اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝1 ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ ۝2 ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝3 مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ۝4 إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ۝5 ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ۝6 صِرَ ٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّينَ ۝7﴾ [الفاتحة: 1-7] * سورة الفاتحة مكية

سُمِّيت سورةَ الفاتحة لافتتاح كتاب الله بها، وتسمَّى أم القرآن لاشتمالها على موضوعاته، من توحيد لله، وعبادة، وغير ذلك، وهي أعظم سورة في القرآن، وهي السَّبعُ المثاني.


           :: اعراض السحر و الحسد و العين ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: الفرق بين السحر والعين والحسد ..اعرف اللى عندك (آخر رد :ابن الورد)       :: كوكب جليز 12.. هل عثر العلماء على الأرض الجديدة ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: خطوات علاج سحر تعطيل الزواج بالتفصيل !! (آخر رد :ابن الورد)       :: القـــــــــرين . (آخر رد :ابن الورد)       :: هل السحر يقطع الرزق بأنواعه ؟ وكيف اعرف ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: تأثير السحر علي الأبناء وازاي نحمي أولادنا من السحر و الحسد ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: إزاي تعرف أنك محسود أو مسحور أو معيون ؟! (آخر رد :ابن الورد)       :: حل النحس و قلة الحظ وعدم التوفيق.... لو حاسس انك منحوس الفيديو ده ليك 👇🏻. (آخر رد :ابن الورد)       :: ازاي تعرف إن معمولك سحر ومين اللي عمله.... آيات كشف السحر لأول مرة !! (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 Nov 2006, 07:47 PM   #31
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue






















البشارة التاسعة عشرة


بشارة أخرى من بشائر هذا القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) النساء) نتوقف عند كلمة (يجد) فما الفرق بينها وبين قوله تعالى (فإن الله غفور رحيم) هذا اللسان العربي فيه تعبيرات وجمل تدل على معنى اضافي بمجرد ترتيب لكلمات. يقول الشاعر:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل

فما الفرق بين لوجدتنا نحن الضيوف وبين نحن الضيوف؟ (لوجدتنا) تعطي انطباعاً أن هذا الشاعر كريم يفرح بالضيف ويأنس به ويتمنى لو جاءه كل يوم وابراهيم u مثلاً كان لا يأكل إلا إاذ آكله ضيف . فكلام الشاعر موجه للضيف يغريه بالقدوم لأنه يفرح بالضيافة وهو مستعد لها. ولذها كلمة يجد إغراء وتوكيد وإظهار للهفة الشاعر على ضيفه وهكذا كلمة (يجد) في الآية الكريمة فالله تعالى يغري المذنبين والخطّائين مهما عظمت ذنوبهم وخطاياهم أن يعودوا اليه ويستغفروه لأن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من صاحب الراحلة كما جاء في الحديث المشهور. ولهذا قال تعالى (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) وينزل سبحانه في الثلث الأخير من الليل وينادي هل من مستغفر فأغفر له؟ والله تعالى يهيب بكل المذنبين أن تفرّ إليه والعادة جرت في الدنيا أنك إذا عصيت ملكاً من ملوك الأرض فانت تفرّ منه لشدة بطشه أما ملك الملوك فيقول إذا عصيتني ففِرّ إليّ لأني أغفر لك ذنوبك جميعاً. (تجد الله غفوراً رحيما) إغراء للمذنبين بالتوبة (وسارعوا الى مغفرة من ربكم) ثم أراد أن يحدد هذه السرعة فقال انها سرعة المتسابقين (وسابقوا الى مغفرة من ربكم).

هكذت كلمة (يجد) توحي بكل هذه المعاني وإن الله تعالى بهذا الكرم والجود يحب المغفرة كما علّمنا صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر : اللهم إنك عفو قدير تحب العفو فاعفو عني. وهو سبحانه يحب التوابين كالكريم الذي يحب الضيوف يأتون بيته. وكذلك الله تعالى يقول لعباده المذنبين والخطائين (يقول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث به عن ربه" يا عبادي كلكم ضالّ الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من ****وته فاست****وني أ****كم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم) فما عذر من يدخل النار بعد هذا الكرم وما عذر من يتهاون بالتوبة والاستغفار والله تعالى باسط يديه بالليل والنهار كالأب الحاني الذي يتمنى أن يُقبل عليه ابنه العاصي ويقول تعالى في الحديث القدسي: عبدي لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً جئتك بمثل قرابها مغفرة. وكذلك يقول تعالى في حديث قدسي: وإن تقرب اليّ شبراً تقربت اليه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت اليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.

وما شدة فرح الله تعالى بتوبة عبده الخطّاء يقول يا عبدي أنني أحب التوابين وأحب المستغفرين فإذا استغفرتني وتبت اليّ فسوف تجدني قد قبلت عذرك وفي الحديث إن العبد ليعصيني ليذكني على المعصية يستغفرني فأغفر له.

في مثل هذا الشهر المبارك ينبغي على كل خطّاء مهما كانت أخطاؤه عظسمة وهناك الفواحش والشهوات ومن ظلم نفسه وهناك العاصي الذي تمرد على الأداء وهناك المذنب الذي يخلّ بواجب فالمعاصي منقسمة شرائح ومنظومات ولكي لا يبقى للعبد حجة إذا لم يتقرب من ربه تائباً مسغفراً من أجل هذا لا يدخل النار إلا شقي لأنه ما كان عليه إلا أن يستغفر الله والله تعالى جعلها قانوناً (يجد الله غفوراً رحيما) ويجد تعني أنه لا يمكن لعبد أن يستغفر الله إلا وغفر تعالى له مهما كان ذنبه عظيماً وكثير من المذنبين بلغت ذنوبهم حداً لم يتصور أحد أنه يمكن أن تقبل توبتهم لكن الله عز وجل غفرها لهم بمجرد نية التوبة لأنه سبحانه غافر الذنب وقابل التوب فهو سبحانه يغفر الذنب قبل أن يتوب صاحبه بمجرد أنه عزم النية على التوبة فيغفر الله تعالى له مسبقاً وهذا معنى قوله تعالى (يجد الله غفوراً رحيماً).



 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 22 Nov 2006, 04:13 PM   #32
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue























البشارة العشرون


من الباشئر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) المائدة) من هؤلاء الذين يحبهم الله تعالى قبل أن يحبو وقدّم محبته لهم قبل أن يقدموا محبتهم له؟ هؤلاء قوم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) فالتذلل للمؤمنين عبادة يحبها الله عز وجل ويحبها المؤمنون وإذا أحبها الله تعالى وأحبها المؤمنون فاز العبد فوزاً عظيماً فإذا أحب الله تعالى عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً. والذل نوعان : ذل فيه منقصة ومهانة عندما تذل نفسك في مقام يجب أن تعزّها فيه وهناك ذل عبقري أفضل من العِزة كالذل للأبوين (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) كلما تذللت لهما كما ارتفعت عند الله تعالى في سُلّم المجد والعزة والكرامة. هكذا التذلل للمؤمنين هما آيتان مرة تهيب بالمؤمنين أن يكونوا أذلة فيما بينهم (أن يذل بعضهم نفسه لبعض) وآية أخرى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) والفرق بين الحالتين أن المؤمنين رحماء بينهم في كل حال بعضهم يرحم بعضهم وهذه قضية ليس فيها عنت ولا مشقة لكن العنت والمشقة أن تذل نفسك (أذلة على المؤمنين) وهذه الذلة هي التي يُعنون لها على منظومة التواضع والتراحم التي ينبغي أن تصادف فيك كظماً عظيماً للغيظ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) حينئذ لا ينبغي لمؤمن أن يكون فظاً غليظ القلب مع مؤمن آخر مهما بدا منه من تقصير في حق نفسه أو حق أخيه أو حق الله تعالى. رجل صالح رأى أخاً له وكان طالحاً فقال والله ليدخلّنك الله النار قالها له بغلظة وقسوة وكان عليه أن يبتسم في وجهه وينصحه بأن يُنجي نفسه وأن يُحبب له التوبة ويترفق به كما ترفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالخطائين والمذنين فقال تعالى من هذا الذي يتألّى علي وعزتي وجلالي لأدخلنه الجنة ولأدخلنك النار لا لشي إلا لغلظ قوله وقسوته على أخيه. وهذا ما نسمعه كثيراً اليوم نسمع من يقول فلان مشرك وفلان كافر وفلان مبتدع وغيره ونسمع كثيراً من غليظ القول والقسوة وهذا يدخل في ما رويناه سابقاً في الحديث. وحديث آخر: قال صالح والله لا يغفر الله لفلان وكان هذا الفلان خطاء يملأ الدنيا خطايا فيقول تعالى من هذا الذي يتألى ألا أغفر له لقد غفرت له وأحبطت عملك لا لشيء الا لقسوته وغلظته على أخيه.

عن انس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية فجاء أعرابي فجبذه جبذة قوية فرأيت أثرها على صفحة عنقه وقال: مُر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك وأمر له بعطاء والكل يعرف قصة الأعرابي الذي بال في ناحية من المسجد فقام الناس ليأخذوا عليه فقال صلى الله عليه وسلم اهدأوا إنمابُعثتم ميسرين لا معسرين وأمرهم أن يهرقوا الماء على البول.

فإذا رأيت رجلاً يتكبر على الناس ويقسو عليهم ويرى نفسه خيراً منهم فهو هالك كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم. رجل صالح ملتزم رأى فساد الناس فصرخ لقد هلك الناس كأنه يبرّي نفسه من فسادهم ويرى نفسهم خيراً منهم وفي يومنا هذا أفراد وجماعات تعتقد أنها في الوحيدة على الحق والباقي هالكون فمن يقول هذا فهو اشدهم هلاكاً وقد يكون الباقون هالكون فعلاً وكأن قولك يدل على أنك ترفع نفسك وتنظر اليهم بازدراء واحتقار فأنت أشدهم هلاكاً فلا يقول الرجل الصالح هلك الناس أو فسدوا وإنما يدعو الى الله بالحسنى واللطف والكلمة الطيبة. من أجل ذلك فإن لغة التخاطب بين المؤمنين ولغة التعامل بين الخطائين وغير الخطائين يجب أن تكون بغاية الرقة كما يفعل الطبيب مع مريضه. فإذا رأيت رجلاً يُعنّف ويفسّق ويكفّر فاعلم أن الله تعالى لا يحبه وهو بعيد عن الله وهو لا يحب الله تعالى ولو أحب الله تعالى لأحب عباده. قال موسى لربه: أراك يا رب تحب بني اسرائيل وأنا لا أحبهم فقال لأنك لم تخلقهم. حينئذ رب العالمين رب الناس طلب منا أن ندعو اليه بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال عبد الله بن مسعود: لا تحاسبوا الناس وكأنكم أرباب. فأنت لست رباً يحاسب الناس فرب العالمين هو وحده سبحانه الذي يحاسب الناس لكن عليك أن تحاول أن تنقذ أخاك بالكلمة الطيبة ووجهك باسم ولهذا يحبك الله تعالى وتحبه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يتمثل الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ومن أجل هذا حُرّمت الخيلاء والكِبر وامتدح الله تعالى كظم الغيظ (والكاظمين الغيظ) ووعدهم أن يملأ نفوسهم رضى يوم القيامة لأنهم ذلّوا وأذلوا أنفسهم. قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يُشرف البناء ويرفع الدرجات قال أن تحلم مع من جهل عليك وأن تصل من قطعك وأن تعطي من حرمك.

كل ذلك من ذل المؤمن العبقري الذي يحبه الله تعالى ورسوله ذلك الذل يجعل المؤمنين متراحمين متوادين فعليكم أن تكونوا مع المؤمنين أذلة لأنه ذلة يحبها الله ويحبها بكم وتجعلون رب العالمين يضفي عليكم من الرحمات فإذا أحب الله تعالى أعطى عطاء غير محدود.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 23 Nov 2006, 09:34 PM   #33
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الحادية والعشرون


من البشائر التي يبشر الله تعالى بها المتقين قوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) فالرحمة الواسعة إنما هي للمتقين وهناك فرق بين الرأفة والرحمة فالرأفة هي للمؤمنين فلا يعذبهم أما الرحمة فهي للصالحين فيضاعف لهم الأجر أضعافاً لا يمكن للعقل البشري أن يحيط بها من قريب أو بعيد ولذا جاء في الحديث: ليرحمنّ الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها ابليس. ونحن نعلم أن لله تعالة مئة رحمة أنزل الى الأرض منها رحمة واحدة وبقي تسع وتسعون رحمة فتأمل ما هو حجم هذه الرحمات يوم القيامة؟

قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) التقوى أنواع منها التقوى الشخصية وهي ما بينك وبين ربك كالصلاة والصيام والعبادات وهناك التقوى العسكرية كتقوى الجيوش المقاتلة والثبات والصمود وتقوى سياسية وهي تقوى الحُكّام وأهمها وأوسعها التقوى الاجتماعية وهي التقوى التي تتحكم في سلوك الناس مع بعضهم أي التوقى في مدى تعاملك مع الآخر أياً كان هذا الآخر حيوانياً كتلك التي سقت كلباً يلهث فغفر الله تعالى له أو شجراً أو طريقاً "رأيت رجلاً في ريض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق المسلمين"

وهناك أصناف من الناس يحبهم الله تعالى لتقواهم الاجتماعية أي بسلوكهم مع الآخر فيسبغ عليهم من النِعم ما لا يمكن تصوره (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف)

ومن المتقين في باب التقوى الاجتماعية: الذين يزورون المرضى وكلكم تعلمون كيف أنهم يُغفر لهم كل ذنوبهم بحيث يخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، وإكرام الجار "إذا مات الرجل وشهد له سبعة من جيرانه بخير إلا شفّعهم الله فيه" ، والفقير المتعفف ذو العيال لا يسأل الناس فسلوكه مع الناس (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) نظرته للمجتمع من حيث أنه لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه بالسؤال فيعطيه الله عطاء عظيماً هذا الذي يموت وحاجته في صدره، كذلك الرفق بالحيوان وبالمرضى والمراجعين إذا كنت موظفاً وقِس على ذلك مما لا حصر له ولكن من الشرائح العظيمة المكرّمة من المتقين منهم البارّ بولديه والبر بالوالدين أعجوبة "ثلاث لا يضر معها ذنب من ضمنها البر بالوالدين" كذلك الاحسان الى البنات إذا كان لك بنت أو بنات وأحسنت لهن احساناً متميزاً وأدّبتهن فأحسنت تأديبهن إلا كُنّ وجاء لك من النار وصبّ عليك الرحمات حباً يوم القيامة بحسن تربيتك لهن وحفظك لهن.

كذلك حفظة القرآن الكريم وهذه شريحة مقدسة يوم القيامة"إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن أهل الله وخاصته" وكذلك أصحاب البلاء الصابرين "إن الله يكره مساءة عبده المؤمن فإذا أصابك سوء أو بلاء فصبرت فإنك تكون من شريحة عظيمة من المتقين تسعك رحمة الله تعالى يوم القيامة التي تسع كل شيء. كذلك الراحمون إذا كان قلبك رقيقاً "أكثر أهل الجنة رقاق القلوب" أما قسوة القلوب فهو أمر يبغضه الله تعالى بغضاً عظيماً ويحاسب عليه قاسي القلب كما كلن هو يحاسب الناس من قسوة قلبه ولذلك الراحمون يرحمهم الله عز وجل. كذلك من الشرائح التي يحبها الله تعالى المتحابون في الله والمتحابون في الله في ظل الله تعالى يوم القيامة، كثير من هذه الشرائح التي تُحسن التعامل الاجتماعي مع الآخر كالكاظمين الغيظ وأهل الكرم والسخاء والضيافة حتى ان الله تعالى أوحى الى موسى أن لا يقتل السامري مع أنه جعل قومه يرتدون واستحق القتل قال تعالى لموسى لا تقتله فإنه سخيّ.

رب العالمين ادّخر تسعاً وتسعين رحمة الى يوم القيامة ورحمة واحدة هي التي شملت هذه البشرية كلها فماذا ستفعل هذه الرحمات التسع والتسعون لا تبقي على ذي سلوك حسن مع الآخر ذنباً ويكفي أن تعلم أن امرأة كانت تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها كانت تؤذي جيرانها فقال هي في النار لمجرد ان سلوكها مع الآخر كان سيئاً.

إذن التقوى الاجتماعية هي موقفك مع الآخر بائع ومشتري، حاكم ومحكوم، عالم ومتعلم، جار وجار، ابن وأب، أخ وأخت وكل علاقة مع الآخر هي التي تجعلك من شريحة التقوى الاجتماعية العظيمة تلك التي قال فيها صلى الله عليه وسلم "خياركم خياركم لأهله" وقال صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" الى آخر هذه النصوص التي تبين أن التقوى القاسية الصعبة التي تخالف النفس وتخالف الشيطان والعِزّة الجاهلية والكبرياء هذه هي التي تجعلك من المتقين المتقدمين يوم القيامة من حيث ما بلغت فيها من مخالفة النفس (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) فإذا كنت من هؤلاء أصحاب هذا الحظ العظيم فأبشر بسعة رحمة الله تعالى التي لايمكن أن تتصور مدى سعتها.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 25 Nov 2006, 11:22 AM   #34
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثانية والعشرون


من البشائر العظيمة التي تُعدّ نفحة من نفحات الله تعالى والنفحة هي الهدية الثمينة الخاصة التي نفعها عظيم قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) كيف؟ بهذه السهولة أن تتوضأ في الماء البارد المنعش ثم يعطيك الله عز وجل على هذا الوضوء عطاء قد لا تجده في أي عبادة أخرى. وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :" إذا توضأ المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل الذنوب التي نظر اليها مع الماء فإذا غسل يديه خرجت منه كل الذنوب التي بطش بها بيديه مع الماء فإذا غسل قدميه خرجت منه كل الذنوب التس مشى اليها برجليه مع الماء." فما عليك إلا أن تتوضأ بهذا الماء المنعش بسهولة ثم تأخذ كل هذا العطاء وهناك فرق بين آيتين: (ويحب المتطهرين) وقوله تعالى (ويحب المطّهرين) فالمتطهرون هم الذين إذا أحدثوا توضأوا للصلاة هذا المتطهر أما المطّهر فهو الذي يبقى على طهور دائم من ساعة ما يستيقظ الى ساعة ما ينام هو على وضوء كما قال صلى الله عليه وسلم: ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. فالمحافظة على الوضوء عبادة جليلة إذا تعوّد عليها العبد صعب عليه أن يتركها بل إذا تعوّد عليها العبد المؤمن فلا يلذّ له طعام أو حديث أو سلام إلا إذا كان متوضأً. وفضل الوضوء يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت خشخشة نعال بلال قبلي في الجنة فسألته بم سبقتني قال ليس بشيء إلا أني كلما أحدثت أحدثت وضوءاً قال صلى الله عليه وسلم ذلك هو ذلك هو. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن توضلأ وضوءاً جيداً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ في هذا المجلس وقال من توضأ مثل وضوئي هذا غفر الله له مل تقدم من ذنبه. وأحاديث الوضوء الصحيحة تنتهي بنهايات متعددة فهناك حديث : ما توضأ بمثل هذا الا رفع الله درجاته وحديث : إلا عاد من ذنوبه كهيئة ولدته أمه. وأحاديث كثيرة في هذا الباب تدل على أن هذا الوضوء نفحة من نفحات الله تعالى يعطيها للمتوضئين الذين يحافظون على وضوئهم بوضوء طاهر نقي يستعدون به إما لصلاة فهم المتطهرون وإما على الدوام فهم المطهّرون.

أي بشارة هذه؟ ما عليك إلا أن تتوضأ وتحسن الوضوء بالكامل ثلاث مرات غسل يدين واشتنشاق ومضمضة وغسل وجه ورجلين ولا تترك سُنّة إلا وتفعلها بشرط أن تسمي على الوضوء فإذا بدأت الوضوء بدون تسمية تكون حُرمت من هذا الفضل. بشارات عظيمة أن المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم جبراً للصلاة وقد يتوضأ أكثر من ذلك وهؤلاء يدخلون فيمن أدخل الوضوء على الوضوء. هذا الدين يحثك على الطهارة والنظافة حقاً وقد أجزل الله تعالى العطاء حتى لا تجد في نفسك تقاعساً عن ذلك من أحسن وضوءه سواء كان المتكرر مع أوقات الصلاة أو الدائم فليعلم أن الله تعالى وهبه كرماً عظيماً وقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "ولا يغترّ أحدكم" هذه العبارة هي الفيصل في الأمر وعندما تسمع أن الوضوء يعطيك كل هذا الفضل من درجات رفيعة وذنوب تغفر وخطايا تخرج وترجع كهيئة ولدته أمه فعليك أن لا تغترّ معنى هذا أن هذا العطاء الإلهي اللامتناهي الذي وهبه الله تعالى للمتطهرين والمطهرين لا ينبغي أن يدفعك بغباء أو سذاجة لتفعل ما تشاء من معاصي ما دمت متوضأً وضوءاً جيداً وتقول أن الله تعالى يغفر لك هذا ليس المقصود والمقصود أن الله تعالى يعطيك ثواباً عظيماً ويغفر لك الذنوب غير المتعمّدة أما إذا حدث بك شيئاً من السذاجة والغباء فتقول أفعل ما أشاء ثم أتوضأ وضوءاً جيداً فتغفر ذنوبي حينئذ تكون قد أخطأت الطريق والسبيل وبقيت عليك خطاياك ولا ينفعك وضوءك في هذه الحالة لأنك قصرت به مقصداً ليس على وجهه. فلنعلم أن هذه البشائر للمتوضئين الملتزمين الذين لا يبيّتون المعصية ولا يتحدّون الله عز وجل ولكن إذا وقعت منهم الذنوب عرضاً وكل ابن آدم خطّاء لا يبقى مع هذا الوضوء ذنب.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 25 Nov 2006, 11:23 AM   #35
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثالثة والعشرون


من البشائر قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) طه) إذن من هؤلاء الذين سوف يأذن لهم الرحمن فيشفعون للآخرين حتى يدخلونهم الجنة؟ أنت تستحق النار ولكن بشفاعة معينة تدخل الجنة وأنت لا تستحقها. والاستحقاق جاءك عن طريق وساطة أحد الناس فشع لك عند الله تعالى فأدخلك الجنة يا لها من بشارة عظيمة! صاحب الشفاعة العظمى هو الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا في حلقة سابقة (فبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) وشفاعته هي لأهل الكبائر من أمته وكما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث:" لا أرضى وواحد من أمتي في النار" ولكن هناك آخرون يأذن الله تعالى لهم أن يشفعوا للآخرين والهدف من الشفاعة أنها رحمة من رحمات الله تعالى التسع والتسعون فمن رحمة الله تعالى أن يشفع أحد الناس الصالحين للطالحين وما أكثر هذه الشفاعة، وعندما يكون الأمر على ذلك الهول وذلك الفزع الأكبر ثم يقوم أناس على مشهد من الناس فيقول لهم الله تعالى اشفع لمن تحب فيسمي فلاناً وفلاناً فينقذهم من العذاب ويذهب بهم الى الجنة. في هذا المشهد يحدد تعالى سمات الملوك في الجنة وسبق أن قلنا أن فيها ملايين الملوك وسعتها شيء لا يدركه العقل وفيها الدول والزعماء والقادة والحكام والملوك ولكي تسعد بملكك وقائدك يشفع لك على ملأ من الناس ويتلذذ الناس بالانتماء الى ملوكهم. وشفاعة الأنبياء معروفة ولكل نبي شفاعة لقومه وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم متجلية. وهناك شفاعة العلماء الصالحون الأتقياء ويقول تعالى لهم قم فاشفع لهم كما أحسنت تأديبهم. وكذلك شفاعة الشهداء وكل من مات شهيداً سواء كانوا شهداء دنيا (في الحروب) أو شهداء الآخرة (كل من مات بحادث أو بمرض أو غرق أو هدم أو موت غير اعتيادي) هؤلاء يشفعون لأهل بيتهم وفي رواية يشفعون لعشرة من أهل بيتهم كلهم وجبت لهم النار. إذن الشفاعة هي لمن وجبت لهم النار فتأمل هذا الموقف الهائل حُكِم عليك بالنار ثم يأذن الله تعالى لأحد أن يشفع لك فتدخل الجنة. ومن الذين يشفعون حملة القرآن يشفعون لأهلهم وكذلك لكل صديق شفاعة وكل من عملت له معروفاً يشفع لك في الآخرة وفي الحديث أن رجلاً كان على الصراط ذاهب الى الجنة وآخر مقيّد الى النار فناداه ألا تعرفني فقال لا فقال له أنا الذي وهبتك وضوءاً يوماً من الأيام فيطلب منه أن يشفع له عند رب العالمين فيشفع له فيقول تعالى خذ بيد أخيك الى الجنة. ولهذا مصانع المعروف تقي مصارع السوء. وكذلك ممن يؤذن لهم بالشفاعة يوم القيامة كل مسلم تجاوز التسعين من عمره يُشفّعه رب العالمين في أهل بيته جميعاً ممن وجبت لهم النار وسمي عتيق الرحمن في الأرض. وإذا شهد لك سبعة من جيرانك يوم القيامة إلا شفّعهم الله تعالى فيك حتى على ما كان منك وبهذه الشهادة تنجو من النار. وكذلك إذا صلى عليك أربعون في الجنازة وشهدوا لك بالخير شفّعهم الله تعالى بك على ما كان عليك من الذنب. وكذلك القرآن يشفع لصاحبه والبقرى وآل عمران تشفعان يوم القيامة وعلى كل مسلم أن يستظهرهما وكذلك الصوم يشفع لصاحبه. وهناك بعض الناس وبعض العبادات رب العالمين إذِن لهم أن يشفعوا فعلينا أن نُحسِن الى الناس ونقضي حاجاتهم ونحسن علاقتنا مع الجيران وأن ندعو الله تعالى أن يوفقنا لحفظ القرة وآل عمران وأن يجعلنا من أهل الشفاعة يوم القيامة اللهم آمين.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 25 Nov 2006, 11:25 AM   #36
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الرابعة والعشرون


ومن البشائر الجليلة في كتاب الله تعالى تلك الوظيفة التي أناطها الله عز وجل بحملة العرش ومن حوله وحملة العرش ومن حوله هم أقرب الملائكة الى الله تعالى فتأمل ما هي الوظيفة؟ وظّفهم تعالى بأن يستغفروا للذين تابوا من المؤمنين الخطائين المذنبين الين ملأت ذنوبهم الدنيا ثم تابوا، الملائكة يستغفرون لهؤلاء منذ أن خلقهم الله تعالى الى يوم القيامة. الذين يحملون العرض ثمانية (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) الحاقة) والذين حول العرش 120 صف من الملائكة. تخيل كم نحتاج من الملائكة لكي نرصّ 120 صفاً حول الكرة الأرضية؟ فما بالك بكم نحتاج لنرص 120 صفاً من الملائكة حول العرش والكرة الأرضية ما هي الا كحلقة بالنسبة للعرش فكم عظمة هذا العرش؟ حوله 120 صفاً من الملائكة فتخيل كم نحتاج من الملائكة وكم عددهم؟ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث : أطّت السماء وحُقّ لها أن تئطّ. وأقرب الملائكة هم حملة العرش والذين حوله ومهمتهم فقط وتسبيحهم الاستغفار للذين تابوا من كل الموحدين من هذه الأمة ومن كل الأمم السابقة من عهد آدم الى أن تقوم الساعة كل من آمن بالله ومهما بلغت ذنوبه ثم تاب فالملائكة يستغفرون لهؤلاء التائبين (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر) والسيئات هنا هي العرض على الحساب فالملائكة يدعون ربهم أن يتوب على الذين تابوا ويغفر لهم ولا يحاسبهم لأنهم بالحساب يُعرضون على الله تعالى والعرض فيه خجل فإذا عُرِض العبد المذنب على ربه يشعر بألم شديد من شدة خجله من هذا الموقف لأنه بين كلمة من الله تعالى (خذه إلى الجنة أو الى النار).


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 26 Nov 2006, 12:55 PM   #37
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الخامسة والعشرون


(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الاحزاب) لو علِم المسلمون ماذا أعد الله تعالى لهم بهذا الأمر إذا صلّوا على النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا عليه وسلموا تسليما) لعلموا كم هي عظيمة هذه البشارة. يقول صلى الله عليه وسلم: " أولاكم بي يوم القيامة أكثركم عليّ صلاة" ولِعِظم هذه الصلاة وكبرها ما جمع الله تعالى بينه وبين أحد من خلقه إلا بهذا العمل فعل واحد لله تعالى وملائكته (‘ن الله وملائكته يصلون على النبي) في حين أن الله تعالى يختص بفعل واحد (هو اذي يصلي عليكم) هذه صلاة خاصة و(ملائكته) صلاة خاصة بالملائكة ففعل لله تعالى واحد في القرآن إلا في هذه الآية (إن الله وملائكته يصلون على النبي) بصلاة واحدة حتى أن بعض المفسرين قال في قوله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) أنها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما جاء فيها من آثار. يقول صلى الله عليه وسلم : " صلّوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني" (من صلّى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً ومن صلى علي عشراً صلى الله بها عليه مئة" " من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله وملائكته عليه سبعين صلاة". " من صلّى عليّ لم تزل الملائكة تصلي عليه فليُقِلّ عبد من ذلك أو يُكثِر" وقال الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إذن أجعل لك صلاتي كلها؟ قال صلى الله عليه وسلم إذن تُكفى همّك ويغفر ذنبك. فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العظمة بحيث جعل الله تعالى كل دعاء محجوب ما لم يُبدأ بالصلاة ويُختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم : لا تجلوني كقدح الراكب وإنما افتتحوا دعاءكم بي واختموه بي. وبما أن الله تعالى وعد بأن يقبل أول الدعاء وآخره (كل صلاة على النبي مقبولة) فعندما تدعو وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في أوله وآخره فقد ضمنت أن يكون أول الدعاء وآخره مقبو إذن الله تعالى أكرم من أن يُهمِل ما بينهما إكراماً لأول الدعاء وآخره فيستجيب ما بينهما. من أجل هذا جاءت النصوص في فضل الصلاة على النبي توصي بأن من حُرِمها فقد حُرِم الخير كله. وقال صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذُكِرت عنده ولم يصلي غليّ".

والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم جزء من محبته وبقدر ما تحبه تكون صلاتك عليه. قال احد الصحابة متى الساعة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا إني أحبك فقال صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحبّ. فما فرح الصحتبة بحديث كما فرحوا بهذه البشارة. ومن أحب شيئاً أكثر من ذِكره وكلما كان حبك له عظيماً كانت صلاتك عليه عظيمة كمّاً وكيفاً ونوعاً. ولهذا جاءت الصيغ العديدة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها:

الصلاة الابراهيمية: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد.

وهناك صيغة: اللهم اجعل صلواتك ورحماتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ونبيك ورسولك رسول الخير إمام الخير إمام الرحمة وابعثه مقاماً محموداً يغبطه عليه الأولون والآخرون.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته النبي الأمي كما صليت على ابراهيم اللهم أنزله المقعد المحمود المقرّب عندك يوم القيامة.

فعلينا أن نُحسِن الصيغ التي نصلي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم وأن نصلي عليه بها بأدب وخشوع ووقار وخاصة يوم الجمعة فإنما يسمعها صلى الله عليه وسلم والله تعالى وكّل أحد الملائكة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه أسماء الخلائق وكلما سلّم عليه أحد من الناس أبلغه باسمه واسم أهله.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 30 Nov 2006, 07:16 PM   #38
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة السادسة والعشرون


بشارة البشائر حيث يضمن المؤمن بفضل الله تعالى أن حسناته أكثر من سيئاته هي ليلة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) أفضل من أن تعبد الله ألف شهر أو 84 سنة في كل عام يضاف لرصيدك من الحسنات حسنات 84 عاماً صيام نهارها وقيام ليلها. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. معنى ذلك أنك عندما تسمع أحاديث :"ليس على أهل لا إله إلا الله بأس" وحديث "من قال لا إله إلا الله حُرّمت عليه النار" وحديث " إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة" هذه الأحاديث العجيبة التي توقف عندها العلماء يحاولون وضع معنى لها يزيل الدهشة والاستغراب لكن بهذه البشارة (بشارة ليلة القدر) تُحلّ المعادلة. قلا سابقاً أن من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر) . كيف يمكن أن تضمن أن حسناتك تزيد على سيئاتك؟ الضمان هو بليلة القدر. كل عام ليلة القدر تضيف الى رصيد حسناتك حسنات 84 عام والله تعالى يقول أن ليلة القدر خير من ألف شهر ونحن سنفترض الحد الأدنى (84 سنة) وهي خير من ألف شهر كما قال تعالى لكن لو فرضنا الحد الأدنى ففي كل عام يزيد الى حسناتك كأنك صمت وقمت 84 عاماً. وكل حسناتك وسئياتك في كتاب عند الله تعالى (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) المطففين) وهناك عداد حسنات وعداد سيئات والذي يحصل أن عداد السيئات يُصفّر كل يوم من الجمعة الى الجمعة ومن رمضان الى رمضان ومن الصلاة الى الصلاة والبلاء والاستغفار وزيارة المريض والحج والمصيبة وكثيرة هي اسباب تصفير السيئات فمن قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت ذنوبه والأحاديث في تصفير السيئات عديدة كثيرة. وفي الوقت نفسه فإن عدّاد الحسنات يزيد ويتصاعد تصاعداً خيالياً أكثر مما تتوقعه. فإن ما تفعله أنت في حياتك كلها من حسنات من عمل أو عبادة لا يساوي شيئاً نسبياً لما سيمنحك الله تعالى إياه في ليلة القدر فالحسنات أكثر مما جمعته في عبادتك بملايين المرات وهنا تضمن أن حسناتك أكثر من سيئاتك.

هؤلاء السابقون في الفضل وهؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب فلنتحرّى هذه الليلة المباركة ايماناً واحتساباً ولنحُسن معاملة الناس ونستغفر الله تعالى من كل الذنوب حتى نكون ممن يصافحه جبريل عليه السلام في هذه الليلة المباركة ومن علامات مصافحة جبريل عليه السلام أنك تشعر برقّة وقُرب دمعة وخشوع وأسأل الله تعالى أن يجنبنا العُجب والزلل وأن يجعلنا من عتقاء هذه الليلة المباركة.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 30 Nov 2006, 07:18 PM   #39
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة السابعة والعشرون


ومن البشائر ما يحمله حرف الجرّ في هذه الآية (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) الشورى). جاء في القرآن قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) وجاء قوله تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) فما الفرق بين أن يتقبل الله تعالى من عباده وأن يتقبل عن عباده. إذا تاب العبد بنفسه فالله تعالى يتقبل منه هذا إذا باشر العبد التوبة وتاب واستغفر من ذنوبه.

أما (عن عباده) فتعني أن الله تعالى يتقبل التوبة بالنيابة (أحد الناس تاب عنك). قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) وهذا كرم آخر ونفحة من نفحاته سبحانه وتعالى. فقد تدخل الجنة بحسنات لا تعرفها وإنما جرت على يد غيرك وكان ثوابها لك والأحاديث في هذا كثيرة. الدعاء للمؤمن بظهر الغيب فكم من الناس يدعون لك كل ليلة وكل ساعة وما من دقيقة إلا وفيها صلاة تقام من مشرق الأرض الى مغربها على مدى الأربع والعشرين ساعة هناك أذان يُرفع وصلاة تُقام والكل يقول اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات. والدعاء مستجاب ومن الملائكة من هم مخصوصون للتأمين على دعاء المؤمن لإخوانه بظهر الغيب. قال صلى الله عليه وسلم : " من استغفر للمؤمنين والمؤمنات خمس وعشرون مرة وفي رواية سبع وعشرون مرة إلا غفر له ورُزِق به الخلق وكان مستجاب الدعوة" وما يجري من استغفار المؤمنين بعضهم لبعض يغفر الذنوب. وكذلك الصدقة الجارية ففي البرزخ ترفع درجة العبد فيسأل بم نِلت هذا فيقال هذا باستغفار ولدك لك. هذا تصديق للحديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له وصدقة جارية. فإذا كنت صاحب بستان مثلاً فكل من يأكل من بستانك من طير أو غيره فلك فيه حسنة " وفي كل كبد رطبة صدقة" وكل من تُقضى حاجته باسمك يصله حسنات. وهناك من العبادات ما جُيّرت لك لأن أحداً من الناس قام بها عنك وهذا معنى قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ).


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 30 Nov 2006, 07:21 PM   #40
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثامنة والعشرون


(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر) جميعاً بدون استثناء. لماذا استثنى تعالى في آية أخرى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) النساء) ؟ ليس هناك تناقض بينهما فالآية الأولى تتحدث عن ذنوب المؤمنين وليس من ذنوبهم الشِرك لأنهم لا يشركون فالمؤمن قد يُخطيء خطأ أو يرتكب معصية أو يرتكب ذنباً لكنه لا يُشرك بالله تعالى أما الشِرك فهو ذنب الذي لم يؤمن أصلاً وهو أخطر جريمة على وجه الأرض. المشرك لا يُحسب عليه عمل لأن التوحيد شرط قبول العمل من أجل هذا رب العالمين يغفر للمؤمن حميع ذنوبه ولا يغفر للمشرك شركه.

فالآية الثانية تتعلق بالمشركين والله تعالى يغفر للمؤمني كل شيء (كما في الآية الأولى) ولا يغفر للمشركين (إن الله لا يغفر أن يشرك به).

والله تعالى في قوله (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) فإياك أن تقنط من رحمة الله تعالى أو تيأس ولا يوجد بشارة أهم من هذه البشارة فمهما عظم ذنبك أو ارتكبت من المعاصي حتى لو عصيت الله تعالى ألف عام عليك أن تفِرّ الى الله تعالى فسيغفر لك ذنوبك جميعاً ونذكر قصة الرجل الذي قتل مئة نفس وقبل الله تعالى توبته لمجرد أنه توجه ليتوب ولم يصل الى موقع التوبة ولكنه كان صادقاً في توجهه فمات في الطريق فغفر الله تعالى كل ذنوبه. ونذكر أن الله تعالى غفر لبغيّ بسقيا كلب. والرسول صلى الله عليه وسلم لنا أن الله تعالى يغفر الذنوب حتى ولو كانت مثل قراب الأرض. ولقد مًنِعنا منعاً باتاً من اليأس والقنوط فالقنوط ذنب عظيم فإذا قلت كيف يغفر الله كل هذه الذنوب فتكون قد اتهمت الله تعالى في كرمه وسخائه والحديث القدسي: عبدي لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً جئتك بمثل قرابها مغفرة. ويقول صلى الله عليه وسلم: إن منكم من يعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.

هذا كرم الله تعالى وهذه بشارة عظيمة (لا تقنطوا من رحمة الله) هذا يدلنا على سخف من يتهم مذنباً أو خطّاء ويحتقره إلى أن يقنطه من رحمة الله تعالى فيعاديه ويشتمه ويشنّعه وحينها يتدخل الله تعالى ويضع أحدهما مكان الآخر كما ذكرنا في حديث سابق "من ذا الذي يتألى عليّ؟ وعزتي وجلالي لأغفرن له وأدخله الجنة وأدخلك النار".

ما دام باب التوبة مفتوحاً وما دام رب هذا الباب بهذا الكرم فعلام تُحقّر مذنباً ولو شاء لجعلك الله تعالى مكانه وابتلاك بمثل ما ابتلاه فعلينا أن نُحسن التعامل مع الخطائين ولنعلم أننا جميعاً سندخل من باب التوبة المفتوح هذا الباب الذي لولاه لما نجا منّا أحد.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشروني الله يبشركم بالجنه ؟ معاناة ‎تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني 3 26 Mar 2007 10:22 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 09:44 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي