#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العدوان الثلاثي على الإنسان (( الدنيا )) .
قال تعالى : (( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً )) (( الكهف 45 : 46 )) يقول الله تعالى لنبيه .. اضرب للناس مثل الحياة الدنيا ليتصوروها حق التصور ويعرفوا ظاهرها وباطنها فيقيسوا بينها وبين الدار الباقيه ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار وأن مثل هذه الحياة الدنيا كمثل المطر ينزل على الأرض فيختلط نباتها تنبت من كل زوجٍ بهيج فزهرتها وزخرفتها تسر الناظرين وتفرح المتفرجين وتأخذ بعيون الغافلين وبينما هي كذلك إذا أصبحت هشيماً تذروه الرياح فذهب ذلك النبات الناضر والزهر الزاهر والمنظر البهي فأصبحت الأرض غبراء تراباً قد انحرف عنها النظر وصدف عنها البصر وأوحش القلب كذلك هذه الدنيا بينما صاحبها قد أعجب بشبابه وفاق فيها على أقرانه وأترابه وحصل درهمها ودينارها واقتطف من لذة أزهارها وخاض في الشهوات في جميع أوقاته وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه إذ أصابه الموت أو التلف لماله فذهب عنه سروره وزالت لذته وحبوره واستوحش قلبه الآلام وفارق شبابه وقوته وماله وانفرد بصالح أو سيء عمله هنالك يعض الظالم على يديه حين يعلم حقيقة ماهو عليه ويتمنى العوده إلى الدنيا لا ليستكمل الشهوات بل ليستدرك ما فرط فيه من الغفلات بالتوبة والأعمال الصالحات فالعاقل الحازم الموفق يعرض على نفسه هذه الحاله ويقول لنفسه قَدري أنك قد متِ ولابد أن تموتي فأي الحالتين تختارين ؟ الإغترار بزخرف هذه الدار والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحه ! أم العمل لدار (( أُكلها دائم وظلها )) (( الرعد : 35 )) (( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين )) (( الزخرف : 71 )) فبهذا يُعرف توفيق العبد من خذلانه وربحه من خسرانه ولهذا أخبر الله تعالى أن المال والبنين زينة الحياة الدنيا أي ليس وراء ذلك شيء وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره الباقيات الصالحات وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبه والمستحبه من حقوق الله وحقوق عباده من صلاة وزكاة وصدقه وحجٍ وعمره وتسبيحٍ وتحميد وقراءه وعلمٌ نافع وأمرٌ بالمعروفِ ونهي عن المنكر وصلة رحم وبر الوالدين وقيام بحق الأزواجِ والزوجاتِ والبهائم وجميع وجوه الإحسانِ إلى الخلق . كل هذه من الباقيات الصالحات . فهذه خيرٌ عند الله ثواباً وخيرٌ أملا . فثوابها يبقى ويتضاعف فهذه التي ينبغي أن يتنافس فيها المتنافسون ويستبق إليها العاملون ويجِّدُ في تحصيلها المجتهدون . إن الله تعالى لما ذكر الدنيا وحالها واضمحلالها ذكر أن الذي فيها نوعان .. نوع من زينتها يُتمتع به قليلاً ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبها بل ربما لحقته مضرته وهو المال والبنون ! والنوع الآخر : نوع باقي ينفع صاحبه على الدوام وهو (( الباقيات الصالحات )) فساد الوسط الإجتماعي .. فإضافة إلى العدوان الثلاثي عليك وإستعداد أعداؤك لإهلاكك ففساد الوسط الإجتماعي هو البيئه العفنه التي تشجع هجوم الجراثيم عليك . فما زرعه المجتمع من إعلام فاسد واختلاط وسوء تربيه ربى العديد من المعاصي لديك وبمرور الأيام صارت هذه المعاصي عادات لك تقوم بها دون أن تشعر أنها معصيه ودون أن تجد أي نظرة إزدراء أو نقد لك ممن حولك . ولأن هذه المعاصي صارت منتشره في هذا المجتمع الفاسد والمفسد بشكلٍ علني وأصبحت واقع إعتاد المسلمون رؤيته بشكلٍ يومي أصبح تغيير المجتمع أمر صعب لكن تغيير الأفراد سهل بإذن الله . وذلك عندما يقيس كل شخص منا نفسه بمقاييس الدين وعلى منهج الإسلام دون إفراط أو تفريط إلا أن هذا التغيير يحتاج إلى همة عالية وقلوب يقظه وعقول واعيه . ومع كل هذا عدم التحجج بالحجج والمبررات الواهيه . وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المصادر // كيف أتوب للشيخ // محمد حسين يعقوب صحيح الأحاديث القدسيه // للأستاذ عصام الدين الصبابطي . التفسير من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تأليف العلامه الشيخ // عبد الرحمن بن ناصر السعدي تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم فراشة الربيع
•
أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
• هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات ! • شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|