اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: صورة عجيبة.. هل توجد عناكب عملاقة فوق المريخ ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: اكتشاف على كوكب المريخ يثير حيرة العلماء . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : الوطن نعمته وأمانه - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: حلم (آخر رد :hoor)       :: أكثر شيء يحسدوننا اليهود عليه ثلاثة أشياء . (آخر رد :شبوه نت)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: بالصور: اكتشاف تاريخي لجيمس ويب.. العثور على المادة الأولى للحياة . (آخر رد :ابن الورد)       :: ناسا تكشف: أول دليل على احتمال وجود حياة فوق المريخ . (آخر رد :ابن الورد)       :: طاقية الإخفاء أصبحت حقيقة.. ابتكار أول درع للتخفي (آخر رد :ابن الورد)       :: أخطر جمعية سحر أسود بالعالم أعضاؤها أعظم سحرة الكون..في "الفجر الذهبي" (آخر رد :طالب علم)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) للكتب والأبحاث العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 Apr 2010, 04:42 AM   #21
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يستلزم أن يكون الله مركبا من الأجزاء المنفردة والمركب لا بد له من مركب ; فيلزم أن يكون الله محدثا ; إذ المركب يفتقر إلى أجزائه وأجزاؤه تكون غيره وما افتقر إلى غيره ; لم يكن غنيا واجب الوجود بنفسه - حيروه وشككوه إن لم يجعلوه مكذبا لما جاء به الرسول مرتدا عن بعض ما كان عليه من الإيمان مع أن تشككه وحيرته تقدح في إيمانه ودينه وعلمه وعقله . فيقال لهم : أما كون الرب سبحانه وتعالى مركبا ركبه غيره . فهذا من أظهر الأمور فسادا وهذا معلوم فساده بضرورة العقل . ومن قال هذا فهو من أكفر الناس وأجهلهم وأشدهم محاربة لله وليس في الطوائف المشهورين من يقول بهذا . وكذلك إذا قيل : هو مؤلف أو مركب - بمعنى أنه كانت أجزاؤه متفرقة فجمع بينها كما يجمع بين أجزاء المركبات من الأطعمة والأدوية والثياب والأبنية - فهذا التركيب من اعتقده في الله ; فهو من أكفر الناس وأضلهم ; ولم يعتقده أحد من الطوائف المشهورة في الأمة . بل أكثر العقلاء عندهم أن مخلوقات الرب ليست مركبة هذا التركيب وإنما يقول بهذا من يثبت الجواهر المنفردة .
وكذلك من زعم أن الرب مركب مؤلف بمعنى أنه يقبل التفريق والانقسام والتجزئة فهذا من أكفر الناس وأجهلهم وقوله شر من قول الذين يقولون : إن لله ولدا بمعنى أنه انفصل منه جزء فصار ولدا له وقد بسطنا الكلام على هذا في تفسير { قل هو الله أحد } وفي غير ذلك . وكذلك إذا قيل : هو جسم بمعنى أنه مركب من الجواهر المنفردة أو المادة والصورة ; فهذا باطل بل هو أيضا باطل في المخلوقات فكيف في الخالق سبحانه وتعالى وهذا مما يمكن أن يكون قد قاله بعض المجسمة الهشامية والكرامية وغيرهم ممن يحكى عنهم التجسيم ; إذ من هؤلاء من يقول : إن كل جسم فإنه مركب من الجواهر المنفردة ويقولون مع ذلك : إن الرب جسم وأظن هذا قول بعض الكرامية فإنهم يختلفون في إثبات الجوهر الفرد وهم متفقون على أنه سبحانه جسم . لكن يحكى عنهم نزاع في المراد بالجسم ; هل المراد به أنه موجود قائم بنفسه أو المراد به أنه مركب ؟ فالمشهور عن أبي الهيصم وغيره من نظارهم أنه يفسر مراده ; بأنه موجود قائم بنفسه مشار إليه لا بمعنى أنه مؤلف مركب . وهؤلاء ممن اعترف نفاة الجسم بأنهم لا يكفرون ; فإنهم لم يثبتوا معنى فاسدا في حق الله تعالى لكن قالوا إنهم أخطئوا في تسمية كل ما هو قائم بنفسه أو ما هو موجود جسما من جهة اللغة ; قالوا : فإن أهل اللغة لا يطلقون لفظ الجسم إلا على المركب . والتحقيق : أن كلا الطائفتين مخطئة على اللغة : أولئك الذين يسمون كل ما هو قائم بنفسه جسما وهؤلاء الذين سموا كل ما يشار إليه وترفع الأيدي إليه جسما وادعوا أن كل ما كان كذلك فهو مركب ; وأن أهل اللغة يطلقون لفظ الجسم على كل ما كان مركبا . فالخطأ في اللغة والابتداع في الشرع : مشترك بين الطائفتين . وأما المعاني : فمن أثبت من الطائفتين ما نفاه الله ورسوله أو نفى ما أثبت الله ورسوله ; فهو مخطئ عقلا كما هو مخطئ شرعا . بل أولئك يقولون لهم : نحن وأنتم اتفقنا على أن القائم بنفسه يسمى جسما في غير محل النزاع ثم ادعيتم أن الخالق القائم بنفسه يختص بما يمنع هذه التسمية التي اتفقنا نحن وأنتم عليها ; فبينا أنه لا يختص لأن ذلك مبني على أن الأجسام مركبة ونحن نمنع ذلك ونقول : ليست مركبة من الجواهر المنفردة . ولهذا كره السلف والأئمة - كالإمام أحمد وغيره - أن ترد البدعة بالبدعة فكان أحمد في مناظرته للجهمية لما ناظروه على أن القرآن مخلوق وألزمه " أبو عيسى محمد بن عيسى برغوث " أنه إذا كان غير مخلوق لزم أن يكون الله جسما وهذا منتف ; فلم يوافقه أحمد : لا على نفي ذلك ولا على إثباته ; بل قال : { قل هو الله أحد } { الله الصمد } { لم يلد ولم يولد } { ولم يكن له كفوا أحد } . ونبه أحمد على أن هذا اللفظ لا يدرى ما يريدون به . وإذا لم يعرف مراد المتكلم به لم يوافقه ; لا على إثباته ولا على نفيه . فإن ذكر معنى أثبته الله ورسوله أثبتناه وإن ذكر معنى نفاه الله ورسوله نفيناه باللسان العربي المبين ولم نحتج إلى ألفاظ مبتدعة في الشرع محرفة في اللغة ومعانيها متناقضة في العقل ; فيفسد الشرع واللغة والعقل ; كما فعل أهل البدع من أهل الكلام الباطل المخالف للكتاب والسنة . وكذلك أيضا لفظ " الجبر " كره السلف أن يقال جبر وأن يقال : ما جبر ; فروى الخلال في كتاب " السنة " عن أبي إسحاق الفزاري - الإمام - قال : قال الأوزاعي : أتاني رجلان فسألاني عن القدر فأحببت أن آتيك بهما تسمع كلامهما وتجيبهما . قلت : رحمك الله أنت أولى بالجواب . قال : فأتاني الأوزاعي ومعه الرجلان فقال : تكلما فقالا : قدم علينا ناس من أهل القدر فنازعونا في القدر - ونازعناهم حتى بلغ بنا وبهم الجواب ; إلى أن قلنا : إن الله قد جبرنا على ما نهانا عنه وحال بيننا وبين ما أمرنا به ورزقنا ما حرم علينا فقال : أجبهما يا أبا إسحاق قلت رحمك الله أنت أولى بالجواب فقال أجبهما ; فكرهت أن أخالفه ; فقلت : يا هؤلاء إن الذين آتوكم بما أتوكم به قد ابتدعوا بدعة وأحدثوا حدثا وإني أراكم قد خرجتم من البدعة إلى مثل ما خرجوا إليه ; فقال أجبت وأحسنت يا أبا إسحاق . وروي أيضا عن بقية بن الوليد قال : سألت الزبيدي والأوزاعي عن الجبر ; فقال الزبيدي : أمر الله أعظم وقدرته أعظم من أن يجبر أو يعضل ولكن يقضي ويقدر ويخلق ويجبل عبده على ما أحب . وقال الأوزاعي : ما أعرف للجبر أصلا من القرآن والسنة ; فأهاب أن أقول ذلك ولكن القضاء والقدر والخلق والجبل فهذا يعرف في القرآن والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما وضعت هذا مخافة أن يرتاب رجل من أهل الجماعة والتصديق . وروي عن أبي بكر المروذي قال : قلت لأبي عبد الله : تقول إن الله أجبر العباد ؟ فقال : هكذا لا تقول وأنكر هذا وقال : يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء . وقال المروذي : كتب إلى عبد الوهاب في أمر حسين بن خلف العكبري وقال : إنه تنزه عن ميراث أبيه . فقال رجل قدري : إن الله لم يجبر العباد على المعاصي ; فرد عليه أحمد بن رجاء فقال : إن الله جبر العباد - أراد بذلك إثبات القدر - فوضع أحمد بن علي كتابا يحتج فيه . فأدخلته على أبي عبد الله وأخبرته بالقصة قال : ويضع كتابا وأنكر عليهما جميعا : على ابن رجاء حين قال : جبر العباد وعلى القدري الذي قال : لم يجبر وأنكر على أحمد بن علي وضعه الكتاب واحتجاجه وأمر بهجرانه لوضعه الكتاب . وقال لي : يجب على ابن رجاء أن يستغفر ربه لما قال : جبر العباد . فقلت لأبي عبد الله : فما الجواب في هذه المسألة ؟ فقال : يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء . قال الخلال : وأخبرنا المروذي في هذه المسألة أنه سمع أبا عبد الله لما أنكر على الذي قال : لم يجبر وعلى من رد عليه جبر ; فقال أبو عبد الله : كلما ابتدع رجل بدعة اتسعوا في جوابها . وقال : يستغفر ربه الذي رد عليهم بمحدثة وأنكر على من رد شيئا من جنس الكلام إذا لم يكن له فيه إمام تقدم . قال المروذي : فما كان بأسرع من



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:42 AM   #22
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أن قدم أحمد بن علي من عكبرا ومعه نسخة وكتاب من أهل عكبرا فأدخلت أحمد بن علي على أبي عبد الله ; فقال : يا أبا عبد الله هذا الكتاب ادفعه إلى أبي بكر حتى يقطعه وأنا أقوم على منبر عكبرا وأستغفر الله ; فقال أبو عبد الله لي : ينبغي أن تقبلوا منه وارجعوا إليه . قال المروزي : سمعت بعض المشيخة يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أنكر سفيان الثوري جبر وقال : الله تعالى جبل العباد . قال المروذي : أظنه أراد قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس . قلت هذه الأمور مبسوطة في غير هذا الموضع وإنما المقصود التنبيه على أن السلف كانوا يراعون لفظ القرآن والحديث فيما يثبتونه وينفونه عن الله من صفاته وأفعاله فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع في النفي والإثبات بل كل معنى صحيح فإنه داخل فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم . والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط بل كل قوم يريدون بها معنى غير المعنى الذي أراده أولئك كلفظ الجسم والجهة والحيز والجبر ونحو ذلك ; بخلاف ألفاظ الرسول فإن مراده بها يعلم كما يعلم مراده بسائر ألفاظه ولو يعلم الرجل مراده لوجب عليه الإيمان بما قاله مجملا . ولو قدر معنى صحيح - والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر به - لم يحل لأحد أن يدخله في دين المسلمين بخلاف ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن التصديق به واجب . والأقوال المبتدعة تضمنت تكذيب كثير مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك يعرفه من عرف مراد الرسول صلى الله عليه وسلم ومراد أصحاب تلك الأقوال المبتدعة . ولما انتشر الكلام المحدث ودخل فيه ما يناقض الكتاب والسنة وصاروا يعارضون به الكتاب والسنة ; صار بيان مرادهم بتلك الألفاظ وما احتجوا به لذلك من لغة وعقل يبين للمؤمن ما يمنعه أن يقع في البدعة والضلال أو يخلص منها - إن كان قد وقع - ويدفع عن نفسه في الباطن والظاهر ما يعارض إيمانه بالرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك وهذا مبسوط في موضعه . والمقصود هنا : أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدفع بالألفاظ المجملة كلفظ التجسيم وغيره مما قد يتضمن معنى باطلا والنافي له ينفي الحق والباطل . فإذا ذكرت المعاني الباطلة نفرت القلوب . وإذا ألزموه ما يلزمونه من التجسيم - الذي يدعونه نفر إذا قالوا له : هذا يستلزم التجسيم ; لأن هذا لا يعقل إلا في جسم - لم يحسن نقض ما قالوه ولم يحسن حله وكلهم متناقضون . وحقيقة كلامهم أن ما وصف به الرب نفسه لا يعقل منه إلا ما يعقل في قليل من المخلوقات التي نشهدها كأبدان بني آدم . وهذا في غاية الجهل ; فإن من المخلوقات مخلوقات لم نشهدها كالملائكة والجن حتى أرواحنا . ولا يلزم أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مماثلا لها فكيف يكون مماثلا لما شاهدوه . وهذا الكلام في لفظ الجسم من حيث " اللغة " . وأما " الشرع " فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء : ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم ; بل النفي والإثبات بدعة في الشرع . وأما من جهة العقل فبينهم نزاع فيما اتفقوا على تسميته جسما : كالسماء والأرض والريح والماء ونحو ذلك مما يشار إليه ويختص بجهة وهو متحيز . قد تنازعوا هل هو مركب من جواهر لا تقبل القسمة أو من مادة وصورة أو لا من هذا ولا من هذا ؟ وأكثر العقلاء على القول الثالث . وكل من القولين الأولين قاله طائفة من النظار . والأول كثير في أهل الكلام والثاني كثير في الفلاسفة ; لكن قول الطائفتين باطل معلوم بالعقل بطلانه عند أهل القول الثالث .
وإذا كان كذلك . فإذا قال القائل : أنا أقول إنه فوق العرش وإنه ترفع الأيدي إليه ونحو ذلك ; وليس كل ما كان كذلك كان مركبا من أجزاء مفردة ولا من المادة والصورة العقليين ; كان الكلام مع هذا في التلازم . فإذا قال الثاني : بل كل ما كان فوق غيره وكل ما كان يشار إليه بالأيدي ; فلا يكون إلا مركبا إما من هذا ; وإما من هذا : كان هذا بمنزلة قول الآخر : كل ما كان حيا قادرا عالما ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان له حياة وعلم وقدرة ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان سميعا بصيرا متكلما فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب بناء على أن كل موجود قائم بنفسه هو جسم وكل جسم فهو مركب هذا التركيب . ومعلوم أن هذا باطل عند جماهير العلماء والعقلاء باتفاقهم ; فإني لا أعلم طائفة من العقلاء المعتبرين أنهم قالوا : هو جسم ; وهو مركب هذا التركيب بل الذي أعرف أنهم قالوا : هو جسم كالهشامية والكرامية لا يفسرون كلهم الجسم بما هو مركب هذا التركيب بل إنما نقل هذا عن بعضهم وقد ينقل عن بعضهم مقالات ينكرها بعضهم : كما نقل عن مقاتل بن سليمان وهشام بن الحكم مقالات ردية . ومن الناس من رد هذا النقل عن مقاتل بن سليمان فرده كثير من الناس . وأما النقل عن هشام فرده كثير من أتباعه . ومن قدر أنه قال ذلك من الناس ; فقوله باطل كسائر من قال على الله الباطل ; كما حكي عن بعض اليهود والرافضة والمجسمة وإنهم يصفونه بالنقائص التي تعالى الله عنها ; كوصفه أنه أجوف وأنه بكى حتى رمد وعادته الملائكة وعض أصابعه حتى خرج منها الدم وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق . وأمثال هذه الأقوال التي فيها الافتراء على الله تعالى ووصفه بالنقائص ما يعلم بطلانه بصريح المعقول وصحيح المنقول .
وإذا كان كذلك . فإذا قال القائل : أنا أقول إنه فوق العرش وإنه ترفع الأيدي إليه ونحو ذلك ; وليس كل ما كان كذلك كان مركبا من أجزاء مفردة ولا من المادة والصورة العقليين ; كان الكلام مع هذا في التلازم . فإذا قال الثاني : بل كل ما كان فوق غيره وكل ما كان يشار إليه بالأيدي ; فلا يكون إلا مركبا إما من هذا ; وإما من هذا : كان هذا بمنزلة قول الآخر : كل ما كان حيا قادرا عالما ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان له حياة وعلم وقدرة ; فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب أو كل ما كان سميعا بصيرا متكلما فلا يكون إلا مركبا هذا التركيب بناء على أن كل موجود قائم بنفسه هو جسم وكل جسم فهو مركب هذا التركيب . ومعلوم أن هذا باطل عند جماهير العلماء والعقلاء باتفاقهم ; فإني لا أعلم طائفة من العقلاء المعتبرين أنهم قالوا : هو جسم ; وهو مركب هذا التركيب بل الذي أعرف أنهم قالوا : هو جسم كالهشامية والكرامية لا يفسرون كلهم الجسم بما هو مركب هذا التركيب بل إنما نقل هذا عن بعضهم وقد ينقل عن بعضهم مقالات ينكرها بعضهم : كما نقل عن مقاتل بن سليمان وهشام بن الحكم مقالات ردية . ومن الناس من رد هذا النقل عن مقاتل بن سليمان فرده كثير من الناس . وأما النقل عن هشام فرده كثير من أتباعه . ومن قدر أنه قال ذلك من الناس ; فقوله باطل كسائر من قال على الله الباطل ; كما حكي عن بعض اليهود والرافضة والمجسمة وإنهم يصفونه بالنقائص التي تعالى


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:43 AM   #23
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الله عنها ; كوصفه أنه أجوف وأنه بكى حتى رمد وعادته الملائكة وعض أصابعه حتى خرج منها الدم وأنه ينزل عشية عرفة على جمل أورق . وأمثال هذه الأقوال التي فيها الافتراء على الله تعالى ووصفه بالنقائص ما يعلم بطلانه بصريح المعقول وصحيح المنقول .
وهكذا إذا قال القائل : إنه لو نزل إلى سماء الدنيا ; للزم الحركة والانتقال والحركة والانتقال من خصائص الأجسام أو قال : للزم أن يخلو منه العرش وذلك محال ; فإن للناس في هذا ثلاثة أقوال:
( أحدها) قول من يقول : ينزل وليس بجسم . وقول من يقول : ينزل وهو جسم . وقول من لا ينفي الجسم ولا يثبته ; إما إمساكا عنهما لكون ذلك بدعة وتلبيسا كما تقدم وإما مع تفصيل المراد وإقرار الحق وبطلان الباطل وبيان الصواب من المعاني العقلية التي اشتبهت في هذا ; مثل أن يقال : النزول والصعود والمجيء والإتيان ونحو ذلك مما هو أنواع جنس الحركة لا نسلم أنه مخصوص بالجسم الصناعي الذي يتكلم المتكلمون في إثباته ونفيه بل يوصف به ما هو أعم من ذلك . ثم هنا طريقان : ( أحدهما) أن هذه الأمور توصف بها الأجسام والأعراض فيقال : جاء البرد وجاء الحر وجاءت الحمى ونحو ذلك من الأعراض . وإذا كانت الأعراض توصف بالمجيء والإتيان ; علم أن ذلك ليس من خصائص الأجسام فلا يجوز أن يوصف بهذه الأفعال حقيقة مع أنه ليس بجسم وهذه طريقة الأشعري ومن تبعه من نظار أهل الحديث وأتباع الأئمة الأربعة وغيرهم كالقاضي أبي يعلى وغيره وهذا معنى ما حكاه في " المقالات " عن أهل السنة والحديث . ولهذا كان قول ابن كلاب والأشعري والقلانسي ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم من أصحاب أحمد وغيرهم ; إن الاستواء فعل يفعله الرب في العرش . وكذلك يقولون في النزول : ومعنى ذلك أنه يحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به - نفسه - فعل اختياري سواء قالوا : إن الفعل هو المفعول أو لم يقولوا بذلك وكذلك النزول عندهم ; فهم يجعلون الأفعال اللازمة بمنزلة الأفعال المتعدية وذلك لأنهم اعتقدوا أنه لا يقوم به فعل اختياري لأن ذلك حادث ; فقيامه به يستلزم أن تقوم به الحوادث فنفوا ذلك لهذا الأصل الذي اعتقدوه . ( الطريق الثاني : أن يقال : المجيء والإتيان والصعود والنزول توصف به روح الإنسان التي تفارقه بالموت وتسمى النفس وتوصف به الملائكة وليس نزول الروح وصعودها من جنس نزول البدن وصعوده ; فإن روح المؤمن تصعد إلى فوق السموات ثم تهبط إلى الأرض فيما بين قبضها ووضع الميت في قبره . وهذا زمن يسير لا يصعد البدن إلى ما فوق السموات ثم ينزل إلى الأرض في مثل هذا الزمان . وكذلك صعودها ثم عودها إلى البدن في النوم واليقظة ولهذا يشبه بعض الناس نزولها إلى القبر بالشعاع لكن ليس هذا مثالا مطابقا . فإن نفس الشمس لا تنزل والشعاع الذي يظهر على الأرض هو عرض من الأعراض يحدث بسبب الشمس ليس هو الشمس ولا صفة قائمة بها والروح نفسها تصعد وتنزل ; ففي الحديث المشهور حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في قبض الروح وفتنة القبر - وقد رواه الإمام أحمد وغيره ورواه أبو داود أيضا واختصره وكذلك النسائي وابن ماجه ورواه أبو عوانة في " صحيحه " بطوله وفي روايته عن زاذان : سمعت البراء وذلك يبطل قول من قال : إنه لم يسمعه منه . ورواه الحاكم في " صحيحه " من حديث أبي معاوية قال : حدثنا الأعمش ثنا المنهال بن عمرو عن أبي عمرو زاذان { عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فانتهينا إلى القبر ولما يلحد } وذكر الحديث بطوله ورواه الحاكم أيضا من حديث محمد بن الفضل قال : حدثنا الأعمش فذكره . وقال في آخره : حدثنا فضيل حدثني أبي عن أبي حازم عن أبي هريرة بهذا الحديث إلا أنه قال : { أرقد رقدة كرقدة من لا يوقظه إلا أحب الناس إليه } . قال : وقد رواه شعبة وزائدة وغيرهما عن الأعمش ورواه مؤمل عن الثوري عنه قال : وهو على شرطهما قد احتجا بالمنهال بن عمرو قال : وقد روى ابن جرير عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال : " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن والكافر " ثم ذكر طرفا من حديث القبر وقد رواه الإمام أحمد في " مسنده " عن عبد الرزاق حدثنا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو الحديث بطوله . قال : وكذلك أبو خالد الدالاني وعمرو بن قيس الملائي والحسن بن عبيد الله النخعي عن المنهال ورواه شعيب بن صفوان عن يونس بن خباب فقال ; عن المنهال عن زاذان عن أبي البختري قال : سمعت البراء قال : وهذا وهم من شعيب فقد رواه معمر ومهدي بن ميمون وعباد بن عباد عن يونس التامر . وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : وأما حديث البراء رواه المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء فحديث مشهور رواه عن المنهال الجم الغفير ورواه عن البراء : عدي بن ثابت ومحمد بن عقبة وغيرهما ورواه عن زاذان عطاء بن السائب . قال : وهو حديث أجمع رواة الأثر على شهرته واستفاضته وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده : هذا الحديث إسناده متصل مشهور رواه جماعة عن البراء . وقال الإمام أحمد في " المسند " حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن المنهال ابن عمرو عن زاذان { عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل عليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد بصره ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها . فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها ريح كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها ; فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة بين السماء والأرض ; إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض ; فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:43 AM   #24
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


؟ فيقول : الله ربي فيقولان له وما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ; فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال : فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره . قال : فيأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ; فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له : من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ؟ فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي . وقال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل عليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال : فتتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا . فيستفتح له فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } فيقول الله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان له ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار ; فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : ومن أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة } . قلت : هذا قد رواه عن البراء بن عازب غير واحد غير زاذان منهم : عدي بن ثابت ومحمد بن عقبة ومجاهد . قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده في كتاب " الروح والنفس " : حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر هاشم بن قاسم ثنا عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت { عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر وعلى رءوسنا الطير فأزم قليلا - والإزمام السكوت - فلما رفع رأسه قال : إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة ودبر من الدنيا وحضره ملك الموت ; نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فيجلسون منه مد بصره . وجاءه ملك الموت فجلس عند رأسه ثم يقول : اخرجي أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه ; فتسيل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء . فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء فتفتح له السماء ويشيعه مقربوها إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة إلى العرش مقربو كل سماء . فإذا انتهى إلى العرش كتب كتابه في عليين فيقول الرب عز وجل : ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويفحصان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ثم يقال له : يا هذا من ربك ؟ فيقول : الله ربي فيقولان : صدقت . ثم يقال له : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام فيقولان له صدقت . ثم يقال له من نبيك ؟ فيقول محمد رسول الله ; فيقولان : صدقت . ثم يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح فيقول له : جزاك الله خيرا فوالله ما علمت إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فيقول : وأنت جزاك الله خيرا فمن أنت ؟ فقال : أنا عملك الصالح . ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده ومنزله منها حتى تقوم الساعة . وإن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة وحضره ملك الموت ; نزل عليه من السماء ملائكة معهم كفن من نار وحنوط من نار . قال : فيجلسون منه مد بصره وجاء ملك الموت فجلس عند رأسه ثم قال : اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه ; فتتفرق روحه في جسده كراهة أن تخرج لما ترى وتعاين ; فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء الدنيا فتغلق دونه ; فيقول الرب تبارك وتعالى : ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ; فترد روحه إلى مضجعه ; فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويفحصان الأرض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ; فيجلسانه ثم يقولان له : من ربك ؟ فيقول : لا أدري ; فينادى من جانب القبر لا دريت ; فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم تقل ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : جزاك الله شرا ; فوالله ما علمت إن كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فيقول : من أنت ؟ فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة } . وقال ابن منده : رواه الإمام أحمد بن حنبل ومحمود بن غيلان وغيرهما عن أبي النضر . ومن ذلك حديث ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة . وقد رواه الإمام أحمد في " مسنده " وغيره . وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : هذا حديث متفق على عدالة ناقليه : اتفق الإمامان : محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج على ابن أبي ذئب ومحمد بن عمرو بن عطاء وسعيد بن يسار وهم من شرطهما ورواه المتقدمون الكبار عن ابن أبي ذئب مثل ابن أبي فديك وعنه دحيم بن إبراهيم . قلت : وقد رواه عن ابن أبي ذئب غير واحد ولكن هذا سياق حديث ابن أبي فديك لتقدمه ; قال ابن أبي فديك : حدثني محمد بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن الميت تحضره الملائكة ; فإذا كان الرجل الصالح فيقولون : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:44 AM   #25
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال : فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء الدنيا فيستفتح لها فيقال : من هذا ؟ فيقولون : فلان فيقولون : مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . فيقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل . وإذا كان الرجل السوء قال : اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث . اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج . فيقولون ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ؟ فيقال : فلان فيقولون : لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لن تفتح لك أبواب السماء ; فترسل بين السماء والأرض فتصير إلى قبره . فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف ثم يقال : ما كنت ؟ تقول في الإسلام . فيقول : ما هذا الرجل ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من قبل الله فآمنا وصدقنا } . وذكر تمام الحديث . والمقصود أن في حديث أبي هريرة قوله : " فيصير إلى قبره " كما في حديث البراء بن عازب وحديث أبي هريرة روي من طرق تصدق حديث البراء بن عازب وفي بعض طرقه سياق حديث البراء بطوله كما ذكره الحاكم مع أن سائر الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن ; إذ المسألة للبدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس وأنكره الجمهور وكذلك السؤال للروح بلا بدن قاله ابن ميسرة وابن حزم . ولو كان كذلك لم يكن للقبر بالروح اختصاص . وزعم ابن حزم أن " العود " لم يروه إلا زاذان عن البراء وضعفه وليس الأمر كما قاله بل رواه غير زاذان عن البراء وروي عن غير البراء مثل عدي بن ثابت وغيره . وقد جمع الدارقطني طرقه في مصنف مفرد مع أن زاذان من الثقات روى عن أكابر الصحابة كعمر وغيره وروى له مسلم في " صحيحه " وغيره ; قال يحيى بن معين : هو ثقة وقال حميد بن هلال وقد سئل عنه فقال هو ثقة لا يسأل عن مثل هؤلاء وقال ابن عدي أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة وكان يتبع الكرابيسي وإنما رماه من رماه بكثرة كلامه . وأما المنهال بن عمرو فمن رجال البخاري وحديث " عود الروح " قد رواه عن غير البراء أيضا وحديث زاذان مما اتفق السلف والخلف على روايته وتلقيه بالقبول .
وأرواح المؤمنين في الجنة وإن كانت مع ذلك قد تعاد إلى البدن ; كما أنها تكون في البدن ويعرج بها إلى السماء كما في حال النوم . أما كونها في الجنة ففيه أحاديث عامة ; وقد نص على ذلك أحمد وغيره من العلماء واحتجوا بالأحاديث المأثورة العامة وأحاديث خاصة في النوم وغيره . فالأول مثل حديث الزهري المشهور الذي رواه مالك عن الزهري في " موطئه " وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما وقد رواه الإمام أحمد في " المسند " وغيره . قال الزهري : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك الأنصاري - وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده } فأخبر أنه يعلق في شجر الجنة حتى يرجع إلى جسده يعني في النشأة الآخرة . قال أبو عبد الله ابن منده : ورواه يونس والزبيدي والأوزاعي وابن إسحاق . وقال عمرو بن دينار وابن أخي الزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه قال . . . قال صالح بن كيسان وابن أخي الزهري عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب أنه بلغه أن كعبا قال . . . رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . قلت : وفي الحديث المشهور حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو حاتم في " صحيحه " وقد رواه أيضا الأئمة . قال { إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه . فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن يساره وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه . فيؤتى من عند رأسه فتقول الصلاة : ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام : ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة : ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس : ما قبلي مدخل . فيقال له : اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه ؟ فيقول : دعوني حتى أصلي ; فيقولون : إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه . فقال : عم تسألوني ؟ فيقولون : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم ; ما تشهد عليه به ؟ فيقول : أشهد أنه رسول الله وأنه جاء بالحق من عند الله ; فيقال : على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله تعالى ثم يفتح له بابا من أبواب الجنة فيقال له : ذلك مقعدك منها وما أعد الله لك فيها ; فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له ذلك مقعدك منها وما أعد الله لك فيها [ لو عصيت ربك ] فيزداد غبطة وسرورا ; ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه . ويعاد جسده كما بدئ وتجعل نسمته في نسم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة . وفي لفظ : وهو في طير يعلق في شجر الجنة قال أبو هريرة : قال الله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } وفي لفظ ثم يعاد الجسد إلى ما بدئ منه } . وهذه الإعادة هي المذكورة في قوله تعالى { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } ليست هي النشأة الثانية . ورواه الحاكم في " صحيحه " عن معمر عن قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إن المؤمن إذا احتضر أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون : اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح وريحان ورب غير غضبان ; فتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنهم ليناوله بعضهم بعضا يشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون : ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض وكلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه إذا قدم عليه فيسألونه : ما فعل فلان ؟ قال : فيقولون : دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال لهم : ما أتاكم فإنه قد مات ; يقولون : ذهب به إلى أمه الهاوية . وأما الكافر فإن ملائكة العذاب تأتيه فتقول : اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله وسخطه فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض فيقولون : ما أنتن هذه الريح كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى يأتوا به أرواح الكفار } . قال الحاكم : تابعه هشام الدستوائي عن قتادة . وقال همام بن يحيى ; عن قتادة عن أبي الجوزاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه . والكل صحيح وشاهدها حديث البراء بن عازب . وكذلك رواه الحافظ أبو نعيم من حديث القاسم بن الفضل


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:45 AM   #26
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الحذائي كما رواه معمر . قال : ورواه أبو موسى وبندار عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة مثله مرفوعا . ومن أصحاب قتادة من رواه موقوفا ورواه همام عن قتادة عن أبي الجوزاء عن أبي هريرة ; مرفوعا نحوه . وقد روى هذا الحديث النسائي والبزار في " مسنده " وأبو حاتم في " صحيحه " وقد روى مسلم في " صحيحه " عن أبي هريرة قال { إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فصعدا بها فذكر من طيب ريحها وذكر المسك . قال : فيقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض ; صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ; فينطلق بها إلى ربه ثم يقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه وذكر من نتنها وذكر لعنا فيقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال : فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة : فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا } . وقد ثبت في الصحيح { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند النوم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين } وفي الصحيح أيضا أنه كان يقول { اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها فإن أمسكتها فارحمها ; وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين } . ففي هذه الأحاديث من صعود الروح إلى السماء وعودها إلى البدن : ما بين أن صعودها نوع آخر ليس مثل صعود البدن ونزوله . وروينا عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن منده في كتاب " الروح والنفس " حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا عبد الله بن الحسن الحراني ثنا أحمد بن شعيب ثنا موسى بن أيمن عن مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } قال : تلتقي أرواح الأحياء في المنام بأرواح الموتى ويتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها . وروى الحافظ أبو محمد ابن أبي حاتم في " تفسيره " حدثنا عبد الله بن سليمان ثنا الحسن ; ثنا عامر عن الفرات ; ثنا أسباط عن السدي { والتي لم تمت في منامها } . قال : يتوفاها في منامها . قال : فتلتقي روح الحي وروح الميت فيتذاكران ويتعارفان . قال : فترجع روح الحي إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجله في الدنيا . قال : وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتحبس . وهذا أحد القولين وهو أن قوله : { فيمسك التي قضى عليها الموت } أريد بها أن من مات قبل ذلك لقي روح الحي . والقول الثاني - وعليه الأكثرون - أن كلا من النفسين : الممسكة والمرسلة توفيتا وفاة النوم وأما التي توفيت وفاة الموت فتلك قسم ثالث ; وهي التي قدمها بقوله : { الله يتوفى الأنفس حين موتها } وعلى هذا يدل الكتاب والسنة ; فإن الله قال : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } ; فذكر إمساك التي قضى عليها الموت من هذه الأنفس التي توفاها بالنوم وأما التي توفاها حين موتها فتلك لم يصفها بإمساك ولا إرسال ولا ذكر في الآية التقاء الموتى بالنيام . والتحقيق أن الآية تتناول النوعين ; فإن الله ذكر توفيتين : توفي الموت وتوفي النوم وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى . ومعلوم أنه يمسك كل ميتة سواء ماتت في النوم أو قبل ذلك ; ويرسل من لم تمت . وقوله : { يتوفى الأنفس حين موتها } يتناول ما ماتت في اليقظة وما ماتت في النوم ; فلما ذكر التوفيتين ذكر أنه يمسكها في أحد التوفيتين ويرسلها في الأخرى ; وهذا ظاهر اللفظ ومدلوله بلا تكلف . وما ذكر من التقاء أرواح النيام والموتى لا ينافي ما في الآية ; وليس في لفظها دلالة عليه ; لكن قوله : { فيمسك التي قضى عليها الموت } يقتضي أنه يمسكها لا يرسلها كما يرسل النائمة ; سواء توفاها في اليقظة أو في النوم ; ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : { اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها ; لك مماتها ومحياها ; فإن أمسكتها فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين } فوصفها بأنها في حال توفي النوم إما ممسكة وإما مرسلة . وقال ابن أبي حاتم : ثنا أبي ثنا عمر بن عثمان ; ثنا بقية ; ثنا صفوان بن عمرو حدثني سليم بن عامر الحضرمي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أعجب من رؤيا الرجل أنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال ; فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الشيء ; فلا تكون رؤياه شيئا ; فقال علي بن أبي طالب : أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين ؟ إن الله يقول : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } ; فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت - وهي عنده في السماء - فهو الرؤيا الصادقة وما رأت - إذا أرسلت إلى أجسادها - تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها فأخبرتها بالأباطيل وكذبت فيها ; فعجب عمر من قوله . وذكر هذا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده في كتاب " الروح والنفس " وقال : هذا خبر مشهور عن صفوان بن عمرو وغيره ولفظه . قال علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ; يقول الله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } والأرواح يعرج بها في منامها فما رأت وهي في السماء فهو الحق فإذا ردت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها . فما رأت من ذلك فهو الباطل . قال الإمام أبو عبد الله بن منده : وروي عن أبي الدرداء قال : روى ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعيني عن أبي عثمان الأصبحي عن أبي الدرداء قال : إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها العرش قال : فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود . رواه زيد بن الحباب وغيره . وروى ابن منده حديث علي وعمر رضي الله عنهما مرفوعا حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ثنا محمد بن شعيب ثنا ابن عياش بن أبي إسماعيل وأنا الحسن بن علي أنا عبد الرحمن بن محمد ثنا قتيبة والرازي ثنا محمد بن حميد ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ثنا الأزهر بن عبد الله الأزدي عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : { لقي عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فقال : يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت ثلاثة أشياء أسألك عنهن فهل عندك منهن علم ؟ فقال علي بن أبي طالب : وما هن ؟ قال : الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا : والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا . فقال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الأرواح جنود مجندة تلتقي في الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال عمر : واحدة . قال عمر : والرجل يحدث الحديث إذ نسيه فبينما هو قد نسيه إذ ذكره . فقال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:47 AM   #27
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


فبينما القمر يضيء إذ تجللته سحابة فأظلم ; إذ تجلت عنه فأضاء ; وبينما القلب يتحدث إذ تجللته فنسي إذ تجلت عنه فذكر . قال عمر : اثنتان . قال : والرجل يرى الرؤيا : فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب . فقال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد ينام فيمتلئ نوما إلا عرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب . فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن ; فالحمد لله الذي أصبتهن قبل الموت . } ورواه من وجه ثالث : أن ابن عباس سأل عنه عمر فقال : حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ثنا آدم بن أبي إياس ثنا إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن ابن أبي طلحة القرشي أن ابن عباس رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أشياء أسألك عنها ؟ قال : سل عما شئت ; فقال : يا أمير المؤمنين مم يذكر الرجل ومم ينسى ؟ ومم تصدق الرؤيا ومم تكذب ؟ فقال له عمر أما قولك مم يذكر الرجل ومم ينسى ; فإن على القلب طخاة مثل طخاة القمر فإذا تغشت القلب نسي ابن آدم فإذا تجلت عن القلب ذكر مما كان ينسى . وأما مم تصدق الرؤيا ومم تكذب ; فإن الله يقول : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } فمن دخل منها في ملكوت السماء فهي التي تصدق وما كان منها دون ملكوت السماء فهي التي تكذب . قلت : وفي هذين الطريقين ذكر أن التي تكذب ما لم يكمل وصولها إلى العلو . وفي الأول ذكر أن ذلك يكون مما يحصل بعد رجوعها . وكلا الأمرين ممكن ; فإن الحكم يختلف لفوات شرطه أو وجود مانعه عن ذلك . قال عكرمة ومجاهد إذا نام الإنسان فإن له سببا تجري فيه الروح وأصله في الجسد . فتبلغ حيث شاء الله فما دام ذاهبا فإن الإنسان نائم . فإذا رجع إلى البدن انتبه الإنسان ; فكان بمنزلة شعاع هو ساقط بالأرض وأصله متصل بالشمس . قال ابن منده : وأخبرت عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي عن علي بن يزيد السمرقندي - وكان من أهل العلم والأدب وله بصر بالطب والتعبير - قال : إن الأرواح تمتد من منخر الإنسان ومراكبها وأصلها في بدن الإنسان فلو خرج الروح لمات كما أن السراج لو فرقت بينها وبين الفتيلة لطفئت . ألا ترى أن تركب النار في الفتيلة وضوءها وشعاعها ملأ البيت فكذلك الروح تمتد من منخر الإنسان في منامه حتى تأتي السماء وتجول في البلدان وتلتقي مع أرواح الموتى . فإذا رآها الملك الموكل بأرواح العباد أراه ما أحب أن يراه وكان المرء في اليقظة عاقلا ذكيا صدوقا لا يلتفت في اليقظة إلى شيء من الباطل رجع إليه روحه فأدى إلى قلبه الصدق بما أراه الله عز وجل على حسب صدقه . وإن كان خفيفا نزقا يحب الباطل والنظر إليه فإذا نام وأراه الله أمرا من خير أو شر رجع روحه فحيث ما رأى شيئا من مخاريق الشيطان أو باطلا وقف عليه كما يقف في يقظته وكذلك يؤدي إلى قلبه فلا يعقل ما رأى لأنه خلط الحق بالباطل ; فلا يمكن معبر يعبر له وقد اختلط الحق بالباطل . قال الإمام ابن منده : ومما يشهد لهذا الكلام ما ذكرناه عن عمر وعلي وأبي الدرداء رضي الله عنهم . قلت : وخرج ابن قتيبة في كتاب " تعبير الرؤيا " قال : حدثني حسين بن حسن المروزي أخبرنا ابن المبارك عبد الله ثنا المبارك { عن الحسن أنه قال : أنبئت أن العبد إذا نام وهو ساجد يقول الله تبارك وتعالى : انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي } . وإذا كانت الروح تعرج إلى السماء مع أنها في البدن . علم أنه ليس عروجها من جنس عروج البدن الذي يمتنع هذا فيه . وعروج الملائكة ونزولها من جنس عروج الروح ونزولها لا من جنس عروج البدن ونزوله . وصعود الرب عز وجل فوق هذا كله وأجل من هذا كله ; فإنه تعالى أبعد عن مماثلة كل مخلوق من مماثلة مخلوق لمخلوق . وإذا قيل : الصعود والنزول والمجيء والإتيان أنواع جنس الحركة ; قيل : والحركة أيضا أصناف مختلفة فليست حركة الروح كحركة البدن ولا حركة الملائكة كحركة البدن . والحركة يراد بها انتقال البدن والجسم من حيز ويراد بها أمور أخرى كما يقوله كثير من الطبائعية والفلاسفة : منها الحركة في الكم كحركة النمو والحركة في الكيف كحركة الإنسان من جهل إلى علم وحركة اللون أو الثياب من سواد إلى بياض والحركة في الأين كالحركة تكون بالأجسام النامية من النبات والحيوان : في النمو والزيادة أو في الذبول والنقصان ; وليس هناك انتقال جسم من حيز إلى حيز . ومن قال : إن الجواهر المفردة تنتقل ; فقوله غلط كما هو مبسوط في موضعه . وكذلك الأجسام تنتقل ألوانها وطعومها وروائحها فيسود الجسم بعد ابيضاضه ويحلو بعد مرارته بعد أن لم يكن كذلك . وهذه حركات واستحالات وانتقالات وإن لم يكن في ذلك انتقال جسم من حيز إلى حيز وكذلك الجسم الدائر في موضع واحد كالدولاب والفلك هو بجملته لا يخرج من حيزه وإن لم يزل متحركا . وهذه الحركات كلها في الأجسام وأما في الأرواح فالنفس تنتقل من بغض إلى حب ومن سخط إلى رضا . ومن كراهة إلى إرادة ومن جهل إلى علم ويجد الإنسان من حركات نفسه وانتقالاتها وصعودها ونزولها ما يجده . وذلك من جنس آخر غير جنس حركات بدنه . وإذا عرف هذا ; فإن للملائكة من ذلك ما يليق بهم ; وإن ما يوصف به الرب تبارك وتعالى هو أكمل وأعلى وأتم من هذا كله ; وحينئذ فإذا قال السلف والأئمة : كحماد بن زيد وإسحاق بن راهويه وغيرهما من أئمة أهل السنة أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ; لم يجز أن يقال : إن ذلك ممتنع بل إذا كان المخلوق يوصف من ذلك بما يستحيل من مخلوق آخر فالروح توصف من ذلك بما يستحيل اتصاف البدن به كان جواز ذلك في حق الرب تبارك وتعالى أولى من جوازه من المخلوق كأرواح الآدميين والملائكة .
ومن ظن أن ما يوصف به الرب عز وجل لا يكون إلا مثل ما توصف به أبدان بني آدم . فغلطه أعظم من غلط من ظن أن ما توصف به الروح مثل ما توصف به الأبدان . وأصل هذا أن " قربه سبحانه ودنوه من بعض مخلوقاته " لا يستلزم أن تخلو ذاته من فوق العرش ; بل هو فوق العرش ويقرب من خلقه كيف شاء ; كما قال ذلك من قاله من السلف ; وهذا كقربه إلى موسى لما كلمه من الشجرة قال تعالى : { إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون } { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين } { يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم } { وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون } { إلا من ظلم } وقال في السورة الأخرى { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون } { فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين }


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:49 AM   #28
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وقال تعالى : { واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا } { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا } فأخبر أنه ناداه من جانب الطور وأنه قربه نجيا وقال تعالى : { ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون } { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين } { ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين } { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون } وقال تعالى : { هل أتاك حديث موسى } { إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى } { اذهب إلى فرعون إنه طغى } { فقل هل لك إلى أن تزكى } { وأهديك إلى ربك فتخشى } { فأراه الآية الكبرى } . وقال ابن أبي حاتم في " تفسيره " : حدثنا علي بن الحسين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا شريك عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها } قال . كان ذلك النار قال الله من في النور ونودي أن بورك من في النور . حدثنا علي بن الحسين ; ثنا محمد بن حمزة ; ثنا علي بن الحسين بن واقد ; عن أبيه عن يزيد النحوي أن عكرمة حدثني عن ابن عباس { أن بورك من في النار } قال : كان ذلك النار نوره { ومن حولها } أي بورك من في النور ومن حول النور . وكذلك روي بإسناده من تفسير عطية عن ابن عباس : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار } يعني نفسه قال : كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها . حدثنا أبي ; ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ; ثنا أبو معاوية ; عن شيبان ; عن عكرمة : { أن بورك من في النار } قال : كان الله في نوره . حدثنا أبو زرعة ثنا ابن أبي شيبة ثنا علي بن جعفر المدائني عن ورقاء عن عطاء بن السائب ; عن سعيد بن جبير : { أن بورك من في النار } قال : ناداه وهو في النور . حدثنا علي بن الحسين المنجاني ; ثنا سعيد بن أبي مريم ; ثنا مفضل بن أبي فضالة حدثني ابن ضمرة : { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها } قال : إن موسى كان على شاطئ الوادي - إلى أن قال - فلما قام أبصر النار فسار إليها فلما أتاها { نودي أن بورك من في النار } قال : إنها لم تكن نارا ولكن كان نور الله وهو الذي كان في ذلك النور وإنما كان ذلك النور منه ; وموسى حوله . حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ثنا مكي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة ; عن محمد بن كعب في قوله عز وجل { أن بورك من في النار ومن حولها } قال : النار نور الرحمة ; قال : ضوء من الله تعالى { ومن حولها } موسى والملائكة . وروي بإسناده عن ابن عباس { ومن حولها } قال : الملائكة . قال : وروي عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبير وقتادة مثل ذلك . وروي عن السدي وحده { أن بورك من في النار } قال : كان في النار ملائكة . وفي " صحيح مسلم " عن أبي عبيدة { عن أبي موسى قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات فقال : إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور - أو النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه } . ثم قرأ أبو عبيدة : { أن بورك من في النار ومن حولها } . وذكر من تفسير الوالبي عن ابن عباس { أن بورك من في النار } يقول : قدس وعن مجاهد : { أن بورك من في النار } بوركت النار . كذلك كان يقول ابن عباس وفي السورة الأخرى : ذكر أنه ناداه من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة وقوله { من الشجرة } هو بدل من قوله { من شاطئ الوادي الأيمن } فالشجرة كانت فيه وقال أيضا : { وناديناه من جانب الطور الأيمن } والطور هو الجبل فالنداء كان من الجانب الأيمن من الطور ومن الوادي فإن شاطئ الوادي جانبه وقال { وما كنت بجانب الغربي } أي بالجانب الغربي وجانب المكان الغربي ; فدل على أن هذا الجانب الأيمن هو الغربي لا الشرقي فذكر أن النداء كان من موضع معين وهو الوادي المقدس طوى من شاطئ الوادي الأيمن من جانب الطور الأيمن من الشجرة . وذكر أنه قربه نجيا فناداه وناجاه وذلك المنادي له والمناجي له هو الله رب العالمين لا غيره ونداؤه ومناجاته قائمة به ليس ذلك مخلوقا منفصلا عنه كما يقوله من يقول : إن الله لا يقوم به كلام ; بل كلامه منفصل عنه مخلوق ; وهو سبحانه وتعالى ناداه وناجاه ذلك الوقت كما دل عليه القرآن لا كما يقوله من يقول : لم يزل مناديا مناجيا له ولكن ذلك الوقت خلق فيه إدراك النداء القديم الذي لم يزل ولا يزال . فهذان قولان مبتدعان لم يقل واحدا منها أحد من السلف . وإذا كان المنادي هو الله رب العالمين وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه ; دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام مع أن هذا قرب مما دون السماء . وقد جاء أيضا من حديث وهب بن منبه وغيره من الإسرائيليات قربه من أيوب عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام ولفظه - الذي ساقه البغوي - أنه أظله غمام ثم نودي : يا أيوب ؟ أنا الله يقول : أنا قد دنوت منك أنزل منك قريبا لكن الإسرائيليات إنما تذكر على وجه المتابعة لا على وجه الاعتماد عليها وحدها وهو سبحانه وتعالى قد وصف نفسه في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بقربه من الداعي وقربه من المتقرب إليه فقال تبارك وتعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } . وثبت في " الصحيحين { عن أبي موسى أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير ; فقال : أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته } . " وفي الصحيحين " { عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى : من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة } . وقربه من العباد بتقربهم إليه مما يقر به جميع من يقول : إنه فوق العرش سواء قالوا مع ذلك : إنه تقوم به الأفعال الاختيارية أو لم يقولوا . وأما من ينكر ذلك : - فمنهم من يفسر قرب العباد بكونهم يقاربونه ويشابهونه من بعض الوجوه فيكونون قريبين منه وهذا تفسير أبي حامد والمتفلسفة ; فإنهم يقولون : الفلسفة هي التشبه بالإله على قدر الطاقة . ومنهم من يفسر قربهم بطاعتهم ويفسر قربه بإثابته . وهذا تفسير جمهور الجهمية ; فإنهم ليس عندهم قرب ولا تقريب أصلا . ومما يدخل في معاني القرب - وليس في الطوائف من ينكره - قرب المعروف والمعبود إلى قلوب العارفين العابدين ; فإن كل من أحب شيئا فإنه لا بد أن يعرفه


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:49 AM   #29
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ويقرب من قلبه والذي يبغضه يبعد من قلبه . لكن هذا ليس المراد به أن ذاته نفسها تحل في قلوب العارفين العابدين وإنما في القلوب معرفته وعبادته ومحبته والإيمان به ; ولكن العلم يطابق المعلوم . وهذا الإيمان الذي في القلوب هو " المثل الأعلى " الذي له في السموات والأرض وهو معنى قوله تعالى : { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } وقوله { وهو الله في السماوات وفي الأرض } . وقد غلط في هذه الآية طائفة من الصوفية والفلاسفة وغيرهم : فجعلوه حلول الذات واتحادها بالعابد والعارف من جنس قول النصارى في المسيح وهو قول باطل كما قد بسط في موضعه . والذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف والأئمة وهو قول الأشعري وغيره من الكلابية ; فإنهم يثبتون قرب العباد إلى ذاته وكذلك يثبتون استواءه على العرش بذاته ونحو ذلك ويقولون : الاستواء فعل فعله في العرش فصار مستويا على العرش . وهذا أيضا قول ابن عقيل وابن الزاغوني وطوائف من أصحاب أحمد وغيرهم .
وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده ; فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش . وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر . وأول من أنكر هذا في الإسلام " الجهمية " ومن وافقهم من المعتزلة وكانوا ينكرون الصفات والعلو على العرش ثم جاء ابن كلاب فخالفهم في ذلك وأثبت الصفات والعلو على العرش لكن وافقهم على أنه لا تقوم به الأمور الاختيارية ; ولهذا أحدث قوله في القرآن : إنه قديم لم يتكلم به بقدرته . ولا يعرف هذا القول عن أحد من السلف ; بل المتواتر عنهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن الله يتكلم بمشيئته وقدرته كما ذكرت ألفاظهم في كتب كثيرة في مواضع غير هذا . فالذين يثبتون أنه كلم موسى بمشيئته وقدرته كلاما قائما به ; هم الذين يقولون إنه يدنو ويقرب من عباده بنفسه . وأما من قال : القرآن مخلوق أو قديم فأصل هؤلاء أنه لا يمكن أن يقرب من شيء ولا يدنو إليه . فمن قال منهم : بهذا مع هذا ; كان من تناقضه ; فإنه لم يفهم أصل القائلين بأنه قديم . وأهل الكلام قد يعرفون من حقائق أصولهم ولوازمها ما لا يعرفه من وافقهم على أصل المقالة ولم يعرف حقيقتها ولوازمها ; فلذا يوجد كثير من الناس يتناقض كلامه في هذا الباب . فإن نصوص الكتاب والسنة وآثار السلف متظاهرة بالإثبات وليس على النفي دليل واحد : لا من كتاب ولا من سنة ولا من أثر ; وإنما أصله قول الجهمية فلما جاء ابن كلاب فرق ووافقه كثير من الناس على ذلك فصار كثير من الناس يقر بما جاء عن السلف وما دل عليه الكتاب والسنة وبما يقوله النفاة مما يناقض ذلك ولا يهتدي للتناقض { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } . وبهذا يحصل الجواب عما احتج به من قال : إن ثلث الليل يختلف باختلاف البلاد . وهذا قد احتج به طائفة وجعلوا هذا دليلا على ما يتأولون عليه حديث النزول . وهذا الذي ذكروه إنما يصح إذا جعل نزوله من جنس نزول أجسام الناس من السطح إلى الأرض وهو يشبه قول من قال : يخلو العرش منه بحيث يصير بعض المخلوقات فوقه وبعضها تحته . فإذا قدر النزول هكذا كان ممتنعا ; لما ذكروه من أنه لا يزال تحت العرش في غالب الأوقات أو جميعها فإن بين طرفي العمارة نحو ليلة ; فإنه يقال : بين ابتداء العمارة من المشرق ومنتهاها من المغرب مقدار مائة وثمانين درجة فلكية وكل خمس عشرة فهي ساعة معتدلة والساعة المعتدلة هي ساعة من اثنتي عشرة ساعة بالليل أو النهار إذا كان الليل والنهار متساويين - كما يستويان في أول الربيع الذي تسميه العرب الصيف وأول الخريف الذي تسميه الربيع - بخلاف ما إذا كان أحدهما أطول من الآخر وكل واحد اثنتا عشرة ساعة ; فهذه الساعات مختلفة في الطول والقصر فتغرب الشمس عن أهل المشرق قبل غروبها عن أهل المغرب كما تطلع على هؤلاء قبل هؤلاء بنحو اثنتي عشرة ساعة أو أكثر . فإن الشمس على أي موضع كانت مرتفعة من الأرض الارتفاع التام كما يكون عند نصف النهار فإنها تضيء على ما أمامها وخلفها من المشرق والمغرب تسعين درجة شرقية وتسعين غربية والمجموع مقدار حركتها : اثنتا عشرة ساعة ستة شرقية وستة غربية وهو النهار المعتدل . ولا يزال لها هذا النهار لكن يخفى ضوءها بسبب ميلها إلى جانب الشمال والجنوب ; فإن المعمور من الأرض من الناحية الشمالية من الأرض التي هي شمال خط الاستواء المحاذي لدائرة معتدل النهار التي نسبتها إلى القطبين - الشمالي والجنوبي - نسبة واحدة ; ولهذا يقال في حركة الفلك إنها على ذلك المكان دولابية مثل الدولاب وإنها عند القطبين رحاوية تشبه حركة الرحى وإنها في المعمور من الأرض حمائلية تشبه حمائل السيوف . والمعمور المسكون من الأرض يقال : إنه بضع وستون درجة أكثر من السدس بقليل . والكلام على هذا لبسطه موضع آخر : ذكرنا فيه دلالة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وسائر من تبعهم من علماء المسلمين على أن " الفلك " مستدير . وقد ذكر إجماع علماء المسلمين على ذلك غير واحد منهم الإمام أبو الحسين بن المنادي الذي له نحو " أربعمائة مصنف " وهو من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد وأبو محمد بن حزم وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم . والمقصود هنا : أن الشمس إذا طلعت على أول البلاد الشرقية فإنه حينئذ يكون إما وقت غروبها وإما قريبا من وقت غروبها على آخر البلاد الغربية فإنها تكون بحيث يكون الضوء أمامها تسعين درجة وخلفها تسعين درجة ; فهذا منتهى نورها . فإذا طلعت عليهم كان بينها وبينهم تسعون درجة وكذلك على كل بلد تطلع عليه ; والحاسب يفرق بين الدرجات كما يفرق بين الساعات فإن الساعات المختلفة الزمانية كل واحد منها خمس عشرة درجة بحسب ذلك الزمان فيكون بينها وبين المغرب أيضا تسعون درجة من ناحية المغرب وإذا صار بينها وبين مكان تسعون درجة غربية غابت كما تطلع إذا كان بينها وبينهم تسعون درجة شرقية وإذا توسطت عليهم - وهو وقت استوائها قبل أن تدلك وتزيغ ويدخل وقت الظهر - كان لها تسعون درجة شرقية وتسعون درجة غربية . وإذا كان كذلك - والنزول المذكور في الحديث النبوي على قائله أفضل الصلاة والسلام الذي اتفق عليه الشيخان : البخاري ومسلم واتفق علماء الحديث على صحته هو : " إذا بقي ثلث الليل الآخر " وأما رواية النصف والثلثين فانفرد بها مسلم في بعض طرقه وقد قال الترمذي : إن أصح الروايات عن أبي هريرة : " إذا بقي ثلث الليل الآخر " . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة كثيرة من الصحابة كما ذكرنا قبل هذا ; فهو حديث متواتر عند أهل العلم بالحديث والذي لا شك فيه إذا بقي ثلث الليل الآخر . فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر " النزول " أيضا إذا مضى ثلث الليل الأول وإذا انتصف الليل ; فقوله حق وهو الصادق المصدوق ; ويكون النزول أنواعا ثلاثة :


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 04 Apr 2010, 04:50 AM   #30
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الأول إذا مضى ثلث الليل الأول ثم إذا انتصف وهو أبلغ ثم إذا بقي ثلث الليل وهو أبلغ الأنواع الثلاثة . ولفظ " الليل والنهار " في كلام الشارع إذا أطلق فالنهار من طلوع الفجر كما في قوله سبحانه وتعالى : { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل } وكما في قوله صلى الله عليه وسلم { صم يوما وأفطر يوما } وقوله : { كالذي يصوم النهار ويقوم الليل } ونحو ذلك فإنما أراد صوم النهار من طلوع الفجر وكذلك وقت صلاة الفجر وأول وقت الصيام بالنقل المتواتر المعلوم للخاصة والعامة والإجماع الذي لا ريب فيه بين الأمة وكذلك في مثل قوله صلى الله عليه وسلم { صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة } . ولهذا قال العلماء - كالإمام أحمد بن حنبل وغيره - إن صلاة الفجر من صلاة النهار . وأما إذا قال الشارع صلى الله عليه وسلم : " نصف النهار " فإنما يعني به النهار المبتدئ من طلوع الشمس ; لا يريد قط - لا في كلامه ولا في كلام أحد من علماء المسلمين بنصف النهار - النهار الذي أوله من طلوع الفجر ; فإن نصف هذا يكون قبل الزوال ; ولهذا غلط بعض متأخري الفقهاء - لما رأى كلام العلماء أن الصائم المتطوع يجوز له أن ينوي التطوع قبل نصف النهار ; وهل يجوز له بعده ؟ على قولين هما روايتان عن أحمد - ظن أن المراد بالنهار هنا نهار الصوم الذي أوله طلوع الفجر . وسبب غلطه في ذلك أنه لم يفرق بين مسمى النهار إذا أطلق وبين مسمى نصف النهار فالنهار الذي يضاف إليه نصف في كلام الشارع وعلماء أمته هو من طلوع الشمس والنهار المطلق في وقت الصلاة والصيام من طلوع الفجر . والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر بالنزول إذا بقي ثلث الليل فهذا الليل المضاف إليه الثلث يظهر أنه من جنس النهار المضاف إليه النصف - وهو الذي ينتهي إلى طلوع الشمس وكذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وقت العشاء إلى نصف الليل أو إلى الثلث } فهو هذا الليل . وكذلك الفقهاء إذا أطلقوا ثلث الليل ونصفه ; فهو كإطلاقهم نصف النهار . وهكذا أهل الحساب لا يعرفون غير هذا . وقد يقال : بل هو الليل المنتهي بطلوع الفجر كما في الحديث الصحيح : { أفضل القيام قيام داود ; كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه } واليوم المعتاد المشروع إلى طلوع الشمس بل إلى طلوع الفجر . فإن كان المراد بالحديث هذا وحينئذ فإذا قدر ثلث الليل في أول المشرق يكون قبل طلوع الشمس عليهم بأربع ساعات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ حتى يطلع الفجر } - فقد أخبر بدوامه إلى طلوع الفجر وفي رواية : " إلى أن ينصرف القارئ من صلاة الفجر " . وقد قال تعالى : { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } تشهده ملائكة الليل والنهار وقد قيل : يشهده الله وملائكته . وإذا كان هذا النزول يدوم نحو سدس عند أولئك ; فهكذا هو عند كل قوم إذا مضى ثلثا ليلهم يدوم عندهم سدس الزمان وأما النزول الذي في النصف أو الثلثين : فإنه يدوم ربع الزمان أو ثلثه فهو أكثر دواما من ذلك . وإن أريد الليل المنتهي بطلوع الشمس ; كان وقت النزول أقل من ذلك فيكون قريبا من ثمن الزمان وتسعه وعلى رواية النصف والثلث يكون قريبا من سدسه وربعه وأكثر من ذلك . ومعلوم أن زمن ثلث ليل البلد الشرقي قبل ثلث ليل البلد الغربي كما قد عرف والعمارة طولها اثنتا عشرة ساعة مائة وثمانون درجة فلو قدر أن لكل مقدار ساعة - وهو خمس عشرة درجة من المعمور - ثلثا غير ثلث مقدار الساعة الأخرى لكان المعمور ستة وثلاثين ثلثا والنزول يدوم في كل ثلث مقدار سدس الزمان فيلزم أن يكون النزول يدوم ليلا ونهارا أنه يدوم بقدر الليل والنهار ست مرات إذا قدر أن لكل طول ساعة من المعمور ثلثا فكيف النزول الإلهي إلى السماء الدنيا لدعاء عباده الساكنين في الأرض ؟ . فكل أهل بلد من البلاد يبقى نزوله ودعاؤه لهم : هل من سائل ؟ هل من داع ؟ هل من مستغفر ؟ سدس الزمان والبلاد من المشرق إلى المغرب كثيرة . والإسلام ولله الحمد قد انتشر من المشرق إلى المغرب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها } . وإنما ذكرنا هذا لأنه قد يقال : إن هذا " النزول والدعاء " إنما هو لعباده المؤمنين الذين يعبدونه ويسألونه ويستغفرونه ; كما أن " نزول عشية عرفة " إنما هو لعباده المؤمنين الذين يحجون إليه وكما أن رمضان إذا دخل فتحت أبواب الجنة لعباده المؤمنين الذين يصومون رمضان وعنهم تغلق أبواب النار وتصفد شياطينهم " وأما الكفار " الذين يستحلون إفطار شهر رمضان ولا يرون له حرمة ومزية فلا تفتح لهم فيه أبواب الجنة ولا تغلق عنهم فيه أبواب النار ولا تصفد شياطينهم . وليس المقصود هنا بسط هذا المعنى بل المقصود أن النزول إن كان خاصا بالمؤمنين ; فهم ولله الحمد من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب وإن كان عاما ; فهو أبلغ فعلى كل تقدير لا بد أن يدوم النزول الإلهي على أهل كل بلد مقدار سدس الزمان أو أكثر . فإنه إذا قيل ليل صيفهم قصير قيل وليل شتائهم طويل فيعادل هذا هذا وما نقص من ليل صيفهم زيد في ليل شتائهم ولهذا جاء في الأثر { الشتاء ربيع المؤمن : يصوم نهاره ويقوم ليله } . وإذا كان كذلك - فلو كان النزول كما يتخيله بعض الجهال من أنه يصير تحت السموات وفوق السماء الدنيا وتحت العرش مقدار ثلث الليل على كل بلد - لم يكن اللازم أنه لا يزال تحت العرش وتحت السموات فقط فإن هذا إنما يكون وحده هو اللازم إذا كان كل سدس من المعمور لهم كلهم ثلث واحد ; وكان المجموع ستة أثلاث فإذا قدر بقاؤه على هؤلاء مقدار ثلث ثم على هؤلاء الآخرين مقدار ثلث لزم أن لا يزال تحت العرش أو تحت السموات أو حيث تخيل الجاهل أن الله محصور فيه ; فلا يكون قط فوق العرش .
وأما إذا كان لكل بلد ثلث غير الثلث الآخر ( وأن أول كل بلد بعد الثلث الآخر يقدر ما بينهما وكذلك آخر ثلث ليل البلد الشرقي ينقضي قبل انقضاء ثلث ليل البلد الغربي . وأيضا إن كانت مداخلة فلا بد أن يدوم النزول على كل بلد ثلث ليلهم إلى طلوع فجرهم ; فيلزم من ذلك أن يقدر أثلاث بقدر عدد البلاد . وأيضا فكما أن ثلث الليل يختلف بطول البلد فهو يختلف بعرضها أيضا . فكلما كان البلد أدخل في الشمال ; كان ليله في الشتاء أطول وفي الصيف أقصر . وما كان قريبا من خط الاستواء يكون ليله في الشتاء أقصر من ليل ذاك وليله في الصيف أطول من ليل ذاك ; فيكون ليلهم ونهارهم أقرب إلى التساوي . وحينئذ فالنزول الإلهي لكل قوم هو مقدار ثلث ليلهم فيختلف مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب كما اختلف في المشرق والمغرب . وأيضا فإنه إذا صار ثلث الليل عند قوم ; فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما يقاربهم من البلاد ; فيحصل النزول


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أشياء تعين العبد على الصبر لشيخ الإسلام ابن تيمية فخوره بحجابى المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 10 11 Jan 2013 11:09 AM
شرح الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية أبو سفيان صوتيات ومرئيات المركز . Audio & Video Center 1 13 Mar 2011 09:27 PM
سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية ... (أين الله؟ ) محمد الغماري المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 0 04 Apr 2010 04:19 AM
الحسنة والسيئة ... لشيخ الإسلام ابن تيمية محمد الغماري المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 23 04 Apr 2010 04:08 AM
حمل: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد أبو سفيان المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) 3 09 Sep 2008 03:48 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 04:37 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي