#1
|
||||||||
|
||||||||
اين نحن من أخلاق السلف
1- السلف والإخلاص والصدق [/COLOR] *عن بكر بن ماعز قال: ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه قط إلا مرة واحدة. *وعن عمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقالوا: كان يحمل جُرُبَ الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة. *وعن ابن عائشة قال: قال أبي: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين. *وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس بن عبيد فضْلٌ وصلاحٌ فكتبت إليه: يا أخي بلغني عنك فضْل وصلاح فأحببت أن أكتب إليك فاكتب إلي بما أنت عليه، فكتب إلي: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وأن تكره لهم ما تكره لها فإذا هي من ذلك بعيد، ثم عرضت عليها كرة أخرى ترْك ذكْرهم إلا من خير فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم، هذا أمري يا أخي والسلام. 2-السلف وخشيتهم من الله ومراقبتهم له *وعن القاسم بن محمد قال:كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فُضِّل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة؟ إن كان يصلي إنَّا لنصلي، ولئن كان يصوم إنَّا لنصوم، وإن كان يغزو فإنَّا نغزو، وإن كان يحج إنَّا لنحج. قال فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج (وخرج يستصبح فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج) فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع، فقلت في نفسي: بهذه الخشية فُضِّل هذا الرجل علينا، ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة ذكر القيامة. 3-السلف وكراهيتهم للشهرة *عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرج ابن مسعود ذات يوم فاتَّبعه ناس، فقال لهم: ألكم حاجة؟ قالوا: لا، ولكن أردنا أن نمشي معك.قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع. *وقال الحسن:وكنت مع ابن المبارك يوماً فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس فَزَحَموه ودفعوه فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا. يعني حيث لم نُعرف ولم نُوقر. قال: وبينا هو بالكوفة يُقرأُ عليه كتاب المناسك. انتهى إلى حديث وفيه: قال عبد الله: وبه نأخذ. فقال: من كتب هذا من قولي؟ قلت: الكاتب الذي كتبه. فلم يزل يحكه بيده حتى دَرَسَ. ثم قال: ومن أنا حتى يُكتب قولي؟ . 4- السلف والخوف من العجب *وعن معمر:عن أيوب، عن نافع أو غيره، أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس. فقال: ما أنا خير الناس، ولا ابن خير الناس ولكني عبدٌ من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه. 5- السلف والزهد في الدنيا *وعن إبراهيم بن شبيب بن شيبة قال: كنا نتجالس في الجمعة فأتى رجل عليه ثوب واحد مُلْتحف به فجلس إلينا فألقى مسْألة فما زلنا نتكلم في الفقه حتى انصرفنا. ثم جاءنا في الجمعة المقبلة فأحببناه وسألناه عن منزله فقال: أنزل (الحربيَّة) فسألناه عن كنيته فقال: أبو عبد الله ، فرغبنا في مجالسته ورأينا مجلسنا مجلس فقه. فمكثنا بذلك زماناً ثم انقطع عنا فقال بعضنا لبعض: ما حالنا؟ قد كان مجلسنا عامراً بأبي عبد الله وقد صار موحشاً،فوعد بعضنا بعضاً إذا أصبحنا أن نأتي (الحربية) فنسأل عنه. فأتينا (الحربية) وكنا عدداً، فجعلنا نستحي أن نسأل عن أبي عبد الله،فنظرنا إلى صبيان قد انصرفوا من الكتاب فقلنا: أبو عبد الله، قالوا: لعلكم تعنون الصياد؟ قلنا: نعم. قالوا: هذا وقته الآن يجيء. فقعدنا ننتظره فإذا هو قد أقبل مؤتزراً بخرقة وعلى كتفه خرقة ومعه أطيارٌ مذبحة وأطيار أحياء. فلما رآنا تبسم إلينا وقال: ما جاء بكم؟ فقلنا: فقدناك وقد كنت غمرت مجلسنا فما غيبك عنا؟ قال: إذاً أصدقكم؛ كان لنا جار كنت أستعير منه كل يوم ذاك الثوب الذي كنت آتيكم فيه, وكان غريبا فخرج إلى وطنه, فلم يكن لي ثوب آتيكم فيه, هل لكم أن تدخلوا المنزل فتأكلوا مما رزق الله عز وجل؟ فقال بعضنا لبعض: ادخلوا منزله فجاء إلى الباب فسلم ثم صبر قليلاً ثم دخل فأذن لنا فدخلنا فإذا هو قد أتى بقطع من البواري فبسطها لنا فقعدنا,فدخل إلى المرأة فسلم إليها الأطيار المذبَّحة وأخذ الأطيار الأحياء ثم قال: أنا آتيكم إن شاء الله عن قريب. فأتى السوق فباعها واشترى خبزاً وقد صنعت المرأة ذلك الطير وهيأته, فقدم إلينا خبزاً ولحم طير فأكلنا فجعل يقوم فيأتينا بالملح والماء, فكلما قام قال بعضنا لبعض: رأيتم مثل هذا ؟ ألا تغيرون أمره وأنتم سادة أهل البصرة؟ فقال أحدهم: عليَّ خمسمائة. وقال الآخر:عليَّ ثمانمائة. وقال هذا, وقال هذا,وضمن بعضهم أن يأخذ له من غيره, فبلغ الذي جمعوا في الحساب خمسة آلاف درهم فقالوا: قوموا بنا نذهب فنأتيه بهذا ونسأله أن يغير بعض ما هو فيه. فقمنا فانصرفنا على حالنا ركباناً فمررنا بالمرْبد فإذا محمد بن سليمان أمير البصرة قاعد في مَنظَرة له فقال:يا غلام ائتني بإبراهيم بن شبيب بن شيبة من بين القوم. فجئت فدخلت عليه فسألني عن قصتنا, ومن أين أقبلنا فصدَقْتُه الحديث. فقال: أنا أسبقُكم إلى بره؛ يا غلام ائتني ببَدرة دراهم, فجاء بها, فقال: ائتني بغلام فرّاش، فجاء، فقال: احمل هذه البدرة مع هذا الرجل حتى تدفعها إلى من أمرناه. فرحت ثم قمت مسرعاً، فلما أتيت الباب سلَمت، فأجابني أبو عبد الله ثم خرج إليّ، فلما رأى الفرّاش والبدرة على عنقه كأني سفيت في وجهه الرماد وأقبل عليّ بغير الوجه الأول فقال: مالي ولك يا هذا؟ أتريد أن تفتنني؟ فقلت: يا عبد الله اقعد حتى أخبرك أنه من القصة كذا وكذا، وهو الذي تعلم أحد الجبارين ، يعني محمد بن سليمان،ولو كان أمرني أن أضعها حيث أرى لرجعت إليه فأخبرته أني قد وضعتها. فالله الله في نفسك. فازداد عليّ غيظاً وقام فدخل منزله وأصفق الباب في وجهي، فجعلت أقدِّم وأُؤخر ما أدري ما أقول للأمير. ثم لم أجد بُداً من الصدق، فجئت فأخبرته الخبر فقال: حروريٌّ والله، يا غلام عليَّ بالسيف. فجاء بالسيف، فقال له: خذ بيد هذا الغلام حتى يذهب بك إلى هذا الرجل فإذا أخرجه إليك فاضرب عنقه وائتني برأسه. قال إبراهيم: فقلت: أصلح الله الأمير، الله الله، فوالله لقد رأينا رجلاً ما هو من الخوارج، ولكني أذهب فآتيك به. وما أريد بذلك إلا افتداءً منه. قال:فضمَّننيه، فمضيت حتى أتيت الباب فسلمت، فإذا المرأة تحنُّ وتبكي، ثم فتحت الباب وتوارت فأذنت لي فدخلت فقالت: ما شأنكم وشأن أبي عبد الله؟ فقلت: ما حاله؟ قالت: دخل فمال إلى الرُّكى فنزع منها ماءً فتوضأ ثم سمعته يقول: اللهم اقبضني إليك ولا تفتني، ثم تمدد وهو يقول ذلك. فلحقته وقد قضى فهو ذاك ميت. فقلت: يا هذه إن لنا قصة عظيمة فلا تُحدثوا فيه شيئاً. فجئت محمد بن سليمان وأخبرته الخبر فقال: أنا أركب فأصلِّي على هذا. قال: وشاع خبره بالبصرة فشهده الأمير وعامة أهل البصرة رحمة الله عليه. إلى هنا انتهيت مما أردت ولعلكم تستمتعون بما قرأتم وبما ستقرؤون عندما تقتنون الكتاب والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. إذا كان منهج السلف يشمل: العقيدة, والتصور, والسلوك, والأخلاق؛ فمن اللازم إذن عند طرح منهجهم أن يطرح شاملاً لمعتقدهم وفقههم, ولسلوكهم وأخلاقهم؛ فكما أنه لا يقبل من أحد الالتزام بأخلاق السلف وترك معتقدهم, فكذلك لا يسوغ فهم معتقدهم دون الإلتزام بسلوكهم وأخلاقهم. ولئن كان تأصيل معتقد السلف قد وفّتهحقه مؤلفات عدة -ولله الحمد- فإن هذا الكتاب محاولة لتأصيل منهج السلفي السلوك والأخلاق؛ وهو منتقى من كتابي سير أعلام النبلاء للذهبي, وصفة الصفوة لإبن الجوزي؛ وقد روعي فيه أن ترتب مواقف السلف ترتيباً موضوعياً, وأن يكون لطيف الحجم سهل التناول. وقد حوى ستة وعشرون فصلاً؛ منها على سبيل المثال الفصول الآتية: الإخلاص والصدق / الخوف من العجب / الزهد في الدنيا / الفقه في الدين / الإنقياد للحق / الصبر على المصائب / السلف وفتنة السلاطين / السلف وفتنة النساء / بر الأمهات / حقوق الخلق / التعامل مع الأخطاء / الأدب مع العلماء / آداب الكلام واللسان / حفظ الوقت.. إلخ نسأل الله تعالى أن يوفقنا لالتزام أخلاق السلف, وأن يعين على نشر مكارم الأخلاق بين المؤمنين, وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. http://www.sahab.net/home/ http://www.almashhed.com/vb/showthread.php?t=26526
|
18 Oct 2008, 10:12 PM | #2 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
بارك الله فيك اخي الفاضل
وجزاك الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الستر من أخلاق المسلمConcealing | ام حاتم | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 03 May 2010 12:48 AM |
الرحمة من أخلاق المسلمMercy | ام حاتم | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 03 May 2010 12:47 AM |
محاضرة*أخلاق الكبار*. | نبراس الكلمة | صوتيات ومرئيات المركز . Audio & Video Center | 2 | 03 Oct 2008 01:47 AM |
كتاب ( أين نحن من أخلاق السلف ) لـ عبدالعزيز الجليل وبهاء الدين عقيل | أبو سفيان | المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) | 2 | 18 Jul 2008 03:06 PM |