#1
|
||||||||
|
||||||||
حكم طلب الدعاء من شخص تصدقت عليه
نفع الله بك وبعلمك طلب الدعاء من الشخص الذي تتصدق عليه بأن تقول ( ادعُ لي الله أن يوفقني ويرزقني .... إلخ) هل يتعارض مع قوله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) وجزاك الله خيراً الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يتعارَض طلب الدعاء من الشخص الذي يُتَصَدَّق عليه مع قوله تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) سوره الانسان الايه 9؛ لأنهم لا يُريدون جزاء دنيويا ، ولا مَدْحا وثناء عليهم بين الناس . قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : أَيْ: يُطْعِمُونَ لِهَؤُلاءِ الطَّعَامَ وَهُمْ يَشْتَهُونَهُ وَيُحِبُّونَهُ ، قَائِلِينَ بِلِسَانِ الْحَالِ: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ) أَيْ : رجاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَرِضَاهُ (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) أَيْ : لا نَطْلُبُ مِنْكُمْ مُجَازَاةً تُكَافِئُونَا بِهَا ، وَلا أَنْ تَشْكُرُونَا عِنْدَ النَّاسِ . اهـ . والأفضل والأكمل أن لا يُطلَب الدعاء من الناس ؛ لأنه أبقى وأوفَى للأجر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا) : ومَن طَلب مِن الفقراء الدعاء أو الثناء خَرَج مِن هذه الآية . اهـ . سبق : طلب الدعاء ممن يتم التصدق عليهم بالصدقات إذا كان طلبا عاديا ، فليس فيه إذلال ولا إهانة . وقد دلّ الدليل على أن المتصدِّق يُدْعَى له . قال تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ)التوبه 103 وفي الصحيحين من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ . فَأَتَاهُ أَبِي أَبُو أَوْفَى بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى . رواه البخاري ومسلم . وبوّب عليه الإمام البخاري بقوله : باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة . وبوّب عليه الإمام النووي بقوله : بَاب الدُّعَاءِ لِمَنْ أَتَى بِصَدَقَةٍ . قال النووي : ومذهبنا المشهور ومذهب العلماء كافة أن الدعاء لدافع الزكاة سنة مستحبة . اهـ . فإن تعدّى الأمر إلى شعور الْمُتَصَدَّق عليه إلى الإذلال والإهانة ، فهذا مما نُهي عنه ، لقوله تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) البقره 263 وقد أثنى الله عزّ وجلّ على الذين لا يُتبِعون صدقاتهم منّى ولا أذى ، فقال تبارك وتعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)البقره 262 . والله أعلم . المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد بالقرآن نرتقي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|