اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ) نبارك لكم عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم وجميع أمة الإسلام في صحة وعافية وسلامة وأمن وامان .

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم وسائر صالح أعمالهم وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .


           :: السفر (آخر رد :طالبة علم شرعي)       :: هل يجوز صيام عاشوراء وعرفة بنية القضاء ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: إذا كان صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مستقبلة، فلماذا يصام كل عام ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: الرد على من قال إن صوم يوم عرفة ليس من السنة . (آخر رد :ابن الورد)       :: أحكام وشروط الأضحية . (آخر رد :شبوه نت)       :: أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة . (آخر رد :شبوه نت)       :: يوم عرفة فضله ومكانته وما يستحب فيه . (آخر رد :ابن الورد)       :: سادن الصنم يتلوى على الأرض حزنا على فراق الصنم ،، ثم أسلم (آخر رد :شبوه نت)       :: 🔥 السيدة الأولى السنية في مواجهة السيد الشيعي 😱بعنوان رزية الخميسى 🔥 (آخر رد :ابن الورد)       :: مرض توحد يحبوا مثل القرد . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn من الكتاب والسنة والأثر وماورد عن الثقات العدول من العلماء والصالحين وماتواتر عن الناس ومااشتهر عن الجن أنفسهم .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 18 Apr 2010, 06:04 PM
أبوأحمدالمصرى
وسام الشرف
أبوأحمدالمصرى غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8169
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5280 يوم
 أخر زيارة : 20 Dec 2018 (11:27 PM)
 المشاركات : 2,133 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوأحمدالمصرى is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
رسالة إلى موسوس للشيخ سلمان العودة



رسالة إلى موسوس




الوساوس داء عضال، ومقت ووبال، وقد يبغض المرء بسببه العبادة، ويستثقل الحياة، وقد يصاب بمرض نفسي أو عضوي بسبب الوسواس، وهنا تجد بيان حقيقة الوسواس وأسبابه، وعلاجه.




الصراع بين الشيطان والإنسان:





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لله ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً: الحمد لله الذي جعل هذه الحياة داراً للابتلاء والامتحان، وميداناً للصراع بين الإنسان وبين الشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:5-6] وقال سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:1-2] أيكم أخلص عملاً لله وأيكم أكثر اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم. ......




لفتة لعنوان المحاضرة





إخوتي الكرام.. عنوان هذه المحاضرة هو: (الوسواس الخناس) ورغبت في تعديله بعد أن أستأذن الإخوة إلى عنوان آخر وهو: (رسالة إلى موسوس) وذلك لأني كثيراً ما أسمع من شباب وفتيات هذه الصحوة المباركة، حفظهم الله وكثر سوادهم وسددهم، وحشرنا في زمرتهم، وجعل العاقبة في الدنيا والآخرة لهم. كثيراً ما أسمع منهم الشكوى من الوسوسة في أشياء كثيرة من شئون دينهم ودنياهم، وبعضهم ممن لا يتيسر الحديث المباشر معه في هذه الأمور، فأحببت أن تكون هذه المحاضرة حديثاً إليهم جميعاً في هذه القضية التي يشتكي منها الكثيرون، وسأجعل هذا الحديث في النقاط التالية: الأولى: ذكر سبب الوسوسة في النفس. والثانية: ذكر أنواع الوسوسة. والثالثة: ذكر آثار الوسواس ومضاره. والرابعة: هي ذكر علاجه الذي يدفعه بإذن الله تعالى.




قوة الشيطان وقوة الإنسان





إخوتي الكرام.. إن ميدان الصراع بين القوتين العظيمتين: قوة الشيطان وقوة الإنسان ومنطقة النفوذ التي يشتد حولها الصراع هي: قلب الإنسان، لأنها مركز القوة، فإذا فسد القلب فسد الجسد كله، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله كما أخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، ثم يمتد الصراع إلى سائر جوانب حياة الإنسان، وهذا القلب إما أن تسيطر عليه القوة الشيطانية ويحتله جنود إبليس، ويقتحمون حصونه، فيصبح مرور الخير ولَمَّة الملكِ فيه قليلاً نادراً سرعان ما يخرج، وإما أن تحتله قوة الخير والإيمان وتقتحم حصونه فيصبح مرور الشيطان وجنوده ووساوسه على القلب مروراً سريعاً خفيفاً لا يطول، والإنسان مطالب في هذه الدنيا بأن يحذر كيد الشيطان ويعرف أساليبه ووساوسه في المكر والخديعة.




الاهتمام بالجزئيات وترك الكليات





كثير من الناس مشغولون بأشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، الشيطان واحد أو مجموعة؟ إبليس هل هو من الجن أو من غيرهم؟ أين يسكن إبليس؟ هل هو متزوج أم أعزب؟ هل له أولاد أو ليس له أولاد؟ كيف يوسوس الشيطان إلى قلب الإنسان؟! لاشك أن الله عز وجل بين لنا من هذه الأمور ما فيه الكفاية فبين لنا أن له ذريه وأنه يكيد في قلب الإنسان، وأن الشياطين كثر، لكن كثيراً من الناس شغلوا أنفسهم بهذه الفرعيات، ولم يهتموا بالقضية الأصلية وهي قضية معرفة وسائل الشيطان للكيد، وكيفية مقاومته، ولذلك يذكرون عن الإمام المحدث الظريف سليمان الأعمش: أن رجلاً سأله وهو في مجلس حديثه، فقال له: يا إمام هل لإبليس زوجة، فقال له: ذاك نكاح لم أشهده. وهذه طرفة لكن من ورائها تأديب من الإمام للسائل أن هذا السؤال لا ينبغي أن يوجه، ومن ينشغل بهذه الأشياء ويغفل عن كيفية المقاومة فشأنه شأن إنسان دخلت الحية بينه وبين ثيابه فأوسعته لسعاً ولدغاً، وأفرغت السم في جسده وهو يسأل: هذه الحية ما لونها؟ ما شكلها؟ ما طولها؟ من أي أنواع الحيات وفصائلها؟ هل هي حية أو ثعبان، أو كذا، أو كذا؟ وهذا منتهى الجنون!




سبب الوسوسة





أما ما يتعلق بالنقطة الأولى: وهي سبب الوسواس، فقد ذكر أهل العلم كالإمام الجويني -رحمه الله- في كتابه الذي سماه: التبصرة في الوسوسة، ثم نقل هذا عنه عدد من العلماء، كـالنووي، والغزالي، وابن الجوزي، وغيرهم -رحمهم الله جميعاً- أن للوسواس سببين، حيث قال: إن الوسواس لا يكون إلا بأحد سببين: إما نقص في غريزة العقل، وإما جهل بمسالك الشريعة. ......




طبيعة المرحلة





والسبب الخامس: طبيعة المرحلة التي يعيش فيها الإنسان، فإن الوسواس ينتشر عند كثير من الشباب في مرحلة المراهقة، ذكوراً كانوا أم إناثاً يستوي في ذلك الوسواس المتعلق بالإيمانيات وقضايا الألوهية وغيرها -مما يسميه علماء النفس بالشك الديني، وهو في الواقع ليس شكاً، ولا ينبغي أن يسمى شكاً، إنما هو وسواس- والوسوسة في قضايا الطهارة والصلاة وغيرها من العبادات، حيث يقبل الشاب على الله عز وجل وعلى الإسلام، ففي بداية مرحلة تعلقه بالدين يصاب بشيء من ذلك، والذي يظهر -والله أعلم- أن أكثر المقبلين على الله عز وجل في هذه المرحلة قد يبتلون بشيء من ذلك؛ لكنه خفيف يسير فيتجاوزونه بتوفيق الله عز وجل، ثم بتوجيه المرشدين الصالحين. وبعضهم يكون هذا الوسواس شديداً معه أو لا يوفق بمن يوجهه التوجيه الصحيح بل قد يزيد هذا الأمر ويزيد الطين بلة -كما يقال- فيزداد الوسواس معه، فهذه أسباب خمسة يظهر لي أن معظم ما يصيب الناس من الوسواس يعود إلى أحدها أو إلى أكثر من سبب منها.




الجهل بمسالك الشريعة





أما السبب الثاني الذي أشار إليه الجويني وَمنْ بعده: فهو الجهل بمسالك الشريعة، وذلك أن كثيراً من الموسوسين أيضاً يجهلون حكم الله ورسوله فيما يعانونه، يجهلون أسماء الله عز وجل وصفاته وما ينبغي له، وما لا يجوز عليه، فيقعون في الوسوسة في أسماء الله وصفاته، يجهلون أحكام الطهارات والمياه وغيرها فيقعون في الوسوسة في ذلك، فقد يبتلى أحدهم فيقرأ في بعض الفروع التي فيها تفصيلات كثيرة، وتفريعات كثيرة، فيقرأ بعض الأقاويل الفقهية فيتشبث بها ويتمسك بها في وسواسه وينسى ويتجاهل كثيراً مما قرأ مما لا يساعده على ما هو فيه.




التأثيرات العضوية في الجسم وضعف النفس




أما السب الثالث: فهو أن الوسواس قد يكون بسبب تأثيرات عضوية في جسم الإنسان، وهذا أشار إلى جانب منه الإمام
ابن القيم في كتاب زاد المعاد، في الجزء الثالث المتعلق بالطب النبوي، وهو يتحدث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النكاح والجماع، فأشار إلى أن حبس الإنسان للماء بترك الزواج وترك الجماع يسبب له أمراض رديئة منها الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك.




ضعف نفس الإنسان وخور إرادته





والسبب الرابع: هو أن الوسواس قد يحدث بسبب ضعف نفس الإنسان وخور إرادته فأنت تجد كثيراً من الموسوسين إذا قابلتهم تجد في شخصياتهم ضعفاً ورداءة، وفي هممهم وعزائمهم وهن وخور وضعف سببه تسلط الشيطان عليه، وتجد كثيراً من الموسوسين يبتلون بتكثير الكلام، وترديده وإعادته، والتنطع في كثير من القضايا، مما يجعلهم ممقوتين عند الله وعند خلقه، نسأل الله العافية والسلامة.




النقص في غريزة العقل





إذاً: فالسبب الأول هو: النقص في غريزة العقل، وذلك أن كثيراً من الموسوسين في عقولهم ضعف يتمكن الشيطان من التأثير عليهم ولبس الحق بالباطل ولذلك ذكرابن الجوزي وابن القيم رحمهما الله أن رجلاً جاء إلى الإمام أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي فقال له: يا إمام إنني أنغمس في الماء مرة، ومرتين، وثلاثاً، ثم أخرج منه، وأنا أشك هل ارتفعت الجنابة عني أم لا، هل اغتسلت أم لا. فقال له أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله: اذهب فقد سقطت عنك الصلاة، فلما ذهب هذا خوطب الإمام أبو الوفاء وقيل له: كيف قلت لهذا الرجل ما قلت؟! قال: إنه مجنون، فالذي ينغمس في الماء ثلاث مرات ثم يشك، هل بلغ الماء إلى جسده وأعضائه أم لا، فهو مجنون وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظ، والصغير حتى يبلغ، والمجنون حتى يفيق} وهذا مجنون. وبعض الناس أخذوا من هذه القصة فتوى فأفتوا لبعض من بلغ بهم الوسواس مبلغه بترك الصلاة، وفي هذه الفتوى نظر كبير، فإن الصلاة من أهم أركان الإسلام، ولا تسقط إلا عن من سقطت عنه في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كالحائض والنفساء، ولكن المقصود من سياق هذه القصة الإشارة إلى أن غالب من يصاب بالوسواس ويتعمق فيه الوسواس يكون في عقله شيء من النقص والخفة.




أنواع الوسوسة





أما النقطة الثانية: فهي الحديث عن أنواع الوسوسة: أنواع الوسوسة كثيرة، لا تنحصر، وإذا كان الإمام أبو الوفاء بن عقيل، يقول: إن الوسواس نوع من الجنون؛ فإن العرب يقولون: إن الجنون فنون، لكنني أذكر معظم هذه الأنواع. فمن أنواع الوسواس: ......




الوسوسة في المعاملات




والنوع الخامس من أنواع الوسوسة: هو الوسوسة في المعاملات، فتجد الإنسان ينقر على نفسه ويبالغ في ذلك حتى أن أحد الطلبة مثلاً إذا قال الأستاذ للطلاب وقد شرح لهم الدرس: أفهمتم؟ هل الدرس واضح؟ قال نعم، فكلمة نعم التي خرجت من فمه عفوية عادية تصيبه أو تسبب له بعد ذلك من الكوارث والمحن ما الله بها عليم، ويجلس أياماً طويلة وربما سافر، وذهب وجاء واتصل بالعلماء من أجل أن يقول: إنني قلت: نعم وأنا لم أفهم الدرس، وربما يكون في هذا كذب وهل لي من توبة؟ إلى غير ذلك! وربما يطول بكم العجب لو رأيتم بعض ما ابتلي به هؤلاء الموسوسون في مثل ذلك، ثم إذا اشترى شيئاً أو باع شيئاً، رجع إلى بيته فنسي، هل أديت المال وقيمة هذه السلعة أم لا؟ فغلب على ظنه أنه لم يؤدها فرجع وربما يدفع قيمة ما اشتراه مرتين وثلاث مرات، وربما يكثر من مراجعة نفسه، أنك قلت في فلان كذا والواقع أن الأمر كذا، وقلت في أمك كذا، وقلت في أبيك كذا، وقلت في زوجتك كذا، وبدأ الشيطان يتلاعب به في أقواله وأفعاله، حتى أفسد عليه دينه ودنياه، هذه أهم أنواع الوسوسة.




الوسوسة في العبادات





الرابع من الوسوسة: وهو في العبادات، في الصلاة مثلاً، فبدأ يوسوس في الصلاة، ويسهو ويزيد، وينقص، ويطيل، حتى إنني حُدِّثت أن بعضهم جلس من الساعة العاشرة عصراً إلى الساعة الرابعة ليلاً، أي ست ساعات وهو يصلي ثلاثة أوقات، التي هي العصر والمغرب والعشاء، فإذا رأى أهله منه ذلك، وقاموا عليه ومنعوه من هذا الأمر بدأ يبكي ويقول: أنا لست بمسلم، لأنني ما صليت، وقد سهوت في صلاتي، أو زدت، أو نقصت، أو نويت قطع الفريضة، أو صليت بغير وضوء، أو غير ذلك مما يدخله الشيطان عليه نسأل الله السلامة. وبطبيعة الحال فالوسوسة في العبادة ليست في الصلاة، فقط، بل قد يداخله الوسواس في الصيام وفي الحج، في عدد الطواف مثلاً، وفي عدد الحصوات التي رمى بها، وفي نوع العمل الذي عمله وفي كل عبادة من العبادات، فيفسدها عليه، ويحرمه من لذة العبادة وغير ذلك.






الوسوسة في الطهارة والمياه




أما النوع الثالث من أنواع الوسوسة: فهو الوسوسة في الطهارة والمياه وغيرها، فتجد الإنسان إذا قضى حاجته تعب في ذلك أشد التعب، فهو بعدما يتبول يبدأ بهذه البدع المنكرة من نتر الذكر، ونفضه، وسلته، ليخرج ما فيه، ثم تفقده لينظر إن كان بقي شيء من البول في رأس الذكر في مخرج البول، ثم بالتنحنح ليخرج ما بقي من قطراته، ثم بالقيام، والمشي، ثم بالقفز، ثم بعضهم يضع له حبلاً يتعلق فيه، ثم ينـزل إلى الأرض بسرعة، ثم بعضهم يأتي ببعض من القطن فيحشو به ذكره، لئلا يخرج منه شيء، ثم يعصبه بعصابة، والعياذ بالله! ثم يركض، ويمشي، ويصعد الدرج حتى يطمئن إلى أنه لن يخرج شيء منه، وهذه عشر أو إحدى عشرة بدعة وقع فيها هؤلاء الموسوسون أثناء قضاء الحاجة مع أن البول كما قال شيخ الإسلام
ابن تيمية: إذا استُدْعِي در، وإذا تُرِك قر. فالإنسان إذا استدعاه ربما لو جلس ساعات طويلة لخرج منه في الوقت بعد الوقت قطرة أو قطرتان، لكن إذا تركه بقي في مكانه لم يخرج، هذا في قضاء الحاجة. ثم إذا أراد أن يتوضأ، بُلي بالمياه والوسوسة في المياه والشك فيها واحتمال نجاسة الماء أو أن يكون وصل إليه قطرة أو قطرات من البول، أو أن يكون خلت به امرأة، أو أن يكون.. أو أن يكون، ويضع مئات الاحتمالات لهذا الماء الذي بين يديه أن يكون تنجس، أو تلوث، ثم إذا اطمأن إلى الماء أتى بماء كثير جداً، وربما يكون عدداً من القرب، وربما يتوضأ به الفئام من الناس، فيبدأ يتوضأ، ويعرك أعضاءه مرة بعد أخرى، حتى إن بعضهم ليجلس في الخلاء الساعتين والثلاث ساعات والعياذ بالله محروم من ذكر الله عز وجل، في هذا المكان الذي هو مأوى الشياطين وربما فاتته الجماعة، بل ربما خرج وقت الصلاة وهو على هذه الحالة، ثم إذا توضأ بعد العرك، والفرك، والدلك والتعب والجهد الجهيد، أتى للنوع الرابع من الوسوسة.






الوسوسة في الإيمانيات




الوسواس في قضايا العقائد والإيمانيات، حيث يتنطع بعض الناس في التفكير في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته وما ورد في القرآن والسنة من ذلك، ويخطر في فكره وقلبه مخاطر وتصورات وظنون تشغل باله، وتجعله يشك في نفسه ويشك في إيمانه وتقلقه، حتى ربما يسهر بعضهم الليالي ذوات العدد وهو يتقلب في الفراش يفكر في هذه الأمور ويحاول أن يدفعها، ثم يرد على قلبه خاطر أعظم وأطم من ذلك، فيقول له الشيطان الذي أوقعه في الشبكة: مسكين أنت، قد تموت وأنت على هذه الحال، شاك في الله عز وجل مرتد عن دينه، فيكون مصيرك إلى نار جهنم، ولا يزال الشيطان يغلي هذا الإنسان في هذا الحريق حتى يصبح كالحبة التي تتقلب على النار، لا يهدأ له بال، ولا ينعم بنوم، فهذا هو النوع الأول.







الوسوسة في النية




أما النوع الثاني: فهو الوسواس في شأن النية: فإن كثيراً من الناس يوسوسون في نياتهم ومقاصدهم، يوسوس في نيته إذا أراد الطهارة، فيقول في نفسه: نويت رفع الحدث، ثم يرجع فيقول: نويت استباحة الصلاة، ثم يعود ثم يبدأ في الوضوء، فإذا انتصف قال: ربما لم أتوضأ، فقطع النية وعاد من جديد وهكذا يبدأ ويعيد، فإذا أراد أن يصلي أصابه ما قرب وما بعد في شأن النية، قد يقع بعضهم في كثير من البدع التي تزيد على عشر بدع، كما ذكر شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله أن بعضهم يقف ليصلي فيقول ويجهر يقول: نويت أن أصلي صلاة الظهر -مثلاً- إماماً أو مأموماً أربع ركعات أداءً في الوقت أو فريضة الوقت مستقبلاً القبلة، وبعد ذلك يرفع رأسه وينصبه ويشد عروق رقبته، ويرفع يديه في قوة، ثم يصرخ بقوله: الله أكبر وكأنه يكبر في وجه عدو في ساحة حرب وينفض جسمه نفضاً، ثم يعيد شيئاً من ذلك. ومن الطريف ما ذكره أبو محمد المقدسي رحمه الله في كتابه في الوسوسة: أن أحدهم وقف ليصلي وهو من المصابين بالوسواس، فرفع يديه وبدأ يردد هذه النية: نويت أن اصلي -وهو يتنطع في إخراج الحروف ويكررها، فبدلاً من أن يقول: أصلي صلاة الظهر أداءً، نطق الدال ذالاً، فقال: أذاء لله عز وجل، فقطع الصلاة رجل إلى جواره فقال له: نعم، أذاء لله ولرسوله وللملائكة ولجماعة المصلين أي: أنك آذيت الله ورسوله والمؤمنين بهذه البدع المحدثة التي ما أنـزل الله بها من سلطان. ويوسوس الواحد منهم في نيته في كل عمل، فإذا كبر للصلاة وانتصف فيها، شك في أمر من الأمور، ربما أنني ما نويت فقطع الصلاة فقال: لابد أن تبدأ الصلاة من جديد، ويصيبه من ذلك والعياذ بالله من المشقة والعنت ما لا يحمد عليه في الدنيا، ولا يؤجر عليه في الآخرة فنسأل الله السلامة بمنه وكرمه.




آثار الوسوسة ومضارها





النقطة الثالثة هي: الكلام على آثار الوسواس ومضاره، فهذا الوسواس له آثار ومضار كبيره جداً على الإنسان الموسوس وعلى غيره من الناس، فأما مضاره على الشخص المبتلى بالوسواس، فهي تنقسم إلى: مضار دينيه، ومضار دنيوية. ......




آثاره على غير الموسوس




أما آثار ومضار الوسواس على الآخرين، فمن آثاره ومضاره: أنه يجعل نفسه مسخرة للناس حيث يضحكون به ويسخرون به، وربما نالهم الإثم بسبب غيبتهم له أو ضحكهم منه، أو استهزائهم بأعماله وتصرفاته. ومن آثاره أيضاً أن بعض من يحسنون الظن بهذا الموسوس قد يجارونه ويسايرونه ويقتدون به فيما فعل، فيسبب لهؤلاء الناس ضرراً وإثماً، وكان قدوة سيئة لغيره في ذلك. ومن أضراره على الناس أيضاً، وهذه من الأضرار العظيمة في هذا العصر خاصة أنه يفتح ثغرة على أهل الخير حيث إن كثيراً من الأشرار وأعداء المؤمنين قد يسخرون منهم بسبب هؤلاء الموسوسين، فإذا وجدوا بين المؤمنين شخصاً موسوساً أطلقوا الوسواس على كل المؤمنين، فإذا رأوا إنساناً يعمل عبادة مشروعة مستحبة، بل ربما يعمل واجباً قالوا: هذا موسوس، فألصقوا به هذه الفرية بسبب وجود فرد أو أفراد مبتلين بهذا الداء، وبعضهم يقول للأب إذا رأى ابنه مع الصالحين: ابنك سيتحول إلى موسوس ويصاب بما أصيب به فلان من ترك العمل، وترك الدراسة، وكثرة البقاء في دورات المياه وإطالة الصلاة، وما أشبه ذلك من الأمور التي قد يجدونها في بعض الموسوسين.






المضار الدنيوية على الموسوس




أما المضار الدنيوية فهي كثيرة منها: أن الإنسان قد يبتلى ببلاء من جنس ما وسوس فيه. أعرف بعض الشباب ابتلي بالوسوسة في التبول، يطيل الأمر في ذلك ومع الزمن صار عنده شيء من سلس البول، فيقول له الأطباء: إن هذا السلس الذي تشعر به ليس سببه عضوياً، كأن يكون عندك مثلاً ارتخاء في أعضاء التبول وما أشبه ذلك، وإنما سببه أن كثرة اهتمامك وتركيزك على خشية نـزول البول وخروجه جعلك مع الاستمرار تشعر بخروج البول ثم يخرج فعلاً قطرات من البول، وهذا يزيد الإنسان ثقة أن الوسواس الذي ابتلي به هو حق، وهو ورع، وهو خروج من النجاسة لا بد منه في الصلاة، هكذا يفكر هذا الموسوس، وهذا ضرر ديني ودنيوي في نفس الوقت. ومن مضاره الدنيوية: أنه يؤثر في صحته وجسمه، حتى إنك إذا رأيت بعض الموسوسين -وأقسم لكم بالله إن هذا الأمر واقع- إذا رأيت بعض الموسوسين عرفت من قسماته وآثاره وسيما وجهه وجسده أن هذا الرجل مبتلى بالوسواس، لأن هذا الوسواس فعل فيه وأثَّر فيه تأثيراً بليغاً خاصة إذا طال الزمن. ومن أضراره الدنيوية أنه قد يحرم الإنسان من المنافع الدنيوية، فأعرف من ترك طلب العلم والدراسة، أو التجارة أو غير ذلك وانشغل بهذا الأمر، فإذا انشغل تفرغ لهذا الوسواس وتفرغ الشيطان له، وكما يقال: زاد الطين بلة.






المضار الدينية على الموسوس




فالمضار الدينية أن هذا الموسوس قد يبغض إليه كثير من أمور الدين بسبب ما ابتلي به من الوسواس، فيبغض العبادة، يبغض الصلاة ويبغض قراءة القرآن لما يعرض له في ذلك من كيد الشيطان، وإذا حصل له هذه النوايا في قلبه بسبب ما ابتلى به من الوسواس ابتلي بوسواس آخر فقال له الشيطان: أنت الآن تبغض قراءة القرآن، أنت تبغض الصلاة لأنك ربما قد وقعت في الكفر، فجره إلى نوع آخر من الوسوسة والعياذ بالله! وانظر كيف يتدرج الشيطان بالإنسان، فهي سلسله من الوساوس إذا بدأت في الإنسان لا تكاد تنتهي، إلا بتوفيق الله عز وجل. ومن المضار الدينية التي يبتلى بها الموسوس أنه قد يترك هذه العبادة، لا يكتفي ببغضها بل قد يتركها، فربما ترك الصلاة أو ترك على الأقل كثيراً من النوافل بسبب الوسوسة. إن الوسوسة تشغل كثيراً من وقته فيما لا فائدة فيه فينشغل عن القراءة والذكر والعلم والدعوة بهذا البلاء المستطير، وربما دخل قلبه شيء من الخوف الذي هو خوف في غير مكانه، وأدى إلى ضرر عظيم على هذا الإنسان.



 توقيع : أبوأحمدالمصرى

أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة
حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014
الموافق 3 محرم 1436 هجرية



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سعد حمد و الشيخ سلمان العودة شموخ لاينكسر ‎تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني 3 19 Dec 2009 09:44 AM
كتاب ( الإغراق في الجزئيات ) لـ سلمان العودة أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 1 16 Sep 2008 07:18 PM
حمل رسالة الشباب المسلم في الحياة للشيخ سلمان العودة أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 2 14 Sep 2008 07:33 PM
عالج خجل طفلك.. د سلمان العودة مسك 2007 منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 2 21 Aug 2008 10:31 AM
صوموا تصحوا / د.سلمان بن فهد العودة أبو سفيان دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and 1 01 Apr 2008 07:55 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 05:56 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي