الرهاب.. أسبابه وعلاجه

الرهاب.. أسبابه وعلاجه
المجيب عبدالعزيز بن عبدالله الحسيني
موظف بوزارة التربية والتعليم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب



السؤال
أنا إنسان مستقيم ولله الحمد والمنَّة، ومقبل على إمامة مسجد، ومشكلتي تكمن في الخوف الشديد من مواجهة الناس، فيمنعني هذا الخوف من الصلاة بالناس، ومن إلقاء الكلمات وغيرها من أمور الدعوة، والحالة التي تنتابني إذا هممت مثلاً بإلقاء كلمة أو غير ذلك هي: سرعة ضربات القلب، وعدم وضوح الصوت إذا تكلمت، والتلعثم، وضيق شديد في الصدر، وتصبب العرق. فأرشدوني إلى إيجاد حل لهذه المشكلة.




الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم:
تشخيص الحالة: ما تشتكي منه وتعانيه من الأعراض التي جاءت برسالتك تدل على أنك تعاني نوعاً من أنواع "الرهاب الاجتماعي"، والرهاب مرض منتشر جداً، قلما يسلم منه إنسان في جانب من جوانب حياته، وبالذات في مجتمعاتنا العربية والخليجية خاصة.
أسبابه:
وقد يكون السبب المباشر لانتشار هذا المرض، أسلوب التنشئة الخاطئ في الطفولة، وعدم تشجيع الطفل على المبادرة والتعبير عن النفس، أو عدم السماح له بمقابلة الضيوف والجلوس معهم، وإعطائه الحرية في مشاركتهم أحاديثهم، أو نهره أمام الآخرين، ونقده بأسلوب جارح وحاد..
وقد يكون سببه موقفًا سلبيًّا حصل للشخص، وأثَّر على ثقته بذاته، أو بسبب تجربة فاشلة ولدت ردة فعل وصدمة جعلته يمتنع من تكرار تلك التجربة. وقد يكون سببه الخوف المبالغ فيه من نقد وتقويم الآخرين له..
وقد تكون أسبابه وراثية، أو بيولوجية، بدليل استجابة بعض المرضى للعلاج بالعقاقير.
علاجه: وعلاج ما تعاني منه سهل ميسور، إذ إن إمامة المصلين أو إلقاء الكلمات أمامهم ليست موهبة وهبها الخالق لأفراد قليلين، بل هي طاقة يمكن تنميتها متى ما وجدت الرغبة الأكيدة في أدائها، ووسائل علاج الخوف والقلق المصاحب لذلك كثيرة متنوعة منها؛ "التجربة والممارسة": فهي عامل مهم في اكتساب الثقة بالنفس، وهي مُعينة جداً على إزالة الخوف الذي يحدّ من ثقتك بنفسك، وهي عامل مهم للقضاء على الأوهام التي تنسجها حول تلك الأشياء التي تخاف منها وتقلقك، وبالتجربة والممارسة، ستجد أنك كلما انغمست في أداء هذا الأمر اكتسبت المزيد من الثقة بنفسك، فتبدأ أولاً بإمامة إخوانك في منزلك في صلاة النافلة، ثم تطور نفسك بإمامة المصلين بمكان ناءٍ أو في بعض مصليات المحطات على الطرق، حيث قلَّة المصلين، وعدم معرفتهم لك، وسوف تزيد ثقتك بنفسك أكثر حينما تؤم مجموعة من زملائك، وستزداد ثقتك بنفسك أكثر وأكثر حينما تؤم جماعة حيِّك. وكذا إلقاء الكلمات، فتبدأ أولاً بالقراءة من ورقة أمام أشخاص لا تعرفهم، ثم تختصرها إلى رؤوس أقلامٍ بورقة صغيرة، وهكـذا حتى تصل إلى القدرة على إلقاء الكلمات أمام أشخاص يفوقونك علماً.
ولكن حينما تجد صعوبة في ذلك، أو عدم الانطلاق من تلك التجارب، فهنا لا بد من عرض نفسك على طبيب نفسي متخصص، حيث يقوم بوضع برنامج علاجي سلوكي يسمى"العلاج بالتحصين المنظم": حيث يقوم الطبيب النفسي بتعريضك للشيء الذي تخشى منه، ولا تستطيع مواجهته بالتدريج، حتى يتم إزالة الحاجز النفسي وتستعيد ثقتك بنفسك.
ويمكن أن يتم العلاج أيضاً من خلال "العلاج بالغمر": حيث يقوم الطبيب بغمرك بالحدث مباشرة، مع متابعتك بالسيطرة على انفعالاتك ومشاعرك وتعديل أفكارك السلبية المرتبطة بالخوف من هذا الحدث، وتعويدك على طرد وساوس القلق والجزع والخوف، وإبدالها بأفكار ومشاعر منطقية ومفرحة. حتى إذا أصبحت أمام الأمر الواقع؛ ارتفع الحاجز النفسي، وشعرت بأن تخوفك لم يكن له ما يسوغه.
أما إذا كانت درجة حالتك شديدة؛ فإن للأدوية النفسية فائدة كبيرة، حيث تتناولها قبل الصلاة أو إلقاء الكلمة بوقت كاف [يحدده الطبيب حسب نوع وشدة الحالة] فتعينك بإذن الله على ضبط انفعالاتك واضطراباتك عند أدائك للحدث، حتى يرتفع الخوف ويزول، وتكتشف أن تخوفك لم يكن له ما يسوغه، فتتوقف عن تلك الأدوية مباشرة دون أن يكون لها أي أضرار جانبية.
وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياك الإخلاص في القول والعمل، وأن ينفع بك، وأن يجعلك من عباده الصالحين، وأن يجعلني وإياك ممن يستعمله لخدمة دينه، إنه سميع مجيب، وبالإجابة قدير. وأصلي وأسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=148513

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل وشيخنا الحبيب الغالي الغريب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
نسأل الله الحي القيوم بأن يرتقي موقعنا المتواضع البسيط بكم إلى أعلى درجاته الدعوية والإرشادية والعلمية وأن ترتقوا به إلى أعلى مراتب الدنيا والآخرة لتنالوا من الله سبحانه عظيم الأجر والثواب في خدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم .

نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولا حرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
وشكرا مكررا على إثراء الموقع عن الأنبياء والرسل المصطفين الأخيار وعن ملائكة الله الأبرار وعن بني الجان وأخبارهم وقصصهم وطرائفهم وأحاديثهم .
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخبارهم للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى
حفظكم الله ورعاكم وجميع المسلمين .
دمتم ودام عطاء الخير منكم معنا بإذن الله تعالى
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
وتقبلوا أجمل واطيب دعواتنا
[email protected]
[email protected]
www.rc4js.com
[email protected]
[email protected]
[email protected]
[email protected]