#1
|
|||||||||
|
|||||||||
خطبة جمعة : ليلة القدر - فيصل عبدالله الحسني .
حي البلد - فيصل عبدالله عوض . الجمعة 19 رمضان 1445 هـ موضوع الخطبة : ليلة القدر .................................................. .................................... بِسْم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: الحمد لله القائل ( .(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* البقرة:183. والقائل سبحانه إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ماليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر يلم هي حتى مطلع الفجر والصلاة والسلام على النبي القائل من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه والقائل من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين . أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيِثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ عباد الله وأيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون الصائمون .................................................. .................................... لقد قرب رحيل شهر رمضان عنا، فمن قضى أيامه الماضية وعمَّرها بالأعمال الصالحات فليحمد الله عز وجل أن وفقه لذلك، وليبشر بحسن الثواب والأجر. الجزيل من الله، ومن ضيَّع تلك الأيام، ولم يغتنمها فليسارع بالتوبة وطلب المغفرة من الله، فالله عز وجل غفورٌ توابٌ. يتوب سبحانه على من تاب، وليغتنم ما بقي منها فإن الله جلَّ شأنه شرع لنا في تلك الأيام عبادات تزيد العبد قربًا من ربه، وتزيد إيمانه قوة، وتضاعف الحسنات في سجلاته، فهذه الأيام العشر فرصة لمن أحسن فيها أن يزداد، وفرصة أيضًا لمن قصر أن يبادر بالتوبة، وهذا من كرم الله عز وجل وفضله على عباده، والأعمال بالخواتيم كما ذُكر عن النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال: " وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا"(1). روت عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ"(2). وعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ": كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. يَجْتَهِدُ في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ"(7). وفي الأيام العشر الأواخر من رمضان تشرع طائفة من العبادات، كالاعتكاف وتحري ليلة القدر، والإكثار من تلاوة القرآن، والاجتهاد في القيام، والإكثار من الإنفاق في سبيل الله. ليلة القدر من أعظم الليالي على الإطلاق، جاء في فضلها آيات وأحاديث كثيرة، عن أبي هريرة-رضي الله عنه-، قال: لمّا حَضر رمضانُ قالَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكمَ رمضان، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبوابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ"(17). وقد أخفى الله عز وجل هذه. الليلة في العشر الأواخر لما له سبحانه من الحكم، ليعظم الاجتهاد في تحريها ويكثر العمل بالطاعات، والإكثار من الثواب فيها، أنزل الله فيها القرآن جملة واحدة: 2-وصفها ربنا بأنها خيرٌ من ألف شهر: فقال سبحانه: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، ووصفها بأنها مباركة، فقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3] 3-ذكر ربنا تبارك وتعالى أن الملائكة تتنزل بكثرة في هذه الليلة: .قال تعالى: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، وأما الروح فقيل: المراد به جبريل-عليه السلام - 4-وصفها ربنا بأنها سلامٌ: فقال تعالى: { سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] قال ابن كثير: هي سالمة، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى(22). 5-أن الله يغفر لمن قامها إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"(23). اللهم ربنا بلغنا ليلة واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين .................................................. .................................... اللهم ربنا زينا بمكارم الصفات ومكارم الأخلاق ومكارم الآداب برحمتك يا أرحم الراحمين .................................................. ..................................... .................................................. ..................................... اللهم ربنا إهدنا ويسر الهدى لنا وأهدي عامة المسلمين اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب .العالمين اللهم وردنا والمسلمين إليك مرد جميلا. .................................................. ..................................... بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول .قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور . .................................................. ..................................... الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :. الحمد لله أهل الحمد ومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة من يحاول أن يقوم لله بحقه واشهد أن محمد عبده ورسوله غير مرتاب في صدقه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ماجاد سحاب بودقه وما رعد بعد برقه أما بعد فيا أيها الأخوة الكرام الأحبة وياأيها المسلمون ويا عباد الله : .................................................. .................................... قد حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته في تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وحثهم على طلبها، وإصابة فضلها بالعبادة والطاعة. عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ(25). وإهم علامة تعرفنا بليلة القدر تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها: لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا"(31). وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ رَأَى لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَنْ يَكْتُمَهَا، ويدعو بإخلاص نية وصحة يقين بما أوجب مِنْ دِينٍ وَدُنْيَا، وَيَكُونُ أَكْثَرُ دُعَائِهِ لِدِينِهِ، وَآخِرَتِهِ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِنْ رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَاذَا أَدْعُو؟ فَقَالَ: تَسْأَلِي اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ(36). وعَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها-، قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قَوْلِي: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"(37). اللهم ربنا بلغنا ليلة واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين .................................................. ................................... اللهم ربنا إهدنا طريقك القويم وثبتنا على صراطك المستقيم اللَّهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مُنْكَرَاتِ اَلْأَخْلَاقِ، وَالْأَهْوَاءِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَدْوَاءِ اللهم ربنا اهدنا ويسر الهدى لنا اهد عامة المسلمين اللهم.ربنا.أهدنا.لأحسن.الأخلاق.فإنه. لايهدي.لأحسن.الأخلاق.إلا.انت. ....اللهم.ربنا.أتى.نفوسنا.تقواها.وزكاها.أنت.خير.من .زكاها.أنت.وليها.ومولاها اللهم ربنا آلف بين قلوب أمتك يارب العالمين .اللهم ربنا تقبل منا صيامنا وصلاتنا وسائر صالح أعمالنا اللهم ربنا بلغنا رمضان بتمامه وكماله وبلغنا فيه قيام ليلة القدر وأجعلنا فيها من المقبولين الفائزين اللهم ربنا وبلغنا رمضان سنين عديدة وأزمنة مديدة برحمتك يا أرحم الراحمين واجعلنا فيه من المقبولين اللهم.ربنا.آمن.بلادنا.بلاد الحرمين الشريفين من.كل.سوء.ومرض.وفتنة.ووباء.وبلاء.وجميع.بلاد.المسلم ين اللهم ربنا وفق ولي أمرنا لما تحب وترضا وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله وارزقه له البطانة الصالحة وجميع ولاة أمر المسلمين اللهم ربنا وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين (.رَبَّنَا.آتِنَا.فِي.الدُّنْيَا.حَسَنَةً.وَفِي.ال آخِرَةِ. حَسَنَةً.وَقِنَا.عَذَابَ.النَّار وأدخلنا.الجنة.مع.الأبرار.ياعزيز.ياغفار.) .(سُبْحَانَ.رَبِّكَ.رَبِّ.الْعِزَّةِ.عَمَّا.يَصِفُ ونَ.*. وَسَلَامٌ.عَلَى.الْمُرْسَلِينَ.*.وَالْحَمْدُ.لِلَّ هِ. رَبِّ.الْعَالَمِينَ)[الصافات:.180 - 182] .................................................. ....................................
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|