أحمد الحداد من أصبهان أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن عبد الرحمن التستري حدثنا يحيى بن أيوب العلاف سمعت بعض اصحابنا قال التستري أظنه حرمله سمعت الشافعي يقول من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم ) إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ( وأنبأني محمد بن الفضل الفقيه عن أحمد بن الحسن الحافظ أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا الحسن بن رشيق إجازة قال أنا عبد الرحمن بن احمد الهروي سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول من زعم من أهل العدالة أنه يرى الجن أبطلت شهادته لأن الله تعالى يقول ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) إلا أن يكون نبيا . فصل قال ابو القاسم الأنصاري في المقنع في شرح الإرشاد واعلم أن الله تعالى باين بين الملائكة والجن والإنس في الصور والأشكال كما باين بينهما في الصفات فمن حصل على بنية الإنسان ظاهرا أو باطنا فهو إنسان والإنسان اسم لهذه الجملة التي نشاهدها كما قال سبحانه ) ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ( الآية قال أهل التفسير خلقنا فيه الروح والحياة وقال تعالى ) إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ( الآية وقال تعالى ) قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ( وهذه الآيات وأمثالها تدل على بطلان قول من قال الإنسان هو الروح بأن الروح لم تخلق من الطين ولا بد من النطفة وأنها لا تموت على زعم قائله ولا تقبر ولا تنشر فإن قلب الله تعالى الملك إلى بنية الإنسان ظاهرا وباطنا خرج عن كونه ملكا وكذلك لو قلب الشيطان إلى بنية الإنسان لخرج بذلك عن كونه شيطانا ومن الناس من قال لو قلب الشيطان أو الملك إلى صورة الإنسان ظاهرا صار إنسانا ومن مسخ من بني إسرائيل قردة هل خرجوا عن كونهم ناسا بالمسخ وقلب الصورة الظاهر أنه يخرج على القولين ومما يدل على أن صورة الملك مخالفة لصورة الإنسان قوله تعالى ) ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ( أي جعلناه على صورة البشر ظاهرا والله تعالى أعلم . (1/25) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:29 AM | #8 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب السابع
في بيان أن بعض الكلاب من الجن : قال أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي أنا إبراهيم بن موسى أنا أبو الأحوص حدثنا سماك عن بشر سمعت ابن عباس يقول وهو على منبر البصرة إن الكلاب من الجن وهي ضعفة الجن فمن غشيه كلب على طعام فليطعمه أو ليؤخره أخبرنا ابراهيم أنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن قال قال علي أما الجن فما قد عرفتم هي الجن أما الجن فهي الكلاب المعيبة أخبرنا إبراهيم أنا وكيع عن إسرائيل وسفيان عن سماك بن حرب عن بشر عن ابن عباس قال الكلاب من الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فالقوا لهن فإن لها نفسا أخبرنا إبراهيم أنا القاسم بن مالك المدني الكوفي حدثنا خالد عن أبي قلابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها ولكن خفت أن أبيد أمة فاقتلوا منها كل أسود بهيم فإنه جنها وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة فقيل له ما بال الأحمر من الأبيض من الأسود فقال الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلك بصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة وقال القاضي أبو يعلى فإن قيل ما معنى قول النبي صلى الله عليه في الكلب الأسود إنه شيطان ومعلوم أنه مولود من كلب وكذلك قوله في الإبل إنها جن وهي مولودة من الإبل وأجاب إنما قال ذلك على طريق التشبيه لها بالجن لأن الكلب الأسود أشر الكلاب وأقلها نفعا والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها وهذا كما يقال فلان شيطان إذا كان صعبا شريرا والله تعالى أعلم . (1/26) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:32 AM | #9 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
الباب الثامن في بيان مساكن الجن :
قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن جعفر بن حبان الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ في الجزء الثاني عشر من كتاب العظمة وذكر بابا في الجن وخلقهم حدثنا محمد بن أحمد بن معدان حدثنا إبراهيم الجوهري حدثنا عبد الله بن كثير حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث قال نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألسنتهم قال اختصم الجن المسلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم فأسكنت المسلمين الجلس وأسكنت الجن المشركين الغور قال الراوي عبد الله بن كثير قلت لكثير ما الجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال والغور ما بين الجبال والبحار وهي يقال لها الجنوب قال كثير وما رأيت أحدا أصيب بالجلس إلا سلم ولا أصيب بالغور إلا لم يكد يسلم ورواه الحافظ أبو نعيم عن أبي محمد بن حبان عن محمد بن أحمد بن معدان وعن سليمان بن احمد حدثنا خالد بن النضر عن ابراهيم بن سعد الجوهري عن عبد الله بن كثير فذكره وقال الزمخشري في ربيع الأبرار تقول الأعراب ربما نزلنا بجمع كثير ورأينا خياما وأناسا ثم فقدناهم من ساعتنا يعتقدون أنهم الجن وأن تلك خيامهم وقبابهم وروى مالك في الموطأ أنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار لا تخرج يا أمير المؤمنين فإن بها تسعة أعشار السحر والشر وفيها فسقة الجن وبها الداء العضال وقال أبو بكر بن عبيد في مكايد الشيطان حدثنا القاسم بن هشام حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن أبي الثائب القرشي عن أبيه عن يزيد بن جابر قال ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن من المسلمين إذا وضع غذاءهم نزلوا فتغدوا معهم وإذا وضع عشاءهم نزلوا فتعشوا معهم يدفع الله بهم عنهم وقال ابن أبي داود حدثنا أبو عبد الرحمن الأزرمي حدثنا هشام عن المغيرة عن ابراهيم قال لا تبل في فم البالوعة لأنه إن عرض منه شيء كان أشد لعلاجه حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن قال لا أرى بأسا أن يبول عند مثعبة وعن زيد بن أرقم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إن هذه الحشوش محضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه أن هذه الحشوش محضرة فإذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث وروى ابن السني من حديث أنس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال هذه محضرة فإذا دخلها أحدكم الخلاء فليقل بسم الله وروى عبد الرزاق في جامعه من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن هذه الحشوش محضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث وقوله محضرة يعني يحضرها الجن فإذا قال المخلي هذا الدعاء احتجب عن أبصارهم فلا يرون عورته . (1/28) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
12 Jul 2011, 06:34 AM | #10 |
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
|
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories
فصل يدل على إطلاع الجن على عورات الناس
عند إتيان الخلاء ما رواه الترمذي من حديث علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستر ما بين أعين الجن وعورات أمتي إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله أ ه قال الترمذي هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بالقوي وفي الصحيحين من حديث أنس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث أ ه ورواه سعيد بن منصور في سننه فقال كان يقول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث أ ه فصل وغالب ما يوجد الجن في مواضع النجسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والشيوخ الذين تقرن بهم الشياطين وتكون أحوالهم شيطانية لا رحمانية يأوون كثيرا إلى هذه الأماكن التي هي مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين والفقهاء منهم من علل النهي بكونها مظنة النجاسة ومنهم من قال إنه تعبد لا يعقل معناه والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الإبل ونحو ذلك أنها مأوى الشياطين وفي المقبرة أن ذلك ذريعة إلى الشرك مع أن المقابر تكون أيضا مأوى الشياطين والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيرا إلى مواضع الشياطين التي نهى عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم فيها وتخاطبهم ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الاصنام وتفتنهم في بعض المطالب كما تفتن السحرة وكما يفتن عباد الأصنام الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضى بعض حوائجهم إما قتل بعضهم أو إمراضه وأما جلب بعض من يهوونه أو إحضار بعض المال ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والله تعالى أعلم بالصواب . (1/29) من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من قصص الجن Jinns stories | alshamsa | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 2 | 07 May 2013 01:48 AM |
من قصص الجن-2 Jinns Stories | alshamsa | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 2 | 07 May 2013 01:22 AM |
حوادث قصيره عن الجن !! Real stories about jinns in Jordan | الانثى الجريحه | عجائب وغرائب . الإدارة العلمية والبحوث Wonders and Strange Things. Scientific management and resear | 1 | 06 May 2013 01:28 AM |
كتاب آكام المرجان فى أحكام الجان .. | مسك 2007 | مكتبة علــــــــوم الجآن ( Library Science elves ) | 9 | 19 Sep 2012 09:12 PM |
قصص الجان .. من الواقع .... الحلقة الثــ3ـــــالثة Jinn stories | ابو عبد العزيز | عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn | 6 | 23 Feb 2011 05:05 PM |