ما المقصود بالمس العآبر ؟؟؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

قال تعالى : " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَـسِرِينَ"[المائدة 30].

فالجرم في الآية الكريمة يذكر بكيد شيطاني يختلف عن الأمراض الروحية المتعارف عليها ( سحر ، عين ، مس )

وهو ما أسماه الشيخ عبد الله الخليفة ( المس العابر ) .

فما المقصود به ؟

هذا ما سنتعرف عليه بعد الاستماع لصوت عيادة الشيخ حفظه الله :

صوت العيادة:

رجل توفيت زوجته ، فضرب الحزن أطنابه في نفسه أشهر عديدة ، وتمطت الحسرة في فؤاده ، بكاء مستمر وآهات لاتنتهي، ومما قال: " أنا أكثر حزنا عليها من ولدي ، ولم أكن أتوقع أنني سأحزن و تتحول وفاتها لصدمة نفسية كبيرة " ...قيده الحزن بل إنه قرر بيع بيته ومع الرقية بكى بكاء الطفل ... ثم شعر بالراحة


التشخيص :

- حزنه ليس لأن زوجته غالية لهذه الدرجة فهو مؤمن ، يعرف حدود الحزن ، وعظم الصبر ، وقد مضى على وفاتها قرابة الشهرين ولكن الشيطان العابرالذي تلبس به مستغلاً حزنه هو الذي يزيده حزناً ليستقوي بذلك .


مالفرق بين الحزن الطبيعي وتسلط الشيطان وقت الحزن بالتلبس استغلالاً لضعف ابن آدم ؟

قال تعالى { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } [يوسف 18].

فكل من ابتلي بفقد عزيز قد وقع في صراع بين الدواعي النفسانية التي تقتضي الجزع، وهي قوية، والدواعي الروحانية التي تدعو إلى الصبر والرضا.

ودون معونة الله وتوفيقه؛ فإنه لن تحصل الغَلَبَة للصبر الجميل على الانفعالات الشديدة التي تستطيع تدمير الإنسان.

فالصبر الحقيقي هو القائم على التقوى والإحسان*، وليس القائم على الانهزام النفسي، وذلك الصبر هو باب لضبط انفعالات الإنسان وحزنه بحيث تتلاشى تلك الانفعالات تلقائياً بعد فترة بسيطة من الحدث .

بينما تلبس المس العابر في أوقات الحزن عبارة عن اضطراب نفسي طويل الأمد يتمظهر في الحزن وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة، يؤثر سلباً على حياة الإنسان ، وعلى نشاطه اليومي. بل على حياة الأشخاص المقربين منه . ويحتاج للتدخل العلاجي للتخفيف من معاناته، من جهة، ولمنع تطور مضاعفات الاكتئاب، من جهة أخرى . فالتلبس يصحبه مضاعفة للحزن فلا يكون بحجم المشكلة بل بقوة تسلط المس العابر الذي تلبس ليتلاعب بنفسية المريض .


ومماسبق يتضح لنا المقصود بالمس العابر :

1 - المس العابر هو نوع جديد تم اكتشافه يتلبس لحظات قصيرة لكنها قاصمة للإفساد ، والإحزان ، والفقر مستغلاً أوقات الخوف أو الحزن أو التوتر كالاختبارات.

2- أن المس العابر يتواجد أحياناً لحظات اتخاذ القرار مثل قبيل إبرام صفقة تجارية أو خطوبة وغيرها ، فاحذروا المس العابر وقت اتخاذ قراراتكم فقد يتلبس وتظنون إنه من قبيل سحر التعطيل.

3- وغالباً ما يستغل فرصة الخلافات بين الناس ، ولهذا يقتل الأخ ُ أخاه لذلك نهي عن رفع المسلم الحديدة في وجه أخيه المسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "لا يُشِرْ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ أَنْ يَنْزِغَ فِي يَدِهِ فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ "‏(‏متفق عليه‏).‏
وفي رواية لمسلم قال‏:‏ قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ‏:‏ " مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ " [صحيح مسلم].

4 - تكثر إصابة الأطفال به كما ذكرنا في مقال ( براءة الطفولة بين الأذية الخارجية والإصابة الروحية ). **

فما الطريقة المثلى للتعامل معه ؟

- مواجهته بالأسلوب الوقائي برفع التحصين.

والحذر صبراً وذكراً أوقات العزاء أو الغضب وغيرها من مواطن الضعف .

- أن نعلم أنه مس وليس اضطراباً نفسياً فنسارع لمواجهته بالمعالجة الروحية الموجهه فالطبطبة علاج مناسب جداً ، مع ملازمة ختم كتاب الله والاسترخاء الذهني ، ولابأس بتناول بعض المهدئات النفسية مثل(سيبرالكس )

- لنتذكر أن من يدخل سريعاً يخرج سريعاً -في الغالب - فالشفاء سريع بتوفيق الله.



هذا ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم من شياطين الإنس والجن ويحفظ الشيخ عبدالله الخليفة سيفاً مجرداً على الظالمين.