#1
|
||||||||
|
||||||||
القرآن هو مشروع العمر
بسم الله الرحمن الرحيم "إن القرآن لهو بحق مشروع العمر، وبرنامج العبد في سيره إلى الله حتى يلقى الله! وما كان تنجيم القرآن، وتصريف آياته على مدى ثلاث وعشرين سنةً، إلا خدمةً لهذا المقصد الرباني الحكيم! ولقد استغرقَ القرآنُ عُمْرَ النبي-صلى الله عليه وسلم-، وأعمارَ صحابته الكرام جميعاً، فكان منهم من قضى نحبه قبل تمام نزوله، ومنهم من لم يزل ينتظر، حتى جاهد به على تمامه في الآفاق بَقِيَّةَ عمره، إلى أن توفاه الله! لقد عاشوا بالقرآن وللقرآن، وما بدلوا تبديلاً! فكانوا هم الأحق بلقب: "جيل القرآن"، أو "أمة القرآن!".. لقد كان الواحد منهم إذا تلقى الآية، أو الآيتين، أو الثلاث.. يبيت الليالي يكابدها، قائماً بين يدي ربه - عز وجل - متبتلاً! يُلْهِبُ نَفْسَهُ الأمَّارةَ بسياطها، ويبكي ضعفه تجاه حقوقها، وبُعْدَ المسافة بينه وبين مقامها! فلا يزال كذلك مستمرّاً في صِدْقِهِ الصَّافِي ونشيجه الدامي؛ حتى يفتح الله له من بركاتها، ما يرفعه عنده ويزكيه! فإذا كان النَّهَارُ انطلقَ مجاهداً بها نَفْسَهُ، في أمورِ مَعَاشِهِ ومَعَادِهِ، وداعيا بها إلى الله مُعَلِّماً ومُرَبِّياً، أو مقاتلاً عليها عدواً، شاهداً عليه أو مستشهداً! ولم يكن ينـزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- من القرآن آيٌ جديد؛ حتى يكون الآيُ السابق قد ارتفعت له في نفوس أصحابه أسوارٌ عالية وحصونٌ، على قَصْدِ بناء عُمْرَانِ الروح العظيم، الذي بِلَبِنَاتِهِ الفردية ارتفع صَرْحُ الأمة وتألَّف! ولم يزل التابعون وأتباعهم على هذا المنهاج القرآني، في التربية والدعوة والجهاد؛ حتى فتح الله لهم الأرض، ومَكَّنَ لهم فيها قروناً"! -الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله
|
05 Jul 2022, 11:36 PM | #2 |
الحسني
|
رد: القرآن هو مشروع العمر
أختي الفاضلة الكريمة طالبة علم شرعي
نشكر لك مواضيعك المباركة وجزاك الله تعالى عن الجميع خيرالجزاء |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|