القلب مزْرعة للمعتقدات

قال الراغب الاصفهاني في كتابه (الذريعه الي مقاصد الشريعه)
((وأيضًا فالقلب بمنزلة مزْرعة للمعتقدات، والاعتقادُ فيه بمنزلة البذْر، إنْ خيرًا، وإنْ شرًّا، وكلام اللَّه تعالى بمنزلة الماء الذى يسقيه، ولذلك سماه ماءً على ما تقدم ذكره، فكما أنّ الماء إذا سقى الأرض يختلف نباتُه بحسب اختلاف بذورِه، كذلك القرآن إذا وَرَد على الاعتقادات الراسخة فى القلوب، تختلف تأثيراته، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: )وَفِى الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِى الأُكُلِ ( [الرعد:4].

وقال تعالى: ) وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا( [الأعراف:58]))

أقول : تأمل ما قاله يفسر لك حال كثير ممن أوتي القران من أهل البدع ومع ذلك لم ينتفع به ولم يرفع به رأسا بل قد يزداد بحفظه ضلالا وخسارا (ولايزيد الظالمين إلا خسارا ) وذلك لبذور اعتقاد خبيثه سيئه في قلبه فينزل ما يقرأويحفظ علي مقتضي بذور اعتقاده فتنمو ولما كانت البذور خبيثه فماذا تنتج من فروع وثمار ؟
لذلك كان تصحيح الاعتقاد وتعليم الايمان أساس وبذر طيب يزيده القران والعباده ينبغي ان يبدأ به كما كان اصحاب الحبيب قَالَ جُنْدُبٌ وَابْنُ عُمَرَ: " تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا

جزاك الله خير ..

جزاك الله خير