#1
|
||||||||
|
||||||||
التوكل
وقفة الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله عن التوكل في لقاء كتاب التوحيد ليوم الإثنين 1441/7/21هـ التوكل يُعبر عن قوة الإيمان بأسماء الله و صفاته و أفعاله فإنّ من صدقَ في الإيمان بالله ( إعتمد عليه ) ! فإنّ الله قد سمى نفسه الوكيل في القران مرات عديدة و سمى نفسه الحفيظ ، و الكفيل ، و الكافي فمن آمن بهذه الأسماء و وحّد الله بها و وصفهُ بكمالها .. تأثّر بهذا الإيمان فتيقن بكفاية الله و تيقن بقيام الله بهِ و تيقن أن غير الله لا يقوم به ! " هذه عقيدة القلب " فنتج عن ذلك عمل للقلب .. و هو السكون و الطمأنينة و التفويض و التسليم بحيث أن النفس لو أصابها قلق فعملت عمل المُضطرب سكّنها صاحبها و أدّبها بتعريفها بربها ! .. من الطبيعي أن الإنسان لما تأتيه مصاعب نفسه تضطرب ! لكن لو كان عنده يقين و عقيدة صحيحة بأن الله هو الوكيل هو الحفيظ هو الكافي و أن غيره لا يفعل ذلك و لا بُد يكون "كفى بالله وكيلا" لا بُد يكون "و نعم الوكيل" في نفسك ! لما تضطرب نفسك ، ماذا تفعل لها ؟ تُهذبها ، تُسكّنها ! تقول : لو أن هذا البلاء سيكون لي منه نصيب لو إجتمع أهل الارض .. لن يدفعوه عني و لو أن هذا البلاء لا نصيب لي فيه فالله سيدفعه عني ! و لو كان الانسان خائف .. يقول لو كان هذا البلاء سيقع علي أوكّل الله في دفعه عني ! و لو وقع هذا البلاء أُوّكل الله في رفعه عني .. المتوكل في كل شأنه متعمد على الله ! .. النفس تضطرب و تخاف و المتوكل يُسكّن خوفه بالمعرفة عن الله يستورد المعرفة من عقيدته لكي يضعها مثل الشيء الثقيل على النفس المضطربة ! هناك خانتين بالقلب .. ( عقيدة و عمل ) مكان العمل هو مكان الإضطراب و الشعور هذا المكان مثل المكان الفارغ ! الإنسان ماذا يفعل ليحل مشكلة الاضطراب ؟ يأخذ من عقيدته مثل الشيء الثقيل و يضعها على مكان العمل ليحصل السكون و الهدوء و عدم الاضطراب فيستورد عقيدته .. الله الشافي الله المعافي الله الذي يدفع البلاء ، الله يكفر الذنوب بهذه البلاءات ، الله الذي يحفظ العباد ! يبقى الإنسان مُوكّل الله على الشأن الذي يدور حوله ما يغيب عنه هذا المعنى .. لذلك التوكل هو قلب التوحيد النابض ! ✨ الإنسان دائماً يواجه مخاطر فماذا يحصل بقلبه ؟ يضطرب من المخاوف .. لكن بالتوكل و الايمان أول ما يحصل حركة الخوف المضطربة يستورد هذه المعاني .. الله وكيلنا ، الله يحفظ عنا البلاء ، الله يحفظنا من كل شر ثُم : لا تظن أن المطلوب منك عدم الخوف لا .. لا بُد تخاف ! عدم الخوف من قسوة القلب . خاف من الأمور الطبيعية التي الله يجعلها ايات و سكّن نفسك بالجوء الى الله .. "فخرج منها خائفًا يترقب " لازم يخاف ! لما خرج خائفاً يتقرب .. قال ربي ، قال ربي ، قال ربي نادى رب العالمين لما خاف ! لذلك الله يرسل الأيات تخويفًا لكي تضطرب النفس و ما تَسكُن إلا بذكر الله و ما تَسكُن إلا بالتوكل على الله و الرجاء على الله و ما تَسكُن إلا بتوكيل الأمر لله و بهذا يكون التوكل كأنك تُحضري كل ما تعرفيه عن الله و تضعيه في هذي الخانة حتى تأمن نفسك ! نوكل الله على نفوسنا لإعتقادنا أن الله شافي ، محيط على الخلق ، قريب ، مجيب ، سميع ، بصير ! *فنُناديه و نُناجيه ()* نقول يا مدبر الأمور أخرجنا من هذا البلاء و الوباء أنت مدبر الأمور أنت مُصرف الأمور إصرفه عنا .. إيمانك أن الله هو المدبر و أن الله هو الشافي و هو مُصرف الأمور و أنه هو الوهاب ، و هو الغني الذي يغني عباده كل هذا يجعلك في أي شأن معتمد على الله متوكل على الله ! إذا آمن العبد حقاً بأسماء الله و صفاته يظهر هذا في توكله التوحيد بدن .. و لهُ قلب ! "و هو التوكل " كل ما جاءت الأخبار نبض ، كل ما جاءت الرغبات نبض! لما تأتي في أحوال تجدي الناس قد إبتُلوا في نفوسهم أو في أموالهم أو مات لهم محبوب مهما قلتي هذا القلب يبقى مكسور ؛ لكن قولي توكل على الله و اعتمدي على الله ! ما يمر على الخاطر ما الذي يجبر هذا القلب بعد هذا الكسر العظيم :""" قولي : توكلي على ربنا و هو يكفيك ! يكفيك ما أهمك من جهة قلبك و جروحك .. باسمه الجبار يجبر قلبك و يكفيك ما أهمك من جهة ما فقدت فبإسمه الرزاق يرزقك و بإسمه الشافي يشفيك ! فيُصبح الإنسان مُنطلق من التوكل لبقية الاسماء التوكل يجعلك تنطلق لكل اسماء الله لذلك هو قلب التوحيد النابض ! إذا كنت متوكلاً على الله .. توكلي على الله أن يعلمك و يحفظك ، توكلي على الله أن يصلح ابنائك ، توكلي على الله أن يدبر لك الاسباب للنجاة في الدنيا و القبر و الاخرة لذلك في الحديث المعروف ان النبي ﷺ قال للصحابة عن يوم القيامة ما أفزغ قلوبهم و جعلها تطير من الخوف قالوا ما نصنع يوم القيامة ؟ فأمرهم الرسول أن يقولوا "حسبنا لله و نعم الوكيل " يعني أنه يكفينا ما أهمنا في شأن الاخرة فإذاً نفهم أن التوكل شأن عظيم و هو دليل على أنك أنت مؤمن بالله و بصفاته و أفعاله ! و الانسان ما يبلغ هذه الدرجة بالتوحيد إلا إذا إجتمع عنده العلم بالله و بصفاته و أفعاله و ظهر أثره في التوكل .. المتوكل حقّ التوكل لا بُد يكون يعرف ربنا و لا بُد يكون منتفع من تربيه الله له ! و يقول ما يخيبني الله ..قد كنت و فعل الله لي قد كنت و فعل الله لي :"" كيف اليوم يخيبني ؟ ما يخيبني ابداً ! الله عودنا أن يُنجينا و يعطينا عودنا أنه يُغنينا .. عودنا على ذلك ! فإذا هجم الخوف بسبب الاوضاع ؟ أستورِد من عقيدتي في الله و أضعه على مكان الإضطراب اقول : لا ! ألم يفعل الله لنا كذا ؟ و يحصل لنا كذا ؟ألم يمر علينا كذا .. من نعمه و رحمته . فإذا ذهب أصحاب الشأن ! فالذي يملك السماء و الارض حي لا يموت الذي يملك الارض و السماء سبحانه و تعالى ما يشغله شأن عن شأن ! فنُظهر من نفسنا لله "حالة من الطمأنينة" التوكل يأتي عند أبواب مُعينة و أنت تمارسه تمارسه تمارسه .. فيُصبح من أصل عقيدتك ، من أصل حركة في قلبك ! و هذا مصداق حديث الرسول ﷺ : "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت له نكتة بيضاء ، حتى يصير على قلبين : أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض " هذا الابيض الذي مثل الصفا جاءته التجربة الاولى الثانية الثالثة الرابعه و ينجح و ينجح و ينجح الى ان ينجحه الله عزوجل ! اسأل الله بمنه و كرمه أن يجعلنا من أهل التوحيد الموحدين المخلصين المشغولين بذكره عن ذكر كل شيء .. أُحّذر نفسي و أحذركم أن يكون ذكر المرض و الوباء و ذكر عواقبه و اثاره أكثر في ألسنتا من ذكر الله و الله هذه هي المصيبة! يأتي الوباء إبتلاء لنذكر الله و نعود اليه و نستغفر و نخاف منه فنذكر الوباء أكثر مما نذكر الله ! و نهرب من الوباء أكثر مما نهرب من سخط الله ! و نخاف من الوباء أكثر مما نخاف من الله ! الله يصرف عنا الوباء و البلاء و يشفي مرضى المسلمين و يعيد علينا نعمائه كما كانت و خير .. اللهم امين . بالقرآن نرتقي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|