#1
|
||||||||
|
||||||||
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ملخص الخطبة 1- نص حديث ابن عمر : ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) 2- قصر الأمل في الدنيا والزهد فيها. 3- الدعوة لاغتنام الأعمار قبل الفوت. 4- الاهتمام بعمل الآخرة. الخطبة الأولى أيها الإخوة: جاء في صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك). أيها الإخوة: هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا، فالمؤمن لا يجعل الدنيا أكبر همه فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر ويكون جاهزاً للرحيل، قال الله تعالى: إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل. وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله إن الدنيا ليست بدار قراركم كتب الله عليها الفناء وكتب الله على أهلها الظعـن، أي الرحيل، فكم من عامر موثق عن قليل يخرب، وكم من مقيم مغتبط عما قليل يرحل، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى. فالمؤمن في الدنيا كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه التزود للرجوع إلى وطنه التي خرج منها ليستقر بها، ووطن المؤمن الذي فيه قراره هو الجنة فقد أُخرج أبونا منها ووُعد بالرجوع إليها هو ومن صلح من ذريته، فالمؤمن يحن إلى وطنه إلى دار المقامة الأبدية، جعلنا الله من أهلها. قال الفضيل رحمه الله: المؤمن في الدنيا مهموم حزين، فلا هم لـه إلا التزود بما ينفعه عند العود إلى وطنه فلا ينافس أهل البلد الذي هو غريب بينهم في عزهم ولا يجزع من الذل عندهم، وقال الحسن رحمه الله: "المؤمن كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، له شأن وللناس شأن، دائماً يحن إلى وطنه الأول". فإذاً أيها الأخ الكريم: كن في الدنيا كأنك غريب .. فالمؤمن كالغريب في هذه الدنيا أو أن المؤمن في الدنيا كعابر سبيل كأنه مسافر غير مقيم، فهو يسعى للتزود للرحيل وليس همه في الاستكثار من الدنيا ومتاعها. فهو دائب السير يساق مع ذلك سوقاً حثيثاً، الموت متوجه إليه والدنيا تطوى من ورائه، وما مضى من عمره فليس بكارّ عليه حتى يأتي عليه يوم التغابن. سئل رجل كم أتت عليك: قال ستون سنة: فقيل له: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقيل له: أتعرف التفسير؟ إن تفسيرها: أنا لله عبد وإليه راجع، فمن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف وأنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً. أيها الأخ الكريم جاء في إحدى روايات الحديث هذا عند الترمذي: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور)). قال بعض الحكماء كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده حياته إلى موته؟ فيا أيها الأخ الكريم: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)). أيها الإخوة: علينا الاستعداد للرحيل والتوبة والإنابة إلى الله، فالله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، فالواجب على المسلم المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن لا يقـدر عليها ويحال بينه وبينها إما بمرض أو مـوت، ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجـوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأماني. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا لـه من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين .. وقال تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون وقال تعالى: وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفساً إذا جــاء أجلهــا والله خبير بما تعملون. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها الإخوة: قال ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح). لأن العبد يأتيه الموت إما ليلاً أو نهاراً، فالمؤمن يستعد له، فإذا أصبح يقول في نفسه لعلي لا أمسي إلا مع أهل القبور فإذا جاءه المساء قال لعلي لا أصبح إلا مع أهل القبور، فهذا أحد الصحابة من أهل العلم والفقه معاذ بن جبل رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند الترمذي وغيره قــال رضي الله عنه: قلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قـال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسـره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكـاة وتصـوم رمضان وتحـج البيت))ثم قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجـل في جـوف الليل)) ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون، ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمـر وعمـوده وذروة سنامه)). قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد))، ثم قال: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟)). قلت: بلى يـا رسول الله، فأخذ بلسانه، قال: ((كف عليك هذا)) قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)). فهذه حال الصحابي الجليل، بل وكل الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، همه الوحيد أن يعمل عملاً يدخله الجنة ويباعده عن النار، فهو مستعد للموت وللرحيل وللانتقال إلى الدار الآخرة، ويعلم أنه إما إلى الجنة أو إلى غير ذلك والعياذ بالله. فحينما سأل جاءه الخبر من الصادق المصدوق بأنه أمر يسير على من يسره الله عليه فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما ينبغي أن يسير عليه المسلم من التوحيد وفعل الأركـان وحفظ الجـوارح واللسان. مع البعد عن كل ما ينقض ذلك وأن يكثر من فعـل الطاعات مما شـرعه نبينا صلى الله عليه وسلم من الصدقة والصيام وصلاة الليل والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس واللسان، وما يزال العبد يتقرب إلى الله حتى يكون ولياً من أوليائه كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقربُ إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصرُ به، ويده التي يبطشُ بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينهُ ولئن استعاذني لأعيذنه)). اللهم اجعلنا من أوليائك الذين يعبدونك حق عبادتك، يرجون رحمتك ويخافون عذابك. اللهم وفقنا للعمل الصالح واختم بالصالحات أعمالنا واجعل خير أيامنا يوم لقائك ولا تؤاخذنا بما أسلفنا ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. هذا وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم ربكم القائل في كتابه العزيز: إن الله وملائكته يصلـون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً. فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وارض اللهم عن خلفائـه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن جميع الصحابة والآل أجمعين. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. مرزوق بن سالم الغامدي
http://dorar.org/dorargsearch.php
قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ |
17 Sep 2012, 07:14 PM | #2 |
مراقب عام جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وارض اللهم عن خلفائـه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن جميع الصحابة والآل أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بكرمك يا أكرم الأكرمين بارك الله فيكم أختنا الفاضلة ونفع الله بكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء |
الروضة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=17
المواجهة الشريفة/http://vr.qurancomplex.gov.sa/?cat=4 عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت مع من أحببت قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم رواه البخاري |
17 Sep 2012, 11:25 PM | #3 |
جزاها الله خيرا
|
رد: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
آمين، وفيكم بارك المولى
الله يجازيكم بالمثل |
قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ |
18 Sep 2012, 11:16 AM | #4 |
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا
|
رد: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
جزاك الله كل خير عائشه في ميزان حسناتك ياااارب |
•
أريد أن أتوب .. ولكن .. !!
• هنيئا لك أخي المسلم هذه الثمرات ! • شرح الصدور .. بما لا ينفع الأموات بالقبور . |
18 Sep 2012, 07:43 PM | #5 |
جزاها الله خيرا
|
رد: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
آمين وإياك |
قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|